The Little Demon King is Too Bothered by Her Brave Dads - 163
*<الفصل 163>**
“…….”
“أنا…….”
المرأة التي كانت تحاول قول شيء ما عضّت على شفتيها.
ثم استدارت فجأة وكأنها لا تريد التحدث أكثر.
ظهرها بدا بشكل غريب مليئًا بالحزن.
“…….”
لم يستطع كايزن أن يضيف كلمة أخرى إليها.
* * *
هكذا بدأت حياة التعايش الغريبة.
كانت المرأة عمومًا معادية تجاه كايزن.
“أعالجك، وأطعمك، وأوفر لك المأوى. ألا يجب عليك على الأقل أن تدفع ثمن ذلك بطريقة ما؟”
لذا حاول كايزن لأول مرة غسل الصحون.
كسر!
لم يتحكم جيدًا في قوته وكسر الأطباق الخشبية بالكامل.
لم تحاول المرأة حتى إخفاء نظرة الدهشة الممزوجة بالاستياء على وجهها.
“كما هو متوقع من شاب مدلل من عائلة غنية، لا تستطيع فعل أي شيء بشكل صحيح.”
“…….”
هل كنت بهذا العجز من قبل؟
لأول مرة في حياته، بدأ كايزن يشكك في قدراته الشخصية.
انتقدته المرأة قائلة:
“اذهب لتغسل الملابس. لقد وضعتها في حوض الغسيل بالفعل، كل ما عليك هو أن تفركها.”
لذلك بذل كايزن قصارى جهده في غسل الملابس، لكن…
“كيف يمكن لشخص أن يجعل الملابس تبدو كخرق بالية بهذه الطريقة؟”
“…….”
باستثناء تلك اللحظات التي زادت فيها شكوك كايزن في نفسه، كانت الأيام هادئة نسبيًا.
رغم أن المرأة كانت توبخه باستمرار، إلا أنها لم تطرده.
تحت رعايتها، تعافى كايزن بسرعة كبيرة.
على الرغم من أن إصاباته كانت بالغة الخطورة، إلا أن المرأة كانت ماهرة للغاية في العناية بالمصابين.
وفوق كل ذلك، لعبت القدرة الشفائية الفريدة لعائلة بارتولوا دورًا كبيرًا في تعافيه.
وذات يوم.
“لماذا تعيشين هنا بمفردك؟”
طرح كايزن السؤال بلا تفكير.
في الحقيقة، كان الوضع غريبًا بعض الشيء.
المرأة التي أمامه لم تبدُ وكأنها تجاوزت أوائل العشرينيات بأي حال من الأحوال.
أن تعيش شابة صغيرة في مكان معزول كهذا بمفردها كان أمرًا غير مألوف.
توقع كايزن أن ترد عليه كعادتها بالتهكم أو التجاهل، لكنه فوجئ برد فعل مختلف تمامًا.
“…….”
ظلت المرأة صامتة لفترة طويلة، ثم نظرت إلى كايزن بنظرة غامضة قاتمة.
وبصوت منخفض، أعادت السؤال.
“لماذا برأيك؟”
شعر كايزن تلقائيًا بجفاف في حلقه وابتلع ريقه بصعوبة.
عيناها الخضراوان الهادئتان كانت تبدوان وكأنهما تغوصان في أعماق روحه.
ملامح وجهها كانت خالية من أي تعبير.
في تلك اللحظة، أدرك كايزن أنه ربما أثار موضوعًا ما كان يجب عليه التطرق إليه.
“لماذا أعيش وحدي، برأيك؟”
قال كايزن بنبرة حادة وهو يقطب حاجبيه:
“إذا كان لديك شيء لتقوليه، فقوليه بوضوح دون لف ودوران.”
ظهرت على وجه المرأة ابتسامة باهتة وجافة، وكأنها تفتقر للحياة، أقرب إلى غبار متطاير.
ثم، بصوت هادئ، أجابت:
“لقد ماتت عائلتي بأكملها. بالأحرى، تم قتلهم.”
“……ماذا؟”
لم يصدق كايزن أذنيه.
في الوقت نفسه، التقت عينا المرأة بعينيه مباشرة.
“على يد قومكم، الشياطين.”
“ماذا تقصدين بذلك؟”
بدأ صوت كايزن يرتجف قليلاً.
تابعت المرأة تفسيرها ببرود:
“قومكم، الشياطين، قاموا بإبادة القرية التي كنت أعيش فيها بالكامل. ولهذا أعيش وحدي الآن.”
‘لا، لا يمكن أن يكون ذلك.’
فتح كايزن عينيه على وسعهما وهو في حالة من الذهول.
وفجأة، خطرت بباله محادثة كان قد أجراها مع والده ذات يوم.
“هؤلاء البشر الأشرار يواصلون انتهاك حدودنا.”
قال والده وهو يلوِّي شفتيه بازدراء.
“إن الطريقة التي يطمعون بها دائمًا في أراضينا بأعدادهم الهائلة تشبه تمامًا الصراصير، أليس كذلك؟”
فوق رأس كايزن المنحني، انطلقت أوامر والده الصارمة.
“لذا عليك أن تبيدهم بالكامل.”
“سمعًا وطاعة.”
لم يعصِ كايزن ذلك الأمر قط.
لم يشك يومًا في كلمات والده.
فزعيم عائلة بارتولوا العظيم كان دائمًا على حق.
همس كايزن بصوت متردد، وكأنه يتحدث مع نفسه:
“لقد قيل لي إنهم كانوا جميعًا جنودًا… لا يوجد مدنيون…”
“جنود؟”
ضحكت المرأة بسخرية قصيرة.
لكن سرعان ما اشتعلت عيناها الخضراوان، اللتان تشبهان لون الطبيعة، بغضب متأجج.
“لا تنطق بمثل هذا الهراء!”
مدّت المرأة يدها فجأة وأمسكت بملابس كايزن بعنف.
“كيف تجرؤ على التفكير بي كشخص مثلهم؟”
“…….”
“أنا… أنا!!”
امتلأت عينا المرأة بالدموع وهي تصرخ:
“هل أبدو مثل هؤلاء الجنود الملعونين؟!”
ظل كايزن محدقًا في المرأة بصمت، حتى وهو يهتز تحت قبضتها القوية.
لا، المرأة التي أمامه لم تكن سوى شخص بسيط يعرف كيف ينصب الفخاخ أو يصطاد الحيوانات الصغيرة باستخدام القوس.
لم تكن تبدو إطلاقًا كشخص تلقى تدريبًا عسكريًا منهجيًا.
“القرية التي كنت أعيش فيها، كانت مجرد مكان يعيش فيه الفلاحون الفقراء!”
صرخت المرأة بصوت مفعم بالغضب.
“كل ما كنا نفعله هو زراعة الحقول الصغيرة، أو صيد الحيوانات الصغيرة لنعيش بالكاد!”
“…….”
“كيف لمثلنا أن نتمكن من إبادة الشياطين مثلكم؟!!!”
عيني كايزن اضطربتا بشدة، وبدت داخله عاصفة من المشاعر.
وفي الوقت نفسه، بدأت قوة المرأة تضعف ببطء، ويدها تترك ملابسه تدريجيًا.
“لكنكم… أنتم…!”
تراجعت يد المرأة في النهاية، وهي تعض على شفتيها حتى سال الدم منها.
لكن السيطرة على مشاعرها كان فوق طاقتها.
“……أوه.”
غطت وجهها بكلتا يديها، وكأنها لا تريد لكايزن أن يرى وجهها وهي تبكي.
“هيوك… هك….”
كانت كتفاها النحيلتان ترتجفان بلا توقف.
لكن كايزن لم يستطع الاقتراب منها.
كان يعلم جيدًا أن كلمات المواساة أو التبرير لم تكن شيئًا يحق له تقديمه.
ظل يحرك شفتيه دون أن يخرج أي صوت، إلى أن تمكن أخيرًا من طرح سؤال بصوت متردد:
“إذاً… لماذا أنقذتيني؟”
“…….”
أخذت المرأة نفسًا عميقًا، ورفعت رأسها ببطء.
كانت عيناها الخضراوان ممتلئتين بالدموع، لكنهما كانتا تنظران مباشرة إلى كايزن.
“في البداية، كنت أرغب في قتل واحد منكم على الأقل.”
“…….”
“لم يكن لدي ما أخسره. ظننت أنني إذا استطعت الانتقام بأي طريقة، فلن يهم ما سيحدث لي بعدها. لكن عندما وصلت…”
بدا بريق عينيها يخفت قليلاً وهي تستعيد ذكرياتها.
“عندما وصلت، كان الشياطين يقتلون بعضهم البعض.”
ثلج أحمر ملطخ بالدماء،
أسلحة متشابكة تصدر صوت عالي،
نافورات من الدماء تتطاير في الهواء،
وفي وسط كل ذلك، كان هناك رجل يشبه الوحش، يقتل بلا رحمة.
“لقد كنت تقاتل جيدًا. وحدك قضيت على هذا العدد الكبير من الجنود. لقد أدهشتني.”
“أمم…”
ضحكت المرأة بسخرية قصيرة.
“بغض النظر عما إذا مت أم لا، كنت سأتركك هنا وأذهب بسلام… لكنك مزعج!”
بين الجثث المبعثرة المبعثرة، استلقى الرجل وحيدًا.
كانت عيناه الزرقاوان الفارغتان تنظران نحو المرأة.
في تلك اللحظة، اتخذت قرارها.
“لم أكن أريد أن أكون مثلكم، يا شياطين.”
“…….”
“إذا تركت شخصًا يحتضر أمامي، كيف سأكون مختلفة عنكم الذين قتلتم قريتي؟”
أخذت المرأة نفسًا عميقًا مرة أخرى واستمرت.
“لقد أردت أن أسألك.”
“ماذا؟”
“لماذا تحتقرون البشر، فقط لأنهم ضعفاء؟”
ارتفع صوت المرأة بشكل غريب وكأنه مشبع بالحرارة.
“لكن هل تعتقد حقًا أن هذا الأمر صواب؟”
وضعت المرأة قبضتها بإحكام.
“لا ينبغي أن يُضطهد الإنسان فقط لأنه ضعيف، لأنه أقل قدرة من الناحية الجسدية!”
نظرت المرأة إلى كايزن بعينين مستعجلتين.
“هل تعتقد أنني مخطئة؟”
” لأنك تنتمي إلى النخبة بين الشياطين، أليس كذلك؟”
همست المرأة بصوت خافت.
“لقد فقدت عائلتي، أصدقائي، وأحبائي جميعًا بيدكم، أنتم الشياطين.”
لم يعد الغضب يتأجج في صوتها، بل كان الألم واليأس.
“لقد كنت بحاجة لسماع إجابة منك.”
كان كايزن يشعر بالخجل من النظر إلى عيني المرأة، لذلك خفض رأسه.
ظل كايزن صامتًا لفترة طويلة بينما كانت المرأة تحدق فيه بإصرار.
ثم ابتسمت بسخرية.
“أوه، لا أعتقد أنك فكرت يومًا في هذا الأمر.”
ثم قامت المرأة ونهضت.
صدرت ضجة خفيفة عند إغلاق الباب.
ظل كايزن يحدق في الباب المغلق وهو يجهل ما يشعر به.
* * *
بعد ذلك، لم تعد المرأة تعامل كايزن بالبرود، بل كانت فقط غير مكترثة.
مثل الأحجار التي اصطدمت بأقدامها أثناء سيرها، أو الأزهار البرية التي تمر بجانبها دون أن تعيرها اهتمامًا.
وفي أحد الأيام، فجأة طرحت المرأة سؤالًا.
“متى ستغادر؟”
“……”
توقف كايزن للحظة ونظر إليها.
ثم سألت المرأة بهدوء مرة أخرى.
“لقد تعافيت تمامًا الآن، أليس كذلك؟ ألا ينبغي أن تعود إلى عائلتك؟”
المترجمة:«Яєяє✨»