The Little Demon King is Too Bothered by Her Brave Dads - 144
<الحلقة 144>
لم يكن ذلك مستغربًا، فقد كان لاكيوس نفسه هو من واجه الشياطين مباشرة في وقت سابق.
كان لاكيوس قادرًا على استرجاع تلك اللحظة بمجرد أن يغلق عينيه.
الشياطين التي هاجمته بعنف، دون أن تبالي بالأذى الذي قد يلحق بأجسادها، وعيناها تتوهجان بشراسة وهي تندفع نحوه.
وألم الأعصاب الذي كان وكأن السحر يمزق جسده إربًا من الداخل.
ولكن، كل هذا لم يكن ذا أهمية.
ما كان يدفع لاكيوس إلى حافة الجنون هو الخوف من أن يفقد تاتيانا أمام عينيه،
والرعب من احتمال أن تسحق تلك الشياطين والمسوخ أولئك الذين أقسم على حمايتهم.
“… سأجيب أولاً على التساؤل الذي طرحه ماركيز فيلوميل.”
قال لاكيوس محاولًا كبح الغضب الذي كان يتصاعد في داخله.
“مع أنني لا أفهم حتى لماذا يعد هذا تساؤلاً.”
“…”
نظر إليه ماركيز فيلوميل بنظرة غاضبة، لكن لاكيوس لم يكترث لذلك إطلاقًا.
“بخصوص مسألة ترقية عامة الناس الي مناصب رفيعة المستوى…”
تحدث لاكيوس وهو يحدق في الماركيز بنظرة غامضة قبل أن يلقي عليه سؤالًا مفاجئًا.
“هل سبق وأن حاربت الشياطين بنفسك يا ماركيز فيلوميل؟ أو حتى هل واجهتها وجهًا لوجه من قبل؟”
“…”
شعر الماركيز بالصدمة وكأنه تعرض لضربة غير متوقعة.
ماركيز فيلوميل كان شخصًا عاش حياته بالكامل في العاصمة، وفي إقطاعية فيلوميل المزدهرة.
مسألة المسوخ التي تعيث فسادًا على حدود الإمبراطورية كانت أمرًا بعيدًا جدًا عن حياته،
ولذلك، كان يتعامل معها بلامبالاة كما لو كانت شأنًا لا يعنيه.
“لـ… لم يحدث ذلك من قبل.”
في تلك اللحظة، انعكس في عيني لاكيوس شعور بالازدراء.
“لأنك لم تخض أي تجربة كهذه مطلقًا، فإن تساؤلاتك لا تتعدى كونها أفكارًا نظرية لشخص لا يغادر مكتبه.”
“لم اعد مستغربًا لسؤالك هذا السؤال.”
“ماذا؟ ماذا تقول؟!”
“معاييري للترقية واضحة تمامًا: الإنجازات والكاريزما.”
أكمل لاكيوس كلامه بحزم.
“أولاً، كلما زادت خبرة القائد في الميدان، زادت احتمالية إنقاذ الفرسان والجنود الذين يعملون تحت قيادته.”
“…”
“ثانيًا، إذا كان القائد يتمتع بحب واحترام مرؤوسيه، فهذا يعني أنه على الأقل يقدرهم ويعاملهم بإنسانية.”
استمع النبلاء الحاضرون في جلسة الاستماع إلى كلام لاكيوس بانتباه شديد، حتى أنهم بالكاد كانوا يتنفسون.
“لكن هذا لا يعدو كونه الحد الأدنى من متطلبات البقاء.”
ورغم النظرات الكثيفة التي كانت موجهة نحوه، ظل لاكيوس واثقًا وغير متأثر.
“حتى لو كان هناك العشرات أو المئات من القادة الذين يتمتعون بتلك المتطلبات الدنيا، وحتى لو قادوا قواتهم بشراسة وتفانٍ،”
تابع لاكيوس كلامه بنبرة هادئة وهو ينظر حوله.
“في المعارك ضد الشياطين، يمكن لأي شخص أن يفقد حياته.”
شعر النبلاء في تلك اللحظة بجفاف في أفواههم، وكأن كلمات لاكيوس حملت ثقلًا استثنائيًا.
ربما كان السبب هو أن هذا الأمير قد خاطر بنفسه مرارًا وتكرارًا من أجل شعبه، وعبر حدود الموت مرات عديدة.
“لهذا السبب أردت على الأقل أن أضع قادة يمتلكون الحد الأدنى من المتطلبات لقيادة قواتي.”
رفع لاكيوس كتفيه بخفة وكأنه يقلل من أهمية ما قاله.
“والحقيقة أن التجارب القاسية على حافة الموت غالبًا ما يواجهها الفرسان العاديون أكثر من النبلاء.”
“…”
“…”
ساد صمت بارد في القاعة.
تابع لاكيوس حديثه مجددًا:
“وأيضًا، أشار ماركيز فيلوميل إلى كوني منحت عامة الشعب الحق في التقدم لاختبار الإدارة العليا.”
“نعم، هذا صحيح!”
تحدث ماركيز فيلوميل بسرعة وكأنه يحاول أن يغتنم الفرصة للرد، رغم شعوره بالضغط من حضور لاكيوس الطاغي.
“ربما يمكن تجاوز مسألة الضباط رفيعي المستوى، لكن مسألة الإدارة…!”
“حسنًا، لا شك أن ولاءك لجلالة الإمبراطور مثير للإعجاب.”
“لكن لاكيوس قاطع كلمات الماركيز دون تردد.
“يبدو أن ولاءك هذه المرة قد أعماك، يا ماركيز.”
“ماذا؟”
“أليس من حقوق النبلاء، وفقًا لقوانين الإمبراطورية، أن تُمنح كل إقطاعية قدرًا معينًا من الحكم الذاتي؟”
“…”
في تلك اللحظة، شحب وجه الماركيز تمامًا.
“وفقًا لما أعلمه، فإن القضايا الإدارية داخل الإقطاعيات، والتي لا تتعلق بالموظفين التابعين للدوائر المركزية، تُترك لتقدير النبلاء المحليين.”
“هـ… هذا صحيح، لكن…”
“على سبيل المثال، أكثر من نصف المناصب الإدارية العليا في إقطاعية دوق أورليان يشغلها عامة الشعب. وقد منح دوق أورليان الحالي بنفسه لعامة الشعب حق التقدم لتلك المناصب.”
أومأ لاكيوس برأسه بحركة مبالغ فيها.
“إذن، لماذا لا يعترض الماركيز فيلوميل على هذا الأمر في إقطاعية أورليان؟”
“صاحب السمو الأمير الأول، أنا…”
“لكن عندما يتعلق الأمر بكارلو، التي بالكاد استطاعت استجماع القوى اللازمة لإنعاش إقطاعيتها، تتبنون معايير صارمة للغاية؟”
ألقى لاكيوس هذا السؤال بينما رسم على وجهه ابتسامة ساخرة، جميلة إلى حدٍ مثير للضيق.
“بالإضافة إلى ذلك، المسألة التي أثارها الماركيز قد تنطوي على مخاطر كبيرة في حال تم التعامل معها بشكل خاطئ، فقد تؤدي إلى تقويض الحكم الذاتي للنبلاء.”
ازدادت ابتسامة لاكيوس عمقًا.
“أليس من الأفضل التحلي بمزيد من الحذر عند إثارة مثل هذه القضايا؟”
‘اللعنة!’
عض الماركيز على شفتيه حتى كادت الدماء تسيل منها.
‘لقد أخطأت الحسابات!’
في الحقيقة، كان الماركيز يعلم أن قرارات لاكيوس الإدارية لا تخالف قوانين الإمبراطورية.
ولكن الماركيز كان مصممًا على استغلال جلسة الاستماع لتقويض سمعة هذا الأمير الأول المزعج.
وكان تحقيق هذا الهدف يتطلب ضمان دعم الإمبراطور، عبر مراعاة كبريائه.
ومع ذلك، كان معظم النبلاء يستبعدون عامة الشعب من المناصب الإدارية العليا، حفاظًا على علاقتهم بالعائلة الإمبراطورية.
‘ومع ذلك، أليس الأمر مجرد مسألة ترقية لعامة الشعب؟’
في الحقيقة، بالنسبة للنبلاء، لم تكن هناك حاجة لتحمل عداوة العائلة الإمبراطورية بسبب أمور تافهة كهذه.
والدليل على ذلك أن حتى عائلة فيلوميل، التي تُعد من أعرق العائلات النبيلة، كانت تلتزم تمامًا بالقواعد التي وضعتها العائلة الإمبراطورية فيما يتعلق بترقية الإداريين.
لكن…
‘لقد أغفلت موقف النبلاء.’
حتى وإن لم يرغب النبلاء في الدخول في نزاعات غير ضرورية مع العائلة الإمبراطورية، فإنهم بالتأكيد لن يقبلوا بتعدي أحد على حقوقهم الموثقة.
وهنا تحديدًا لعب لاكيوس بمهارة على هذا الوتر.
“أنا أيضًا أرى أن صاحب السمو الأمير الأول محق.”
بدأ النبلاء بالتعبير عن آرائهم بجرأة وبنبرة حازمة.
“هذه الجلسة كانت من الأساس عبثية وغير مبررة.”
“كيف يمكن أن يُستدعى الأمير الأول، الذي أحيا إقطاعية كارلو من الانهيار، إلى جلسة استماع؟ هذا غير مقبول تمامًا.”
“هذا صحيح!”
تصاعدت حدة اعتراضات النبلاء بشكل لم يكن متوقعًا، مما يعكس مدى جرح كبريائهم.
نظر ماركيز فيلوميل بوجه متوتر نحو الإمبراطور، وكأنه يستنجد به.
‘جلالتك!’
لكن الإمبراطور لم يخفِ نظرته الساخطة الموجهة نحوه، ولم يظهر أي نية لدعمه.
شحب وجه الماركيز وتغيرت ملامحه بشكل ملحوظ.
‘كيف يمكن أن تسير الأمور بهذا الشكل؟ أليس من المفترض أن يدعمني الإمبراطور الآن أكثر من أي وقت مضى؟’
كان الماركيز قد نظم هذه الجلسة بالأساس بهدف تعزيز سلطة العائلة الإمبراطورية، على أمل كسب دعم الإمبراطور.
بل إن السبب الرئيسي وراء تخطيط الماركيز لهذه القضية كان بهدف تعزيز مكانة الأمير الثاني رودولف، الذي يبدو أن الإمبراطور يفضله كخليفة له.
في الوقت نفسه، كان لاكيوس ينظر بعيون متفحصة إلى النبلاء الذين اصطفوا الآن لدعمه.
قبل تسع سنوات، خلال الاجتماع الكبير، كان فقط أساتذته الثلاثة ودوق أورليان العجوز هم من أيدوا رأيه.
أما الآن، فالنبلاء يظهرون تأييدهم العلني له دون تردد.
‘لا، لا يمكنني أن أسمح بسقوطي بهذه السهولة.’
ابتلع الماركيز ريقه الجاف بصعوبة.
كانت نظرات الإمبراطور الحادة والمرعبة تطارده بلا رحمة، كأنها تثقل على مؤخرة رأسه.
‘إذا استمرت الأمور هكذا، فسأفقد ثقة جلالته وأصبح مكروهًا بين النبلاء أيضًا.’
فتح الماركيز شفتيه بصعوبة قائلاً:
“أتحدث عن الجيش المتمركز في كارلو.”
كانت هذه المسألة أكثر ما يثير استياء الإمبراطور.
ادعاءات لاكيوس بضرورة تقديم المزيد من الدعم المالي لكارلو، تلك الإقطاعية البسيطة التي انضمت مؤخرًا إلى أراضي الإمبراطورية، جعلت الماركيز يرغب في استغلال هذا الأمر لشن هجومه.
“…”
لم يُظهر لاكيوس أي رد فعل، بل اكتفى بالنظر إليه بصمت، مما جعل الماركيز يشعر وكأن تلك العيون الحمراء تطارده وتضيّق عليه الخناق.
استأنف الماركيز حديثه بقلق واضح:
“ألا تعتقد أن الجيش الموجود هناك مفرط في حجمه؟”
“مفرط في حجمه؟”
“نعم. صاحب السمو الأمير الأول يدرك جيدًا أن الحفاظ على جيش ضخم يفرض عبئًا كبيرًا على خزينة الدولة.”
للحظة، بدا على نظرات لاكيوس ازدراء واضح، مما جعل الماركيز يشعر وكأنه ارتكب خطأ فادحًا، وكأنه وضع قدمه عن غير قصد على حافة هاوية.
‘لقد أخطأت.’
ربما كان هذا الهجوم فعالًا في وقتٍ آخر، لكنه الآن غير مناسب على الإطلاق.
‘فالآن… هناك النبوءة.’
تم تفسير النصوص القديمة مؤخرًا، وجاءت تحذر بصراحة:
**”احذروا ملك الشياطين وخافوه.” **
على الرغم من سنوات السلام الطويلة التي خففت من مخاوف سكان الإمبراطورية تجاه الشياطين، إلا أن تلك النبوءة غيرت الأمور بشكل جذري.
أصبحت مخاوف الناس من الشياطين تشتعل مجددًا وكأنها سكاكين حادة.
وفي ظل هذه الظروف، محاولة التشكيك في جيش كارلو ليس بالأمر الحكيم على الإطلاق.
‘هذا لن يكون جيدًا.’
ضغط الماركيز على أسنانه بقوة، وكأن ذلك قد يخفف من توتره.
ظل لاكيوس ينظر إلى الماركيز لفترة طويلة قبل أن يلقي نظرة سريعة على رودولف، وكأن لديه فكرة أخرى تدور في ذهنه.
المترجمة:«Яєяє✨»