The lady villain is a kingmaker - 5
أنهت ليليانا تناول الإفطار مع أسرتها، ثم توجهت إلى المكتبة لتقرأ الرسالة التي أرسلها الأمير ميكائيل.
[إلى السيدة الفاضلة،
اليوم الطقس جميل للغاية.
كم كنت أتمنى أن أستمتع بنزهة معك في هذا الجو الرائع، لكن للأسف لا أستطيع.
متى ستفتحين لي قلبك، يا ترى؟
أفكر فيك دائمًا، وأطلق العنان لأحلامي البسيطة التي تتوق إلى لقائنا.
أتشوق وأشعر بالارتباك وأنا أفكر في ذلك اليوم الذي سنكون فيه معًا.
كم أتمنى لو كان شعورك تجاهنا مماثلًا! ألا يمكنك قبول مشاعري؟
الناس يقولون إنه لا يوجد ثنائي يناسب بعضه البعض مثلنا، وأنا أشعر بنفس الشيء.
أنتِ سعادتي وحب حياتي… إلخ.]
كانت رسالة طويلة حقًا.
كيف استطاع ملء ثلاث صفحات بهذه العبارات المفعمة بالمشاعر المبتذلة؟
شعرت ليليانا برغبة ملحة في فتح عقل ميكائيل لرؤية ما يدور في داخله.
أضاف إلى الرسالة عطرًا فاح بوضوح، حقًا، لقد بذل جهدًا كبيرًا.
وكأنه يريد إثبات أنه لا يوجد شجرة لا تنكسر بعد عدة محاولات؛ فقد صار الأمير ميكائيل يرسل رسالة واحدة إلى ليليانا كل يوم.
تساءلت فجأة عن حاله، ترى ماذا يفعل الآن بينما يرسل إليها تلك الرسائل.
“أليست فرصة جيدة للتحقق؟”
أخذت ليليانا رسالة الأمير ميكائيل وجمعت في أطراف أصابعها سحر الظلام. فتحولت الرسالة بلمح البصر إلى غراب.
وضعت قبلة على منقار الغراب وقالت: “أرني ما تراه عيناك.”
وانطلق الغراب بعيونه الحمراء اللامعة عبر النافذة، متجهًا إلى صاحب الرسالة.
بعد لحظات، رأت ليليانا الأمير ميكائيل عبر عيون الغراب.
رأت الرجل ذو الشعر البنفسجي يقف مع امرأة ذات شعر فضي في الحديقة، وكانا يحتضنان بعضهما البعض.
كان الرجل ميكائيل، والأخرى هي إليشا.
تبادلا نظرات الحنان ثم اقتربا وتبادلا قبلة.
لو كان هذا في الماضي، لكانت ليليانا اشتعلت غضبًا، لكنها الآن لم تشعر إلا بالتهكم.
كانت إليشا الابنة الوحيدة للبارون ليندل، الخادم المخلص لعائلة الدوق. بعد وفاة والدتها بمرض، نشأت على يد والدها، وكان البارون قد أقنعها بأن تكون وصيفة لليليانا.
وبما أن ليليانا أيضًا فقدت والدتها، فقد كانت إليشا في نظرها صديقة عزيزة تشاركها ذات الآلام، وقد عاشت الفتاتان معًا تواسيان بعضهما.
كانت ليليانا تؤمن بأن إليشا هي ألطف وأوفى صديقة يمكن أن تكون بجانبها في كل حين.
لكن من كان ليعلم أن إليشا ستأخذ بيد ميكائيل وتدفعها نحو الهاوية!
لم تكن سوى خيانة مغطاة بزيف المحبة. ليليانا كانت صادقة، أما إليشا فلم تكن كذلك. كان ذلك شعورًا لا يُوصف.
ضحكت ليليانا وقالت: “ألا يجدر بي المزاح قليلاً؟” وأرسلت رسالة عبر الغراب ليطير فوقهما مباشرة.
حلّق الغراب فوقهما متسببًا بسقوط إليشا في حالة من الرعب.
– “آه!”
– “إليشا، هل أنتِ بخير؟”
أسرع ميكائيل لمساعدة إليشا، وقد بدا مرتابًا هو الآخر. كان الغراب قد أفسد لحظتهم وتركهم بحالة من الغضب.
نظرت ليليانا إلى المشهد مستمتعة، وتساءلت: “ماذا أفعل بعد الآن؟”
في السابق، انتقمت منهم بالقوة، كما سحقوا هم عائلة الدوق بقوتهم.
لكن الآن، الأمر مختلف.
“هل أسلبهم كل شيء؟ نعم، هذا سيكون أفضل.”
هذه المرة، ستكون انتقامًا يحفظ ما لها، لا انتقامًا دمويا. ستسلبهم كل ما يملكون.
ثم كتبت ليليانا رسالة إلى الأمير إستيڤان، تطلب فيها لقائه. حان الوقت لترد على الأمير ميكائيل.
***
كان قصر السفير، الذي يملكه الأمير الأول إستيڤان، يزخر بأجواء هادئة وجليلة.
وكانت مكتبة الأمير تعكس طابعه الجاف والكئيب.
كان إستيڤان، ذو الشعر الذهبي والعينين الحمراوين، رجلًا وسيمًا للغاية، ويحمل بين خصلاته الذهبية التي تميز العائلة المالكة رمزًا يقدّره الجميع.
أثار مضمون رسالة ليليانا فضوله، فقرأها متسائلًا: “هل تطلب لقائي؟”
كانت الرسالة بسيطة، تقترح لقاءً خاصًا في مكان هادئ، ولا شيء أكثر.
“ما الغرض من هذا؟”
تأمل الرسالة ثم توجه إلى مستشاره المخلص ليون، الذي كان جالسًا يحتسي الشاي، وسأله: “ما رأيك، ليون؟”
رد ليون: “ربما يجدر بك مقابلتها لتعرف.”
ابتسم إستيڤان وقال: “تريدني أن ألتقي بها إذن.”
أدخل الرسالة إلى درج مكتبه، وسأله عن مهمته الأخرى: “هل عرفت شيئًا عن منظمة البلاك كات؟”
أجابه ليون: “للأسف، لم أتوصل إلى أي شيء جديد، يبدو أنهم أناس في غاية التخفي.”
رد الأمير: “تابع البحث.”
كانت البلاك كات منظمةً يحتاج إليها إستيڤان للحصول على معلومات هامة.
***
وصلت رسالة إستيڤان إلى ليليانا، تدعوها للقاء في منطقة J بشارع 11 في منزل معين، بعد ثلاثة أيام.
“بما أنني سألقاه، علي أن أعد هدية، هدية مميزة سيحبها بالتأكيد.”
أخرجت ليليانا قلادة سيد السوق السوداء، باريس، وأرسلت له طاقتها السحرية، فظهر وجهه في الفراغ، مرحبًا بها بابتسامة.
[سيدتي، أمرتموني.]
فابتسمت ليليانا، وقالت: “يبدو أنك في مزاج جيد.”
رد باريس: [بالطبع، إنه أول اتصال لي معك يا سيدتي، وكم كنت أتمنى أن يكون لي سيد نبيل مثلك!]
ضحكت وقالت بمكر: “أشعر أنك تخفي أمرًا ما، حديثك معطر بعبارات مريبة.”
تابع بابتسامة لطيفة: [لا، أنا مخلص لك، سيدتي.]
تجاهلت ليليانا مظهره المرح، فهي تدرك أن باريس ليس كما يبدو، فهو معروف بدهائه الشديد.
قالت: “أحتاج منك العثور على قطعة ثمينة، عقد ألماس أزرق خاص بالإمبراطورة السابقة أنايس، أسرع ما يمكن.”
كانت ليليانا على علم بوجود قلادة الإمبراطورة السابقة أنايس منذ زمن بعيد.
عندما كانت ليليانا في الثامنة عشرة من عمرها، حضرت حفلة شاي لأحدى السيدات النبيلات، ورأت هناك سيدة ترتدي قلادة الإمبراطورة السابقة.
تباهت تلك السيدة بأن زوجها قد فاز بالقلادة في مزاد وأهداها لها كهدية.
ورغم أن كونها من متعلقات الإمبراطورة السابقة قد يُشعر البعض بالتردد، إلا أن تلك الجوهرة كانت رائعة وبراقة للغاية بحيث يصعب دفنها في الظلال.
كانت حفلة الشاي التي حضرتها ليليانا في الصيف، لذا من المرجح أن تكون القلادة متداولة في السوق السوداء في هذه الفترة.
[إذا كان الأمر كذلك، فاتركيه لي! سأبحث في السوق السوداء حتى أجدها!]
“إذن، أعتمد عليك.”
[أجل، سيدتي!]
استمعت ليليانا إلى إجابة باريس النشيطة قبل أن تنهي الاتصال.