The Legendary Hero is an Academy Honors Student - 19
“منذ اليوم الأول، اختبار عملي؟”
“جميع الحصص الأخرى مجرد دروس مؤقتة، فلماذا نحن فقط؟!”
نظرت الاستاذة يُورا إلى الطلاب المذعورين، ثم قالت بجدية:
“لقد قلتها من قبل، من أتى بعقلية سطحية لحضور هذا الدرس، فليخرج فورًا. هل تظنون أن تخصصنا مماثل للتخصصين الآخرين؟”
عند هذا السؤال، التزم الطلاب الصمت.
“إن كنتم حقًا طلاب علم الاستدعاء، فلا بد أنكم تدركون ذلك. علم الاستدعاء لا يمكن تعلمه لمجرد امتلاككم حساسية تجاه المانا. فلكي تعقدوا عقدًا مع الأرواح، تحتاجون إلى توافق روحي، ولكي تتحكموا في الكائنات المستدعاة، لا بد من امتلاك قدرة ‘الترويض’.”
فتحت الاستاذة يُورا ذراعيها على اتساعهما.
“لهذا السبب، فإن عدد المستدعين أقل بكثير مقارنة بالفرسان أو السحرة. وبالتالي، عدد من يعتلون قمة البطولة بيننا نادر جدًا.”
عضّ طلاب علم الاستدعاء على شفاههم في صمت، عاجزين عن الرد.
“لكن! أولئك المستدعون الذين وصلوا إلى مرتبة الأبطال حققوا إنجازات أعظم مقارنة بغيرهم من الأبطال!”
صرخت بذلك بفخر واضح على وجهها.
“إذن، هل تعتقدون أنكم تستطيعون أن تسيروا بنفس وتيرة طلاب الأقسام الأخرى؟”
“لا، بالطبع لا!”
“أنتم أشخاص مختارون! أليس كذلك؟”
“نعم! نحن كذلك!”
“إذًا، فلنبدأها بقوة منذ اليوم الأول!”
“نعم!”
“جيد! فلننطلق!”
“هيا بنا!”
عندما رفعت الاستاذة يُورا قبضتها إلى الأعلى وهتفت، تبعها طلاب السنة الأولى بحماس، رافعين قبضاتهم هم أيضًا. وفي لحظة، اشتعل الحماس في الأجواء.
بينما كانت الاستاذة يُورا تنظر برضا إلى مدى تركيز الطلاب، رفعت فتاة ذات شعر فضي يدها.
“إذن، بما أن لدينا اختبارًا عمليًا منذ اليوم الأول، ما هو محتوى الاختبار؟”
“سؤال جيد، إليزا هيرغين.”
عند سماع هذا الاسم، بدأ الطلاب يتهامسون فيما بينهم.
هيرغين… إحدى العائلات النبيلة الشهيرة بأبطال الاستدعاء في شمال القارة.
“هذه الجزيرة تحتوي على جميع الكائنات المستدعاة التي تشرف عليها أكاديمية لوْمِيرن.”
بالنسبة للمستدعين، تُعد الكائنات المستدعاة بمثابة أسلحة.
“الاختبار سيكون في قدرتكم على الترويض.”
أشارت يُورا نحو الغابة.
“عليكم ترويض أحد الكائنات المستدعاة في هذه الغابة وإحضاره. سيتم تقييمكم بناءً على نوع الكائن الذي تستطيعون ترويضه.”
بعد انتهائها من شرح الاختبار، سألت إليزا مجددًا:
“وماذا لو نجحنا في عقد اتفاق مع الكائن المستدعى بعد ترويضه؟”
عند سماع هذا السؤال، بلع الطلاب ريقهم بصمت.
الفرق بين الترويض والعقد شاسع.
الترويض هو القدرة على التقرب من الكائن المستدعى، وهو الخطوة الأولى نحو عقد اتفاق معه. أما العقد، فلا يمكن إتمامه إلا بعد تجاوز مرحلة الترويض، بشرط امتلاك المستدعي لمهارات كافية.
عند سؤال إليزا، ابتسمت يُورا ابتسامة عريضة وقالت:
“إن نجحتم في عقد اتفاق، فسيصبح ذلك الكائن ملككم.”
“أوووه!”
“هذا ما يميز أكاديمية لوْمِيرن! السماح بإتمام العقود أثناء الحصص الدراسية!”
هناك طريقتان لعقد اتفاق مع الكائنات المستدعاة:
الأولى: استخدام محفز خاص لعقد اتفاق استدعائي.
الثانية: مقابلة الكائن المستدعى وجهًا لوجه وعقد اتفاق مباشر معه.
في الحالة الثانية، إن لم يتم التوصل إلى اتفاق، يمكن للمستدعي بيع ذلك الكائن.
ولهذا السبب، يمكن أن تُباع الكائنات المستدعاة بأسعار باهظة.
وحين سُمح لهم بعقد اتفاقات معها بحرية، ازدادت حماسة الطلاب بشكل طبيعي.
“أستاذة، ماذا عن الطلاب المتخصصين في استدعاء الأرواح؟”
هذه المرة، كان المتحدث هو تشين شيا.
أجابت يُورا:
“المستدعيون قادرون على التعامل مع الأرواح والكائنات المستدعاة معًا. صحيح أن بعضهم يتخصص في أحد المجالين، لكن في أكاديمية لوميرن، نحرص على تنمية القدرات في كليهما. لذا، ابذلوا جهدكم.”
أومأ تشين شيا برأسه بتفهم.
“الكائنات المستدعاة، إذن…”
في حياته السابقة، كان ليو قد عقد اتفاقات مع العديد من الكائنات المستدعاة القوية.
“لكنهم جميعًا اختفوا في المعارك…”
بينما كان يسترجع ذكريات حلفائه القدامى، أعلنت الاستاذة يُورا بحماس:
“لديكم ثلاث ساعات! ابدأوا الآن!”
“أوووه!”
اندفع طلاب السنة الأولى بحماس.
لكن يُورا لاحظت أن ليو، تشين شيا، واردن، وإليزا لم يتحركوا من مكانهم. رفعت حاجبها باستغراب وسألت:
“ماذا عنكم؟ ألا تنوون الذهاب؟”
إليزا، التي كانت تهتم بأظافرها بلا مبالاة، ردت بنبرة هادئة:
“ليس لدي اهتمام بالكائنات المستدعاة منخفضة المستوى.”
ثم نفخت على أظافرها بابتسامة هادئة.
أما واردن، فقد ظل صامتًا كعادته.
“أمم… أنا أعرف الترويض نظريًا فقط، لذا ما زلت أفكر في الأمر.”
قالها تشين شيا بابتسامة محرجة.
وأخيرًا، بدأ ليو، الذي كان يتأمل الغابة بصمت، بالسير نحوها.
“أوه، ممثل السنة؟”
استدار ليو ليجد إليزا تنظر إليه بابتسامة خفيفة.
“سمعت عن أدائك في حصة الفروسية. هل يمكنني أن أتوقع منك أداءً مماثلًا في علم الاستدعاء؟”
سألته بابتسامة مغرية، لكن ليو اكتفى برفع كتفيه قائلاً:
“سأبذل قصارى جهدي.”
رؤية ليو وهو يتجاهل استفزازها بسهولة جعل إليزا ترتسم على وجهها نظرة ملل.
بينما كان ليو يشق طريقه إلى داخل الغابة، علّقت يُورا وهي تراقبه:
“أوه، الشباب… رائعون.”
“حسنًا، الاستاذة، لكنك أيضًا أصبحتِ…”
بووم!
“أغغ!”
قبل أن يكمل كارلو حديثه، تلقى ضربة مباشرة في خاصرته من يُورا، التي ظلت تراقب ليو بابتسامة متحمسة.
“هذا الفتى… لدي شعور بأنه سيكون مثيرًا للاهتمام.”
“لم أتخيل أن إنشاء نظام بيئي كهذا للكائنات المستدعاة ممكن.”
كان ليو يسير ببطء داخل الغابة، مدهوشًا مما يراه.
حتى في حياته السابقة، لم يرَ أبدًا هذا التنوع الكبير من الكائنات المستدعاة في مكان واحد.
بالنسبة للمستدعين، كانت هذه الغابة كنزًا حقيقيًا.
في كل مكان، كان الطلاب يفتشون الغابة بحماس بحثًا عن الكائنات المستدعاة، وأحيانًا كانوا يتشاجرون فيما بينهم، مما أدى إلى فقدان بعضهم لفرص الإمساك بالكائنات.
أما أولئك الذين لديهم خبرة حقيقية في الاستدعاء، فقد تحركوا بحذر شديد.
فكلما كان الكائن المستدعى أقوى، كلما قلّت احتمالية ظهوره أمام الناس بسهولة.
لهذا السبب، بقي واردن وإليزا عند نقطة البداية.
من حيث المهارة، لم تكن إليزا أقل شأنًا من واردن.
“هل ذلك الفتى لا يدخل إلى عمق الغابة أكثر من اللازم؟”
راقب بعض الطلاب ليو بدهشة، غير قادرين على إخفاء استغرابهم من مدى جرأته.
بينما كان الطلاب يثيرون الضجيج أثناء بحثهم في الغابة، كانوا في الوقت نفسه يتجنبون التوغل في أعماقها.
فالكائنات المستدعاة عالية المستوى غالبًا ما تحمل عداءً تجاه البشر.
وإضافة إلى ذلك، لم يكن هذا مجرد درس بل اختبار عملي، أي أن الدرجات سيتم تسجيلها رسميًا.
إذا خاطر أحدهم بمحاولة ترويض كائن مستدعى قوي وفشل، فستكون درجته صفر.
في أكاديمية لوميرن، لا يوجد مجال للأعذار مثل “كان حظي سيئًا” أو “على الأقل كانت محاولة جيدة”.
“اتركوه، ربما يظن أنه يستطيع التحول إلى قسم الفروسية إن لم ينجح هنا.”
“هذا ما يفكر فيه، أليس كذلك؟”
ضحك بعض الطلاب بسخرية وقرروا تجاهل ليو، الذي كان يتوغل ببطء في أعماق الغابة.
بعد أن تأكد من عدم وجود أي شخص حوله، أخرج ليو ريشة رمادية كان قد عثر عليها عند وصوله إلى الجزيرة.
“كما توقعت…”
لمعت عيناه، وبدأ يطلق هالة رمادية.
كانت هذه طاقة لهب الفينيكس التي أتقنها ليو.
ما إن لامست الهالة الريشة، حتى اندلعت فيها النيران بشدة، قبل أن تتحول إلى رماد وتتناثر في الهواء.
هوااااه!
“إذن، كانت هذه حقًا ريشة فينيكس… هل يمكن أن يكون هناك فينيكس في هذه الغابة؟”
الفينيكس تُعتبر واحدة من أقوى الكائنات المستدعاة، وهي من الأصعب في عقد الاتفاقات معها.
ريشها، الذي يُستخدم كمحفّز للاستدعاء، يختفي فور تفاعله مع المانا، مما يجعله عديم الفائدة كأداة استدعاء.
وبالتالي، الطريقة الوحيدة لعقد اتفاق مع فينيكس هي مواجهتها شخصيًا.
لكن المشكلة أن الفينيكس كائن مغرور للغاية، لذا حتى لو صادف أحدهم فينيكس، فليس هناك ضمان على قبولها للعقد بسهولة.
ولهذا السبب، يُطلق عليها لقب “حلم المستدعين”.
“حقًا، أكاديمية لوميرن مذهلة. لم أكن أتوقع وجود شيء كهذا هنا.”
تمامًا في تلك اللحظة…
فووووووش!
“….!”
فجأة، اشتعلت النيران فوق رأس ليو، مكونة ألسنة لهب قرمزية مشعة.
كانت الحرارة والطاقة المنبعثة هائلة لدرجة أن ليو اضطر إلى التراجع قليلًا وخفض جسده.
هواااااااااااااا!
كان ليو يدرك تمامًا ما الذي يحدث، لكن رغم ذلك، لم يستطع إخفاء صدمته.
وسط ألسنة اللهب، بدأت هيئة ضخمة بالتشكل…
ثم ظهرت فينيكس عملاقة، يرفرف جناحاها ببطء، ناشرين موجات من النار المتراقصة مع كل خفقة.
رفع ليو هالة اللهب الخاصة به لحماية جسده من الحرارة الهائلة، لكن قبل أن يتمكن من فعل أي شيء آخر، فتحت الفينيكس منقارها وتحدثت:
– “أهذه… نار جيردينجر؟ كنت أظن أنها نار راينا… شعرت برائحة نيران مألوفة، فجئت لأرى، لكن يبدو أنني كنت مخطئًا.”
اتسعت عينا ليو بدهشة، وسأل على الفور:
“هل تعرفين أمي؟”
“أمك؟”
اتسعت عينا الفينيكس، ثم ضحكت بصوت عالٍ.
“هاهاها! إذن لم أكن مخطئة تمامًا! أجل، لو كان لديها ابن، فلا بد أنه سيكون في مثل عمرك!”
تدريجيًا، بدأت النيران تهدأ، لكن هالة الفينيكس بقيت قوية.
“هاها، تسألني إن كنت أعرف والدتك؟ بالطبع أعرفها! لقد قدمت لي معروفًا عظيمًا ذات يوم.”
ثم خفضت جسدها قليلًا وجلست أمام ليو، مطويةً جناحيها بهدوء ووقار لا يُشبه إطلاقًا غرور الفينيكس المعهود.
حتى ليو لم يستطع إخفاء ارتباكه من هذا التصرف.
“هذا مختلف تمامًا عن الفينيكس التي كانت تملكها ريسيناس… ذلك الطائر اللعين كان مغرورًا ومزعجًا للغاية.”
“كان الأمر مزعجا إلى درجة أن لونا اقترحت الإمساك به وسلقه”
“يا ابن راينا، ما اسمك؟”
أجاب ليو باحترام:
“اسمي ليو بلوف .”
“حسنًا، ليو. اسمي فرينا.”
نظر ليو إليها بتركيز وسأل:
“ما علاقتك بوالدتي؟ لقد ذكرتِ أنكِ مدينة لها بفضل كبير.”
ابتسمت فرينا بلطف وأجابت:
“لقد كانت راينا المنقذة لحياة إيلين لوندا، المستدعي الذي عقد معي عهدًا.”
اتسعت عينا ليو بدهشة.
“إيلين لوندا؟”
كان لوندا اسم عائلة إلف شهيرة، معروفة بأبطالها العظماء عبر التاريخ.
بل إن إيلين كان زعيم العائلة، وأحد الأبطال الذين سُجلت أسماؤهم في سجلات الأبطال.
“في ذلك الوقت، كان إيلين مستكشفًا مكلفًا بمهمة اقتحام زنزانة في سيرون.”
تذكر ليو المعلومات المتداولة عن تلك الزنزانات، وسأل:
“هل تقصدين زنزانات الأبطال التي تظهر عندما تفقد صفحات مفقودة من سجلات الأبطال السيطرة؟”
أومأت فرينا مؤكدة:
“بالضبط.”
كان هناك خمس مناطق معروفة تحتفظ بسجلات الأبطال، لكن الصفحات المفقودة من تلك السجلات كانت منتشرة في أماكن مجهولة حول العالم.
وعندما تفقد إحدى تلك الصفحات السيطرة، فإنها تشكل عالمًا بداخلها، مما يؤدي إلى ظهور زنزانة بطل.
“تلك الزنزانات لا تبقى معزولة عن الواقع. فمع مرور الوقت، تبدأ الوحوش التي تسكن داخلها بالتسلل إلى عالمنا. ولهذا السبب، تُعتبر مواجهتها إحدى المهام الأساسية لأكاديمية الأبطال.”
كانت بعض الدول تخفي وجود زنزانات الأبطال عن عمد.
فإذا تم غزو الزنزانة بنجاح، فقد يتمكن المغامرون من وراثة قدرات الأبطال القدامى.
لكن العديد من الدول التي حاولت الاحتفاظ بالزنزانات لنفسها انتهى بها الأمر إلى الدمار.
لذلك، لم يكن يُسمح سوى لأصحاب أعلى المستويات القتالية بمواجهة تلك التحديات.
“في أحد الأيام، تم إرسال إيلين في مهمة اقتحام إحدى زنزانات الأبطال. لكنه فشل… ومات جميع رفاقه. وعندما كان على وشك أن يلقى حتفه، أنقذته راينا.”
ظهرت نظرة حزينة على وجه فرينا، كأنها تستعيد تلك الذكريات المؤلمة.
“لكن في أثناء ذلك، فقدت راينا نيرانها… لو لم يحدث ذلك، لكانت قد وصلت هي أيضًا إلى مرتبة الأبطال.”
استمع ليو بصمت، قبل أن يبتسم قائلاً:
“أمي لم تندم على الماضي. بالنسبة لها، الحاضر هو الأهم… هذا هو مبدؤها في الحياة.”
ضحكت فرينا برقة:
“هاها، إذن لم تتغير شخصيتها أبدًا.”
ثم نظر إليها ليو وسأل:
“لكن لماذا أنتِ هنا في أكاديمية لوميرن؟”
“لقد جئت بناءً على طلب المدير كالين.”
“طلب المدير؟”
“نعم، لكن لا يمكنني إخبارك بالتفاصيل.”
شعر ليو بأن هناك سرًا في الأمر.
لكن قبل أن يتمكن من التفكير في الأمر أكثر، بادرت فرينا بسؤالها الخاص:
“ولكن ماذا عنك؟ أنت طالب في قسم الفروسية، أليس كذلك؟ ما الذي تفعله في هذه الجزيرة؟ لا يوجد سبب لقدوم طلاب الفروسية إلى هنا في هذه المرحلة.”
بدا أن فرينا كانت تعتقد أن ليو، كونه ابن راينا، لا بد أنه فارس وليس مستدعيًا.
لكن ليو هز رأسه قائلاً:
“أنا أحضر دروس الاستدعاء أيضًا.”
“ماذا؟!”
اتسعت عينا فرينا دهشة، قبل أن تركز بتمعن على طاقة الروح التي تسري في جسد ليو.
رغم أن كمية الطاقة الروحية كانت ضئيلة، إلا أن سعة وعاء الطاقة كانت مذهلة.
فجأة، ارتسمت ابتسامة على وجه فرينا.
“هاها… يبدو أن هذا اللقاء كان مقدرًا.”
“ماذا؟”
عندها، نظرت فرينا إلى ليو مباشرة وقالت:
“ليو، هل ترغب في عقد عهد معي؟”
__________________________
راح احول كلمه عنقاء لفينيكس لان احسها احلى وراح تنذكر كثير بالفصول الباقية