The Goal Is Alimony - 98
“صاحب السمو فينريس…”
“لا داعي لقول المزيد. لا أريد سماع اسمه منك.”
مسح ديفرين مؤخرة عنقه بحركة متوترة، بينما ظهر القليل من الانزعاج في عينيه.
كان يعلم بالفعل أن المنزل الذي تعيش فيه ملك لفينريس، وكان يعلم أيضًا أنه هو من أخفاها.
ومع ذلك، لأنه لم يذكر الأمر أبدًا، اعتقدت أنه لا يهتم كثيرًا، لكن يبدو أنني كنت مخطئة
“ألستِ تشعرين بالبرد؟”
غير ديفرين الموضوع بسؤاله، وعندها فقط أدركت إيفلين أن جسدها بدأ يبرد قليلًا.
“فلندخل الآن.”
على الرغم من أنها لم تجب، إلا أن ديفرين قرأ إجابتها من تعبيرها. أومأت إيفلين برأسها.
في الداخل، كان ألتورن وغونتر يحتضنان بعضهما البعض تحت تأثير الكحول، مما جعل الأجواء صاخبة ومليئة بالضحك.
كان جسدها لا يزال يشعر بالثقل، لكن دفء الأجواء جعل قلبها أخف. نظرت إيفلين إلى ديفرين بطرف عينها.
ربما بسبب تأثير الكحول…
لم يكن الشعور بالقرب منه بهذا الشكل أمرًا سيئًا.
***
ولكن في اليوم التالي، عانت إيفلين من آثار الحفلة.
لم تكن تعرف إن كان ذلك بسبب الكحول أم لأن مرضها قد تفاقم، لكنها لم تكن بخير. ظلت طريحة الفراش طوال الصباح، ضعيفة كفرخ مريض.
أما ألتورن، فلم يكن بوسعه فعل شيء سوى وصف خافض للحرارة مرة أخرى. في فترة بعد الظهر، جاءت ميرلين تحمل وعاءً زجاجيًا مليئًا بالثلج.
نظرت إيفلين إليه بعينين غائمتين وسألت بصوت ضعيف:
“ما هذا…؟”
“أحضره السيد ديفرين قبل قليل. قال إنه سيساعد في خفض الحرارة.”
كان الثلج موضع ترحيب.
فالحمى، رغم الأدوية، لم تنخفض بسهولة، ولكن ربما مع الثلج، ستشعر ببعض التحسن.
لفّت ميرلين الثلج في منشفة ووضعته على جبهة إيفلين. شعرت إيفلين بانخفاض الحرارة قليلًا.
ومع ذلك، بدأت التساؤلات تدور في ذهنها…
‘هل أحضر ديفرين الثلج فقط ثم غادر…؟’
كان سؤالًا غير ضروري. لكنها لم تستطع منع نفسها من التساؤل.
رغبت في سؤال ميرلين، لكنها أدركت كيف قد يُفسَّر سؤالها، لذلك امتنعت عن ذلك. لم تكن تعلم حتى لماذا كانت مهتمة بذلك.
بالطبع، لو كان قد جاء ليجلب الثلج، فمن الطبيعي أنه غادر بعد ذلك.
“السيد ديفرين يبدو مشغولًا. كان هناك أشخاص يأتون ويذهبون من منزله طوال الصباح.”
ربما ظهر الفضول على وجه إيفلين، لأن ميرلين أضافت تلك المعلومة.
“أحقًا…”
“نعم. يبدو أن لديه الكثير من الأعمال حتى هنا.”
ما الذي كان مشغولًا به؟
لقد استقال عن منصبه كوزير، ولم يعد يشارك في شؤون الدولة، فماذا كان يفعل؟
شعرت ميرلين أن إيفلين تبدو شاردة الذهن، فقررت مغادرة الغرفة.
“ارتاحي.”
بقيت ايفلين وحدها مرة أخرى، ثم غلبها النوم.
تحسنت حالتها في المساء، لكنها انتكست بعد يومين.
ظلت حالتها تتأرجح بين التحسن والتدهور على مدار الأيام التالية. كان ألتورن يراقب تدهور حالتها يومًا بعد يوم، ولم يكن بوسعه سوى التنهد.
“ألتورن، هل سأموت؟”
عبس ألترون ورفع نظارته
“لا تقولي مثل هذا الكلام. تفاقم الأعراض لا يعني بالضرورة أن حياتك في خطر. في الواقع، لم تزد نسبة الالتهابات، ولم تصبح كدمات يدك اسوء.”
في الحقيقة، لم تكن إيفلين تعتقد أنها على وشك الموت. رغم سوء حالتها، لم يكن لديها ذلك الشعور الغريزي باقتراب الموت.
لكنها كانت تعلم أن هذا الوضع بمثابة إشارة خطر. إذا استمرت على هذا النحو، فستقضي ما تبقى من وقتها طريحة الفراش حتى تفارق الحياة.
“الأميرة سافيان من مملكة إيدبيرغ، التي اعتنيت بها مؤخرًا، كانت لديها هذه التجربة أيضًا. لكن بعد تلك الفترة تحسنت الأمور مرة أخرى”
لكن إيفلين كانت تعلم كيف انتهى الأمر بالأميرة سافيان. لقد ماتت.
حتى بعد تحملها لهذا العذاب، كانت النهاية الموت.
امتلأ فمها بمرارة تلك الحقيقة.
بعد مغادرة ألتورن، شعرت بالملل وفكرت في مواصلة تطريز الأشواك، لكنها وخزت إصبعها مرتين فور أن بدأت. لم يكن أمامها خيار سوى ترك الإبرة والعودة إلى الفراش.
ثم طرق شخص ما على الباب.
“إيفلين.”
اتسعت عينا إيفلين عند سماع الصوت العميق الذي ناداها باسمها.
“… ديفرين؟”
كان بالتأكيد ديفرين.
لم يظهر ولو لمرة واحدة خلال الأيام الثلاثة الماضية، ولكنه الآن جاء لزيارتها.
“هل يمكنني الدخول؟”
شعرت بالسوء تجاه ديفرين، الذي كان يتظاهر بعدم المعرفة طوال الأيام الماضية، لذلك أرادت أن تقول لا، لكنها كانت فضولية للغاية بشأن ما كان يفعله.
نعم، هذا هو السبب فقط.
“ادخل.”
دخل ديفرين غرفة النوم.
ثم أدركت إيفلين فجأة أنها لم تكن ترتدي قفازاتها.
“لحظة واحدة!”
بحثت بسرعة عن القفازات الموضوعة على الطاولة الجانبية، لكن ديفرين لم يهتم و اخد القفازات أولًا.
“لا حاجة لارتدائها عندما تكونين معي.”
ركزت نظرة ديفرين على يديها السوداء. أخفت إيفلين يدها الشبيهة بالجثة تحت البطانية.
“لا أريد أن أظهرها.”
“لا بأس بها بالنسبة لي.”
“قلت إنني لا أريد ذلك!”
لم تكن إيفلين تريد أن يرى ديفرين يدها.
حتى هي كانت تصاب بالصدمة كل مرة تنظر إليها، فكيف سيكون شعور ديفرين الذي لم يرَ في حياته سوى الأشياء النظيفة والجميلة؟
كان الأمر يجرح كبرياءها. لم تكن تريد أن تُظهر له هذا الجانب منها. وكانت تخشى أن يعقد حاجبيه باشمئزاز عند رؤيته لذراعها.
في النهاية، تراجع ديفرين أولًا.
“إذا كان هذا ما يجعلكِ مرتاحة ، فافعلي ما تشائين.”
عندما مدّ يدها بالقفازات، أمسكت بها بسرعة وارتدتها على الفور.
“لماذا أتيت؟”
“سمعت أنكِ مريضة.”
“بالنسبة لشخص يسكن في المنزل المجاور، يبدو أنك سمعت بذلك بشكل مبكر للغاية.”
خرجت كلماتها بنبرة ساخرة دون أن تشعر.
“علمتُ بمرضكِ، لكن كان لديّ شيء عاجل ولم أتمكن من المجيء فورًا.”
قال ذلك بينما جلس على حافة سريرها.
“كان الأمر متعلقًا بكِ، لذا لم أستطع تأجيله.”
إذن، كان الأشخاص الذين يترددون على منزله في الأيام الماضية كان لهم علاقة بها؟
قطبت إيفلين حاجبيها.
“إيفلين.”
ناداها ديفرين بصوت منخفض. وعندما رفعت رأسها، التقت عيناهما.
“ربما هناك طريقة لإنقاذكِ.”
“… هل ستكرر هذا الكلام مرة أخرى؟”
“لقد بحثتُ عن الفاكهة المقدسة.”
فاكهة مقدسة…؟
تنهدت إيفلين عندما أدركت ما يقصده.
“هل تتحدث عن الثمرة المقدسة الموجودة في الجبل المقدس بإقليم ليوونوك؟”
“نعم.”
كيف يعيد ديفرين نفس الكلام الذي قاله ألتورن من قبل؟
كانت إيفلين قد سمعت بالفعل عن هذه الثمرة منه، لكنها لم تفكر فيها بجدية.
بالطبع، لم يكن الأمر مجرد أسطورة، فقد قيل إن هناك شخصًا تناولها بالفعل في الماضي. لكن من الصعب تصديق أنها حقيقية بناءً على حالة واحدة فقط، ناهيك عن خطورة الأمر.
“منذ أن عرفتُ عن مرضكِ و أنا أفكر فيها.”
كان ديفرين جادًا.
“في اللحظة التي علمتُ فيها بذلك في القصر، طلبتُ من والدي أن يريني الوثائق التي جمعها حولها. لحسن الحظ، كانت والدتي قد جمعتها قبل وفاتها، فتمكنتُ من مراجعتها بسرعة.”
“…. ”
“كما أرسلتُها للعلماء المختصين للتحقق من صحتها.”
لذلك، يبدو أن الأشخاص الذين كانوا يدخلون ويخرجون من منزل ديفرين طوال هذا الوقت كانوا أتباع ديفرين لتبادل البيانات.
جعل ديفرين وجهه أقرب إلى إيفلين.
“إيفلين، الثمرة المقدسة حقيقية.”
“…..”
“لا يوجد سبب للتردد.”
بدت عيناه مليئتين بالإصرار. لكن إيفلين لم تستطع مواجهته، فخفضت نظراتها ببطء.
“لماذا لم يصعد والدكِ إلى الجبل عندما كانت والدتكِ تحتضر؟”
هذه المرة، كان ديفرين هو من لزم الصمت.
“أليس السبب هو الاعتقاد بأن من يلمسها سيُصاب بالجنون؟”
“إنها مجرد خرافة.”
“لكن الشخص الذي فقد عقله بسبب رغبته في الحصول عليها… كان أنتَ من أخبرني عنه.”
ابتسمت إيفلين بمرارة، وردّت عليه بنفس الكلمات التي قالتها لألتورن.
“ديفرين، أنا أقدر عملك الجاد من أجلي، لكني لا أريد أن أقضي بقية حياتي كشخص مجنون. كما انه ليس لدي حتى القوة لتسلق الجبل.”
“لا أنوي أن أجعلكِ تتسلقين الجبل المقدس.”
تجمد تعبير إيفلين.
“ديفرين، مهما كان لديك من مال ، لكن لا يجب أن تستخدم الناس بهذه الطريقة.”
قد يكون هناك من هو مستعد للمخاطرة مقابل المال، لكن إيفلين لم تكن تريد العيش بهذه الطريقة.
عندها، تحدث ديفرين
“سأذهب بنفسي.”
رفعت إيفلين رأسها .
“… ماذا قلت؟”
“منذ البداية، كنت أنوي الصعود إلى الجبل بنفسي.”
ديفرين يتسلق الجبل بدلاً منها…؟
تلعثمت شفتيها غير قادرة على التصديق.
إذا صعد إلى ذلك الجبل قد يُصاب بالجنون.
حتى لو كانت مجرد خرافة، فإن الدوق دنسويل كان خائفًا منها و لم يتسلق الجبل رغم أن زوجته كلوي كانت تذبل.
“هذا هراء.”
“سيد ليوونوك لا يقع تحت تأثير اللعنة. هذا ما لم يدركه والدي.”
حدقت إيفلين في ديفرين.
لم يكن يبدو كاذبًا. كانت تعابيره طبيعية، وصوته لم يتردد لحظة.
“… هل هذا صحيح؟”
“لقد تحققنا منه طوال الشهر الماضي.”
قال ديفرين بحزم.
عضّت إيفلين شفتيها.
في الحقيقة، لم يكن لديها سبب لرفض ذلك. إذا لم تكن هناك مخاطر، فإن الحصول على ثمرة تشفي جميع الأمراض سيكون معجزة لا تقدر بثمن.
لكن لسبب ما، شعرت بعدم الارتياح. لم تكن تعرف السبب.
اقترب ديفرين من إيفلين أكثر.
“إيفلين.”
انحنى ديفرين بلطف، ومرر يده عبر خصلات شعر إيفلين.
“تعالي معي إلى الدوقية.”