The Guild - 2
صباح مشرق مع نسمة هواء باردة قليلا، هذا الصيف كان مختلفا عمّا سبقه…،
تتسلل أشعة الشمس عبر النافذة و تقع على وجه ” أثيرا ” لتزعجها و تستفيق من النوم، تتمدد ” أثيرا ” و تتثائب مغشية العينين ثم تنهض و تنظر إلى الخادمة التي تقف وسط الغرفة الواسعة التي كانت ذا لون ابيض مائل للوردي و سرير دائري وسط الغرفة يغطيه من فوق شرشف ذو قماش رقيق يبدو للوهلة الاولى كخيمة لطيفة..،تقدمت الخادمة نحو سيدتها “أثيرا” _:
_الخادمة: صباح الخير آنستي، حمامك جاهز و السيد “كال” ينتظرك للفطور.
_أثيرا: هيه! الفطور؟ و مع عمي؟؟! أهي نهاية العالم؟
_الخادمة: أنستي عليك الاسراع قد يغضب!
_أثيرا: حسنا حسنا لنسرع..
بعد أخذ “أثيرا” للحمّام و لبست ذلك الفستان البسيط الابيض مع شريط احمر على الخصر و قامت الخادمة بضفر شعرها، نزلت عبر الدَّرج بإستعجال و ما إن كادت تصل الى آخر ثلاث درجات منه قامت بالدعس على فستانها و كادت تقع لكن “گال” كان هناك و لحسن حظها امسكها قبل ذلك _:
_كال: إنتبهي إلى أين تضعين قدمك.
_أثيرا: أنا… أه.. خلتني قد أتأخر عن إجتماعنا على الفطور…
_كال: حسنا خذي حذرك في المرة القادمة.
_أثيرا: نعم عمي، هل لي بسؤالك و نحن نتجه لغرفة الطعام؟
_كال: « … »
_أثيرا: لم أقصد مضايقتك حقا _«توتر»_
_كال: قولي ما لديكِ.
_أثينا: ما خطبك مع والدي؟ لما أنتما تكرهان بعض؟
_كال: ليست لدي مشكلة مع كلاود، لذا توقفي عن التفكير بأشياء لا فائدة لها.
_أثيرا: حسنا عمي…
~في قصر بيكهام~
كان “بيريز” يجلس على شرفة المكتب المطلة على شوارع العاصمة غائرًا في أفكاره التي بدت له أنها لا تنتهي، و بداخل المكتب يتم طرق الباب و يدخل السكرتير “هيليوس” قائلا:
«سيدي إن هُنالِكَ إمراة تنتظرك منذ ساعة في الأسفل قالت أن اسمها “لوسيا”»
_بيريز: ماذا قلت مجددا؟
_هيليوس: سيدي أن هُنالِكَ امراة…
~يقاطعة” بيريز”~: بل عن اسمها! قلت لوسيا؟
_هيليوس: نعم قالت أن اسمها ”لوسيا”
_بيريز: مالذي تنتظره؟ هيا قم بإدخالها بسرعة! مهلا كلا سأذهب بنفسي لرؤيتها.
نزل “بيريز” إلى غرفة استقبال الضيوف بسرعة و وقف أمام السيدة “لوسيا” ثم ابتسم بهدوء و ظهرت على وجهه علامات الغضب ~«برزت عروق وجهه» ~:
بيريز_: أوه لم أرى وجهك منذ سنة كاملة أيتها العجوز!
لوسيا_: حتى بعد هذا الوقت انت لم تتغير ايها الطفل الوقح «تبتسم~»
~يضع “بيريز” يده على راسه و يربت موجها نظره نحوها ~_: هناك هدف من حضورك الى هنا انتِ لا تأتين بلا سبب.
~لوسيا بينما تجلس على الكرسي العتيق ذو الزخارف الذهبية ~_: انت موضوعي جدا و تدخل صلب الموضوع مباشرة هذا ما يعجبني بك، الامر يتعلق ب “كايلا”.
بيريز ~: هل وجدتها؟ اين هي؟ كيف تعيش؟… مهلا هل عادت معي الى هنا!؟
لوسيا_: يا لحماسك، حسنا نعم عادت معك في نفس اليوم… انها بخير، عليك رؤية كيف تعيش بنفسك. اقصد كيف يعيش «تبتسم بغموض»
ينظر بيريز بحيرة_: …
لوسيا _: هههه مضحك الغريب انكما تعيشان نفس الحياة. لا افهم لما تتنكران بزي الرجال هل هذا يسهل الامور!
بيريز_: اذن هي تتنكر مثلي! لنرها.
لوسيا_: لا تستعجل على كل حال سنذهب الى احدى الحفلات التي يقيمها الكونت الكونت هارلي الفاسد سنجدها هناك.
بيريز_: اه ذلك الوغد ~«يغضب»
• ───── ✾ ───── •
في حفل قصر الكونت هارلي~:
يدخل” بيريز” القاعة بينما ينادي البواب باسمه باعلى صوت و يتوجه نظر الجميع نحوه و السيدة لوسيا التي تدعي انها امه،
كانت حفلة راقية بكل المعايير و كل شيئ بها دقيق و ذو جودة عالية،
ابتسم بيريز ابتسامة باردة للحشد حوله ثم لف ذراعه حول ذراع لوسيا و مشى بثقة للامام يحدث الكونت هارلي و يستلم ترحيبه_:
بيريز~: ارى انك اجتهدت لاجل هذا اليوم ايها الكونت. لا باس بهذه الحفلة.
رد الكونت الذي يشتعل غضبا داخليا~: اوه شكرا لك ماركيز ” بيريز ” هذه شهادة اعتز بها.
بيريز~: لا اظن ان هذا شي يعتزون به ~«يتقدم للامام نحو الحشود المتفرقة بالصالة»
يستشيط الكونت غضبا و يحدث نفسه قائلا~«ذلك الوغد المتعالي من يظن نفسه. هل يعرف قيمة الاموال التي صرفتها لاجل هذا اليوم! معتوه»
يفحص “بيريز” من حوله باعين حذرة بينما “لوسيا” تمرح و لا تأبه لشيئ.
و في تلك اللحظة ينادي البواب باعلى صوته باسم “كال ستايلز”. توجه نظر بيريز نحو كال مباشرة ~«كانت كايلا متنطرة بالفعل بزي رجل»
كان يقف”بيريز” مقابلا ل “كال” الذي كان يقف اعلى الدرجات الخمس و وقع نظرهما على بعض، فور رؤية “كال” ل “بيريز” عرفها على الفور، حينها استقرت اللحظة برأسه و تذكر “لوسيا” و إلتفت يبحث عنها بينما “أثيرا” توترت وحاولت ان تفهم عن من يبحث _:
أثيرا~: عمي؟! عمَّن تبحث؟
نظر “كال نحو” أثيرا” ~: صديق قديم…
في تلك الاثناء كانت “لوسيا” قد ثملت و بدأت تتصرف بشكل محرج، لطم بيريز وجهه و اتجه نحوها ثم اخذها من بين يدي الرجل الذي كان يحاول ان يوازنها لتقف ~:
بيريز~: اشكرك سيدي لتعاونك… والدتي ليست بخير هذه الفترة اتمنى ان ذلك لم يزعجك.
ثم مضى و اخذها الى غرف الكونت للضيوف و جلس مقابلا لها على الكرسي، ثم طرق”كال” الباب و دخل~:
كال~: هذه المرأة لا تتغير
بيريز تركض لتعانق كايلا لكن كايلا تصدها قائلة ~: يا إلاهي لا تزالين مزعجة ابتعدي عني.
بيريز تضحك ~: تنزعجين من اشياء سخيفة لهذا احب ازعاجك.
تدخل “أثيرا” دون إذن و ينظر “كال” نحوها بحدة ~:
أثيرا بتوتر~: أه… هممم كنت ابحث عنك و رأيتك تدخل الغرفة.. ظننتك لوحدك آسفة عمي.
بيريز ينظر الى كال بنظرة تعجب~: …
يتنهد كال~: هذه ابنة اخي الدوق “كلاود” تدعى “أثيرا”، »يوجه نظره نحو أثيرا« هذا صديقي القديم.
يتقدم بيريز نحوها و يمد يده ليسلم عليها~:
بيريز~: أدعى بيريز تشرفت بمعرفتك يا أميرة.
كال~: عليك اخباري كيف حصلت على لقب” الماركيز”
بيريز~: هذا بفضل تلك النائمة خلفي كما ترى
كال~: اشرح
بيريز~: عرفت انها امي.
عندما سمع كال الجملة فهم على الفور الأمر و واصل بالمسرحية مع ” روزالين “
(ملاحظة روزالين هو الاسم الاصلي ل بيريز، و كايلا هو الاسم الاصلي ل كايل)
اتجه الاثنان نحو شرفة فارغة و شرحا لبعضهما ما حدث منذ عودتهما.
الشرح~:
حين عادت كايلا لقصر الدوق عرفت ان اخاها كلاود اخذ اللقب منها مع انها الاكبر منه و ذلك بحجة انها أنثى، و ذلك بفضل الملك العفن الذي يدير المملكة، نفسه الملك الذي قتل زوجة كلاود لانها رفضته، كلاود خاف من تهديد الملك بمحو ابنته ايضا ان لم يصغي له و يصبح الدوق كل يستغل قوته لصالحه و بذلك دعس كايلا، كلاود حاول حماية اخته ايضا خوفا من ان الملك قد يفعل باخته ما فعله بزوجاته لذا دعم فكرتها للتنكر بزي رجل والان كل ما تريده كايلا ان تتخذ لقبا و تعيش في مكان هادئ بدون ازعاج .
اما بيريز فاتخذ رئاسة النقابة من يد لوسيا التي تزوجت ماركيزا و اخذت اللقب منه لكنه فارق الحياة بعد فترة بسبب الملك كذلك، ~يقال ان الماركيز السابق احب لوسيا و ان الملك ارادها بشدة و الماركيز حاربه و في النهاية الملك جعله يختار بين موته و سلب زوجته منه، لكنه اختار التضحية بنفسه لاجل زوجته، فقدت لوسيا طفلها حين سمعت بخبر موت زوجها لكن لم يعلم احد بذلك سوى خادمتها الوفية التي ماتت بمرض مزمن بعد فترة و تركت ابنها الفيكونت هيليوس تحت رعاية لوسيا.
استغلت لوسيا الأمر و قالت ان ابنها الذي كان يعيش في الخارج قد عاد و بذلك اخذ بيريز لقب الماركيز.
«بيريز لا يعمل شيئا عن حياة لوسيا الا ما تحدثه هي به»
~بيريز: كال هل لا تزال معك مذكرات كايلا الاصلية؟
~كال: نعم انها مهمة لا يمكنني ان افقدها. ماذا عنك؟
~بيريز: لقد احتفظت بها لوسيا لذا كانت في امان. لكني علمت اشياء لم اكن اعلم بها لدي ابنة عم تدعى “جنجر”.
~كال~: اين المشكلة في هذا؟
~بيريز: المشكلة تكمن في انها الان اختي المتبناة و اعظم مشكلة انها ابنة الملك السابق الذي اغتاله الملك الحالي…
~كال: هاه! مهلا لحظة لاستوعب الأمر هل تقول انك…
~بيريز: ابنة الملك الوغد…~بالطبع اقصد روزالين الحقيقية و ليس انا.
~كال: هذا حقا صادم! ماذا يخبئ لنا القدر بعد!…