The Little Demon King is Too Bothered by Her Brave Dads - 162
**الفصل 162**
“اثبتوا جميعًا! لا تدعوا الصفوف تتفكك!!”
لكن الوضع كان سيئًا للغاية.
كيف يمكن أن يتحول رفيق ضحكت وتحدثت معه بالأمس إلى شخص يغرس سكينًا في ظهرك اليوم؟
كانت معنويات الجنود في الحضيض.
هؤلاء الجنود كانوا قد وثقوا في كايزن وتبعوه حتى هذه اللحظة.
لا يمكن ترك الأمور على هذا النحو.
“العنة!!”
زمجر كايزن وهو يصر على أسنانه بقوة، ثم اندفع إلى قلب الجنود الذين اختلطت صفوفهم بعشوائية.
كان ينقض مثل وحش مفترس يكشف عن أنيابه.
ولكن…
في أعماقه، كان يعلم.
‘إذا استمرت الأمور على هذا النحو… قد نفنى جميعًا.’
ومحاولة للتغلب على الخوف الذي تسلل إلى عموده الفقري،
أخذ كايزن يلوّح بسيفه بشراسة أكبر.
* * *
“لقد انتهى الأمر.”
بينما كان مستلقيًا بين عدد لا يُحصى من الجثث، نظر كايزن بخواء إلى السماء.
كانت رقائق الثلج المتساقطة بكثافة تبدو وكأنها فراشات ميتة.
بالطبع، لم يكن كايزن غافلًا عن فكرة موته.
كان مستعدًا لاحتمال أن ينتهي به الأمر يومًا ما في ساحة المعركة، مستخدمًا سيف والده.
لكن…
‘لم أتوقع… أن أموت بخيانة من أقرب الناس.’
أطلق كايزن ضحكة مريرة.
منذ أن أصبح والده رب عائلة بارتولوا، وصلت العائلة إلى ذروة ازدهار غير مسبوقة.
ولكن كما أن لكل نور ظلًا،
كان هناك من يعارض والده.
من بين هؤلاء، كان الشخص الأبرز…
‘عمي.’
خيمت نظرة كايزن الباردة على ملامحه.
في عالم الشياطين، لا يعيش إلا الأقوياء، وكانت عائلة بارتولوا تتبع نفس القاعدة.
فالأقوى هو من يصبح رب العائلة.
وبطبيعة الحال، لم يكن طريق والده نحو هذا المنصب خاليًا من الصعوبات.
كايزن، كسيف والده، سحق كل الأعداء الذين وقفوا في طريقه، حتى أنه أجبر عمه، الذي كان خصمًا دائمًا، على الركوع.
أمره والده بقطع رأس عمه،
“ومع ذلك، إنه الأخ الوحيد لك يا أبي.”
كايزن أبدى الرحمة.
“نعم! صحيح! أخي، أرجوك، أبقِني على قيد الحياة!”
عمه استغل الرحمة التي قدمها له كايزن على الفور.
‘كان ذلك وكأنه بالأمس فقط… حينما زحف على الأرض متوسلًا أن يُبقي على حياته.’
لم يعد كايزن يشعر بالبرد ولا بالألم.
كانت أطرافه ثقيلة للغاية.
‘هل والدي بخير يا ترى؟’
ضغط كايزن على جفنيه وأغلق عينيه بقوة، ثم فتحهما مجددًا.
لكن رؤيته بقيت مشوشة.
‘ربما لو نمت الآن فقط…’
وفجأة،
“أنت.”
ناداه أحدهم.
كان الصوت رقيقًا، لا يتناسب إطلاقًا مع هذا المشهد المروع في ساحة المعركة.
فتح كايزن عينيه بصعوبة.
‘من هذه؟’
كانت امرأة.
من خلال رؤيته الضبابية، كان الشيء الوحيد الواضح هو شعرها القصير الوردي الذي يتطاير مع الرياح.
كان اللون أشبه بزهرة ربيعية أولى تتفتح بعد شتاء طويل قاسٍ.
طقطق، طقطق-
أول إحساس عاد إلى كايزن كان حاسة السمع.
‘هذا الصوت…’
كان صوت اشتعال اللهب وتناثر الشرر من مدفأة الحطب.
بينما استمر في الإصغاء إلى هذا الصوت، شعر كايزن بهدوء غريب يتسلل إلى أعماقه.
ظل للحظات شارداً، ثم سرعان ما استعاد وعيه.
‘لحظة.’
بدأ كايزن يسترجع ذكرياته.
لقد وقع ضحية لمكيدة عمه، وخسر جميع جنوده في المعركة.
في النهاية، وبعد قتال مستميت حتى نزف دماً، تمكن من قتل الجنود الذين هاجموه.
لكن الثمن كان أن يجد نفسه في مواجهة الموت.
آخر ما رآه كان…
شعرًا ورديًا مثل زهرة ربيعية يتطاير بلطف تحت رياح الشتاء…
“آه…!”
حاول كايزن النهوض بشكل غريزي، لكنه كتم أنينه بصعوبة.
ألقى نظرة حادة على محيطه.
كان كوخًا بسيطًا، لا يختلف عن الأكواخ الشائعة في أي مكان.
الجدران مصنوعة من جذوع الأشجار المتراكمة، وكانت قشور الخشب لا تزال واضحة عليها.
مدفأة حطب مشتعلة بقوة، وغلاية تغلي فوقها.
طاولة صغيرة تبدو متعددة الاستخدامات مع كرسيين فقط.
يبدو أن أرجل الطاولة لم تكن متساوية، فثُنيت ورقة وضُعت تحتها لتعديل الارتفاع.
وكان هناك سرير واحد فقط…
‘هممم…’
شعر كايزن ببعض الحرج للحظة.
وهو أمر مبرر، إذ كان السرير الوحيد في الغرفة يشغله هو.
وفوق ذلك، كان هناك كرسي موضوع بجانب السرير مباشرة، وكأنه كان هناك شخص يعتني به طوال الليل.
“…”
ضيّق كايزن عينيه بحذر.
وفي تلك اللحظة…
طقطق.
فتح باب الكوخ.
دخل شخص يرتدي عباءة تغطي جسده بالكامل إلى الداخل بخطوات واثقة، حاملاً بين ذراعيه كمية كبيرة من الحطب الجاف.
‘ذلك الشخص!’
نهض كايزن فجأة من مكانه وكأنه قد رأي شبح، ثم انقضّ على القادم بسرعة.
“آه!”
ترنح القادم بشدة تحت الهجوم المفاجئ.
توك، توتوتوك.
تناثرت قطع الحطب التي كان يحملها وسقطت على الأرض.
قبض كايزن بيده على عنق القادم النحيل بإحكام.
تمكن من أن يشعر بنبض القلب يتسارع بشدة تحت قبضته.
كان يعلم أنه بقليل من الضغط الإضافي، يمكنه كسر عنقه بسهولة.
“من أنت؟”
سأل كايزن بنبرة حذرة بينما كان يحدق في الشخص الغريب بعينين مليئتين بالشكوك.
في تلك اللحظة، ظهرت ابتسامة ساخرة على شفتي الغريب التي كانت مخفية تحت العباءة.
“مثير للسخرية.”
أزال كايزن غطاء العباءة عن رأس الغريب ليكشف عن وجهه.
اتسعت عينا كايزن قليلاً.
“إنسان؟”
تدفق شعر وردي قصير حول وجه الغريب، وظهرت عيناها الخضراء الفاتحة مشتعلة بالكراهية، تحدقان مباشرة في كايزن.
“أنقذت حياتك بينما كنت على وشك الموت، وهذا هو شكرك؟ تهددني وتسألني من أكون؟”
على الرغم من أن المرأة كانت تدرك جيدًا أن كايزن يمكنه إنهاء حياتها في أي لحظة، إلا أنها لم تبدِ أي خوف.
“تتصرف تمامًا كما هو متوقع من شيطان. وكأنك لو شكرت أحدًا، سينفجر فمك.”
“….”
للحظة، بدا كايزن مرتبكًا.
“إذا كنت ستقتلني، كان يجب عليك كسر عنقي على الفور. أليس كذلك؟”
قالت المرأة بحدة، ثم ركّلت ركبة كايزن بقوة.
“آه!”
جلس كايزن على الأرض دون إرادة، وكأنه فقد توازنه تمامًا.
‘ما، ما هذا؟’
كان الارتباك أكبر من الألم الذي شعر به.
ولم يكن ذلك مستغربًا، فهو ينتمي إلى عائلة بارتولوا، النسل الملكي من عالم الشياطين.
أن يقوم شخص بإهانته بهذه الطريقة كان أمرًا لم يتخيله قط.
“ما الأمر؟ يبدو أنك لم تتوقع أبدًا أن يجرؤ إنسان وضيع على ركل السيد النبيل، أليس كذلك؟”
قالت المرأة بسخرية وهي تتجه نحو المدفأة.
وضعت بضع قطع من الحطب في النار قبل أن تلتفت بنظرة سريعة إلى كايزن.
“إذن؟ هل ستبقى هناك واقفًا هكذا؟”
“ماذا؟”
“هناك دماء تنزف من جنبك.”
في تلك اللحظة، تجهمت ملامح كايزن.
بمجرد أن استمع إلى كلماتها، عاد الإحساس بالألم مجددًا.
يبدو أن الجرح الذي أغلقه بصعوبة قد انفتح مرة أخرى.
قالت المرأة بلهجة لاذعة:
“ماذا؟ هل يجب أن أندم لأنني أنقذت حياتك بدلًا من تركك تموت؟”
“لا، ليس هذا…”
“إن كنت ترغب، يمكنني أن أساعدك على الموت الآن وأحدث ثقبًا في رقبتك.”
كانت كلماتها حادة لدرجة أن كايزن شعر أنه يكاد يفقد تركيزه.
ثم أضافت بنبرة غاضبة:
“لا تُضِع وقتي، وعد إلى السرير.”
“…”
“أو، إن كنت تريد الموت، فاخرج فورًا من هنا، واذهب إلى أبعد مكان ممكن. لا أحب التخلص من الجثث.”
وأشارت بذقنها نحو باب الكوخ.
جلس كايزن على السرير بصمت.
اقتربت المرأة بخطوات واثقة وفتحت صندوق الإسعافات الذي كان موضوعًا على الطاولة الجانبية.
أخرجت الضمادات وبعض الأدوية، ثم ألقت نظرة على قميص كايزن الملطخ بالدماء.
تنهدت بعمق وقالت:
“هاه، إزالة الدماء أمر صعب. يبدو أنني سأعاني أثناء غسله.”
“…”
لا يعرف لماذا، لكنه وجد نفسه يراقب المرأة بحذر.
“اخلع قميصك.”
“يمكنني أن أضع الضمادات بنفسي.”
“حقًا، كم أنت مزعج. هل كل النبلاء هكذا؟”
“…”
أخيرًا، خلع كايزن قميصه.
جلست المرأة بالقرب منه، وبدأت بتنظيف الجرح وتضميده بمهارة.
“آه!”
صرخ كايزن عندما شدّت الضمادة بقوة، مما تسبب في ألم حاد يجتاح جسده.
“توقف عن التذمر.”
قالت ذلك بلهجة مملوءة بالازدراء، لكن حركات يديها كانت ماهرة.
بينما كان يراقبها بصمت، سأل فجأة:
“ما اسمكِ؟”
“لا أعرف. لا أعتقد أنني بحاجة لإخبار اسمي لشيطان حقير.”
“…”
شعر كايزن بالعجز عن الرد، لأن الكراهية في صوتها وسلوكها كانت واضحة للغاية.
ابتسمت المرأة بحدة، وعينيها تلمعان بالسخرية:
“لكنني أعرف اسمك. الجنود الذين ماتوا وهم ينادونك باسم كايزن، أليس كذلك؟”
بعد أن انتهت من تضميد الجرح، قالت وهي تنهض:
“لقد انتهيت.”
ثم نظرت إليه نظرة أخيرة وأضافت:
“لا تظن أنني أنقذتك بدافع اللطف أو الرحمة.”
المترجمة:«Яєяє✨»