The mansion awaits spring - 1
***
كان شهر سبتمبر في دوقية لونوس، وهي الإقليم الذي يقع في غرب الإمبراطورية، هو الموسم الذي أصبح تواجد الصيادين فيه مع عائلاتهم أقل، و في بعض الأحيان يصبح أقل بكثير و ينتهي بهم المطاف بالعودة و المغادرة مرة أخرى لوحدهم في أنصاف الليل.
كان معظم الصيادين الفضون منزعجين من مخاوف عائلاتهم، عندما يسمعون مخاوفهم يعاود الخوف المكبوت بداخلهم بالتفشي، و إذا كنت خائفا، فكيف يمكنك التوجه إلى حدود البحر المميتة؟.
ومن ناحية أخرى، تصبح تحيات عوائل الصيادين أكثر مما هي عليه طوال السنة خلال شهر أبريل تقريبًا، ألا وهو شهر تحرر أبريل لونوس، التي كانت رهن الإقامة الجبرية لمدة سبع سنوات، لذلك كُنى شهر أبريل بـموسم التحية، لكن أبريل، التي عاشت بمفردها في قصر لونوس، لم يكن لديها من تلقي التحية عليه منذ سبع سنوات.
لقد جرت المحاكمة في يناير/ كانون الثاني ، أي قبالة ثلاثة أشهر من عيد مولدها الخامس عشر.
بدأت المشكلة عندما وقع خطيب أبريل، ميلّْر ديوس، في حب إمرأة أخرى.
تم القبض على والدي أبريل و هما يحاولان تسميم الأرشيدوق و عائلته، بحجة قيامهما بتشويه سمعة ابنتهم.
إن سكان الإقليم الغربي هم من نسل شعب البحار، و بالنسبة لهم، كانت الخطبة بمثابة ميثاق بأن يدوم الشركاء لمدى الحياة مع بعضهم البعْض.
فـكان قتل الشخص الذي خان إبنتهما هو التصرف الصحيح بـنظرهم.
و في شهر سبتمبر، عندما بلغت الخامسة عشرة من عمرها.
تم تنفيذ الأحكام الصادرة بالإعدام بحق إثنين من أصل ثلاثة من أفراد عائلة لونوس.
تم إعدام رب الأسرة و زوجته، و حكم على أبريل، التي كان عمرها أقل من الـ16 عاما، و هو سن البلوغ القانوني في الإمبراطورية في ذلك الوقت، بالسجن لمدة سبع سنوات مع الخضوع للإِقامة الجبرية.
لم يكن لديها إخوة آخرون، و كان بقية أقاربها يفرون بالهرب من مكان إلى الآخر، خوفا من أن تجرفهم الأمواج التي أغرقت عائلتها.
من كان يظن أن أقوى عائلة في الإمبراطورية باستثناء الأرشيدوقية، سوف تختفي في لحظة كهذه؟.
و مع ذلك، كان والدا أبريل، هادئين و هم ينتظرون يوم تنفيذ الحكم، كما لو كان حدثا مصيريا و مقدرا.
و عندما أدينت أبريل، كانت إبنتهما تكافح كما لو كانت لا تعرف شيئا، و لكن عندما صدر الحكم بالإقامة الجبرية في قصرها، أصبحت هادئة جدا و كأن لا أحد لم يسكن في الداخل من قبل.
و خلال آخر لحظاتهما، تناوب الإثنين ليقولا كلماتهما الأخيرة قبل توجههما إلى موقع الإعدام.
‘ كان سيحدث على أية حال سواءً الآن أو لاحقا ‘.
‘ أحبك ‘.
أبريل، التي صرخت بحزن يفطر القلب إلى أشلاء، لم تتمكن من الرد على أي من كلمات والديها.
لقد ظلت الكلمات عالقة في قلبها من سبع سنوات.
و أجزم الكثير من الأشخاص في الدوقية و من خارجها، حتى القضاة، بأن أبريل التي كانت الوحيدة التي تعرف كيف يمكنها فعل ذلك، لن تتمكن من البقاء على قيد الحياة لسبع سنوات بـمفردها.
لكن أبريل ظلت على قيد الحياة خلال جميع هذه السنوات السبع، بعد تلقي آخر تحيات من والدها الذي غادر للموت مثل صياد في شهر سبتمبر، حتى أنها استطاعت التكيف مع وضعها.
” …..يال الهدوء “.
تمتمت أبريل التي فتحت عينيها عند شروق الشمس مثل أي شخص أخر بذلك وهي تمشط شعرها الذي أصبح متشابكا أثناء الليل.
لقد اعتقدت بأن شخصا ما سيظهر بـصخب بعد إنقضاء الإقامة الجبرية لسبع سنوات و يضرب الوتد بـصوت عال في أروقة القصر الرئيسية.
و لـسبب أخر، فكرت حتى بقيامهم في تنفيذ الإعدام بحقها هي الأخرى في النهاية.
الآَن حتى بعد مضي شهر أكتوبر، لم يصدر أي قرار من ميلر ديوس، الأرشيدوق الحالي لأرشيدوقية ديوس.
يبدو أنه نسي أن يعاقبها أيضا.
لا أصدق، كيف بإمكانه نسيان الأشخاص اللذين الحقوا الشر بحقه، لقد كان ينتقم منهم بدون قصد.
و على الرغم من أنها قضت مدة عقوبتها على أكمل وجه، إلا أن حياة أبريل ظلت كما هي طوال السبع سنوات الماضية.
و مع غروب الشمس، بدأت تحمل شمعدان لكي تشعل مصابيح الطابق الأول و الثاني واحدا تلو الآخر، كما تفعل كل يوم.
تم تركيب مصابيح تشبه شكل سرطان البحر من أجل الآنسة لونوس، التي كانت تكره الظلام.
لكن كان من الغريب أن تضاء مصابيح الغاز العادية.
على الرغم من انسداد أنابيب الغاز لفترة طويلة في قصر لونوس، إلا أن أضواء الغاز لم تكن تعمل بشكل جيد إلا خلال السبع سنوات الطائفة.
لقد كان مشرقا بدرجة كافية لجعلك تشك و تتساءل عما إذا كان هناك فائض من الغاز الذي تم تعبئته آخر مرة منذ سبع سنوات.
سارت أبريل في الردهة و هي تسحب فستانها الطويل أثناء أشعال جميع المصابيح، و كأن هذا هو الجزء الأكثر أهمية خلال روتينها اليومي.
بعد أن قامت بإضاءة جميع المصابيح جيدا.
نظرت أبريل من النافذة المكسورة التي لم تعد تستطيع إغلاقها بسبب كثرة الحركة التي تلقتها الأوتاد التي أصبحت الآن ثابتة بإحكام.
لقد مَّر شهر بعد الإِعفاء.
لا أستطيع الإنتظار لفترة أطول.
لقد كنت أشعر بمرارة حادة في حلقي طيلة هذه السبع سنوات، لكنِ لا أستطيع أن أسمح لهذه العقوبة بالسيطرة على حياتي.
اليوم، عليها أن تكون مركزة تماما بعقل ثابت.
نزلت أبريل إلى الطابق الأول والتقطت فأسًا، ثم همّْتْ بالخروج متجهة ناحية الأوتاد والتقطت واحدًا و بدأت بتكسيره بالفأس.
لن يرحب أحد بذلك و يكون مسرورًا، لكنِ سأخرج.
لأن هنالك شخصا عليّ الخروج لمقابلته.
ميلّْر ديوس.
خطيبي.
المُنْشَق الذي وقع في حب امرأة أخرى.
أعدمت عائلة لونوس من أجل حياته هو و محبوبته، و أتهم أبريل بنفس الشيء.
لم يكن هنالك أي دليل على تورط أبريل بالحادثة، لكن المشاعر كانت المسيطرة.
فرض الحبس بالإقامة الجبرية على أبريل، على الرغم من كونه رجلا متعلما بما يكفي ليعلم بأنه لا ينبغي عليه معاقبة أبريل دون تواجد دليل حسي، فقط بسبب مشاعره.
إذ بقيت في مجتمع الطبقة العليا، لكانت ستعتقد أن ميلر في يوم ما قد يقتل المرأة التي أحبها.
و بما أن والديها فشلا في محاولة إغتيال الأرشيدوق، فـلم يكن من المستغرب بأن يدانا بالإعدام.
كان أسفهم الوحيد أنهما فشلا في قتل الارشيدوق الذي دنس شرف إبنتهما.
لكن الأمر كان مختلفا بالنسبة لها، التي لم تكن تَعْرِف شَيْئًا عما خططا له.
و لكن مثلما لم يتمكنوا من إثبات أي أدلة عن تواطئها معهم، لم تستطع إثبات برائتها وعدم معرفتها بفعلتهم.
كانت أبريل تحتاج لرؤية ميلر لأسباب لا تعد ولا تحصى حتى إن لم تستطع النجاة بعد لقائه، و أن كانت ستنجو فلم تكن لديها سوى أمنية واحدة.
أن تستعيد الشرف.
شرف عائلة لونوس الذي دفع بكلا والديها بالتضحية بحياتهم من أجل حمايته.
و تحقيقا لهذه الرغبة، التي لم يكن لديها الوضع لتحقيقها بأي وسيلة تجوز لها.
إذا كنيت بالشريرة من جميع العالم، فلن تكون فكرة سيئة أن ترتقي إلى مستوى هذا اللقب.
و بعد فترة من التكسير بالفأس، تمكنت أبريل من إسقاط إحدى الأوتدة وهو ما يكفيها للنجاة من برد الشتاء القارص.
فقدت أبريل كل القوة التي في ذراعيها و لم تعد قادرة على رفع الفأس، فأسقطته على الأرض و راحت تسرح في ظلام الليل الحالك.
و بعد أن التقطت أنفاسها، تناولت الشمعدان و مشت.
و بعدما خرجت من منبر الخشب، هبت الرياح الباردة فجأة.
مدت أبريل يدها على عجلة حول الشمعة و نظرت إلى حدائق القصر التي أصبحت مليئة بالأعشاب الضارة بسبب عدم وجود أحد ليعتني بها.
” هنالك الكثير من العمل الذي يقع على عاتقي القيام به “.
ما مدى التغيرات التي طرأت على العالم خلال هذه السنوات السبع الماضية؟.
حتى في دائرتها الإجتماعية السابقة قبل الحكم عليها بالإقامة الجبرية، لم يكن هناك شيء يتغير إلا عند تغير موسم إلى آخر.
قبل كل شيء أساسًا كانت أبريل لونوس شخصا شريرًا حاول قتل الحسناء الذكية هايدي ديوس، الأرشيدوقة الحالية.
لن يتم تغيير المعتقدات التي يؤمن بها الناس بسبب الأرشيدوقية بسهولة.
عرفت أبريل أن حياتها الإجتماعية سيئة منذ أكثر من سبع سنوات.
إذ شاهدها أحد ما على الطريق يقوم الجميع برمي الحجارة عليها، ومع ذلك، كان عليها أن تعيد بناء هذه العائلة.
إذا قمت بإصلاح شيء ما، فإن مشكلتين ستتدفقان عليك بعدها، عليك بالتراجع بين الحين والآخر بأستمرار لكي تستطيع تصحيح شيء ما.
أبريل التي كانت في حيرة فيما ستفعله بعدما نالت حريتها أخيرًا، لاحظت وجود ضوء خافت يقترب.
أبريل التي لم تكن تتمتع ببصر جيد جدا قامت بالنظر بتمعن للتحقق من مصدر الضوء، لكنها لم تكن قادرة على ذلك.
وأصبح الضوء عدة أضواء أكثر سطوعا وأكثر عددا.
كانت مجموعة من ضباط الشرطة تقترب وتلحق الضرر بـبراعم الشجيرات التي نمت إلى المالانهاية.
شعرت أبريل بالظلم تجاه منظر الشجيرات التي تم دهسها.
” لو كنتم اتيتوا أبكر بقليل، فلن تكون هناك حاجة لبذل كل هذا الجهد “.
سارت نحو ضباط الشرطة بينما كانت تقول ذلك.
شعرت بالرغبة في الحديث بشكل محرج مع أول شخص تلتقي به بعد سبع سنوات من العزلة.
لقد انتهت عقوبة الإقامة الجبرية منذ الشهر الفائت لكنهم أتوا أخيرا لإخبارها بذلك.
اعتقدت أبريل أنه من الخطأ أن تبقى صامتة في لحظة كهذه وقررت أن تقول شيئًا ما، ومع ذلك، بينما كانت تفكر فيما ستقوله توقفت عن المشي نحوهم.
لقد كانوا ضباط شرطة ملحين.
ولم تكن هذه البدلات ملابس الضباط اللذين يأتون ليعلنوا رفع الإقامة الجبرية بأي حال من الأحوال.
***
***