The Goal Is Alimony - 68
قررت أميليا أن تقوم بتعليم ديفرين بنفسها.
كان ديفرين طفلاً ذكيًا وناضجًا بشكل مدهش مقارنةً بعمره، لكنه كان هادئًا جدًا وخاليًا من التعبير بسبب افتقاره إلى رعاية والديه.
ومع ذلك، لم تُعلِّم أميليا هذا الطفل المشاعر. فلم تكن تلك الأمور ضرورية للوريث على أي حال.
بل على العكس، كانت أميليا غير راضية في كثير من الأحيان عن شخصية دنسويل الوديعة. كان يراعي الآخرين أكثر من اللازم ويضعهم في المقدمة.
كان بإمكانه أن يصبح أكثر ثراءً ويحصل على المزيد من السلطة، لكنه غالبًا ما كان يرفض ذلك من أجل الأخلاق والمبادئ.
لم تكن أميليا تريد أن يصبح ديفرين رب العائلة بهذه الطريقة عندما يكبر.
بالطبع، لم تكن تحب ديفرين بما يكفي لتعليمه الحب والدفء. فقد كان يشبه والدته البيولوجية، كلوي، إلى حد كبير، وكان ذلك يزعج أميليا أحيانًا.
ومع ذلك، لحسن الحظ، نشأ ديفرين وفقًا لما تعلمه منها، وكان يثق بها. ورغم قسوتها في تعليمه، لم يعترض عليها قط.
كان يعلم أن أميليا، بغض النظر عن أسلوبها في التعليم، كانت تفعل ذلك من أجل العائلة. لهذا السبب، كان يثق بها ويشعر بالامتنان لها، وكانت أميليا على دراية بذلك.
شعرت أميليا بالفخر عندما نظرت إلى ديفرين، لكن هذا الشعور لم يدم طويلًا. فقد ظل القلق يساورها، حيث شعرت بأنها لا تزال بلا فائدة في هذه العائلة، وبدأ طموحها يزداد أكثر فأكثر.
لذلك، بدأت تحلم بحلم آخر.
ذلك الحلم كان إسحاق.
لأول مرة، كان لديها شخص ينتمي إليها بالكامل. ابنها الذي حملته في بطنها لمدة عشرة أشهر، وأنجبته بعد آلام الولادة الشديدة التي كادت تفقدها وعيها.
كان أعز و أغلى شيء في العالم.
أرادت أميليا أن تجعل إسحاق رب العائلة، وليس ديفرين.
اعتقدت أنه إذا تحقق ذلك، فسيصبح كل شيء كاملًا. هي، التي لطالما شعرت بأنها غريبة في هذا القصر، و في عائلة الدوق ليوونوك أيضًا.
وابنها الحبيب، إسحاق كذلك.
ولهذا، عقدت صفقة مع ماركيز بينفورد. وكان الثمن هو منح ابنة العائلة الدوقية كزوجة.
وفقًا لخطة أميليا، كان ديفرين مجرد وصي مؤقت على منصب رب العائلة حتى يبلغ إسحاق سن الرشد. لكن ماركيز بينفورد لم يكن يعلم ذلك، ودفع لها مبلغًا ضخمًا من المال.
وكان هذا المال سيُستخدم لاحقًا لكسب ولاء النبلاء الرئيسيين. كان هناك بالفعل من يتبعها، لكنه لم يكن كافيًا. وكان المال سيعوض هذا النقص.
هل شعرت أميليا بالذنب تجاه ديفرين؟
لا ،لم يكن الأمر كذلك تمامًا. لكنها رأت أنها، كما صنعت له هذا المستقبل، فإنها تصنع مستقبلًا آخر أيضًا.
كان كل شيء يسير بسلاسة وعلى الطريق الصحيح.
حتى جاءت إيفلين وأفسدت كل شيء.
بدأ ماركيز بينفورد يرسل أشخاصًا ليسألوا متى ستتمكن إيفلين من الطلاق من ديفرين.
وإذا لم يتم الطلاق في الموعد المتفق عليه، فسوف يطالب باسترداد أمواله.
لكن ذلك لم يكن خيارًا. لأن أميليا كانت بحاجة ماسة إلى هذا المال للإطاحة بديفرين من منصب رب العائلة وتنصيب إسحاق مكانه.
أصبحت نظرة أميليا قاتمة وهي تفكر في إيفلين.
ورغم أن المال كان جزءًا من الأمر، إلا أن رغبتها في طرد إيفلين لم تكن بسبب ذلك فقط.
فإيفلين أثارت تنافس أميليا.
لقد حاولت التخلص منها عدة مرات، لكنها نجت في كل مرة، بل ونجحت في وضع أميليا في مواقف حرجة أيضًا.
كان حادث حساء السلطعون خير مثال على ذلك. لقد كان الأمر مخزيًا ومهينًا.
من فتاة صغيرة كهذه؟
لم تشعر أميليا بهذه المشاعر منذ زمن طويل. ولهذا قررت أن تتصرف بنفسها هذه المرة.
“لديّ العذر المناسب لزيارة الدوقية.”
وهذه المرة، بغض النظر عن أي شيء، سوف تطرد إيفلين من القصر .
* * *
كانت صحف العاصمة صاخبة بقضية اختطاف وريث عائلة ليوونوك الدوقية.
إضافة إلى ذلك، كان هناك حديث عن فقدان الأمير نوسيلرتون لخاتمه الرسمي، ونجاح فينريس في إنهاء الصراع التجاري مع إمبراطورية سترانرا، مما أكسبه تقدير الإمبراطور.
ونتيجة لذلك، كان ديفرين مشغولًا جدًا، ولم تتمكن إيفلين من رؤيته كثيرًا.
لكنها رأت أن هذا الوضع كان مناسبًا إلى حد ما.
لأنها كانت تمر بفترة عصيبة.
لقد أصيبت بمرض كيندالين، وعلى الرغم من أنها لم تتحدث مع الطبيب بعد، إلا أن احتمال تحسن حالتها كان ضعيفًا.
كانت أطراف أصابعها تتحول إلى اللون الأسود يومًا بعد يوم، وبدأت تفقد طاقتها. ولم يكن للأدوية تأثير يُذكر بعد الآن.
كانت ميرلين قلقة، لكن إيفلين ادعت أنها مجرد وعكة صحية، وطلبت منها فقط أن تهتم بوضع مساحيق التجميل لإخفاء شحوب وجهها.
تساءلت إيفلين عمّا إذا كان عليها إخبار ديفرين عن مرضها.
لكن الفكرة أرعبتها.
ومنذ أن أدركت أنها تحبه، زادت مخاوفها. كانت تتساءل عن التعبير الذي سيظهر على وجهه، والكلمات التي قد يقولها، مما جعل حلقها يجف.
وكان أكثر ما يقلقها هو مسألة الوريث. فهي، بحالتها هذه، لن تتمكن من إنجاب طفل. وحتى لو أنجبت، فهناك احتمال كبير أن يعاني الطفل من نفس المرض.
تمامًا كما ورثت إيفلين المرض من والدتها.
في ذلك الوقت، توقفت عربة خارج القصر. كان ديفرين قد عاد.
‘لماذا عاد مبكرًا؟’
تفاجأت إيفلين التي كانت جالسة على أريكة في بهو الطابق الأول، وذهبت لاستقباله.
“ديفرين… عدت مبكرًا اليوم.”
“تم إلغاء الاجتماع الذي كنت أحضره.”
ضحكت إيفلين بتوتر.
“هذا جيد. لن أضطر لتناول العشاء وحدي اليوم.”
حدّق ديفرين بها بصمت لبعض الوقت قبل أن يتحدث ببطء.
“سأعثر قريبًا على من كان وراء حادثة الاختطاف. أعدك بأن مثل هذا الأمر لن يحدث مرة أخرى.
اعتقد ديفرين أن تصرفات إيفلين الغريبة مؤخرًا كانت بسبب حادثة الاختطاف الأخيرة. لم يكن هذا هو السبب الحقيقي، لكن إيفلين لم تجد داعيًا لنفي ذلك.
“إيفلين، لدي شيء لأقوله. تعالي إلى غرفتي.”
شعرت إيفلين بعرق يتجمع داخل قفازيها بلا سبب واضح. في السابق، لم تكن زيارة غرفة ديفرين تشكل أي مشكلة لها، لكن منذ أن أدركت مشاعرها نحوه، أصبح الأمر مختلفًا.
شعرت بالتوتر، وبدأ قلبها ينبض بسرعة.
عندما أُغلِق باب الغرفة، قام ديفرين بفك ربطة عنقه الحريرية ذات اللون الأزرق الداكن وقال:
“وصلت رسالة من والدتي. توفي أحد كبار عائلة ماركيز سينديرهوف، وستقام جنازته في العاصمة. لذلك، قررت البقاء في القصر لبضعة أيام. لقد كان قريبها من جهة العم.”
عضت إيفلين شفتها قليلًا دون أن يُلاحظ أحد. لم يكن خبر زيارة أميليا إلى القصر خبرًا سارًا بأي شكل من الأشكال.
لقد كانت تشتبه في أن أميليا هي من دبرت حادثة الاختطاف الأخيرة. كان الهدف الحقيقي هو مهاجمتها، وليس إسحاق، وإن كانت ستأتي إلى القصر، فمن المحتمل أنها تخطط لأمر آخر.
في العادة، كانت ستتعامل مع الموقف ببرود، لكنها لم تكن بحالة جسدية جيدة الآن. إذا اكتشفت أميليا ذلك، فسيكون الأمر أشبه بكارثة.
علاوة على ذلك، لم يعد بإمكانها الاعتماد على أحداث القصة الأصلية، حيث لم يكن هناك أي ذكر لزيارة أميليا إلى القصر في الرواية الأصلية.
لاحظ ديفرين كيف كانت إيفلين تعض شفتيها، فمدّ إصبعه ولمس شفتيها برفق.
فوجئت إيفلين وارتخت شفتيها تلقائيًا.
“أعلم أن توقيت زيارة والدتي ليس مناسبًا. لكن… سأحاول الاهتمام بالأمر قدر الإمكان.”
“كيف ستتعامل مع الأمر؟”
سألت إيفلين بفضول حقيقي.
“سأحاول العودة إلى المنزل مبكرًا. وسأطلب من والدتي أن تزن كلماتها بعناية.”
“….”
“إذا كان هناك شيء آخر عليّ فعله، يمكنك إخباري به.”
رغم أنها كانت تدرك أنه لا ينبغي لها أن تضع أي معنى خاص لكلماته اللطيفة، إلا أن مشاعر إيفلين كانت تتمايل كقصبٍ في مهب الريح، ولم تستطع السيطرة عليها بسهولة.
“هل لديك أي طلب آخر؟”
“ليس بعد…”
لمسته على شفتيها أصبحت أكثر جرأة، وفجأة، اقترب وجهه منها.
ثم التقت شفاههما. كانت شفتا ديفرين خشنتين قليلًا، لكن داخل فمه كان دافئًا وناعمًا. كان القبلة متسرعة بعض الشيء.
لطالما شعرَت أن قبلاته تحمل نوعًا من العجلة، لكن اليوم كان الأمر واضحًا أكثر من المعتاد. كان أشبه برجل تائه في صحراء، يبحث بيأس عن واحة.
بدأت يداه تتجولان بجرأة. كان يبحث عن سحاب فستانها بإحدى يديه، بينما الأخرى كانت تداعب راحة يدها ببطء، قبل أن يبدأ في نزع قفازها.
شعرت إيفلين بالذعر عندما سُحب القفاز من يدها، فدفعته بعيدًا بسرعة.
“توقف… توقف من فضلك.”
عقد ديفرين حاجبيه قليلًا.
“لماذا؟”
“لا… لا أشعر برغبة في ذلك الآن.”
قالت ذلك وهي تحاول تعديل ملابسها. أغمض ديفرين عينيه للحظة، محاولًا تهدئة أنفاسه المضطربة.
ثم استرخى حاجباه أخيرًا. رغم المفاجأة، بدا أنه قبل رفضها دون جدال.
عندما همّت إيفلين بالخروج من الغرفة الحارة، أمسك ديفرين بمعصمها.
“ابقي معي قليلًا.”
“لماذا؟”
رد ديفرين بصوت حاد قليلًا:
“هل يحتاج الزوجان إلى سبب لقضاء بعض الوقت معًا؟”
ربما يكون ذلك صحيحًا بالنسبة للأزواج العاديين…
لكن علاقتها مع ديفرين لم تكن أبدًا “عادية”.
لو كان شخصًا آخر، لكانت قد اشتبهت في أنه مجرد عذر ليحاول إقناعها مجددًا، لكنها كانت تعرف أن ديفرين لم يكن كذلك.
لهذا السبب، قررت البقاء لبعض الوقت كما أراد. في أعماقها، كانت تريد رؤيته لفترة أطول قليلًا أيضًا.
بعد لحظات من الصمت، طرح ديفرين فجأة سؤالًا غير متوقع.
“من كانوا أصدقاؤك المقربون؟”
“أصدقائي المقربون…؟”
“أعتقد أنه من الجيد أن أعرف ذلك.”
حاولت إيفلين ألا تعطي أهمية كبيرة لسؤاله، وأجابت بهدوء:
“لم يكن لدي أصدقاء مقربون حقًا. كما تعلم، كنت فتاة هادئة وانطوائية في الماضي.”
في القصة الأصلية، لم يكن لإيفلين أي أصدقاء بالفعل. لم تشعر بالخجل من ذلك، لكن ديفرين بدا وكأنه شعر بالندم، حيث مرر يده على شعره وأطلق تنهيدة قصيرة.
“لقد كان سؤالًا غير مدروس. لا تفكري فيه كثيرًا.”
“أنا لا أفكر فيه.”
ساد الصمت مرة أخرى.
ثم نظرت إيفلين إلى الأرض وقالت بتردد:
“ديفرين… لدي سؤال أيضًا.”
نظر ديفرين إلى عينيها، بينما ترددت قليلًا قبل أن تقول:
“ماذا لو… لم أرغب أبدًا في إنجاب أطفال؟”
كانت الإمبراطورية محافظة. كان يُتوقع من النساء أن ينجبن أطفالًا ويربين ورثة أقوياء. كان هذا هو السبب الأساسي للزواج بين النبلاء.
لهذا السبب، كانت إيفلين تتوقع أن يجد ديفرين صعوبة في تقبل سؤالها، حتى لو كان مجرد افتراض.
ورغم ذلك، طرحت السؤال، لأنها أرادت أن تتشبث بأمل ضئيل.
إذا قال ديفرين إنه لا بأس بعدم إنجاب الأطفال، فربما… ربما يمكنه تفهم مرضها أيضًا؟ وربما يسمح لها بالبقاء بجانبه كزوجة؟
لكن بدلًا من أي إجابة مطمئنة، جاءها رد بارد.
“ماذا تقصدين بذلك؟”.