The heroine is on strike - 5
“إيلا” لم ترد الذهاب ، لذلك ابطأت خواطتها عن عمد ، في النهاية لم يكن هناك حل ، كان من الأفضل لها أن تواجه الأمر الأن بدلاً من لاحقاً ، في الرواية الأصلية “إيلا” كانت تأخذ دروساً أستعداداً لدورها المستقبلي كإمبراطورة ، منذ اللحظة التي اختارت فيها الزواج من ولي العهد ، والدروس كانت في ازدياد..
“إيلا” الحالية لا تملك أي معرفة حيال هذا ، هي لا تملك أيّ فكرة عن ماذا سيظن أساتذتها عندما لا تتذكر تلميذتهم أيّ من دروسهم.
كان مصدر قلق بشكل خاص اليوم لأن الأستاذ لهذا اليوم هو الفيسكونت “جيرسون” ، الفيسكونت “جيرسون” الذي يدرّس تاريخ إمبراطورية “دوفيسبي” اشتهر بقساوته ، لطالما وجدته “لوسيلا” صعباً.
لو كان يوجد على الأقل عدة أيام قبل دروسها مع الفيسكونت ، كانت “إيلا” ستحاول حشر المعلومات الأساسية ، ولسوء الحظ ، لا يوجد أي وقت متبقي لها.
وصلت “إيلا” الى المكان الذي كانت تدرس فيه عادة ، بعد أن أصرت على قبضتها المتعرقة اومأت برأسها قليلا .
“سميلا” التي تبعتها طرقت على الباب ، وانفتح الباب ، الغرفة كانت مليئة بالكتب ، كان هناك رجل كبير في العمر مع الكثير من التجاعيد حتى انه بدا كشجرة رقيقة جافة ، كان بإنتظار “إيلا”.
-“انتِ متأخرة بسبع دقائق ، سيدتي ..قلقت من أنكِ ربما ستهربين من دروسكِ مجدداً”.
كانت على وشك صنع وجه معتذر لكنها فكرت بسرعة بحل قد يخلصها من المأزق الحالي .. هي تنهدت وفكرت ‘اه..لماذا لم أفكر بهذا من قبل؟’.
منظر ” إيلا” جعل الفيسكونت غير مرتاح ، كانت السيدة الشابة جميلة وانيقة مقارنة بأي ابنة من عائلة نبيلة ، هي عادةً ما تذهله بسخفها الغير متوقع ، كان هناك سبب لما عائلة “كونستانس” بأكملها تراقب كل حركة لها ، لم يكن هناك فكرة عن ما قد تفعله هذه السيدة اذا تركت لوحدها دون رادع..
رغم أن افكارها السخيفة كانت واضحة للأخرين ، كانت نواياها الحقيقية لغزاً دائماً ، هز “جيرسون” هذه الأفكار عن رأسه ورافق “إيلا” لمقعدها.
-“هل أكملتي واجبكِ يا سيدتي؟”
اندهشت “إيلا” و وضعت يدها على فمها في صدمة..
-“آوه يا إلهي!”
التعجب والإيماءة التي لم تقم بها “إيلا” طوال حياتها جاء من طبيعتها! ثم ابتسمت بهدوء لـ”جيرسون” ولكن هذه المرة عن قصد .
-“أنا حقاً أسفة يا سيدي ، كنت سأقوم بنسخ تاريخ إمبراطورية “دوفيسبي” الذي كتبه الحكيم “غريت ريلو” كما أمرتني ، لكن الكتاب كان مشوقاً جداً لدرجة أنني نسيت تماماً كتابته عندما قرأته ، ومع ذلك فأنا اتذكر كل شيء من الكتاب لذلك لم يعد هناك حاجة لكتابته”.
لم يكن أي منها من ذكريات “إيلا” ، لكن الكلمات خرجت من فمها بشكل لا تشوبه شائبة ، عندما تحدثت “إيلا” بدأت الذكريات بالظهور في ذهنها ، هي قد قرأت كتاب تاريخ إمبراطورية “دوفيسبي” بأكمله وحفظت محتوياته ، القصة الساحرة عن الأبطال وتأسيس الإمبراطورية تسابقت للظهور في ذهنها.
مع ذلك فإن الفيسكونت قد أستمع للأعذار المماثلة العديد من المرات لذا فهو سألها بهدوء ..
-“إذا كان الأمر كذلك ، فهل تتذكرين أين قام الملك الشاب “لوكاس” بزرع الشجرة المقدسة؟”
-“في جبال “دورلان” بالتأكيد ، لقد وجدته مثيراً أن ثمار الشجرة لا تقطف إلا من اجل جلالته الإمبراطور ، عندما لم تثمر الشجرة كان هناك جفاف شديد ، هل رأيت الشجرة المقدسة من قبل يا سيدي؟”
وجد الفيسكونت أنه لا حاجة لإستجواب السيدة الشابة اكثر ، منذ اول مرة دخلت “إيلا” فيها للغرفة ، ظهرت إبتسامة لطيفة على وجهه ، وقال “جيرسون” :…
-“لسوء الحظ لا ، الشجرة ليست لشخصٍ مثلي ، ولكن ربما سترينها قريباً”
علمت “إيلا” بالضبط عن ماذا كان يتحدث ، عندما تصبح رسمياً ولية العهد فسيتم تعميدها من قبل الشجرة المقدسة ، كانت معمودية الشجرة المقدسة من أجمل اللحظات في الرواية ، التفكير بهذه اللحظة في المستقبل جعل قلب “إيلا” يتسابق بترقب.
ابتسم الفيسكونت “جيرسون” بهدوء على “إيلا” ، التلميذة التي كان يعلمها قبل تقاعده كانت كثيرة المشاكل ، كانت أيضاً شخصاً يستحق محبة الجميع ، حتى الأن كانت “إيلا” محبوبة لديه أكثر من حفيدته.
وأخيراً، تخلى الفيسكونت عن فكرة معاقبتها ، بدلاً من ذلك قام بجلب كتاب كبير و وضعه أمام “إيلا”، كان كتاباً عن تاريخ الإمبراطورية الحديث ، كان الكتاب مكتوباً من قبل مؤلف كانت ” إيلا” قد كرهته أكثر من غيره.
أكتئب وجهها مباشرةً ، أُغمِقَت عيناها الزمردية اللطيفة ، ونظرت إلى الأعلى نحو الفيسكونت بترجي ، “جيرسون” تجاهلها وفتح الكتاب.
‘هذا الكتاب ممل ، على عكس الذي كتبه “ريلو” ، يجب أن يكون عقاباً جيداً لهذه السيدة الشابة’.. هكذا فكر “جيرسون”.
على عكس توقعاته ، فـ”إيلا” قد اصبحت مرتبطة بالقصص ، التاريخ الذي لم يتم ذكره بالتفصيل في كتاب “ريلو” قد كتب في هذا الكتاب ، مع تفسيرات “جيرسون” ، جعلت محتويات الكتاب تأتي للحياة ، حتى انها جعلت “إيلا” اكثر وطنية تجاه الإمبراطورية.
فوجئ “جيرسون” بتغيير موقفها ، ومع ذلك فقد أمرها بنسخ أجزاء من الكتاب حتى الدرس التالي لهم.
-“يا سيدتي إذا أردتِ نسيان أمر نسخ هذا الكتاب مرة أخرى ، فعليك بحفظ كل محتوياته” ..هكذا قال “جيرسون”.
ـــــ
يتبع..