The Legendary Hero is an Academy Honors Student - 27
“الفرقتان الفصل 5 والفصل 1، وقد جلسوا في دائرة حول أساتذتهم.”
“هل هناك أي طالب يرغب في المشاركة في المباراة؟”
“أرشّح ليو و تشيلسي أولًا!”
رفع “كارل” يده متحدثًا، فأومأ الطلاب برؤوسهم موافقين.
لم يكن “ليو” مجرد ممثلٍ عن دفعته، بل أثبت براعته خلال فترة الدروس المؤقتة، مما جعله يترسّخ في أذهان الطلاب كشخصٍ قويٍّ ومتمكّن.
أما “تشيلسي”، فلم يكن هناك داعٍ لأيّ تبرير، إذ كانت تنتمي إلى عائلة أبطالٍ مرموقة، كما أنها حصلت على أعلى درجة في اختبار القبول بين طلاب الفصل 5.
“ليو بلوف، تشيلسي لوالين. هل هناك اعتراض؟”
“لا، لا يوجد.”
“ولا أنا أيضًا.”
“حسنًا، والآن، كارل توماس، بما أنك رشّحت الآخرين، ستشارك أنت أيضًا.”
“ماذا؟! ل-لكن هناك آخرين أكثر كفاءة مني…”
“ليس لديك حقّ الاعتراض.”
“حاضر!”
اضطر “كارل” إلى المشاركة رغمًا عنه، وكأنّما كان يأكل الخردل باكراه.
“التالي؟”
“أنا سأشارك!”
“وأنا أيضًا!”
رفعت كلٌّ من “إليانا” و”تايد” أيديهما بحماس.
“إليانا رادن، تايد ماركوا… يتبقى أربعة أماكن.”
“سأشارك أنا أيضًا.”
“نيلا كافين.”
أعلنت “نيلا” رغبتها في المشاركة بصوتٍ هادئٍ متكاسل، وما إن فعلت حتى تسابق الطلاب الذكور لرفع أيديهم، إذ أن “نيلا” كانت واحدة من أجمل فتيات الفرقة، وكان ذلك كافيًا لإثارة حماسهم.
وهكذا، تقدّم ثمانية طلاب للمشاركة.
“يبدو أن فريق الفرقة 5-ب قد اكتمل، إذن!”
فتح الأستاذ “سيدجن” يديه.
ووووم!
انبثقت الأضواء في ساحة التدريب، مكوّنةً مستطيلًا ضخمًا على الأرض، وتكوّنت عند أطرافه مرمى مصنوعة من خطوط مانا متوهجة.
تجمّع لاعبو الفريقين في وسط الساحة.
“مدة المباراة 20 دقيقة، والفوز مهمٌّ بالطبع، لكن روح اللعب النظيف أهمّ. سأمنحكم وقتًا لوضع الاستراتيجيات.”
ثم اتجه الأستاذ “سيدجن” إلى منصة الحكم.
“يا لك من شجاعٍ لتشارك معنا!”
“سنُدمّرك تمامًا!”
“سيليا” و”كلوي” كانتا تحدّقان في “كارل” بابتسامةٍ شريرة، فاختبأ المسكين خلف “تشيلسي” من شدّة الرعب.
بعد تبادل التحية، اجتمع اللاعبون في وسط الساحة لكل فريقٍ على حدة.
بترشيحٍ من “تشيلسي”، تولّى “ليو” منصب القائد.
“لا بأس بالرؤساء، لكن انظروا إلى باقي طلاب الفرقة 1-ب.”
“كلهم من أبناء العائلات النبيلة.”
“يبدو أنهم عازمون على الفوز مهما كان الثمن.”
“أليس الفرقة 1-ب صاحبة أعلى متوسطٍ للمستوى؟”
بينما كان الجميع يضعون استراتيجياتهم بوجوهٍ متوترة، ارتدى “ليو” سترةً زرقاء مضيئة وسأل:
“لكن أليس من المفترض أن يكون طلاب قسم الفروسية أكثر تفوقًا في المهارات القتالية؟”
“عن ماذا تتحدث، ليو؟! باستيرا ليست مجرد أكاديمية للفروسية، الأقسام الأخرى مثل السحر والاستدعاء تلعب أدوارًا مهمة أيضًا!”
أجابه “تايد”.
“حقًا؟ لماذا؟”
“ما هذا السؤال؟ من الواضح أن…”
توقّف “تايد” عن الكلام للحظة وكأنه تذكّر شيئًا، ثم سأل:
“ليو، هل سبق أن لعبتَ باستيرا من قبل؟”
“لا، لم أفعل.”
“أنت من مملكة ديلاد، صحيح؟”
“نعم.”
“آه، صحيح، مملكة ديلاد منطقة حدودية، فلا عجب أنك لا تعرفها.”
غطّى “تايد” وجهه بيده وكأنّه قد أدرك الأمر متأخرًا.
“في باستيرا، الفريق الذي يسجّل أكبر عددٍ من الأهداف في مرمى الخصم خلال الوقت المحدّد هو الذي يفوز. لكن…”
“لكن؟”
“انتهى وقت وضع الخطط! على قائدي الفريقين التقدّم للأمام! سنُحدّد الفريق الذي سيبدأ أولًا.”
تقدّم “ليو” ممثلًا عن فريقه، بينما كان ممثّل الفرقة 1-ب هو “دوران”.
أخرج الأستاذ “سيدجن” قطعة نقدية وسأل “ليو”:
“وجه أم ظهر؟ ماذا تختار؟”
“الوجه.”
نظر “سيدجن” إلى “دوران” سريعًا، لكن الأخير اكتفى بهزّ رأسه بلا مبالاة، وكأنّه لا يهتمّ بالنتيجة.
طَنْ-!
ارتفعت القطعة النقدية في الهواء ثم سقطت على ظهر يد “سيدجن”.
“النتيجة: الظهر. إذن، الفرقة 1-ب ستبدأ بالهجوم.”
أمسك “دوران” بالكرة الشفافة وارتسمت على وجهه ابتسامة شرسة.
“هذه المرّة، سأجعلكم تندمون تمامًا.”
تجاهل “ليو” استفزاز “دوران” وهزّ كتفيه بلا مبالاة.
لكن “دوران” ضيّق عينيه بانزعاج ثم عاد إلى منطقته ومرّر الكرة إلى “سيليا”.
“أخبرني بما تبقى من القواعد.”
عندها، صرخ “تايد” بوجه متوتّر:
“ليس هناك وقت للشرح! عليك أن تتعلّمها بنفسك! إنّها قادمة!”
“ماذا؟!”
فووووووش-!
تحوّلت الكرة الشفافة فجأةً إلى اللون الأحمر، ثم اشتعلت بالنيران!
“ها أنا قادمة!”
أطلقت “سيليا” الكرة بكل قوّتها.
بَزْزْ-!
انطلقت الكرة في خطّ مستقيم بسرعةٍ هائلة باتجاه “ليو”!
بسرعة، قفز “ليو” متفاديًا إيّاها!
بَوخ-!
“أُوَاه!”
لكن لسوء الحظ، اصطدمت الكرة بصدر طالبٍ كان يقف خلفه، فأُطلق في الهواء قبل أن يسقط أرضًا متدحرجًا بعنف!
طَاخ! تَدَحْرَجْ تَدَحْرَجْ تَدَحْرَجْ!
مرّرت “سيليا” أصابعها في شعرها الفوضوي، ثم قامت بـ هاي فايف مع زملائها وكأنّها تحتفل بانتصارها.
أما الطالب المسكين، فقد بقي يتلوّى على الأرض بوجهٍ شاحب.
عندها، سأل “ليو” بوجهٍ متجمّد:
“… هل يمكن أن يموت أحدهم بسبب هذه اللعبة؟”
“في الواقع، نحن نرتدي ملابس حماية، لذا من المفترض أن نحصل على بعض الحماية… لكن الألم لا يُطاق.”
أجاب “كارل” بصوتٍ مرتجف.
بلع “تايد” ريقه بصعوبةٍ قبل أن يقول:
“هذه هي باستيرا! إن أصبتَ خصمك بالكرة، تنتقل فرصة الهجوم للفريق الآخر! لكن إن أصيب أحدهم وفقد القدرة على الحركة، فهو خارج المباراة تمامًا! في الحقيقة، لو قام لاعب قويٌّ جدًّا برمي الكرة، فقد يودي بحياة أحدهم!”
حينها فقط، فهم “ليو” سبب توتّر الطلاب الشديد.
تسجيل الأهداف لم يكن السبيل الوحيد للفوز، إذ يمكن للفريق أيضًا أن يحقق النصر بإخراج جميع لاعبي الفريق الخصم من المباراة!
“رائع! قويّ! مُذهل! هذا هو الإناقة الحقيقية! كما هو متوقّع من أحد أفراد العائلة النبيلة جيردينجر !”
صفّق الأستاذ “سيدجن” بسعادة وهو يعبّر عن إعجابه.
“هاه، هاليند! لن يكون لفريقك أيّ فرصة ضدّنا!”
“لكن المباراة ما زالت في بدايتها، أليس كذلك؟”
“هاه! صحيح، صحيح! لكن مجرّد وجود سيليا في فريقنا يمنحنا أفضلية ساحقة! لا داعي لأن أشرح لك، فأنت تعرف جيّدًا أن عائلة جيردينجر متخصّصةٌ تمامًا في باستيرا!”
“…….”
رفع أحد طلاب الفرقة 1-ب يده متسائلًا بعد سماع كلام “سيدجن”:
“لماذا عائلة جيردينجر تتمتّع بهذه الأفضلية في باستيرا؟”
“سؤالٌ ممتاز! العنصر الأكثر فاعلية في باستيرا هو النيران ذات القوة التدميرية العالية! وعائلة جيردينجر تُعرف بامتلاكها أقوى نيرانٍ بين البشر!”
قالها “سيدجن” بفخرٍ وهو يشير إلى “هاليند”:
“الأسطورة التي تُروى عن أكاديمية لوميرن! واحدةٌ من أولى تلاميذي أنا وهذا الرجل، كانت تُلقّب بـ إمبراطورة الباستيرا، وكانت من عائلة جيردينجر ! أليس هذا وحده دليلًا على تفوّقهم؟!”
ابتسمت “سينا” التي كانت تستمع إلى التفسير ثم قالت:
“لدينا أيضًا طالبٌ يُجيد التعامل مع هالة النار.”
نظر “هاليند” إلى “ليو”، الذي كان قد أمسك بالكرة بالفعل.
من راحة يده، بدأ اللهب يتدفّق من الكرة!
“هل تحتوي على مانا غير مُحدّدة العنصر؟”
لاحظ “ليو” خصائص الكرة وبدأ يتفحصها بين يديه، بينما تحيط بها هالة من هالة النار.
راح طلاب الفرقة 1-ب يحدّقون فيه بوجوهٍ متوتّرة.
“كارل.”
“نعم؟”
“هل يُسمح باستخدام القدرات السحرية للهجوم أو الإمساك بالمنافسين؟”
“لا. يمكنك منعهم من التقدّم، لكن الهجوم مسموحٌ فقط باستخدام الكرة.”
“إذن، الكرة هي وسيلة الهجوم الوحيدة… من يملك الكرة يملك التفوّق المطلق!”
“فهمت.”
بينما كان “ليو” يحلّل القواعد، اقتربت “نيلا” من زميلها الذي سقط أولًا وبدأت بتفعيل طاقتها.
انطلقت هالةٌ بيضاء نقيّة من جسدها، وبلمح البصر، استرخى وجه الطالب المتألّم.
“هوه؟ هالة ذات خاصيّة علاجية؟ هذه نادرة!”
هناك العديد من أنواع الهالة ، وأغلبها يركّز على تعزيز القوة الهجومية، لكن “نيلا” امتلكت واحدةً من النوع النادر، التي تُستخدم للعلاج بدلًا من القتال.
“ليو-أوبا، إن أمسكتَ الكرة لفترةٍ طويلة جدًا، ستُحتسب عليك مخالفة وسينتقل الهجوم إلى الخصم!”
“فهمت. سؤالٌ أخير، هل يُسمح بركل الكرة بدلًا من رميها باليد؟”
“نعم، لكن الدقة ستقلّ بشكلٍ كبير.”
“لا بأس بذلك.”
رفع “ليو” الكرة إلى الهواء ثم سدّدها بقوةٍ بقدمه!
بوووم-!
انفجرت طاقة الهالة عند مقدّمة قدمه، مما زاد من قوة الدفع الهائلة.
تضافرت قوة الهالة مع بنيته الجسدية غير العادية، فانطلقت الكرة بسرعةٍ أعلى من تلك التي رمتها “سيليا”، متّجهة مباشرةً نحو مرمى الفرقة 1-ب!
“أوقفوها!”
صرخت “سيليا” بقلق.
ككككككش-!
اندلعت طاقة سحرية قوية من جسد “كلوي”، فكوّنت حاجزًا جليديًّا سميكًا أمام المرمى!
كوااانغ-! تشقق-!
اصطدمت الكرة بالجدار الجليدي، فانغرست فيه بعمق!
“طالما أنني هنا، فلن يسجّل أحدٌ أي أهداف…!”
لكن قبل أن تُكمل “كلوي” جملتها، دوّى صوتٌ واثقٌ خلفها:
“هل أنتِ متأكّدة؟”
كان “ليو” قد شقّ طريقه إلى داخل منطقة الفرقة 1-ب، وهو يبتسم لها ابتسامةً ساخرة.
تجمّد طلاب الفرقة 1-ب من الصدمة.
“م-ماذا؟!”
في تلك اللحظة، قفز “ليو” مباشرةً باتجاه الجدار الجليدي حيث استقرت الكرة!
“آه!”
كراش-!
وجّه “ليو” ركلةً خاطفة إلى الكرة المغمورة داخل الجدار الجليدي!
كككككش-! تحطّم-!
تحطّم الحاجز الجليدي، واندفعت الكرة مباشرةً إلى داخل مرمى الفرقة 1-ب!
“تووووت-!”
هدف!
“الفرقة 5-ب… تحقّق النقطة الأولى.”
قال الأستاذ “سيدجن” ذلك بصوتٍ يملؤه الامتعاض بعد أن نفخ في صافرته.
“كما هو متوقّعٌ من ممثّل العام!”
“يا له من ردّ فعلٍ مذهل!”
تعالت هتافات الفرقة 5-ب ابتهاجًا.
“كما توقّعت… لن يكون الأمر سهلًا.”
“آه… لقد تهاونتُ معه!”
“هذا الوغد!”
عبست “سيليا” و”كلوي” و”دوران” وهم يحدّقون في “ليو” بحقد.
“رائع! النقطة الأولى مهمّةٌ للغاية!”
رفع “كارل” إبهامه بإعجاب.
“جيّد! علينا الآن صدّ هجوم الفرقة 1-ب وانتزاع حقّ الهجوم!”
رفعت “إليانا”، التي كانت تلعب دور المحفّزة للفريق، قبضتها بحماس.
“أوووه!”
تصاعدت حماسة الفرقة 5-ب بأكملها.
“بدا وكأنها هجمةٌ متهوّرة، لكنه استغلّ ذكاءه في اللحظة الحاسمة ليسجّل!”
قالت “سينا” بإعجاب، لكن “هاليند” هزّ رأسه نافيًا:
“لا، هذا كان جزءًا من خطّته.”
“هاه؟”
“بحسب ما قالته آين، فقد كان هو القائد خلال حادثة السفينة يوم حفل الافتتاح… لا شكّ أنه كان قد حلّل قدرات كلوي مولر بالفعل.”
كانت “كلوي” متخصّصةً في السحر الجليدي، وامتلكت قدرةَ تعاويذٍ سريعةً جعلتها الأفضل في العام الدراسي الأول.
أي أنها كانت الحارسة المثاليّة للمرمى في الفرقة 1-ب.
كان “ليو” قد أدرك ذلك مسبقًا، واستغلّ نقطة ضعفها.
“إنه استراتيجيٌّ بارعٌ رغم صغر سنّه…”
حكّ “هاليند” ذقنه وهو يراقب الموقف بعينين لامعتين.
وفي تلك الأثناء، بدأ هجوم الفرقة 1-ب.
ركض “دوران” ممسكًا بالكرة متّجهًا إلى منطقة 5-ب.
“تششش-!”
اندلعت شراراتٌ ذهبيةٌ من جسده، تومض كأنها البرق.
“شششش-!”
ما إن بدأ بالركض، حتى لحقت به “تشيلسي” على الفور!
البرق والرياح… كلاهما عنصرا سرعة، ما جعلهما متكافئين في سباق العدو.
“إلى أين تظنّ نفسك ذاهبًا؟!”
“تشه!”
أطلق “دوران” صوت امتعاض وهو يناول الكرة إلى “سيليا”، التي كانت تتقدّم من الخلف!
“آه!”
اتّسعت عينا “تشيلسي” بصدمة.
“إنه مزعج، لكنه يملك تمريراتٍ دقيقةً للغاية!”
استلمت “سيليا” الكرة وانطلقت بسرعةٍ نحو مرمى الفرقة 5-ب، غير مكترثةٍ بالطلاب الذين حاولوا إيقافها، فقد راوغتهم بخفّةٍ وتجاوزتهم دون عناء.
لكن فجأة… ظهر “ليو” أمامها.
“مرحبًا.”
“كنتُ أعلم أنك ستأتي.”
ابتسمت “سيليا” له بثقة.
“لكن، ماذا سنفعل الآن؟ رغم كونه مزعجًا…”
“تششش-!”
انبثقت الشرارات البرّاقة من جسد “دوران”، الذي كان قد قفز بالفعل فوق رأس “سيليا”!
ورغم كون “تشيلسي” متخصّصةً في السرعة، لم يكن ممكنًا أن تتفوّق على “دوران” في سباقٍ للركض.
عبست “سيليا” و”دوران” وهما يتبادلان النظرات.
كانا يكرهان بعضهما بشدّة، لكن لم يكن بوسعهما السماح لمشاعرهما الشخصية بإفساد الفوز.
“هوووب-!”
مرّرت سيليا الكرة إلى دوران.
لكن ليو لم يحاول حتى اعتراضها.
“ما الأمر؟ هل استسلم؟”
شعرت سيليا بالارتباك، ونظرت إلى ليو باستغرابٍ عندما لم يحاول منع التمريرة.
لكن، ما إن رأت تعابير وجهه، حتى أدركت أن هناك خطبًا ما.
“دوران، انتظر لحظة…!”
لكن، قبل أن تصل كلماتها إليه، كان قد ألقى الكرة بالفعل.
“تششش-!”
“بهذا… سنعادل النتيجة!”