The male lead is trying to tame me with money - 45
“صحيح، بما أن قصر الشتاء قد حصل على مساعد جديد، فسيكون من الضروري تعيين بديل.”
ألقى الإمبراطور نظرة عميقة تحمل رسالة واضحة: “احرص على القيام بذلك.”
‘إنها النظرة التي تعني أنه يريد فرض المزيد من العمل.’
حقًا، لا ضمير لديه. حتى الآن، حتى لو كان لدينا عشرة موظفين إضافيين، لا يمكننا ضمان المغادرة في الوقت المحدد.
“هل قصر الصيف سيعين مساعدا جديدًا أيضًا؟”
“نعم، جلالتك. ولكن قصر الصيف لديه عدد كافٍ من الإداريين بالفعل، لذلك لن يكون العدد كبيرًا جدًا، فكل مساعد لديه بالفعل ثلاثة اداريين.”
ابتسمت الإمبراطورة برقيّ بينما ارتشفت قليلًا من عصير الليمون..
“مساعدو قصر الصيف يعملون بجد، سمعت أن تشارلي أصدر أمرًا بعدم إهدار الميزانية عبثًا.”
الآن بعد انتهاء موسم التسوية المالية، أصبح من السهل معرفة الأعداء من الحلفاء.
كان تعليقًا مباشرًا ينتقدنا.
باختصارهي تقول : أليس أنتم من استغل الحد الأقصى لعدد الإداريين المتاح لكل مستشار؟
لكنها أغفلت حقيقة أن لدينا مساعدة واحدة فقط. هذا ظلم كبير..
أما الإمبراطور، المستفيد الأكبر من قصر الشتاء، فاكتفى بالضحك بخفة.
“تشارلي محظوظ بأتباعه المخلصين.”
أما الأمير تشارلي، الذي وجد نفسه فجأة محور الحديث، فاكتفى بالتنهيدة قائلاً: “نعم…” وهو يبدُو فاقدًا لشهيته..
لكن الإمبراطورة لم تتوقف عند هذا الحد.
“جلالتك، إن ركزتم على القصرين الصيف والشتاء فقط، فسيقول المتطفلون إنكم تفضلون أحدًا على الآخر.”
“همم؟”
نظر الإمبراطور إلى الإمبراطورة وكأنه يطلب منها المتابعة.
نهضت ببطء، وانحنت قليلًا باحترام قبل أن تتحدث..
“الأمير الرابع يبلغ من العمر احدا عشر عامًا، وسيحتفل بعيد ميلاده الثاني عشر قريبًا.”
“صحيح.”
“إذا أخذنا في الاعتبار أن الأميرين تشارلي وكاسيان عيّنا مساعديهما عندما بلغا العاشرة، فهذا يعني أنني تأخرت في الاهتمام بهذا الأمر.”
ثم التفتت الإمبراطورة بابتسامة نحو الجالسة في المقاعد الخلفية، المحظية الثانية للإمبراطور..
“لم يكن الأمر مقصودًا، فلا داعي لأن تشعري بالضيق، المحظية الثانية العزيزة.”
“لا أفكر بهذا الشكل، جلالتك.”
ردّت المحظية الثانية، التي كانت منشغلة برعاية أطفالها، بينما كانت تحاول إخفاء شحوب وجهها..
“مساعدٌ للأمير الرابع…”
تمتم الإمبراطور وهو يلمس ذقنه بتفكير، عندها اقتربت الإمبراطورة منه بخفة، ووضعت يدها على كتفه برقة..
“لطالما كنتَ قلقًا بشأن هذا الأمر، أليس كذلك؟ فمع تزايد الأعباء في القصر الإمبراطوري، يصعب على تشارلي وكاسيان تحمل كل شيء بمفردهما.”
بعبارة أخرى، كانت الإمبراطورة تسعى لتقليل نفوذ كاسيان بهذه الحجة.
بالطبع، إن خُفّف عنا بعض العبء، فلن نمانع كثيرًا، لكن…
‘هل سيوافق هذا الإمبراطور الماكر حقًا؟’
وضع الإمبراطور يده فوق يد الإمبراطورة وربّت عليها بلطف، وارتسمت على وجهه ابتسامة رضا..
“لا أحد يفهمني مثلكِ، إمبراطورة.”
“الجميع كانوا يدركون ذلك، لكنني فقط تجرأت على قوله.”
ضحك الإمبراطور بصوت منخفض..
“حسنًا، في هذه الحالة، قد يكون من الأفضل تعيين مساعد للأميرة الثالثة أيضًا. فهي بلغت العاشرة من عمرها هذا العام.”
“قرار حكيم، جلالتك.”
“مع انضمام العديد من الأشخاص إلى القصر الإمبراطوري، ستكون هناك حاجة للتدريب لتجنب الفوضى.”
بوجه يحمل معنى خفيًا، نظر الإمبراطور نحوي ونحو كاسيان..
“يقال إن إداريي قصر الشتاء أكفاء بفضل المساعدة الأولى، روزليتا، أليس كذلك؟”
“إنك تبالغ في مدحي كثيرًا، جلالتك.”
“التواضع المفرط قد يكون عدم احترام أيضًا.”
كان واضحًا أن الإمبراطور قد اتخذ قراره..
“لذلك، سيتولى قصر الشتاء—”
توقف للحظة، ما أثار شكوك الإمبراطورة، ثم حوّل نظره بهدوء نحو الأمير الأول، تشارلي..
“لا، بما أن قصر الصيف تلقّى تدريبًا مؤخرًا، فمن الأفضل أن يتولى تشارلي المسؤولية.”
ارتفع حاجبا الإمبراطور بمرح، وفي اللحظة ذاتها ارتفع حاجبا الإمبراطورة أيضًا..
“-هل لديكِ اعتراض، إمبراطورة؟”
يبدو أنها فقدت السيطرة على قوة ضغط يدها على كتف الإمبراطور، فسارعت إلى سحبها بهدوء، واستعادت مظهرها الهادئ..
“كيف يمكن ذلك، جلالتك؟ فقط كنت أعتقد أن هناك شخصًا أكثر كفاءة…”
“هل تقولين إنني اخترت الشخص الخطأ؟”
ألقى الإمبراطور عليها نظرة ساخرة..
ترددت للحظة، ثم استعجلت الأمير تشارلي:
“ماذا تنتظر، يا أمير؟ ألم تسمع أن جلالته يثق بك؟”
حقًا، كانت بارعة في التلاعب بالكلمات..
“سأمتثل لأوامرك، أبي.”
“جيد. أما أنت، كاسيان.”
“نعم، جلالتك؟”
“عندما سمعت عمر الأمير الرابع، تذكرت طفولتك.”
ابتسم الإمبراطور بلطف..
لكنني وكاسيان توقفنا عن الحركة في اللحظة ذاتها.
“إذاً، الأمير الرابع في العمر المثالي. بل إنه أكبر منك بعام عندما…”
عندما ماذا؟
عندما أُرسل كاسيان لأول مرة إلى ساحة المعركة، وكان عمره أحد عشر عامًا..
***
“… لقد فقد عقله تمامًا.”
بعد انتهاء الإفطار وعودته إلى مكتبه، فكّ كاسيان ربطة عنقه بخشونة وهزّ رأسه..
“هل نسي كيف كنتُ على وشك الموت حينها، ونجوتُ بأعجوبة؟”
كنت أفهم كلماته بعمق شديد، لأنني أنا من أنقذ حياته في معركته الأولى..
كل ذلك كان بسبب ازدراء الإمبراطور المتجاهل لكاسيان، وطمع الإمبراطورة..
رغم أن الإمبراطور أعلن رسميًا أن كاسيان ابنه الشرعي وفقًا للمعبد، إلا أنه كان يعامله وكأنه مجرد دليل على خيانته.
كان منزعجًا من أن ولادة ابن يُقال إنه مكروه من قبل الحاكم قد جعلت سلطته عرضة لتدخل المعبد، حتى أنه أطلق شائعات سخيفة بأنه قد لا يكون ابنه الحقيقي..
أما الإمبراطورة، فقد استغلت مشاعره ببراعة شديدة..
‘إذا عاد من تطهير الوحوش الشريرة، فقد يرفع ذلك اللعنة عنه. فهو بذلك يعاقب من أذنب بحقهم بيديه.’
(في حال مش متذكرين، العائلة الامبراطورية عيونهم زرقاء وكاسيان بنفسجية، فاعتبروا ذا لعنة)
رحّب الإمبراطور بهذه الفكرة، ودفع بابنه البالغ من العمر أحد عشر عامًا إلى حافة الموت..
سواء قُتل في المعركة أو نجا منها، لم يكن الأمر يُحدث فارقًا بالنسبة له.
‘كان يرى في ذلك فرصة للتخلص من الدَّين الذي يعتقد أنه مدين به للمعبد.’
يا له من شخص مرعب.
لكن الإمبراطورة لم تحسب حساب شيء واحد: كاسيان أرتيز لم يكن مجرد طفل مهمل، بل عبقري علّم نفسه فنون القتال.
كان يراقب تدريبات الفرسان سرًا، يقلدهم ويُشهر سيفه في الخفاء. وبفضل ذلك، تمكن في سن العاشرة من الفوز ببطولة القتال الإمبراطورية للمبتدئين..
‘صحيح أن هذا الإنجاز هو ما أدى إلى إرساله إلى ساحة المعركة في المقام الأول…’
ولكنه كان أيضًا السبب في بقائه على قيد الحياة وشق طريقه حتى وصل إلى مكانته الحالية..
“الأمير الرابع مشهور بكونه ضعيفًا ولا يغادر مكتبه أبدًا.”
“صحيح، ومع ذلك يريدون إرساله إلى الجبهة.”
“هذا يعني أن جلالته يريدك أن تغادر العاصمة.”
تنهد كاسيان بعمق عند سماع كلماتي..
الطريقة الوحيدة للأمير الرابع لتجنب هذا المصير كانت مغادرة القصر..
الإمبراطور كان يعلم جيدًا أن كاسيان لم يكن قاسيًا على إخوته، لذا استغل هذه النقطة لصالحه..
رغم أننا منعناه من زيادة عبء العمل عن طريق توفير دليل تعليمي مسبق، فهو الآن يحاول التصرف بهذه الطريقة ردًا على ذلك..؟
“إنه يحاول إضعاف نفوذ الإمبراطورة، وأيضًا التأكد من أنك لا تزداد قوة أكثر من اللازم.”
“نعم، إذا خرجت لتطهير الوحوش، فقد يستغرق الأمر عدة أشهر. بالإضافة إلى أنني لم أترك العاصمة منذ أربع أو خمس سنوات، لذا فإن الوقت قد حان للقيام بذلك.”
“فرسان الإمبراطورية يتبعونك بإخلاص شديد.”
رفع كاسيان كتفيه كأنه يقول: “هذا ليس خطأي.”
بالنسبة للإمبراطور، كان لديه العديد من الأبناء، لذلك اختفاء أمير أو اثنين لم يكن ليشكل مشكلة كبيرة بالنسبة له..
‘إذا خرج الأمير الرابع إلى جبهة المعركة دون قيادة صحيحة، فهناك احتمال كبير لوقوع ضحايا في صفوف الفرسان الإمبراطوريين. وإذا حدث ذلك، فقد يؤدي إلى استياء تجاه كاسيان أيضاً.’
لم يكن من المستحيل على كاسيان رفض الذهاب، لكن وجود احتمال ضئيل كان كافيًا لجعل الإمبراطور يستغل الموقف..
“ومن المحتمل أيضًا أنه لن يسمح لي بأخذكِ إلى الجبهة.”
“لأن لديك الآن مساعدًا جديدًا، فلم يعد من الضروري أن أذهب معك؟”
“بالضبط.”
ضحك كاسيان ساخرًا واقترب مني، ممسكًا خديّ بين يديه..
“يبدو أن جلالته يريد اختبار شيء ما.”
“هل يريد معرفة ما إذا كنت أستطيع مواجهة الإمبراطورة بمفردي؟”
أومأ برأسه..
بعبارة أخرى، حقيقة أنني كنت أواجه الإمبراطورة علانية قد أزعجت الإمبراطور.
حتى لو كان قد اعترف بي كخطيبة، فإنني في النهاية “مجرد ابنة بارون.”
بصراحة، لم يكن الأمر يخلو من القلق.
“إذا كان يفكر بهذه الطريقة، فهو مخطئ تمامًا.”
“أعلم.”
“دائمًا ما تقول إنني الشخص الوحيد الذي يستطيع التعامل معك.”
ابتسم كاسيان بخبث وهمس: “وهذا صحيح، لذا لا تتخلي عني.”
تجاهلت كلامه وابتسمت..
“وأنت أيضًا، ألست الوحيد الذي يستطيع التعامل معي؟”
هل يعرف كم يدفع لي من التعويضات الى المزايا؟
إذا لم أتلقَ راتبي، فلن أعمل أبدًا!
في اللحظة التي يذهب فيها كاسيان إلى الجبهة، سأصبح موظفة مثالية تخرج من العمل في الوقت المحدد كل يوم!
لكن في الوقت نفسه، لم أستطع منع عقلي من وضع خطة سرية للتعامل مع الموقف، كما اعتدنا دائمًا..
طَرق، طَرق.
بينما كنا نتبادل الحديث، سُمع طرق خفيف على الباب.
شعرت بإحساس غريب، ففتحت الباب بحذر، لأجد…
“مرحبًا، نونا.”
أمير صغير ذو شعر بني فاتح وأسنان أمامية ناقصة، ينحني ليحييني بابتسامة لطيفة..