The male lead is trying to tame me with money - 59
“هل أصبحتِ صديقةً لهانيلا؟”
لوّحتُ بيدي فورًا لنفي الأمر أمام فيلما.
“مستحيل! إنها مجرد دعوة ليس إلا.”
بدا أن كلماتي طمأنتها، خاصة عندما لاحظت مدى التنسيق الرسمي المبالغ فيه على الظرف، فتنفستْ الصعداء بوضوح.
قالت مترددة وهي تتجنب النظر إليّ:
“أنا لا أقصد أن تكوني صديقتي فقط، ليس لأنني أنانية أو ضيقة الأفق…”
ابتسمتُ ماكرة وأجبتها:
“أوه، لكنني لن أمانع إن كنتِ تريدين أن أكون صديقتكِ الوحيدة.”
اتسعت عيناها مجددًا بدهشة.
“حقًا؟”
“طبعًا.”
بدا على وجهها شعور بالسعادة، لكن سرعان ما هزّت رأسها بلطف وهي ترفض عرضي بأدب.
“لكن في النهاية، سوف تتزوجين الأمير كاسيان، أليس كذلك؟ لا يليق بمن ستكون أميرة المستقبل أن تفعل ذلك.”
احمرّت وجنتاها بخجل وهي تطرح سؤالها بحذر.
‘كيف يمكنها أن تكون لطيفة وناضجة بهذا الشكل في آنٍ واحد؟’
ثم تابعت بخجل، وكأنها تخشى أن تكون وقحة:
“لكن… هل يمكنني أن أعتبر نفسي أقرب صديقة لكِ؟ هل يمكنني أن أشعر بالفخر لكوني كذلك؟”
ضحكتُ قليلًا وقلتُ
“أحقًا تعتقدين أن كوني أقرب صديقة لكِ شيء يستحق الفخر؟”
أومأت بحماس قائلة
“بالطبع!”
في البداية، كنتُ أنا من يُغدق عليها بكلمات الثناء لتعزيز ثقتها بنفسها وملء فراغها العاطفي..
لكن عندما ردّت بهذه السرعة، دون أي تردد أو شك، شعرتُ أنني أنا من يتلقى الدعم المعنوي بدلًا من تقديمه.
‘هل تأثرتُ بالكلمات القاسية التي سمعتها طوال فترة عملي كمساعدة لكاسيان؟’
لطالما ظننتُ أنني لم أكترث لأوصاف مثل “مجرد ابنة بارون تافهة” أو “لا تعرف الخجل”.
لكن الآن، وكأن هذه الكلمات اللاذعة قد تلاشت تمامًا..
دون وعي، شعرتُ بالخجل مثلها، فمددتُ يدي وأمسكتُ بيدها بإحكام.
“أنا سعيدة جدًا، فيلما.”
بالفعل، السيدة لوبيز هي نوري الجميل وعلاجي النفسي في آنٍ واحد.
***
ترافق عبق دافئ مع تصاعد البخار من شاي الأعشاب الذي أعدّته جوان، ومن قهوتي الخفيفة..
وبينما كنا ننتظر تحضير الشاي، شرحتُ لفيلما سبب وضع بطاقة دعوة الآنسة هانيلا على رأس الرُزم.
“أنتِ تفكرين في حضور حفلة الشاي التي تستضيفها الآنسة هانيلا؟”
قفزت فيلما مندهشة من الفكرة.
“آه، هل تتزامن مع الدعوة التي كنتِ ستقدمينها لي؟ في هذه الحالة—”
كنتُ على وشك إخبارها بأنني بالطبع سأفضّل قضاء الوقت معها، لكن قبل أن أتمكن من ذلك، ناولت دعوتها للخادمة بحركة حازمة ثم نظرت إليّ بجدية..
“في-فيلما؟”
“يجب ألا تذهبي وحدك.”
مرّت لمحة من القلق في عينيها الرماديتين الباهتتين..
“فهمتِ؟ سأذهب معكِ إلى تلك الحفلة.”
لِمَ كل هذا الإصرار؟
حسب ما أذكر، لم تكن علاقتها مع الآنسة هانيلا جيدة إلى هذا الحد…
في القصة الأصلية، كانت تتظاهر بكونها صديقة لها، ثم خانتها لاحقًا وأُلقي اللوم كله على فيلما في حادثة محاولة تسميم روزليتا.
بينما في الواقع، كانت الآنسة هانيلا هي من دبّرت الأمر وقامت بتبديل الدواء.
ولهذا، كنت أخطط لاستغلال الحدث هذه المرة للإيقاع بها، مما يجعل دعوتها لي فرصة مثالية.
من الطبيعي أن تكون هانيلا، خطيبة الأمير الأول تشارلي، ذات كبرياء شديد تجاه نٓسٓبِها ومكانتها.
حتى في حفلة الأمس…
“قد يكون حصولكِ على عرين التنين أمرا نادرًا، لكنه لن يمنحكِ النُبل.”
رأيتها كيف ارتجفت عيناها للحظة، تمامًا كما تفعل الإمبراطورة، عندما سمعت الآخرين ينادونني بـ “خطيبة الأمير الثاني.”
ثم أضافت بابتسامة متكلّفة
“آه، لكن لا تفهميني خطأ. أنا أراكِ بإيجابية. فمن الجيد أن يكون هناك تنوع في العائلة الإمبراطورية، كي تستوعب مختلف وجهات النظر، أليس كذلك؟”
بينما كان الأمير تشارلي يرقص مع نبيلة أخرى، صبّت غضبها عليّ بتلك الكلمات المزيّنة بالسمّ..
بالطبع، لم أعِرها اهتمامًا يُذكر.
“الأمير كاسيان، ألا ينبغي أن ترقص مع سيدات أخريات أيضًا؟”
“ولِمَ أفعل؟ عيناي لا تريان إلا روز.”
“لكن الآنسة هانيلا تقول إن التواصل مع الجميع يوسع الأفق. لا أريد أن أبدو ضيقة الأفق.”
“لا، الضيق ليس فيكِ، بل فيّ. أخشى أن يسرقكِ الآخرون إذا ابتعدتُ عنكِ للحظة، لذا لا أستطيع ترككِ.”
على الأقل، نلتُ منها قليلًا..
منذ أن بدأت الشائعات عن إعجاب فيلهيلمينا بالأمير كاسيان، ازدادت غطرسة هانيلا التي أصبحت خطيبة الأمير الأول.
كما أنها أصبحت ترفض الدعوات للرقص مع أبناء النبلاء الآخرين بازدراء، مما جعلها تقضي معظم الوقت وحدها عندما يغيب الأمير تشارلي.
لذا، لم أتوقع أن تُرسل لي دعوة، لكن من حسن حظي أنها فعلت.
كنتُ أتوقع أن تحاول التلاعب بي، لذا كنتُ مترددة بشأن اصطحاب فيلما، خشية أن تشهد موقفًا غير سارّ..
لكن—
“بصدق، روزليتا، أنتِ ساذجة جدًا، وهذا يقلقني.”
“…ماذا؟”
‘أنا؟ ساذجة؟!’
بينما كنتُ أفكر في رد، أضافت ويلما بجدية، مرفقة كلامها بصفة لم أكن أتوقع سماعها عني..
“هل تعلمين ماذا قالت الآنسة هانيلا عنكِ في حفلة الأمس؟ أعلم أنكِ لطيفة وقد تذهبين رغم ذلك، لكن!”
مالت للأمام وهزّت رأسها بحزم..
“لقد أخبرت الآخرين أنكِ أدنى منها، لذا لن تتمكني من رفض الدعوة، ونصحتهم باغتنام الفرصة لطلب خدمات منكِ أثناء الحفلة!”
كانت تشتعل غضبًا أكثر مني.
“أنتِ طيبة القلب، وربما تجدين صعوبة في الرفض، لكن هانيلا لا ترى الأمر بهذه الطريقة.”
تألّقت نظرتها بدفء غريب، لكنني تجاهلت ذلك عمدًا.
“لهذا السبب، سأذهب معكِ. سأحميكِ.”
بالطبع، كان بإمكاني الذهاب وحدي وتحويل حفلة الشاي إلى مهزلة، وإحراج الآنسة هانيلا بسهولة.
لكن…
“حسنًا، فيلما. قضاء الوقت معكِ هو سعادتي.”
قررت أن أسمح لنفسي بتلقي القليل من الحماية هذه المرة.
***
في اليوم التالي، بينما كنت أستعد لحفل الشاي، وصلتني هدية من كاسيان في توقيت مثالي..
‘هل يعرفني جيدًا إلى هذه الدرجة؟’
صحيح أنني راقبت الآنسة هانيلا قليلًا خلال الحفل، لكن أن يتمكن كاسيان من توقع هذا الأمر من مجرد ملاحظاتي؟
حتى الآن، كانت الهدايا التي أرسلها لي مقتصرة على فساتين للمآدب المسائية، الحفلات الراقصة، أو ملابس للخروج.
ولأنني لم أكن أنوي التأنق بشكل مبالغ فيه لحفل الشاي، فقد خططت لارتداء فستان بسيط من فساتين السهرات الخفيفة، مع بعض الزينة والإكسسوارات الأنيقة..
“وصل في الوقت المناسب تمامًا، هذا أفضل بكثير من ارتداء شال أو تثبيت بروش إضافي.”
علّقت جوان بمكر، وكأنها تسخر مني، قائلة إن سمو الأمير لديه بعض الذوق الجيد، لحسن الحظ.
بصراحة، لم أكن أذهب عادة إلى حفلات الشاي بين الفتيات في مثل سني، لذا كنت أرى شراء فستان مخصص لهذا الأمر إهدارًا للمال، لكن بدلًا من أن يُقدّٓر ذلك، وجدت نفسي موضع سخرية!
ورغم شعوري بالظلم، إلا أنني قبلت لطف كاسيان بامتنان.
إضافةً إلى ذلك، كان من الواضح أن هذه الهدية ستكون وسيلة فعالة لإغاظة الآنسة هانيلا وإثارة غيرتها.
بمساعدة جوان، صففت شعري، ووضعنا مكياجًا خفيفًا يناسب مناسبة كهذه..
أما الفستان الذي أرسله كاسيان، فقد كان مصنوعًا من قماش عاجي اللون، بملمس ناعم وسماكة طفيفة تتناسب مع الطقس البارد.
امتدّ الدانتيل الرقيق بطريقة أنيقة من الأكتاف حتى العنق، مع تطريز متقن على الأكمام، مما أضفى عليه لمسة راقية.
اخترت إكسسوارات صغيرة الحجم لا تبدو مبالغًا فيها، وارتديت المعطف الذي جاء مع الفستان، وبذلك كنتُ مستعدة تمامًا.
لم يمر وقت طويل حتى وصلت فيلما.
ما إن صعدنا إلى العربة حتى صَفّقت بفرح قائلة
“الفستان يليق بكِ جدًا اليوم، روزليتا! هل اخترته بنفسكِ؟”
“كلا، أرسله لي سمو الأمير كاسيان، وكأنه قرأ أفكاري.”
“سموّه فعل ذلك؟!”
أضاء وجهها بسعادة، وكأن الأمر أسعدها أكثر مما أسعدني.
“إنه يهتم بكِ كثيرًا، أشعر بارتياح حيال ذلك… وأيضًا—”
ثم ظهر على شفتيها، على غير عادتها، ابتسامة باردة.
“أتشوق لرؤية رد فعل الآنسة هانيلا.”
التفتت إليّ محذّرة
“فهمتِ، أليس كذلك يا روز؟ عليكِ فقط أن تبتسمي برقي اليوم. سأكون هنا لحمايتكِ!”
ضحكت فيلهيلمينا بسعادة واضحة، وبما أن سعادتها كانت تعنيني أكثر من أي شيء آخر، اكتفيت بالإيماء برأسي موافقة.
***
عائلة هانيلا اكتسبت نفوذها في السنوات الأخيرة بفضل الاستثمارات التجارية الحديثة.
من حيث الثروة، كانت دوقية آشوود، عائلة المساعد الثاني للأمير الثاني، وعائلة دوقية لوبيز، عائلة فيلما، أغنى بكثير.
لكن داخل العاصمة، كانت عائلة هانيلا الأسرع من حيث تدفق الأموال والسيولة النقدية.
قبل عشرين عامًا، كان اسمهم بالكاد يحافظ على مكانته بين النبلاء، لكنهم تمكنوا من الصعود بسرعة، مما جعلهم مهووسين بالشرف والمظاهر الفخمة..
قبل عشر سنوات، اشتروا عدة عقارات متجاورة تعود لعائلات نبيلة قديمة انهارت، وهدموها ليبنوا قصرًا ضخمًا ينافس حجم القصور الريفية في أقاليم النبلاء.
نظرًا لكونه أحد أحدث المباني في العاصمة، فقد بدا في غاية الفخامة، بلا أي أثر للزمن على جدرانه وزخارفه.
لكن، حتى داخل ذلك القصر الباهر، كانت الآنسة هانيلا تبرز أكثر من أي شيء آخر.
واستقبلتنا بابتسامة متعجرفة
“إنه لشرف عظيم! أن يستقبل منزلي المالكة الشهيرة لعرين التنين النادر، الآنسة ساليس، ومعها السيدة لوبيز النبيلة الرفيعة.”
نظرت حولها بفخر، وكأنها تثبت للحضور صحة ما سبق أن قالته لهم..
لكن قبل أن تتمكن من التفاخر أكثر، فتحت فيلهيلمينا شفتيها وتحدثت بصوت ناعم وأنيق…