The Little Demon King is Too Bothered by Her Brave Dads - 153
**<الفصل 153>**
بدأ لاكيوس يتحدث بتلعثم:
“لماذا… أنتِ…”
“…”
حدقت في لاكيوس بمشاعر يصعب وصفها.
لقد أخفيت حقيقة أنني ملكة الشياطين طوال هذا الوقت.
بسببي حدثت كل هذه الفوضى.
لقد خدعت الجميع.
ومع ذلك…
“شكرًا لأنك قلت هذا.”
لم أعد أملك الشجاعة لمواجهة لاكيوس وهو يتألم.
أدرت رأسي بخفة وتحدثت مع ماني.
“الليدي كلوفيس.”
ظلت ماني جاثمة على الأرض دون أي حركة.
تحدثت إليها بوضوح، رغم عدم وجود أي استجابة منها:
“من تريدين أن تحصلي على اعترافه بكِ هو أمر يعود إليكِ. لكن، يجب ألا يكون هذا الشعور ناتجًا عن مشاعر زائفة زرعها أحدهم بداخلكِ.”
كانت كلمات زعيم عائلة بارتولوا لا تزال تتردد في أذني:
“لو كنتِ عاجزة عن القيام حتى بهذا، لما كان لدي أي سبب لصنعكِ منذ البداية.”
صوت بارد كالجليد.
عندما سمعت تلك الكلمات، أدركت الحقيقة.
الحبة الحمراء التي كانت في يدي، والتجارب العديدة التي كنت شاهدة عليها.
حتى بعد رحيلي، استمرت تلك التجارب.
لذلك، من المحتمل أن ماني…
“إذا لم تعيشي حياتكِ بإرادتكِ الخاصة، فستنتهين بالعيش تحت سيطرة الآخرين حتى النهاية.”
ألقيت عليها نظرة أخيرة وقلت:
“كما هو الحال الآن.”
في تلك اللحظة، تدخل زعيم عائلة بارتولوا فجأة بينما كان يراقبني باهتمام.
“أعتقد أن وداعكِ قد انتهى الآن.”
“…”
حدقتُ في زعيم العائلة بنظرات مليئة بالعداء.
وفي ذات الوقت، مدّ يده إليّ بكل احترام.
“تفضلي.”
ارتفع جسدي في الهواء فجأة.
“تي… تيتي!”
صاح لاكيوس مذعورًا وكأنه على وشك فقدان وعيه، محاولًا الإمساك بي.
لكن يده اخترقت الهواء بلا جدوى.
اشتعلت عيناه الحمراوان بغضب.
“اللعنة!”
صرخ لاكيريوس بقوة ودفع جسده نحو السماء في محاولة للوصول إلي.
“لاكي!”
اتسعت عيناي بذهول.
“تسك.”
أطلق الزعيم صوت امتعاض ونظر إلى لاكيوس بنظرة تنضح بالاحتقار.
“مهما حاولت جاهدًا، تبقى الحشرة مجرد حشرة…”
وفي تلك اللحظة…
بووم!!
ارتدّ لاكيوس وكأنه اصطدم بجدار شفاف.
نظرتُ إلى الزعيم بذهول مشوب بالغضب.
“قلتَ إنك لن تؤذيه!”
“أجل، قلت ذلك. ولهذا السبب أنا فقط أوقفه، أليس كذلك؟”
ولكنه تحدث بهدوء وكأن الأمر لا يعنيه.
“أليس صحيحًا أن الملكة لا ترغب في رؤية تلك الحشرة تتعرض للأذى أكثر من هذا؟”
“…”
“إذاً، ما عليكِ سوى إيقافه بنفسكِ.”
حدقتُ بلا حول ولا قوة نحو لاكيوس.
“أرجوك، لاكي.”
كان طعم الدم يملأ فمي؛ يبدو أنني عضضت شفتي بقوة عدة مرات حتى نزفت.
ومع ذلك، كان لاكيوس يقفز مجددًا باتجاهي.
بووم! بووم! بووووم!!
استمر بالاندفاع مرارًا وتكرارًا، مثل فراشة تتهافت نحو النيران، رغم علمه أنه لن يستطيع الوصول إليّ.
راقبتُ المشهد بينما أغلقتُ عيني بقوة.
“لاكي، توقف.”
وفي تلك اللحظة، تجمد لاكيوس في مكانه كدمية ساعة تعطلت آليتها.
اعتدلتُ في وقوفي، ورفعت رأسي بشجاعة.
“تي… تيتي.”
ناداني لاكيوس بصوت خافت يشبه الأنين.
حدّقت فيه دون أن أرمش، مركزة نظري على وجهه.
شعره الذي يتلألأ كخيوط الذهب.
وجهه الوسيم الذي لطالما جعل قلبي ينبض بقوة.
ابتسامته المميزة، صوته المشاكس، ودفء يديه حين كان يمسك بيدي.
حاولت أن أحفظ كل ذلك في ذاكرتي قدر المستطاع.
بعدها…
بينما كنت أحدق في عينيه الحمراء الجميلة التي أحببتها بجنون…
رسمت على وجهي ابتسامة مشرقة قدر الإمكان.
“وداعًا… كن سعيدًا.”
مع انتهاء همستي، ابتلعنا الصدع المفتوح في السماء، أنا وزعيم عائلة بارتولوا.
* * *
ساد الصمت المطلق المكان.
الصدع الذي كان يشوه سماء الليل بضوءه الغريب…
وزعيم عائلة بارتولوا، الذي كان ينظر بعين متغطرسة إلى الحشود أدناه…
كلاهما اختفى تمامًا.
لكن الشيء الوحيد الذي كان غائبًا هو تاتيانا.
“……”
كأنني استيقظت للتو من كابوس مروّع، لم أستطع استيعاب ما حدث.
نظر لاكيوس إلى السماء الليلية الهادئة بلا وعي.
تدريجيًا، فقدت ساقاه قوتهما.
ارتطام!
سقط على ركبتيه بقوة على الأرض الصلبة.
لكن حتى الألم لم يصل إليه.
“تيتي…”
همس لاكيوس بصوت خافت، وفي ذات اللحظة تجعّد وجهه بشكل حاد.
“تيتي…”
قطرة.
سقطت دمعة ساخنة على الأرض.
لم أستطع فعل أي شيء.
راقب لاكيوس مغادرة تاتيانا دون أن يتمكن من فعل شيء.
“كيف… يمكنني أن أكون عاجزًا إلى هذا الحد؟”
لم يستطع تحمل احتقاره لنفسه، فعض شفتيه بشدة حتى سال الدم.
“لاكي.”
صدى صوتها، وهي تتمني له السعادة حتى النهاية، ما زال يتردد في أذنيه.
“وداعًا، كن سعيدًا.”
تلك الابتسامة التي ارتسمت على وجهها رغم امتلاء عينيها بالدموع، مزقت قلبه بشدة.
“آآآآآآه!!”
صرخ لاكيوس بشراسة، وهو يضرب الأرض بيديه وينفجر في بكاء وحشي.
* * *
في وقت الفجر الباكر، قبل أن تشرق الشمس، كان سيغفريد يقف على أسوار القلعة، يحدق بعينيه الضيقتين إلى الأفق البعيد.
“في الآونة الأخيرة، تتجمع الشياطين باستمرار على الحدود.”
بالنسبة لعامة الناس، قد تبدو تلك النقاط مجرد ظلال سوداء صغيرة تتحرك.
لكن بالنسبة لعينيه المتجاوزتين، كانت الرؤية واضحة تمامًا.
تلك النقاط السوداء كانت جميعها شياطين.
الأمر الأكثر إثارة للريبة…
“إنها تتجمع بطريقة منظمة كما لو كانت تشكيلًا عسكريًا.”
لقد مات الملوك الشياطين الخمسة منذ زمن طويل، ولم يعد هناك قائد يتحكم في تلك الشياطين.
ومع ذلك، بدت وكأنها…
“تخضع لتوجيهات شخص ما.”
في تلك اللحظة، ربت كيريوس على كتف سيغفريد وتحدث معه.
“يا رجل، لماذا تبدو كأنك ميت؟”
“الأ يمكنك أن تتحدث إلا بهذه الطريقة؟. ”
“عندما يبدو شخص ما كأنه ميت، أسميه ميتًا. هل تريدني أن أقول إنه يرقص من السعادة؟”
نظر كيريوس إلى الحشود المصطفة من الشياطين بنظرة خاطفة.
“حسنًا، بالنظر إلى هذا المشهد… من الطبيعي أن يعقد المرء حاجبيه.”
ظل الاثنان في صمت، يتأملان المشهد أمامهما.
ظهرت ذكريات المعارك السابقة مع الشياطين حية في أذهانهما مجددًا.
نهاية السيف الذي تغمره الدماء قد أصبح باهتًا.
صرخات الموت المروعة التي تمزق ساحة المعركة.
الحرارة الخانقة ورائحة الدم التي تفوح من الدماء المتدفقة حديثًا.
قتال مستمر، معارك لا تنتهي، ضد شياطين تهجم دون أدنى اكتراث لموتها، وكأنها مستعدة للاندفاع بأعين بيضاء مقلوبة في أي لحظة.
محاولًا التخلص من تلك الذكريات المروعة، تعمد كيريوس أن يرفع صوته بمرح وقال:
“ترى، هل استمتعت الصغيرة بالأمس؟”
تاتيانا.
بمجرد أن ظهر اسم ابنتهما، ارتسمت ابتسامة دافئة على شفتي الاثنين.
“بالتأكيد استمتعت. لقد كان مهرجان الصيف ليلة البارحة.”
“حقًا؟ إذن، ذلك اللعين لاكيوس حصل بالتأكيد على شوكولاتة من الصغيرة!”
قال كيريوس بغضب مفتعل بينما ضيق عينيه.
في تلك اللحظة، انضم صوت متكاسل إلى المحادثة:
“بالطبع. بصراحة، ألا تتذكر كم كانت تاتيانا تتطلع لهذا المهرجان الصيفي؟”
كان المتحدث هو سيزار، الذي صعد لتوه إلى أسوار القلعة.
“يبدو أن لاكيوس كان محظوظًا للغاية، وحصل على فرصة ليكون وحده مع تاتيانا. هذا يثير الغضب حقًا.”
“……”
“……”
تحولت تعابير كل من سيغفريد وكيريوس إلى وجوه متجهمة دون أن يتحدث أحدهما.
كانا يعلمان جيدًا المشاعر التي تحملها تاتيانا تجاه لاكيوس، وربما كانا يدركانها أكثر من تاتيانا نفسها.
فهما آبائها.
بصراحة، على الرغم من أنهما قد تفهما الأمر بعقليهما، إلا أن قلبيهما لم يتقبل.
تاتيانا ولاكيوس وصلا لسن يمكنهما أن ينظرا لبعضهما كأشخاص بالغين.
وإذا كان لا بد لتاتيانا أن تكون مع شخص ما، فلاكيوس قد يكون الخيار الأفضل.
ولكن…
“فكرة أن ابنتنا الصغيرة قد تقع في الحب… هذا مؤلم.”
تمتم كيريوس بنبرة حزينة ووجه مغموم.
فحب الابنة هو أمر لا بد أن يجعل قلب أي أب مثقلًا بالحزن.
بعيناي مفتوحتان على مصراعيها، أتابع ببلاهة كيف يأخذ الذئب الصغير ابنتي التي ربيتها بحب.
كان المشهد بمثابة صدمة كبرى، وكأن العالم قد انقلب رأسا على عقب.
ولكن فجأة،
“أه؟”
نظر كيريوس إلى معصمه بنظرة متسائلة.
كان هناك سوار الاتصال، السوار الذي كان بحوزته مع السوار الذي أهداه إلى تاتيانا، والذي احتفظ به لتلقي أول إشارات ابنتهم.
“الطفلة؟”
-…
خيم الصمت الجليدي عبر السوار.
وبعد ذلك،
“سيد كيريوس. ”
في اللحظة التي سمع فيها صوت تلميذه الذي غمره اليأس، أدرك الابطال الثلاثة على الفور أن شيئًا ما قد انقلب رأسًا على عقب.
“ماذا يحدث؟”
“لقد تم فتح بوابة للنقل عبر الزمن في نظام العالم الليلة الماضية. ”
“ماذا؟!”
تجمد الابطال الثلاثة في حالة صدمة.
فالزمن والمكان يعدان من الحدود المقدسة التي لا يستطيع البشر، ولا الشياطين، ولا أي كائن عادي اختراقها.
لكي يتم كسر هذه القيود حتى لفترة قصيرة، سيكون الأمر بحاجة إلى…
‘تضحية ضخمة جداً.’
كيريوس شد أسنانه بقوة، وحاول لاكيوس الحفاظ على رباطة جأشه وهو يستمر في الكلام.
“عبر تلك البوابة، دخل مخلوق من الشياطين. ”
“شياطين؟!”
“نعم، سيدي. كان قوياً لدرجة أنه يُقارَن معكم ومع الآخرين. حاولنا محاربته، لكننا لم نتمكن حتى من لمس أطرافه. ”
تبادل الابطال نظراتهم بسرعة.
تلميذهم الذي اعتنوا به، لاكيوس.
ليس الأمر أن تقييمهم له كان مرتفعًا فقط لأنه تلميذهم، لكن هذا كان حقيقيًا.
فهو كان قريبًا من المستوى الأسطوري، ولم يكن هناك مخلوق بشري أو شيطاني في زمانه يضاهيه.
وهو الآن يقول هذا،
“… إذن، هناك مخلوق شيطاني يفوق حتى ملوك الشياطين الخمسة.”
هز لاكيوس رأسه و استمر في حديثه.
“والمخلوق الشيطاني يدعى “بالسيد العظيم.” “
المترجمة:«Яєяє✨»