The Goal Is Alimony - 80
عند الزيارة المفاجئة للطبيب ألتورن، شعرت إيفلين بالارتباك وخفضت صوتها.
“ما سبب زيارتك إلى القصر؟”
“أعتذر لقدومي فجأة. اعتقدت أن الدواء الذي وصفته لك في ذلك اليوم قد نفد بحلول الآن.”
كان محقًا. فقد نفد الدواء الذي حصلت عليه من فيلا فينريس تمامًا.
لكن حقيقة مرضها كانت سرًا، لذا فإن دخول ألتورن وخروجه من القصر سيضعها في موقف محرج.
قادته إيفلين إلى مكتبتها.
وأخبرت الخادمات أنه طبيبها الجديد. ورغم أن ألتورن كان رجلًا، إلا أنه كان متقدمًا في السن، وكانت هيئته توحي بوضوح بأنه طبيب، لذا لم يشكك أحد في الأمر.
كانت المكتبة فارغة.
أخرج ألتورن بعض الأدوية من حقيبته.
“هذا مسكن للألم كما ذكرت من قبل، وهذا دواء قيد التطوير حاليًا. تناولي كلاهما مرتين في اليوم.”
“شكرًا لك.”
قالت إيفلين بهدوء وهي تتلقى الدواء.
“وإيفلين، هناك شيء أود أن أسألك عنه.”
“ما هو…؟”
“متى يمكننا بدء العلاج بشكل جدي؟ أعتقد أنه من الأفضل أن نبدأ في أقرب وقت ممكن.”
لم تستطع إيفلين الإجابة بسرعة، فأضاف ألتورن،
“هل… لم تقرري مكان إقامتك بعد؟”
حدقت إيفلين فيه بدهشة، إذ فوجئت بقدرته على استيعاب مخاوفها بدقة.
“أعتذر إن كنت تجاوزت حدودي. لكنني سمعت من الأمير فينريس لمحة عن وضعك، ولم أستطع تجاهل الأمر. كما أن لدي رسالة لأوصلها لك.”
“رسالة…؟”
“قال صاحب السمو فينريس إنه إذا كنتِ بحاجة إلى مكان تختبئين فيه، فيمكنكِ اللجوء إليه. لقد أتيت اليوم أيضًا لإيصال هذه الرسالة.”
عضّت إيفلين شفتيها بصمت.
“إذا تم الطلاق، يمكنكِ البقاء في المكان الذي أعددته لكِ. لقد وجدت مكانا بحيث لن تقلقي بشأن أي شيء.”
“يمكنني العثور على مكان للإقامة بنفسي. أشكرك، لكن لا داعي لمزيد من كرمك.”
“حسنًا… من الأفضل أن تراقبي الوضع و تقرري لاحقًا. فقد تحتاجين إلى مساعدتي.”
كان الأمر كما لو أن فينريس توقع كل شيء. هل كان يعلم أن ديفرين لن يوافق بسهولة على الطلاق؟
قطّبت إيفلين حاجبيها قليلًا، لكنها سرعان ما هدأت. لم يكن هناك خيار آخر في الوقت الحالي.
“ألتورن، أخبر صاحب السمو فينريس أن يجد لي مكانًا للبقاء فيه، بحيث أتمكن من تجنب أنظار زوجي.”
انحنى ألتورن باحترام.
“حسنًا، سأبلغه بذلك.”
* * *
غادرت أميليا إلى الدوقية أمس.
كانت في حالة ذهول لدرجة أنها لم تودّع ديفرين كما ينبغي. ويبدو أن ديفرين لم يكن مهتمًا كثيرًا بعودتها المفاجئة إلى المنزل.
صففت إيفلين شعرها بعناية ووضعت كريمًا ورديًا على شفتيها الشاحبتين، مما أضفى بعض الحيوية على وجهها.
أخيرًا، أصبحت كل الاستعدادات مكتملة.
تم تأمين المال، والمأوى، وحتى وسيلة النقل إلى هناك.
لم يتبقَّ سوى التحدث إلى ديفرين للمرة الأخيرة.
إذا وافق على الطلاق بسهولة، فلن تضطر إلى المغادرة كما لو كانت تهرب.
تناولت إيفلين عشاءها بهدوء، ثم جلست في بهو الطابق الأول، تقضي الوقت في التطريز.
عندما اقتربت عقارب الساعة من منتصف الليل، وصلت عربة إلى القصر.
كانت عربة ديفرين.
توقف ديفرين للحظة عندما رأى إيفلين جالسة في البهو، لكنه سرعان ما تجاهل وجودها وصعد الدرج.
لحقت به إيفلين و أمسكت بذراعه.
“إلى متى ستستمر في تجنبي؟ أنت تعلم أن الهروب لن يحل أي شيء.”
توقف ديفرين ببطء والتفت إليها. بدا مرهقًا بعض الشيء، لكن عينيه كانتا تحملان بريقًا غريبًا.
“ما الذي يجعلكِ واثقة إلى هذه الدرجة؟”
“هل لديَّ سبب يمنعني من أن أكون كذلك؟”
“لقد أمضى الجميع الأيام الماضية يتحدثون عنكِ وعن فينريس.”
“أنا آسفة لأنك اضطررت لسماع تلك الأحاديث، لكنني لم أتعمد إثارتها.”
نادى عليها بصوت منخفض،
“إيفلين.”
“آراء الناس لا تهم. المهم هو الحقيقة.”
تغير تعبير وجهها.
“هل تعني… أنك تصدق تلك الشائعات؟”
“لقد كنتِ تتبادلين الرسائل سرًا مع فينريس، أليس كذلك؟ وقلتِ إن بينكما أسرارًا مشتركة.”
“كل شخص لديه أسراره الخاصة. حدث فقط أن صاحب السمو فينريس اكتشف أحد أسراري.”
“إذن لماذا لا تستطيعين إخباري بهذا السر اللعين؟!”
صرخ ديفرين بغضب.
نظرت إليه إيفلين بصمت لفترة، ثم استرخت ملامحها، وقالت بصوت يحمل مرارة،
“لو كنت تهتم بي قليلًا، لكنت أدركت الأمر بنفسك.”
“هل تقولين إنني لم أهتم بك؟”
بدا ديفرين مذهولًا.
“إن لم يكن الزوج مهتمًا بزوجته، فمن سيفعل إذن؟”
“….”
“آه، ربما صاحب السمو فينريس؟”
“لا تسخر مني.”
نظرت إليه إيفلين بغضب.
“حتى مع انتشار شائعات خيانتي مع الأمير فينريس، دافع عني الأشخاص الذين يعرفونني جيدًا. أوكلي، وريكال أيضًا. حتى في منزل الدوق، لم يتم استجوابي لأن والدي وثق بي.”
“هل تريدين أن تقولي انني الوحيد الذي لا يثق بكِ؟”
“نعم. ديفرين، ألا تزال لا تفهم سبب طلبي للطلاق؟ ليس الأمر لأنك لا تحبني فقط. أنت تدّعي أنك تهتم بي، لكنك تعاملني بأسوأ مما يعامل الغرباء بعضهم البعض.”
“لو كنتِ غريبة عني، لما اضطررت لاستنزاف مشاعري هكذا.”
“ديفرين.”
اضطرت إيفلين إلى كبح غضبها لتتمكن من الحديث.
كانت تريد إنهاء هذا الحوار الأخير بهدوء، لكن ديفرين أفسد كل شيء.
رغم تناولها للمسكنات، شعرت بألم في معدتها.
“… من فضلك، وافق على الطلاق. هذا آخر طلب لي.”
تحدثت أخيرًا بنبرة توسل.
“أنت أيضًا لا تريد أن تعيش حياتك هكذا إلى الأبد، أليس كذلك؟”
“أفكار الناس تتغير. ستنسين كل ما يؤلمكِ مع الوقت.”
تمتم ديفرين بتلك الكلمات وهو يمسك بيدها.
“سأبذل المزيد من الجهد، إيفلين.”
غير ديفرين أسلوبه فجأة، محاولًا إظهار اللطف في تعابيره وصوته الهادئ.
“حينها، سيعود كل شيء إلى طبيعته.”
“لا، بل سأذبل ببطء حتى النهاية.”
تصلبت ملامحه من جديد.
“أنتِ ترددين نفس كلام ذلك الرجل.”
أدركت إيفلين أن “ذلك الرجل” الذي يقصده هو فينريس. سرعان ما سحب ديفرين يده بعيدًا.
كانت نظراته باردة جدًا.
“افعلي ما يحلو لكِ.”
عضّت إيفلين شفتها، ثم سألت بصوت هادئ،
“… هل هذا كل ما لديك لتقوله؟”
أجاب ديفرين بإيجاز،
“هذا كل شيء.”
* * *
في اليوم التالي، قامت إيفلين بجمع أمتعتها واستأجرت عربة لرحلة طويلة.
أوقفت العربة على مسافة بعيدة عن القصر، ثم حملت حقائبها سرًا عبر الباب الخلفي، متجنبة أنظار الخادمات. لم يكن لديها الكثير من الأمتعة، لذا لم يكن الأمر صعبًا.
قبل ركوب العربة، وقفت للحظة تتأمل القصر.
بدا كل شيء كما هو، لكن الجو كان يحمل إحساسًا بالوحدة.
“سيدتي، يجب أن نتحرك الآن إذا أردنا الوصول إلى الميناء في الوقت المناسب.”
“… حسنًا.”
صعدت إيفلين إلى العربة.
الخادمات سيعتقدن أنها خرجت كالمعتاد مع ميرلين.
وبحلول المساء، عندما لا تعودان، سيفهم الجميع أنهما اختفتا. لم يكن هناك داعٍ للقلق من أن يظن ديفرين أنها اختُطفت، فقد تركت له رسالة في مكتبه.
انطلقت العربة باتجاه أطراف العاصمة.
نظرت إيفلين إلى ميرلين، التي كانت تجلس أمامها.
“ميرلين، هل أنتِ متأكدة أنكِ لن تندمي على مرافقتي؟”
“بالطبع! كنت سأندم لو تركتكِ تذهبين وحدك وأنتِ مريضة.”
ابتسمت إيفلين، ثم نظرت إلى الحقيبة الكبيرة بجانبها.
كانت تحتوي على خمسين مليون داليان، وهو المبلغ الذي أعطته لها أميليا.
سيكفيها هذا المال لتأمين مسكن، ولتغطية نفقات العلاج والمعيشة لبقية حياتها. بل وربما سيتبقى منه الكثير، لذا كانت تخطط لتركه لميرلين بعد وفاتها.
لكنها لم تستطع فهم سبب شعورها بالحزن وهي تنظر إلى المال.
لقد توصلت إلى اتفاق جيد مع أميليا، وحصلت على كل ما أرادته.
منذ زواجها من ديفرين، كانت تؤدي دور الزوجة فقط من أجل الحصول على نفقة الطلاق.
لكن ما جعلها تشعر بالثقل في قلبها لم يكن مرضها، بل فكرة أنها استبدلت مكانتها كزوجة بهذا المال.
تلك الفكرة جعلت قلبها ينقبض.
يبدو أن نسيانه سيستغرق وقتًا.
أسندت رأسها إلى زجاج العربة، تحدق بشرود خارج النافذة.
عند وصولها إلى الميناء، كان الظلام قد حلّ.
في الرصيف، كانت هناك سفينة ضخمة تنتظر.
هذه السفينة كانت متجهة إلى جزيرة مالويد، الواقعة بين إمبراطورية كولكلو ومملكة إيدبيرغ.
مالويد هي دولة صغيرة مستقلة، معروفة بجمال طبيعتها الخلابة و أراضيها الشاسعة الممتدة عبر الهضاب.
نظرًا لكونها دولة مستقلة، كانت إجراءات الدخول إليها صارمة، لكن بفضل مكانة فينريس، لم تجد إيفلين صعوبة في تأمين إقامتها هناك، خاصة أن فينريس هو من أوصى بالمكان.
لن يخطر ببال ديفرين أنها قد تختبئ في جزيرة صغيرة كهذه، لذا لن يتمكن من العثور عليها بسهولة.
صعدت إيفلين إلى السفينة، وسرعان ما انطلقت تشق مياه البحر باتجاه جزيرة مالويد.
أغلقت عينيها، على أمل أن تحمل الرياح البحرية بعيدًا كل الأفكار التي كانت تثقل عقلها.