The male lead is trying to tame me with money - 37
بفضل انحناء كاسيان المبالغ فيه، تلاشت قليلاً وضعيته المستقيمة المفرطة التي تميزه..
“حقًا، يجدر بك أن تكون ممتنًا لسعة صدري.”
“كيف لي ألا أدرك مدى كرم قلبكِ، آنستي؟”
كان يبتسم بلطف وهو يجاملني ببراعة..
‘…يبدو أنك تستمتع بذلك، سموك.’
مرّ عام ونصف منذ أصبحت مساعدته، وبدأت أشعر أن هذا كله ليس سوى هواية لكاسيان وطريقة لتخفيف توتره..
كما أن شخصية الفتاة المتعجرفة التي ابتكرتها استنادًا إلى قاعدة بياناتي الضخمة من الروايات لم تكن سيئة على الإطلاق..
“انظروا إلى ذلك، كم هو تصرف غير لائق. أي عائلة تنتمي إليها تلك الفتاة لتتصرف بهذه الطريقة في مثل هذا المكان؟”
“انظروا الى ملابسها، يبدو أنها تظن أن مجرد ارتداء شيء باهظ الثمن يجعلها نبيلة.”
كان من الواضح أنهم يحاولون استعراض ذوقهم وانتقاد الآخرين..
“تشه، إن عاملت خدمها بهذه الطريقة، فلن يكون مصيرها جيدًا في المستقبل. حتى لو كان الخادم عديم الفائدة، كان عليها معاقبته سرًا بدلًا من إثارة الجلبة.”
“أجل، ثم ستعود إلى المنزل وتنسى كل ما فعله ذلك الخادم. وانظروا إلى ملامحه الماكرة، أليس هذا الوجه قادرًا على اغواء سيدة ساذجة؟”
لم يكن الأمر مجرد انتقاد، بل كان هناك أيضًا غيرة واستياء خفيان..
لكن هذا هو الجزء المهم.
“هُووف، يبدو أن كل ما قيل عن التسوق في إيليوم كان محض هراء.”
“أنتِ على حق، آنستي. لم تستخدمي حتى عُشر المبلغ الذي خصصه لكِ السيد.”
“أليس كذلك؟ حتى المجوهرات هنا رديئة الجودة. يا لها من مضيعة للوقت.”
بدأت عمداً في التفاخر بمدى ثرائي..
نظرًا لأن الجميع كان يراقبني، لم يكن من الضروري حتى أن أرفع صوتي؛ مع ذلك، لاحظت أن بعضهم بدأ يولي اهتمامًا خاصًا لكلماتي.
“حتى كازينو العاصمة كان مملًا للغاية. لماذا لا يوجد شيء ممتع؟”
ثم رفعت مروحتى وضربت بها كتف كاسيان.
“هذا لأنك لم تتحقق جيدًا! هل يبدو كلام أبي عن عدم السماح لي بالشعور بالملل وكأنه مزحة لك؟”
“لذلك أحضرتكِ إلى هنا. سمعت أن هذه السفينة السياحية تعرض أشياء نادرة اليوم.”
“ماذا؟ ثم هل سيظهرون حوريات البحر؟”
“ل-لا، ليس إلى هذا الحد…”
خبط-
رفعت مروحتي وضربت كتفه مرة أخرى، لكن هذه المرة كان الصوت مرتفعًا فقط دون أن يكون الألم حقيقيًا..
بدت نظراته وكأنه مستاء قليلًا، لكنه لم يقل شيئًا.
‘مهما يكن، لا يمكنني صفع رئيسي حقًا!’
التحدث بوقاحة وضرب كتفه شيء، لكن صفع وجهه؟ حتى لو كنت متنكرة، فإنني أعرف من يكون! كيف يمكنه أن يطلب مني شيئًا قاسياً كهذا؟
حين اعترضت، رفع كاسيان زاوية فمه قليلًا لكنه سرعان ما تحدث وكأنه يبرر لنفسه..
“لكن، على الأقل… السفينة تبدو رائعة، أليس كذلك؟ لم تستمتعي أبدًا بسفن إيليوم السياحية رغم وجودكِ هنا لفترة.”
“همف! هل تعتقد أنني سأستمتع بركوب شيئ قديم ومتخلفٍ كهذا؟”
‘آسفة، فيلما.’
اعتذرت في داخلي لصديقتي بعد أن تفوهت بتلك الكلمات.
“ثم انظر! تحتاج إلى دعوة للصعود! يا لك من خادم غير كفء.”
لقد حان الوقت لجذب الفريسة..
تساءلت للحظة إن كنت سأضطر إلى ضربه على خده حقًا، لكن قبل أن أفعل، قاطعنا صوت هادئ ومتعمد.
“يا آنستي الراقية، لا تجهدي صوتك بلا داعٍ.”
اقترب منا رجل ذو ملامح ماكرة، ضامًّا يديه وانحنى قليلًا.
“حتى لو لم تبدُ السفينة مثيرة للاهتمام من الخارج، فإن الداخل سيُبهر عينيكِ بلا شك.”
بدأ الرجل بفحصي بسرعة— عنقي، ذراعي، أصابعي، كاحلي الذي ظهر للحظة، وحذائي..
كان يقيم ثمن ملابسي وما إذا كانت كلماتي مجرد تفاخر فارغ أم لا.
تظاهرت بعدم ملاحظة نظراته الحادة وأجبت بنبرة متذمرة.
“يبدو لي أنه مضيعة للوقت، هل أنت المدير؟ هل يمكنك ضمان ما تقوله؟”
“بالطبع، يا آنستي. في هذه الليلة، سنوفر لكِ مشاهد مبهرة حقًا.”
ثم همس بصوت بالكاد سُمع لكاسيان..
“كما أن لدينا عرضًا خاصًا من الشباب الوسيمين، وطعامًا لذيذًا لدرجة أنه سيجعلكِ ترين الهلوسات.”
“هممم…”
حافظت على تعبير غير مبالٍ، وكأنني غير مهتمة..
“هممم. وأيضًا، قد لا يكون هناك حوريات بحر، لكن هناك أشياء نادرة جدًا ستُعرض في المزاد الليلة.”
“كل هذا الحديث، لكني ما زلت غير مهتمة.”
لوّحت بيدي بلا مبالاة..
“لا تكوني قاسية يا آنستي، فقط امنحينا بعضا من وقتك الثمين الليلة.”
كانت عيناه تمتلئان بالطمع والرغبة..
“عادةً، لا نمنح دعوات السفينة إلا لطبقة النبلاء العليا، لكننا نود تقديمها لكِ كضيفٍ مميز.”
يا له من كاذب.
ومع ذلك، نظرت إلى الدعوة المزخرفة أمامي التي قدمها الرجل الفخور، ثم مددت يدي ببطء..
“إن كان مملاً، فاستعدوا للعواقب.”
أطلقت تحذيرًا لطيفًا وأنا أتظاهر بالتردد قبل أن أستلمها.
ألم أمنحهم فرصة؟
***
بعد أن سلمتُ الدعوة عند مدخل السفينة، سلّمنا أحد الموظفين أقنعة..
“بمجرد صعودكم على متن هذه السفينة، تعودون جميعًا إلى لحظة البداية، حيث لا هوية لكم.”
ثم تابع حديثه وكأنه كان يروي لنا أسطورة غامضة:
“مرحبًا بكم في ديلايت، المكان الذي يمكنكم فيه التخلي عن العقل والأخلاق.”
‘يا له من أحمق!’
كان اسم السفينة في الأصل مستلهما من صديقتي فيلما، التي سمتها الدوقة شخصيًا باعتبارها مصدر سعادتها أثناء مرضها. والآن يجرؤون على تلويث هذا الاسم؟
أطلقت نظرة حادة تجاه الموظف، فارتبك للحظة..
“ما هذا الهراء؟ يبدو وكأن شخصًا جاهلا قد كتب هذا النص بلا تفكير.”
وبالطبع، لم أنسَ الحفاظ على مظهر الفتاة المتعجرفة، فأضفت تذمرًا متعمدًا..
قبل أن أتمكن من الإمساك بالقناع الذي منح لي، اختطفه كاسيان بسرعة..
“لقد وعدتِ بأن أكون الوحيد الذي يحظى بشرف لمس يدكِ، آنستي.”
‘متى اتفقنا على ذلك؟!’
لقد كان ارتجالًا غير متوقع منه..
“هذا لأنكٓ بطيء جدًا!”
ورغم دهشتي، تمكنتُ من مجاراته بسهولة..
ثم، وكأنها حركة مدروسة مسبقًا، وضع كاسيان القناع على وجهي بنفسه، متأكدًا من أنه لم يكن مائلًا أو غير مريح..
سادت لحظة من الصمت في المكان، حيث تحول الجو إلى شيء أكثر غموضًا بعد حركته تلك.
ولكن كاسيان لم يُبدِ أي اكتراث بنظرات الفضوليين، بل تابع تصرفه بكل ثقة.
“كما توقعت، أنتِ الأجمل على الإطلاق، آنستي.”
كان صوته هادئًا وسلسًا، وكلماته مشبعة بالمجاملة ..
سمعت بعض الحضور يسعلون بصوت منخفض، مما يعني أنهم لاحظوا التوتر المتزايد..
“يبدو أنه يحاول خداعها للاستفادة منها، علينا ألا ننخدع.”
“إنه ليس من شأننا، ربما ينتهي بهما المطاف بالفرار معًا في قصة حب مبتذلة.”
كان البعض يحاول تحليل نواياه، لكنني كنت أعرف الحقيقة جيدًا..
‘يبدو أنك بدأت تتخلى عن التمثيل، سموك…’
بكل بساطة، هذا هو كاسيان أرتيز الحقيقي..
***
“إنه مشهد مؤلم للعين.”
بمجرد دخولنا، أدركت أن الجزء الخارجي للسفينة كان مُصممًا بشكل يليق بالنبلاء، أما الداخل، فكان يعج بالفوضى والانحطاط..
رغم أن القائمين على السفينة كانوا فاسدين بما يكفي لسرقة الأموال والتلاعب بالسجلات، إلا أنهم كانوا يخشون أن يتم كشف أمرهم أمام الدوق في حال زار ايليوم..
“أجل، كل شيء هنا أقل من معاييرك، آنستي.”
كان ذلك يعني أن البيئة قاسية جدًا بالنسبة لروز، التي تحب الأشياء الجميلة.
حتى بعد صعودنا إلى السفينة، كنا أنا وكاسيان حريصين على طريقة حديثنا، نظرًا لوجود عيون وآذان تراقبنا.
لم يكن بإمكاننا المخاطرة بالطرد قبل العثور على دليل حاسم.
كنت أذكر أن السعة الرسمية للركاب كانت حوالي 150 شخصًا…
“يبدو أن هناك مئتين أو ثلاثمئة شخص على متن السفينة.”
“يبدو كذلك، والآنسة لا تحب الأماكن المزدحمة.”
تمتم كاسيان وهو يمسح المكان بنظراته الحادة، وكأنه يلتقط كل تفصيل صغير..
“هل لاحظت شيئًا؟”
“يبدو أنكِ ستحصلين على ما جئتِ من أجله.”
ارتسمت على شفتيه ابتسامة شريرة بعض الشيء..
“سيكون هناك الكثير من الإثارة أيضًا.”
بما أنني كنت أتلقى مرافقته، فهمتُ ما كان يعنيه تمامًا.
بعبارة أخرى، كان هناك عدد قليل من السحرة المتبقين على متن السفينة، مما يعني أن فخنا قد نجح في استدراجهم..
‘أما بالنسبة لقطارنا… فسيتولى فرسان كاسيان أمره، أليس كذلك؟’
لقد كانوا يتعاملون مع الأمر بطريقة مباشرة تمامًا، حيث سيتم التعامل مع الإرهابيين كما لو كانوا قتلة استهدفوا العائلة المالكة.
‘أغلب الموجودين هنا يتعاطون المخدرات غير القانونية.’
كانت هذه السفينة بمثابة جنة غير قانونية لأولئك الأثرياء والطامحين الذين يبحثون عن الإثارة، لكنها في الواقع مجرد فخّ لاستنزاف أموالهم قبل أن يتم التخلص منهم عندما يصبحون غير مجديين.
‘لهذا السبب لعبتُ دور الفتاة الثرية المتغطرسة.’
لكي يقع المجرمون في الفخ بدورهم.
لكن ما قصده كاسيان بـ “الإثارة” كان شيئًا آخر.
“أنت شخص شرير حقًا.”
“أشكركِ على الإطراء، آنستي.”
لقد تسبب في فوضى ضخمة بمجرد صعودنا على متن السفينة..
ولم يمضِ وقت طويل حتى…
“السفينة تغيّر مسارها بطريقة غير طبيعية؟!”
بدأ بعض أفراد الطاقم بالصراخ بقلق..