The Goal Is Alimony - 92
مرَّ ديفرين بعد اختفاء إيفيلين بتقلبات عاطفية لم يشعر بها طوال حياته.
كان يستيقظ كل يوم وكأنّه يعاني، وأصبحت حواسه ضبابية طوال الوقت. كان يشعر وكأنه يغرق في بحر عميق.
كان يريد الخروج من هذا الألم، لكنه لم يكن يعرف سبب معاناته. فكر بينما كان يرفع كأسه. لماذا هو متعلق بإيفلين لهذه الدرجة؟ كان هذا السؤال الأساسي.
منذ وقت طويل، كان يخشى أن تتركه إيفلين، وكان قلقًا، ومع ذلك لم يستطع أن يترك يدها. بل كان دائمًا في حالة من القلق، متخوفًا من أن تبتعد عنه.
كان يريد أن يجد مخرجًا من هذا المتاهة.
وعندما سمع عن مرض إيفلين، شعر كما لو أن السماء انهارت فوقه. فكر في أن إيفلين قد تموت قريبًا، وكاد أن يختنق.
حينها فقط، استفاق من تفكيره، وتبينت له مشاعر غير واضحة كانت حبيسة بداخله، أصبحت الآن واضحة جدًا.
كان يشعر كما لو كان يعاني بسبب حبه لإيفلين.
كان يحب إيفيلين.
بعد أن ظهرت الحقيقة المخفية، شعر بشيء من الراحة، ولكن فمه أصبح مرًّا.
لماذا لم يدرك ذلك من قبل؟ لو كان قد فهم ذلك، لما تصرف معها بتلك الطريقة.
مسح ديفرين وجهه بكلتا يديه.
“إن اقترابي منك بحذر، وطلب التقدير منك، كانت في النهاية من أجل الحصول على وريث. إذا لم تنجبي طفلًا، فما معنى أن تكوني زوجة لي؟”
“هل تعرفين ما هي المعاناة؟ لقد تمتعتي بكل شيء كزوجة لدوق، ولكن إن طلّقتكِ، سيتغير كل شيء، وستعرفين المعاناة الحقيقية”
“أليس هذا هو الحب الذي تريدينه؟ التقبيل و الهمس بكلمات الحب في غرفة النوم.”
مرت هذه الكلمات القاسية التي قالها في ذهنه، وجاء الندم مثل موجة تجتاحه.
لهذا السبب كان يبحث عن إيفلين أكثر من أي وقت مضى. على الرغم من أنه تأخر، إلا أنه كان عليه أن يصلح أخطاءه.
في اليوم التالي، بدأ ديفرين بتجهيز أغراضه بشكل بسيط، دون أن يصطحب خدمًا، وتوجه إلى جزيرة مالويد.
عندما وصل إلى الجزيرة، كانت نظيفة وهادئة.
وعندما وضع قدمه على الأرض، كان الوقت قد اقترب من الغروب، والقرية كانت تكتسي باللون البرتقالي، وكان الناس يحيون بعضهم بابتساماتهم بعد يوم من العمل.
أصبح من الأسهل عليه أن يطمئن بعدما علم أن إيفلين كانت تعيش في مكان مثل هذا.
لو كانت في العاصمة، ربما كان مرضها قد تفاقم.
سأل ديفرين الناس عن مكان إقامة إيفلين، وبسهولة تمكن من إيجاد المكان. كان المنزل صغيرًا ولكنه مزخرف بشكل جميل، مع حديقة رائعة حوله.
عندما وصل إلى منزل إيفلين، بدأ قلبه يخفق بشدة.
في تلك اللحظة، كان كل ما يتمناه هو أن تكون بصحة جيدة. عندها سيكون لديه وقت لطلب الصفح.
* * *
“…هل تقول الآن أنك تحبني؟”
حاولت إيفلين كبح رغبتها في إطلاق زفرة حارة، فقد كانت هذه خدعة.
“أعلم أنه فات الأوان، لكني لم أدرك ذلك من قبل. كنت أحبك منذ فترة طويلة.”
سألت إيفلين وهي تحاول أن تُظهر وجهها القاسي:
“…منذ متى؟”
“ربما منذ اللحظة التي لم أستطع فيها التوقف عن النظر إلى وجهك وأنت تبتسمين.”
كانت الإجابة غير واضحة، ولكن قلب إيفلين بدأ يخفق بسرعة.
لكنها كانت تدرك الحقيقة في نفسها، و تجمد تعبير وجهها. سواء أحبها ديفرين أم لا، لم يكن هذا هو المهم الآن.
فاتته الفرصة بالفعل، وهي أغلقّت قلبها. لم ترغب في أن تمنح حبها له بعد الآن، ولا أن تُصاب بالألم مجددًا.
“لا أستطيع أن أثق بك.”
“لا بأس إن لم تثقي بي. سأبقى إلى جانبك وأريك صدقي.”
عقدت إيفيلين حاجبيها.
“بجانبي؟”
“سأجد مكانًا للعيش هنا في الجزيرة، بحيث يكون قريباً بقدر الإمكان من هذا المنزل.”
لم تستطع إيفلين أن تكبح الزفرة التي كانت على وشك الخروج من فمها.
“أنت مجنون.”
“إذا كنتِ تعتقدين ذلك، فبإمكانك التفكير هكذا.”
“حتى لو كنتَ هنا، لن أراك.”
“لا يهمني. سأنتظر حتى تغيرين رأيك.”
“ديفرين، هل أنت جاد…؟”
عندما لم تتمكن من التفاهم معه، نهضت إيفلين من مكانها فجأة.
وقف ديفرين أيضًا عن مقعده.
“إن رفضتِ أن تسامحيني، فهذا خيارك. ولكن طلب المغفرة هو خياري، فلا تمنعيني من ذلك.”
أغلقت إيفلين شفتيها بعنف وقالت بنبرة قاسية:
“هذا هراء.”
“كل ما قلته هو أن الناس لا يمكنهم إجبار بعضهم البعض.”
“لكن أنت حاولت إجبارني.”
“لهذا السبب أنا هنا لطلب المغفرة.”
أغلق ديفرين فمه في إجابة سريعة، بينما أتمت إيفيلين التفكير، ثم درست ملامح وجهه بهدوء.
لم يكن يتحدث بعصبية كما في السابق، ولم يكن يرفع حاجبيه ويجيب بجفاء. كان يتحدث بلطف كما لو كان شخصًا آخر، لدرجة أن إيفلين شعرت وكأنها لا تتحدث مع ديفرين.
هل كان حقًا يعترف بأخطائه؟ هل هذا هو ديفرين الذي كانت تعرفه؟
لكن إيفلين طردت هذه الأفكار من ذهنها. سواء كان قد أدرك شيئًا أو تغير بطريقة ما، فذلك لم يعد يعني لها شيئًا. كان عليها أن تتذكر ذلك جيدًا.
“الآن، يجب أن نعود. ميرلين ستصل قريبًا.”
ديفرين وضع قفازيه بهدوء وخرج من غرفة الطعام.
لم تكن إيفلين تنوي توديعه، لكنها تبعته حتى الباب لتراقب خروجه.
قبل أن يغادر، استدار ديفرين وقال:
“يجب علي العودة إلى عاصمة الإمبراطورية. جئت فجأة، ولم يكن لدي وقت للتحضير.”
“….”
إيفيلين تجاهلت الرد عمدًا.
“سأحاول إنهاء الأمور بسرعة وأعود إلى الجزيرة في أقرب وقت.”
“وداعًا.”
حتى مع ردها القصير غير المعبر، بدا أن ديفرين لم يهتم. لم يكن بالإمكان تجنب الشعور بالإحراج، لكنه أكمل كلامه بلا اهتمام.
“اعتني بنفسك، إيفلين.”
أغلقت إيفلين الباب بسرعة بعد أن خرج ديفرين، ثم نظرت إلى المكان الذي اختفى فيه كما لو كانت تحدق في الباب الذي أغلق.
هل يمكن حقًا لذلك النبيل الراقي أن يعيش هنا؟
كان من الصعب تصديق أنه سيعيش في هذا المكان.
لا تزال تفكر في الشخص الذي قابلته للتو، وتشعر بشيء من الدهشة لأنه كان نفس ديفرين الذي تعرفه. لكنها كانت تعلم أن الناس لا يتغيرون بسهولة.
حتى لو جاء إلى هنا، فإن الأشخاص المتحررين هنا والبيئة الغريبة عليه ستكون صعبة التكيف بالنسبة له، ومن المؤكد أنه سيعود بسرعة إلى حياته السابقة.
هكذا فكرت إيفلين.
* * *
في ذلك اليوم، قضى ديفرين ليلة في نزل بالقرية، ثم ركب سفينة متجهة إلى الإمبراطورية.
كان عليه العودة إلى العاصمة بسرعة وإنهاء التحويلات الإدارية مع ريكال، ثم إيجاد مكان للإقامة في جزيرة مالويد.
كانت الأمور المتعلقة بالتحويلات الإدارية على وشك الانتهاء، ولأن ريكال كان يعرف معظم أعماله، يمكنه تسريع الاستقالة دون مشاكل.
بدأ ديفرين في ترتيب مهامه في ذهنه.
بعد لقائه بإيفلين، شعر أن ذهنه الذي كان مشوشًا قد أصبح أكثر وضوحًا.
إيفلين بدت أفضل بكثير مما كان يتوقع.
يدها كانت سوداء تمامًا كما لو أنها تعرضت للاحتراق في النار، لكنها كانت تبدو بصحة جيدة، ولم يكن وجهها مختلفًا كثيرًا عن أي شخص آخر.
أصبح يشعر ببعض الراحة بعد أن سمع صوت إيفلين، الذي كان يبدو كأحد الأحلام بالنسبة له.
لم يكن محتوى الحديث مهمًا، ولا حتى أسلوب إيفيلين البارد.
كان عازمًا على البقاء بجانبها حتى آخر لحظة في حياتها، وسيبذل قصارى جهده في ذلك. إذا سمحت له إيفيلين بذلك، بالطبع. لكن أولاً، كان عليه أن يكسب قلبها.
كان عليه أن يقترب منها ببطء، دون أن يشعرها بثقل مشاعره. شيئًا فشيئًا، لتتأكد من حقيقته.
عندما وصل إلى العاصمة، دعا ديفرين ريكال إلى القصر.
“….يبدو أنني سمعت خطأ.”
“لم تسمع خطأ. سأستقيل وأنت ستأخذ مكاني.”
“إذا كان الأمر متعلقًا بمسألة الدوقة، من الأفضل أن تتحدث مع الأمير نوسيلرتون.”
“ريكال، استمع إلي جيدًا.”
لم يكن لدى ديفرين وقت طويل.
في الواقع، لم يكن الوقت متاحًا لإيفلين، لأن حياتها كانت محدودة جدًا، وكان يجب عليه أن يكون بجانبها الآن.
لذلك كان من المهم تقليل الوقت الذي يقضيه في المحادثات غير المجدية.
“إيفلين مريضة. يجب أن أكون بجانبها.”
“…إيفلين؟”
“إنها مصابة بمرض لا شفاء له. قد لا تعيش طويلًا.”
لقد كان من الواضح أن الوقت كان محدودًا، لكن ديفرين لم يرغب في قول ذلك بشكل مباشر.
“ذلك….”
تغيرت ملامح ريكال، ولم يعد بإمكانه الرفض.
بعد مناقشة سريعة حول الأعمال، ذهب ديفرين مباشرة إلى القصر الإمبراطوري.
قدّم استقالته وكان هناك شخص ينتظره. ترك استقالته في مكتبه وذهب إلى قصر فينريس.
لأنه لم يطلب موعدًا مسبقًا، كان عليه الانتظار، لكن ديفرين كان صبورًا. كان هذا الوقت الذي يقضيه في الانتظار بمثابة ثمن كان عليه دفعه.
كان مدينًا لفينريس، وكان عليه أن يسدد دينه. بعد حوالي ساعة، عاد فينريس من اجتماع مع المسؤولين.
عندما دخل فينريس غرفة الاستقبال، وقف ديفرين الذي كان ينتظره وتوجه إليه بالتحية.
“أرى أنك بخير، سمو الأمير.”
“لقد مر وقت طويل يا لورد ديفرين. من فضلك تفضل بالجلوس.”
قال فينريس ذلك وجلس مقابل ديفرين.
“بما أنك أتيت لرؤيتي، يبدو أنك وجدت إيفلين .”