The Little Demon King is Too Bothered by Her Brave Dads - 166
يحتوي الفصل على مواضيع حسّاسة تخص الآلهة قد لا تروق للبعض للأسف بما انه جزء من حبكة الرواية لم استطيع تجاهل الفصل لذلك اعتذر لكم وقراءة ممتعة. 🤍
<الحلقة 166>
* * *
ناداني أحدهم بصوت يائس.
“……تي.”
“…….”
“تيتي.”
كان الصوت يبدو بعيدًا جدًا وكأنه قادم من مكان بعيد.
كما لو أنني غارقة في أعماق مياه عميقة، أسمع نداءً من السطح.
“تيتي!!!”
في تلك اللحظة.
فتحت جفوني.
وأول ما وقع عليه بصري كان عينين حمراوين لامعتين كالياقوت، جميلتين بشكل لا يوصف.
تلك العينان كانتا تحدقان بي بلهفة.
“……لاكي؟”
رفعت نظري إلى لاكيوس بنظرة فارغة.
وفي الوقت نفسه، تساقطت دموع ساخنة على وجنتي واحدة تلو الأخرى.
“لماذا أنت هنا…… انتظر لحظة.”
شعرت ببرودة تسري في رأسي وكأن دلو ماء بارد قد سكب علي.
المكان الذي أنا فيه الآن هو دائرة سحرية أقامها سيد عائلة “بارتولوا” ليصبح ملك الشياطين.
وهذا يعني.
أن لاكيوس قد دخل إلى هذه الدائرة السحرية المليئة بطاقة الشياطين.
“أنت، ماذا تظن نفسك فاعلًا!”
قفزت من مكاني مذهولة وكأنني سأفقد وعيي.
حتى الآباء الثلاثة، وهم من الكائنات الفائقة، قد يجدون هذا المكان مرهقًا، فكيف تجرؤ على الدخول بلا خوف!
“هل أنت بعقلك؟!”
“تيتي.”
“ماذا…… هل لديك أرواح احتياطية أو شيء من هذا القبيل؟!”
صرخت وأنا أفرغ الكلمات بلا تفكير.
مجرد النظر إلى آثار الدم الجاف عند زاوية فمه كان كافيًا لأدرك.
كم المخاطر الهائلة التي واجهها حتى يصل إلي.
في تلك اللحظة،
أعلن لاكيوس بهدوء.
“أنا بخير.”
“ماذا؟ بخير؟ بأي معنى أنت بخير……!”
توقفت عن التوبيخ فجأة.
لأن لاكيوس الذي أمامي بدا هادئًا حقًا.
رغم أن عيناه الحمراوين كانتا تحدقان بي بلهفة شديدة، إلا أن ملامحه لم تحمل أي أثر للألم.
لقد نجا تمامًا داخل هذه الدائرة السحرية التي تعصف بها طاقة الشياطين.
وهذا يعني…
“لاكي، هل يمكن أن تكون…؟”
هل من الممكن أنه استيقظ ككائن متجاوز؟
اتسعت عيناي دهشة.
وفي الوقت نفسه، حدق لاكيوس بي بنظرات مشتعلة.
“لكن، لماذا تغضبين مني؟”
“ماذا؟ السبب واضح!”
“أنتِ فعلتِ الشيء نفسه.”
“…….”
شعرت بأن الكلمات تخنقني ولا أستطيع الرد.
“أنتِ أيضًا، تركتيني انا والمعلمين وراءكِ وتحملتِ كل شيء بمفردك.”
“……هذا…”
“لطالما كنتِ تضحين بنفسك دون تفكير، فلماذا…….”
همس لاكيوس وهو يضغط على أسنانه.
ثم فجأة، احتضنني بقوة.
“لقد قلتِ أنكِ تحبيني.”
“……لاكي.”
“لكن… إذا تركتِني وحدي ورحلتِ بإرادتك…….”
ذراعاه، اللتان كانتا دائمًا قويتين، كانتا الآن ترتجفان بخفة، غير قادرتين على التحكم في المشاعر التي تفجرت داخله.
“ماذا سأفعل حينها؟”
همس لاكيوس وهو يشد قبضته حولي.
“تيتي.”
“…….”
“……لقد اشتقتُ إليكِ كثيرًا.”
وبهذه الكلمات،
انهار لاكيوس على كتفي تمامًا.
في تلك اللحظة.
طغت المشاعر على قلبي، ولم أعد أستطيع كبتها أكثر.
“أنا آسفة.”
احتضنت لاكيوس بكلتا ذراعي، قائلة:
“وأنا أيضًا… اشتقت إليك كثيرًا…”
* * *
بعد أن احتضنت لاكيوس بقوة وبكيت لفترة طويلة،
رفعت تاتيانا جسدها.
لم يجرؤ أفراد عائلة بارتولوا على النظر مباشرة في عينيها، وخفضوا رؤوسهم بقدر استطاعتهم.
همس حدسهم لهم:
‘لا يجب معارضة هذه السيدة.’
في تلك اللحظة، استيقظ ملك الشياطين بالكامل،
بقوة لم يشهدها العالم من قبل.
“تـ… تاتيانا!”
في تلك اللحظة، نادى سيد عائلة بارتولوا تاتيانا، رافعًا رأسه بثقة،
وكأنه لا يزال يملك زمام الأمور.
كانت نبرته مغرورة ومتعجرفة.
“أنتِ تعرفين ذلك، أليس كذلك؟”
“…….”
نظرت تاتيانا إليه ببرود.
رغم أنه كان مكبلًا بطاقة الشياطين المتدفقة من الدائرة السحرية، وغير قادر على الحراك،
إلا أن لسانه ظل يتحرك بسلاسة.
“أنتِ حفيدتي. لقد ورثتِ دمي. ووالدكِ هو ابني…….”
“وماذا بعد؟”
سألت تاتيانا بصوت هادئ غير مبالٍ.
ابتلع السيد ريقه بصعوبة.
“كـ…!”
وكأنه يواجه شيطانًا مباشرًا، اجتاحه خوف شديد ممزوج برهبة لا تُوصف،
حتى أن ثقله النفسي كان كأنه نملة تواجه جبلًا شامخًا.
تلاشت تمامًا نبرته المتغطرسة السابقة،
وبات صوته يتوسل بشكل واضح.
“تـ… تاتيانا، أنتِ تعرفين جيدًا مدى نفوذ عائلة بارتولوا، أليس كذلك؟ أليس كذلك؟”
“…….”
“عائلتنا ستكون عونًا كبيرًا لكِ في المستقبل. وسأبذل قصارى جهدي لدعم حفيدتي الوحيدة…”
تابع السيد كلامه بصوت مرتجف، محاولًا أن يبدو مقنعًا.
لكن حتى وهو يفرغ كلماته اليائسة، لم يستطع إنكار الحقيقة.
تاتيانا… لم تكن بحاجة له، ولا لعائلة بارتولوا على الإطلاق.
“وأيضًا… وأيضًا…”
توقف السيد عن الكلام، يحرك شفتيه بلا صوت لفترة، ثم عضّ على شفته السفلية حتى نزفت.
“…….”
“…….”
سكن المكان بصمت بارد كالجليد.
ثم،
“هل انتهيت من الحديث؟”
مالت تاتيانا برأسها قليلاً وهي تتحدث.
“أريد فقط تصحيح أمر واحد: لدي بالفعل جد.”
“تـ… تاتيانا.”
“لكن، ذلك الجد ليس شخصًا دنيئًا يحاول استغلال حتى أقربائه…”
كانت عينا تاتيانا الزرقاوان بلون سماء الخريف تنظران الي وجه السيد بنظرة استعلاء.
وفي الوقت نفسه، ارتسمت على شفتيها ابتسامة مائلة،
ابتسامة مفعمة بالسخرية القاسية.
“بل هو شخص لطيف، يحبني كحفيدته فقط، ويعاملني بحب وحنان.”
“…….”
ارتعشت عينا السيد بعنف.
لكن تاتيانا، دون أن تأبه له، تابعت كلامها بنبرة عادية:
“هناك قانون واحد فقط في عائلة بارتولوا: الأقوى هو من يتولى القيادة.”
“ماذا… ماذا تقصدين؟”
“وأنا الآن أقوى منك.”
أعلنت تاتيانا هذا بكل بساطة ودون تردد.
“لذا، من الطبيعي أن أصبح أنا القائدة الجديدة لعائلة بارتولوا.”
تصلب كتفا السيد دون إرادته.
كان صوتها الهادئ يبدو في أذنيه وكأنه حكم بالإعدام.
“لكن…”
تابعت تاتيانا حديثها بنبرة بدت هادئة، بل وربما لطيفة:
“لن أقوم بقتل جميع الشياطين الحاضرين هنا.”
…حقًا؟
للحظة، لمع بصيص من الأمل في عيني السيد.
صحيح، مهما كانت مختارة من قبل سيد الشياطين، فهي لا تزال تاتيانا الضعيفة.
تلك التي لم تشعر يومًا بالحب تجاه عائلتها. ربما، فقط ربما، ستظهر بعض الرحمة لأقربائها.
“لقد أنجبني والداي بدافع الحب، وآبائي الثلاثة الجدد قاموا بتربيتي بحب أيضًا.”
استمع السيد لصوتها اللطيف، بينما كان يحاول التفكير بسرعة.
فقدان منصب السيد سيكون ضربة موجعة، لكنه أمر يمكن احتماله.
طالما بقي حيًا، فسيحصل على فرصة للانتقام يومًا ما.
“أنت تعرف فقط كيف تقتل الآخرين، لكنني لن أسلب حياتك. لأنني لست مثلك.”
حقًا؟ هل ستتركني على قيد الحياة؟
ارتسمت على وجه السيد بارقة من الأمل.
لكن تاتيانا تابعت حديثها ببرود:
“لكن، ستعيش محبوسًا في جسد أضعف حتى من ذلك الذي استهنت به أنت، البشر.”
ماذا؟!
اتسعت عينا السيد بارتولوا في صدمة.
كانت تاتيانا تدمر آخر أمل كان يخفيه في قلبه.
اجتاحت ملامح السيد تعبيرات يائسة مرعبة.
“بدءًا من اليوم، أنا السيدة الجديدة لعائلة بارتولوا، وكذلك…”
نظرت تاتيانا مباشرة إلى عيني السيد، وأنهت كلماتها ببرودة:
“أعلن رسميًا حل عائلة بارتولوا.”
في تلك اللحظة،
أصيب أفراد عائلة بارتولوا، الذين كانوا يخفضون رؤوسهم في كل أنحاء المختبر، بصدمة رهيبة واتسعت عيونهم في فزع.
“قـ… قوتي!”
“طاقتي الشيطانية!”
تلك الطاقة الشيطانية النقية التي جعلت من عائلة بارتولوا القوة الثانية الأبديّة في عالم الشياطين،
كانت تتلاشى وكأنها ذوبان الثلج.
تاتيانا، باستخدام سلطتها كملكة الشياطين، سلبت طاقة أفراد العائلة بالكامل.
كانت قدرتها على التدخل في طاقات الآخرين الشيطانية بحد ذاتها دليلًا على أن سيد الشياطين قد جعل تاتيانا ممثلته الكاملة.
فالطاقة الشيطانية كانت بركة منحها سيد الشياطين لأتباعه، ولم يكن بمقدور أحد التدخل فيها إلا إذا امتلك سلطات إلهية.
“لا! لاااا!”
“أرجوكِ، يا ملكة الشياطين! أظهري لنا الرحمة…!”
كان أفراد عائلة بارتولوا يزحفون على الأرض كالحشرات محاولين الاقتراب من تاتيانا.
لكنها نظرت إليهم بنظرة خالية من أي تعاطف.
لقد أصبحوا الآن أقل شأنًا حتى من البشر الذين طالما احتقروهم.
أما القاعدة التي طالما كرروها كالببغاوات:
“فقط الأقوى هو من يبقى.”
استحضرت تاتيانا تلك القاعدة، وارتسمت على شفتيها ابتسامة ساخرة.
“حاولوا البقاء على قيد الحياة بأي طريقة.”
لو أنهم تعاملوا بلطف مع الشياطين الدنيا الذين كانوا يستعبدونهم، لربما نالوا الحد الأدنى من التعاطف، واستطاعوا الحفاظ على حياتهم.
ولكن إن كانوا قد استغلوا سلطتهم بصفتهم القوة الثانية في عالم الشياطين واستعبدوا الآخرين دون رحمة،
فمن المحتمل أن يتمزقوا إربًا على أيدي أتباعهم الغاضبين.
‘لكن هذا ليس شأني.’
مع هذا التفكير، استدارت تاتيانا دون أي تردد.
ولكن في تلك اللحظة.
“أيتها المجنونة! ما الذي تفعليه؟!”
انطلق السيد السابق لعائلة بارتولوا، وقد أصابه الجنون، نحو تاتيانا.
نظرت تاتيانا إليه نظرة جانبية باردة دون أي انفعال.
بووووم!
وكأنه ارتطم بجدار غير مرئي، ارتد السيد السابق بعنف إلى الوراء.
دوووم!
سقط على الأرض كدمية خشبية قُطعت خيوطها.
“آهغ!”
صرخة ألم انطلقت من شفتيه، حيث اجتاح جسده آلام كأنها تحطيم كامل.
لكن الألم النفسي كان أشد وقعًا عليه من الألم الجسدي.
لقد عاش حياته كلها باعتباره فردًا من السلالة المباشرة لعائلة بارتولوا، ثم كوريثٍ، وأخيرًا كزعيمٍ للعائلة.
لم يسبق له أن اختبر ألمًا جسديًا بسيطًا كهذا، مما جعل صدمته النفسية أكثر قسوة.
“كيف تشعر الآن؟”
نظرت تاتيانا إليه نظرة ساحرة بينما كان يتلوى على الأرض، وقالت:
“أخيرًا، لعلك الآن تفهم الشعور الذي عاناه أولئك الذين قضيت حياتك تسحقهم تحت قدميك.”
المترجمة:«Яєяє✨»