The mansion awaits spring - 1
***
لحسن الحظ، لم يحاول فيزن التحدث مع أبريل أثناء تواجده معها في العربة.
كان دائمًا شخصًا سريع الملاحظة ويدرك كل شيء من تلقاء نفسه، بالطبع، كانت هناك أوقات يتصرف فيها بطريقة سخيفة لتمتعه بروح الدعابة التي تجعل من تواجده مزعجًا.
ربما بسبب الاستجواب الذي لم ينقطع ومنعها من الحصول على قسطٍ من الراحة، أو لشعورها بالراحة لأنها كانت عائدة إلى منزلها.
بدأت أبريل الشعور بنعاسٍ شديد لكنها حاولت المقاومة والبقاء جاهدة لرغبتها في عدم النوم أمام الآخرين، ألا أن فيزن كان له رأيٌ مخالف.
” نامي فقط، أنتِ تبدين مثل دجاجةٍ مريضة تثير الشفقة “.
” ……. “.
” لماذا تحدقين بي هكذا؟ لقد أبديت رأيي لا غير “.
” احتفظ به لنفسك عندما تكون وحيدًا، لأنِ لست بمهتمةٍ به “.
ما كان مثيرًا للسخرية حقًا هو أن هذا الحوار القصير كان اقل شيءٍ مللاً أثناء سَيّر هذه العربة.
حاولت أبريل جاهدةً لمقاومة نعاسها، كما أن فيزن توقف عن التحدث معها.
ومما بدأ له شعر بالشفقة عليها و اعتقد أن تواجده معها حرمها من النوم، لذا انتقل إلى عربة أخرى في نصف الطريق.
لتعلن أبريل استسلامها نعاسها أخيرًا وتخلد إلى النوم
وبعد وصولهم إلى قصر لونوس أخيرًا. ذهب أحدُ رجالِ الشرطة إلى عربة أبريل، لكنه تردد في استكمال فعلته لينادي على فيزن.
” يبدو أنها غفت “.
ليتقدم بول وقبل أن يبدي فيزن رده قائلاً.
” سأوقظها بنفسي “.
” لا لا، لا داعي إلى ذلك سأوقظها بنفسي “.
ليضغط فيزن على صدغيه ليظهر غضبه.
ليسخر بول الذي كان شرطيًا مثلهم و أتبعهُ من مقر الشرطة الإمبراطورية.
” إن كانت نائمة، فما عليك سوى إيقاظها من النوم، ألا تجيد شرطة مقر الأرشيدوقية فعل شيء من تلقاء أنفسهم دون تلقي أوامر عليا؟ “.
ليتحاشى جميع رجال الشرطة التابعين لمقر الأرشيدوقية أنظاره و يفضلون الإلتزام بالصمت خجلاً، لأنهم أدركوا أن بول قد قال الكلمات التي كانت على لسان فيزن .
أرُبما؟ هل تلاشىَ النهج العقلي خلال تلك السنين السبعة التي مضت عليهم؟ من وجهة نظر كِلاً من فيزن و بول أن أفراد المقر الأرشيدوقيِّ يفتقرون إلى الطموح و الجِد و أصبحوا اِتكاليين الآن.
لقد بدأو يفهمون بالفعل سبب نظرات كبار السن لهم أثناء النقر على ألسنتهم وتفوهِهم بعبارات مثل ‘ شباب هذه الأيام’.
على أيةِ حال، لم يكن هناك توافق بين أعضاء شرطة الفرع الأرشيدوقيِّ و الإمبراطوريِّ على الإطلاق حتى في مثل هذه التفاصيل التافهة.
استيقظت أبريل بعد هذه المعركة الصامتة بلحظات و نزلت من العربة.
على الرغم من كونها لم تخرج لأي مكان لمدة سبع سنوات، لم تبدو مستمتعة ومذهولةً بما تراه، بل العكس تمامًا، لم تكن تبدو متمَتِعة وكان وجهها يحمل تعابيرًا قاتمة.
لم تنظر حولها حتى، بدأت سيرها نحو القصر مباشرةً كما لو كانت ممسوسة بشيءٍ ما، ظلت تنظر إلى القصر الذي كان مغطى بالحشائش بتمعّْن، بينما كان رجال الشرطة يحفرون الأرض بالاوتاد هنا وهناك.
[T/b: في العصر القديم كان يتم حفر الأرض بالأوتاد أثناء عمليات البحث و التحقيق عوضًا عن الكلاب البوليسية و الطرق الحديثة الآن].
على عكس ما كانت تراه أبريل في الداخل، لم يكن هناك وصف مناسب لواجهة قصر لونوس الخارجية سوى ” قصر مهجور “.
كان القصر بمساحةٍ ضخمةٍ جدًا، لدرجة كون أكثر من عشرين عاملاً و خادمًا لن يكفوا لتنظيفه و العناية به، أبريل؛ التي نشأت ولديّها أكثر من عشرين خادم مدعومين لها حتى حانت لحظة اعتقالها من قبل الشرطة، لم يكن بوسعها الحفاظ عليه و عنايته لوحدها مثلما كان الوضع في الماضي.
كانت الحُفر التي خلفتها الاوتاد التي ظهرت خلال عملية البحث عن أدلة للتحقيق ولم تُردَم جعلت من مظهر القصر أكثر فضاعة.
إضافة إلى أشجار الشتاء الجافة التي كانت في التل المحاوط للقصر، جعلت المنظر القبيح مكتملاً.
كان المكان مكتضًا بالناس، لكن لم يلاحظها أحدٌ سوى لوغان، الذي كان شخصًا مرحًا ومثلما حاول زرع البهجة في الناس، اظهر اهتمامه بها أيضًا.
” لا تقلقي كثيرًا، بما ان الواجهة الخارجية ذو أساسٍ قوي، بمجرد عملية الترميم سيستعيد شكله المهيب مجددًا “.
أظهرت أبريل ابتسامة استجابةً للطفه.
” هل تعتقد ذلك؟ “.
” بالطبع! ألم تكن لديكِ ذكريات جميلة في هذا القصر؟ “.
” لا أعلم “.
تمتمت أبريل بذلك وهي تحدق بالقصر بلا تعبير يعلو وجهها.
” لا أتذكر “.
” ماذا؟ “.
” لم أنظر إليه منذ زمن، لا فائدة من الحنين على شيءٍ من الماضي الذي لن يعود “.
أدارت رأسها ببطء لتواجه نظرات لوغان لها أخيرًا.
لقد أدرك أنه رأى أبريل لونوس تبتسم لأول مرة منذ لقائهم ببعض، لقد بثت تلك الضحكة الغريبة القشعريرة في لوغان، وليس لوحده، لقد شعر بها بعض الضباط الآخرين أيضًا.
التفت فيزن الذي كان يستمع لتذمر بول عن ضباط المقر الأرشيدوقي لتصطدم نظرته بأبريل التي وقفت متسمّْرة بينما تطايرت خصلات شعرها الذهبي مع رياح الشتاء الباردة.
تلك الكلمات التي حاول أن لا يتذكرها عن الحنين إلى الماضي الذي لن يعود يومًا، تطايرت إليه مع الرياح و وظلت تُردد في كِلتا أُذُنيه.
طوال تلك السبع سنوات التي مضت، لم تفكر أبريل الا في سوء حظها.
ذِكرى سرقة حبيبها أمام عينيها، السخرية والتجاهل التي تلقتهُما من المجتمع نتيجةً لتلِك الواقعة، غضب والديها بسبب تدمر سمعتها، محاولة الاغتيال، ثم الإعدام أخيرًا.
لقد علمت منذ البداية بما كان ينتظر والديها بعد محاولتهما اغتيال خليفة الأرشيدوق، فلن تتمكن من العيش بسلام.
حتى بعد إنتهاء فرض الإقامة الجبرية بشكل رسميّ، كان من المؤكد أن ميلر سيحاول قتلها بطريقةٍ أو بأخرى.
هذه المرة، كانت أبريل من توجه نظرتها إلى فيزن.
ومن جهتهم أيضًا، كان الانقسام بين شرطة المقر الأرشيدوقي و الإمبراطوري واضحًا للعيان، حتى الان، مازالو متضادين عن بعضهم تمامًا مثل الماء والزيت، ولا يتحدث أحدٌ منهم إلا مع الأعضاء التابعين لفرعه.
ان كانت هناك منافسة للترقية فلا محالة من إقصاء ضباط الفرع الأرشيدوقيِّ من قِبَل أعضاء المقر الإمبراطوريّ.
عندما أفكر في وضعهم أيضًا، لم يكن هناك وجودٌ لأساس للتفاهم فيما بينهم منذ البداية.
[T/b: المقصد هنا أن ما في أساس للتفاهم بين أبريل و فيزن مثل وضع أعضاء المقر الأرشيدوقيِّ مع المقر الإمبراطوريِّ ].
سيكلف قصر لونوس ثروة هائلةً فقط في عملية الترميم والصيانة.
و للحفاظ عليه كما كان في السابق، كان من الضروري استعادة بعض الممتلكات لجمع بعض الثروة على الأقل، و لتحقيق ذلك؛ كانت بحاجة الى الشخص الوحيد الذي لديه السلطة للوقوف ضد الأرشيدوق.
في هذه المسألة، كان فيزن ديوس الذي لم يتعب نفسه في إخفاء اي شيء يشعر به مثل مشاعر التعب التي تعلو وجهه الآن من الوضع الحالي بمثابة الدرع المثالي لهذه المهمة.
لكن ما الذي بحوزتها لتقدمه له؟.
قد يكون اعترافها بكونها ساحرة فعلاً هو أكثر ما يرغب فيه في الوقت الحالي لكنها لا تستطيع فعلها.
الشيء الوحيد الذي تعرفه هو.
” هل سبق والتقيت بالأرشيدوقة؟ “.
بعدما سمع سؤال أبريل، نظر فيزن الذي كان يحدث مرؤوسيه إليها.
حتى عندما كان طفلا يافعًا، كان فيزن أشبه بالقطط بشكل واضح.
في الليل، تلك العيون التي تبعث طابع الغموض الفريد لتجعل من الشخص الذي ينظر إليها يشعر بالذنب دون سبب.
أعين جميلة ذو الوان و نظرات جامحة.
اعتقدت أبريل انها لو كانت تمتلك قوة أو سلطة، لكانت طردته من اراضيها هو و رجاله إلى الأبد.
على أية حال، كان الشخص الوحيد الذي تستطيع محاولة الحصول على مساعدةٍ منه في الوقت الحالي.
فأصبح من الضروري معرفة ما يريد لكي يوافق على مساعدتها.
***
***