The Goal Is Alimony - 79
بعد أن أنهت إيفلين حديثها مع ميرلين، توجهت مباشرة إلى غرفتها.
فتحت الدرج السفلي لخزانة الزينة، فوجدت خلف صندوق المجوهرات لفافة ورقية.
‘لم أكن أرغب في استخدامها.’
تنهدت إيفلين وأمسكت باللفافة.
* * *
عادت أميليا من الخارج وهي تبدو في مزاج جيد. ونادرًا ما كانت تجلب الحلوى، لكنها اليوم فعلت ذلك، بل وأمرت الخادمات بتناولها.
“سيدتي، هل يمكننا التحدث للحظة؟”
حدقت أميليا في إيفلين بهدوء، وكانت زاوية فمها ترتفع بالكاد لتظهر ابتسامة خفية.
“بالطبع.”
دخلت كل من إيفلين و اميليا إلى غرفة الاستقبال.
رغم مرور وقت طويل على الجنازة، إلا أن اميليا بقيت في القصر لمدة شهر تقريبًا بحجة ظهورها مجددًا في المجتمع الراقي بعد غياب.
لكنها لم تواجه إيفلين إلا في اليوم الأول فقط، وبعد ذلك، كانت تنقل أي رسائل عبر الخادمة صوفيا، متجنبة الحديث المباشر.
لم يكن ديفرين مختلفًا كثيرًا، فقد كان يتصرف وكأنه يعاني من رهاب اجتماعي، متجنبًا أي محادثات طويلة مع أي شخص في المنزل.
وهكذا، أصبح قصر سنوڤيل هادئًا مؤخرًا، ولكن كانت هناك أجواء متوترة تسوده.
“هل أنتِ من نشرتِ الشائعات حول تبادلي الرسائل سرًا مع صاحب السمو فينريس؟”
سألتها إيفلين مباشرة.
كانت أميليا امرأة ذكية وماكرة، تجيد قراءة العقول وحساب الأمور مسبقًا.
لذلك، حتى لو حاولت المراوغة، فإنها ستفهم المغزى على الفور. كان من الأفضل اختصار الوقت.
ضحكت أميليا.
“وماذا لو كنتُ أنا؟”
“لماذا فعلتِ ذلك؟”
لم تحاول أميليا الإنكار أو تقديم الأعذار، ربما لأنها رأت أنها الفائزة بالفعل.
بهدوء، خلعت قفازاتها و اتكأت على ظهر المقعد.
“لأني لا أحبكِ.”
“ليس لأنكِ تكرهين وجودي كزوجة ابن؟”
اتسعت عينا أميليا للحظة، وكأنها لم تفهم السؤال.
“ماذا تقصدين؟”
“تتصرفين و كأنكِ لا تكرهينني فقط، بل تريدين طردي من هذا المنزل.”
قالت إيفلين ذلك قبل أن ترتشف قليلًا من قهوتها.
لم تكن تشرب القهوة ليلًا عادةً، لكنها طلبت من ميرلين إحضارها عمدًا، لأنها كانت بحاجة إلى شيء مرّ.
“لماذا تحاولين التخلص مني بهذا الشكل؟ أعلم أنكِ لا تكنّين مشاعر عميقة لديفرين.”
“ما زال لسانكِ سليطًا.”
ارتجف حاجبا أميليا قليلًا، لكن إيفلين لم تكترث، وظلت تتحدث بنبرة هادئة.
“لكن تصرفكِ كان بلا جدوى.”
“ماذا؟”
“أنا بالفعل بصدد إجراءات الطلاق من ديفرين.”
لم يوافق ديفرين بعد، لكنه سيفعل قريبًا.
أحيانًا، كانت إيفلين تتساءل عن سبب تمسكه بها إلى هذا الحد، لكنها سرعان ما كانت تتجاهل فضولها.
لقد تجاوزت ذلك الشعور الآن، ولم تعد تريد سوى إنهاء كل شيء.
اتسعت عينا أميليا بصدمة.
“هل طلب ديفرين الطلاق؟”
“لا، أنا من طلب ذلك. وقد اتخذت قراري قبل هذه الأحداث.”
عبست أميليا بوضوح، وكأنها تظن أن هناك سببًا خفيًا وراء ذلك.
“لماذا؟”
“ليس من الضروري أن تعرفي.”
بدا على أميليا الاستياء.
“رغم أنني سعيدة بأنكِ ستغادرين في النهاية، فلا بد أن هناك سببًا لذلك.”
“هذا ليس ما يجب أن تقلقي بشأنه، سيدتي.”
أخرجت إيفلين اللفافة الورقية من جيبها ونشرتها أمام أميليا.
“اقرئيها.”
بدأت عينا أميليا تتسع شيئًا فشيئًا وهي تقرأ الورقة.
سرعان ما بدأت يداها ترتجفان.
“كي… كيف حصلتِ على هذا؟”
“حصلت عليها بمحض الصدفة. لا أحد يعلم أن الدوقة كانت وراء حادثة الاختطاف في المطعم.”
ما قدمته إيفلين كان عقد الاتفاق الذي وجدته في المبنى حيث وقع الاختطاف.
وكان الختم الموجود في خانة توقيع الطرف الأول هو ختم أميليا.
لم تستطع إخفاء صدمتها، فقد كان تأثير المفاجأة كبيرًا عليها.
“احتفظتُ بهذا المستند سرًا من أجل إسحاق. لم أرغب في أن يتأذى نفسيًا حين يكتشف الحقيقة.”
“لـ… لا، لم أفعل ذلك.”
“الإنكار لا جدوى منه. على عكس الشائعات، هذه الوثيقة دليل قاطع.”
سخرت إيفلين من أميليا، تمامًا كما نشرت الأخيرة الشائعات عنها وعن فينريس.
“ما الذي تريدينه؟!”
حاولت أميليا التلويح بذراعيها لانتزاع الورقة، لكنها لم تتمكن من الوصول إليها، وكان مظهرها يائسًا تمامًا.
يبدو أن نقطة ضعفها كانت إسحاق.
يا للسخرية، فقد كانت هي نفسها السبب في تورط ابنها العزيز في حادثة الاختطاف.
كل هذا فقط من أجل طرد إيفلين.
لكنها لم تعد تهتم حتى بمعرفة السبب الحقيقي.
كل ما أرادته هو إنهاء هذه الفوضى ومغادرة هذا المكان بأسرع وقت ممكن.
“أريد منكِ أن تتحملي مسؤولية هذه الشائعات وتقومي بمحوها تمامًا.”
“لماذا يجب أن أفعل ذلك…؟”
“لأنكِ أنتِ من نشرها.”
نظرت إليها إيفلين بعينين باردتين.
“هذه الشائعات لم تضرني أنا فقط، بل أضرت أيضًا بصاحب السمو فينريس، وعائلة دوق ليوونوك ، والجميع.”
“كيف لي أن أمحو شائعات انتشرت بالفعل؟”
“هذا أمر عليكِ التفكير فيه. إن رفضتِ عرضي هنا، فلن يكون أمامي خيار سوى الكشف عن المسؤول عن حادثة الاختطاف.”
ارتعشت شفتا أميليا قليلًا، ثم بعد فترة صمت طويلة، أجابت بصوت منخفض:
“… حسنًا، سأفعل ذلك.”
“هناك شيء آخر.”
عندما أضافت إيفلين هذه الكلمات، تشوهت تعابير وجه أميليا للحظة.
“ماذا الآن؟”
“ديفرين يرفض الطلاق. أريد منكِ مساعدتي في ذلك.”
“ديفرين…؟”
“نعم. يرفض التوقيع على أوراق الطلاق، بل وهدد بتعيين فريق من المحامين إن حاولتُ إجباره.”
بدت أميليا غير قادرة على استيعاب الأمر، وكأنها لا تصدق أن ديفرين يرفض الطلاق بشدة.
“هل تطلبين مني أن أوقع الأوراق بدلاً منه؟”
“لا ، ما أحتاجه منكِ هو تأمين نفقة لي.”
“نفقة …؟”
“نعم. عادةً يتم دفع النفقة بعد الطلاق، لكن الظروف الحالية لا تسمح بذلك. أريد استخدام هذا المال للاختفاء لفترة، حتى يحصل ديفرين على الوقت الكافي للتفكير بهدوء.”
في الحقيقة، كانت إيفلين بحاجة إلى المال من أجل علاجها. كان فينريس قد عرض مساعدتها، لكنها لم تستطع قبول ذلك، فقد كان كرمًا يفوق الحد.
لذلك، كانت بحاجة إلى المال الآن، سواء لتأمين مكان تبقى فيه بعيدًا عن ديفرين أو لتغطية تكاليف العلاج مع الطبيب ألتورن، الذي سيكون طبيبها الخاص.
“كم تحتاجين؟”
“خمسون مليون داليان.”
اتسعت عينا أميليا مجددًا بصدمة.
“هل جننتِ؟!”
“أعتقد أن هذا مبلغ زهيد مقارنة بالورقة التي أملكها. إن كُشف عقد الاتفاق هذا، فلن تخسري فقط مكانتك كزوجة الدوق، بل ستُعاملين كمدبرة عملية اختطاف أحد النبلاء.”
ارتجفت يدا أميليا بشدة. لم تكن تتخيل يومًا أن يتم التلاعب بها من قِبل فتاة صغيرة.
لم تكن إيفلين شخصًا يمكن الاستخفاف به، وهذا ما أدركته أميليا الآن، ولكن بعد فوات الأوان.
“هل ترفضين؟”
“… سأجهز المبلغ، خمسون مليون داليان.”
كان عليها التضحية بكل الأموال التي تلقتها من الماركيز بينفورد. لكنها لم تكن تملك خيارًا آخر.
إن تم الكشف عن عقد الاتفاق، فستكون تلك نهايتها.
“متى سيكون المال جاهزًا؟”
“سأجهزه خلال أسبوع…”
عندما انتهت الصفقة بنجاح، نهضت إيفلين من مقعدها واتجهت للخروج. ولكن قبل أن تغادر غرفة الاستقبال، توقفت فجأة.
“وأيضًا… أعلم أنكِ تحبين إسحاق، لكن منصب سيد العائلة ليس مناسبًا له. من الأفضل أن تتخلي عن هذه الفكرة، لأن اسحاق هو من سيتأذى في النهاية.”
“هذا طلب مبالغ فيه!”
صرخت أميليا بغضب، بينما بقيت إيفلين بوجه بلا تعابير.
“تذكري أن عقد الاتفاق هذا، المختوم بختمكِ، سيظل معي دائمًا.”
أغلقت الباب خلفها بقوة وهي تخرج.
بقيت أميليا وحدها، تغلي من الغضب والمرارة، فضربت وسائد الأريكة عدة مرات. كانت ترغب بشدة في أن تأمر جيلمور بالتخلص من تلك الفتاة، ولكنها تعلم أنه لن يقبل مثل هذه المهمة بعد الآن.
لأول مرة منذ زمن، شعرت أميليا بأن الرؤية أمامها تظلم. أغلقت عينيها وسقطت على الأريكة.
عندما دخلت صوفيا لاحقًا، هرعت إليها بقلق.
“سيدتي! هل أنتِ بخير؟ أرجوكِ استيقظي!”
لم يُسمع في غرفة الاستقبال سوى صوت صوفيا المرتعش.
* * *
بعد عدة أيام، استلمت إيفلين مبلغ الخمسين مليون داليان من أميليا، كما تم الحدّ من انتشار الشائعات بشكل كبير.
لم تعرف كيف تمكنت أميليا من فعل ذلك، لكن الصحف التي كانت مليئة بقصصها تحولت فجأة إلى الاهتمام بشخصية أخرى من المجتمع الراقي.
لم يكن هناك دليل قاطع من الأساس، لذا بمجرد توقف الناس عن تأجيج الشائعات، لم يعد بإمكان أحد ربطها بـفينريس بعد الآن.
في تلك الأثناء، كانت إيفلين تجهز نفسها لمغادرة القصر تدريجيًا. ولكنها واجهت عقبة: لم تكن قد قررت بعد إلى أين ستذهب.
الهروب من ديفرين لم يكن أمرًا سهلاً. بغض النظر عن المكان الذي ستختبئ فيه، يمكنه العثور عليها متى أراد.
فكرت إيفلين في استشارة أوكلي بشأن الأمر، لكنها تراجعت بسرعة. لم ترد أن تتعرض أوكلي لأي أذى لمجرد مساعدتها في الهروب.
‘ماذا علي أن أفعل…؟’
وبينما كانت غارقة في أفكارها، جاء شخص لزيارتها.
“تحياتي، سيدة إيفلين.”
كان الطبيب ألتورن.