The Goal Is Alimony - 2
فوجئ ديفرين للحظة من تصرف إيفلين الجريء بشكل غير متوقع، و الذي كان يتجاوز بكثير ما كانت لتفعله إيفلين الأصلية. مرّ دفء بين كفيهما وهما يمسكان ببعضهما البعض.
ولكن بشكل متأخر، دفع ديفرين يدها بعيدًا.
“ماذا تعتقدين أنكِ تفعلين؟”
“لا داعي لأن نتشارك غرفة، ولكن هل يمكنكَ على الأقل السماح لي بأن أمسك يدك هكذا بين الحين والآخر؟”
عبس ديفرين مظهرا استيائه، لكن إيفلين استمرت دون أن يظهر عليها أي انزعاج.
“لا أتوقع حبك، ولكنني أفتقد أحيانًا دفء الاتصال البشري. كما تعلم… لم يعد لدي عائلة.”
قدمت سببًا معقولًا وأظهرت تعبيرًا بريئًا، لكن ديفرين تجنب الرد وأدار جسده بعيدًا.
“الاحتفال على وشك أن يبدأ. تعالي.”
غادر ديفرين الغرفة بتصرف غير مكترث، بينما ابتسمت إيفلين بخفة وراءه.
كانت الطريقة لتخفيف صداعه هي الاتصال الجسدي مع إيفلين.
عندما أمسكوا أيديهما، ربما شعر بشعور غير مسبوق من الاستقرار والراحة من صداعه.
بغض النظر عن مدى كراهيته لذلك، كان ديفرين وإيفلين مقدرًا لهما أن يكونا معًا في هذا العالم.
“على الرغم من أن النهاية ستكون الطلاق في النهاية.”
كان سبب مطالبتها بالطلاق هو تخفيف صداع ديفرين المزمن.
تكلفة الأدوية التي يتناولها لصداعه وحدها كافية لشراء منزل صغير، لذلك لن يستطيع تجاهل ذلك عندما يحدث الطلاق.
و بذلك، قررت إيفلين قبول هذا الزواج الكارثي.
* * *
بعد أن انتهت مراسم الزفاف بأمان، ركبت إيفلين وديفرين العربة المتجهة إلى مقر الدوقية في العاصمة.
استلقت إيفلين في العربة المتمايلة، غارقة في التفكير للحظة.
على الرغم من أنها كانت قد قررت الطلاق بعد عامين، إلا أن العديد من الصعوبات كانت ستواجهها خلال تلك الفترة. كانت محاطة فقط بالأعداء.
‘والدة في القانون قاسية القلب، و والد في القانون غير ودود، وخدم لا يحترمون السيدة في المنزل..’
كان هناك المزيد، لكن في الوقت الحالي، كانت ترغب فقط في التفكير في هذه الأمور.
بينما كانت إيفلين تهز رأسها داخليًا، تذكرت فجأة نوعًا آخر من الصعوبات، ليس مثل المشاكل التقليدية مع عائلة الزوج.
بل كان عن فينريس، البطل الثاني.
كان فينريس الأمير الثاني للإمبراطورية، بشعر أسود وملامح لطيفة وشخصية دافئة وحنونة – عكس ديفرين تمامًا في الشكل والشخصية.
لكن وجود شخصية طبيعية لن يجعل القصة مثيرة.
لقد وقع في حب إيفلين و حاول اخذها بطرق غير طبيعية تمامًا، مثل الخطف والاحتجاز.
‘هل يوجد أناس طبيعيون في هذا العالم أصلا؟’
بينما كانت إيفلين تتحسر على نفسها بيأس بسبب الشخصيات في هذا العالم، تحدث ديفرين بنبرة غير راضية.
“هل سمعتِ ما قلته؟”
عندما نظرت إليه أخيرًا، رأت ديفرين وهو يعبس حاجبيه قليلاً.
‘لقد تجاهلته دون قصد.’
رفعت إيفلين حاجبها.
“نعم؟”
“كما قلت في الزفاف، سنستخدم غرفًا منفصلة. وسنتناول الطعام بشكل منفصل أيضًا.”
“ظننت أنه هناك شيئا آخر.”
أومأت إيفلين وكأن ذلك هو الشيء الأكثر طبيعية في العالم.
“حسنًا.”
“بما أنني سأغادر مبكرًا وأعود في وقت متأخر، فلا داعي لأن تخرجي و تستقبليني.”
بينما كان استقبال الزوج و رؤيته عند العودة يعد من تقاليد الزوجة، كانت إيفلين سعيدة بتجنب ذلك.
“فهمت.”
عندما وافقت إيفلين مرة أخرى على الفور، بدأ ديفرين في تحليلها بهدوء، كما لو كان ينظر إلى كائن غريب.
أدركت في وقت متأخر.
‘…..هل أجبت بسرعة كبيرة؟’
حتى يحدث الطلاق، كان عليها أن تحافظ على التظاهر بحبها لديفرين. حتى لا يشك في شيء
و عندما يأتي الطلاق، يجب أن تقبل الأمر بشعور مثل “ما زلت أحبك، لكن لا يمكنني فعل شيء…”
فتح ديفرين فمه بتعبير غير راضٍ.
“عن ما قلتِه…”
نظرت إيفلين إليه بوجه بريء وقالت.
“نعم؟”
ضغط ديفرين شفتيه ثم حول نظره إلى نافذة العربة.
“…لا يهم.”
كانت إيفلين تعلم ما كان ديفرين يفكر فيه الآن.
ربما أراد أن يسأل، “هل أكلتِ شيئًا خاطئا؟” بسبب تصرفاتها غير المعتادة.
من إمساكها بيده في حفل الزفاف إلى استجابتها الهادئة لتعليماته الباردة، لا بد أنها بدت مختلفة، وكأنها شخص آخر بالنسبة له.
‘في الواقع، أنا شخص مختلف.’
في الوقت الحالي، كانت تخطط للتصرف بطريقة تشبه إيفلين الأصلية إلى حد ما، لكنها ستغير سلوكها تدريجيًا.
مع شخصيتها الخاصة، التصرف مثل إيفلين الأصلية قد يخنقها حتى الموت. وستواجه صعوبة في التعامل مع الأحداث القادمة.
“همم…”
ألقت إيفلين نظرة على ديفرين.
كان تجسيدًا للزوج البارد و القاسي. لم يكن مظهره الخارجي مثاليًا فحسب، بل كان أيضًا شديد الكفاءة، لذا كان من السهل فهم سبب مشاعر إيفلين الأصلية له في الرواية.
على النقيض، عندما تنظر هي الآن إلى ديفرين، كان لديها فكرة مختلفة – أرادت أن تحاول إرباك هذا الرجل الشبيه بالتمثال ولو لمرة واحدة. لن يكون ذلك سهلاً، لكن إيفلين قررت أنها يجب أن تحاول ذلك يومًا ما.
وضعت تلك الأفكار غير المجدية جانبًا، وركزت إيفلين على ما سيحدث لاحقًا.
عندما ينزلون من هذه العربة، سيصلون إلى مقر دوقية ليونك في العاصمة.
لحسن الحظ، لم يكن أهله في المنزل، لكنها لم تستطع الاسترخاء.
كانت الصورة الحية لإيفلين الأصلية التي كانت تتلاعب بها الخادمات تظهر أمامها.
التكيف مع الحياة في هذا القصر كان العقبة الأولى الكبرى لإيفلين.
ليس فقط حاشية ديفرين، بل حتى الخدم نظروا إليها بازدراء أو لم يوافقوا على وجودها كسيدة غير محبوبة للمنزل.
‘هناك شخص واحد يجب أن أكون حذرة منه بشكل خاص.’
أقرب مساعد لديفرين، الذي سبق أن كان سبب بكاء إيفلين.
عندها ظهر القصر الكبير في الأفق من النافذة. بسقفه الرمادي المزرق وجدرانه البيضاء المترامية، بدا كحقل ثلجي تحت السماء الزرقاء الصافية، مما أكسبه اسم “قصر سنو فيل”.
سرعان ما توقفت العربة.
وقف الخدم المتجمعون عند البوابة الأمامية.
‘حسنًا، حان الوقت للاستعداد لدخول الهاوية الشريرة.’
فتح السائق باب العربة وأعلن
“لقد وصلنا، سيدي.”
أومأ ديفرين برأسه ونزل، بينما تبعته إيفلين.
بعد خطوات قليلة فقط، شعرت إيفلين بنظرة باردة.
عندما نظرت، التقت عيناها بعيني رجل طويل وأنيق.
‘ها هو، الشخص الذي يجب أن أكون حذرة منه.’
كان الرجل يحمل وجهًا جامدًا يشبه وجه ديفرين، ونظرته نحو إيفلين كانت غير ودودة أبدا.
حدقت إيفلين في الرجل بعناية.
كان طويل القامة مثل ديفرين، بشعر رمادي فضي ووجه وسيم.
كان يرتدي قميصًا نظيفًا دون أدنى تجعيد وقفازات جلدية بيضاء، وبدا تعبيره صارمًا. كان اسمه ريكال- وبالتحديد، ريكال كليفورد، الفيكونت الذي يعمل مساعدًا لديفرين في العاصمة.
كان ريكال واحدًا من أولئك الذين يقدرون ديفرين بشدة.
‘وكان أيضًا واحدًا من أولئك الذين عارضوا هذا الزواج بشدة.’
كان ريكال يأمل أن يتزوج ديفرين من سيدة نبيلة يمكن أن تعزز مستقبله.
ديفرين، حتى بدون اللقب، كان شابًا واعدًا شغل منصب وزير في البلاط الإمبراطوري في سن مبكرة.
علاوة على ذلك، كأقرب مساعد لولي العهد، إذا اعتلى ولي العهد العرش في المستقبل، فإن صعود ديفرين إلى السلطة كان أمرًا محسومًا.
لهذا السبب، كان ريكال يعتبر زواج ديفرين أمرًا بالغ الأهمية. الزواج الجيد كان سيمنحه دفعة كبيرة للتقدم.
ولكن الشخص الذي شغل في النهاية المكانة بجانب ديفرين كانت ابنة بارون فقير وغير معروفة.
بطبيعة الحال، كان ريكال يشعر بخيبة أمل كبيرة من هذا الزواج، ونظر إلى إيفلين بازدراء.
بهذه الطريقة، كان ريكال أول اختبار واجهته إيفلين بعد الزواج.
كان ينتقد كل شيء، مما جعل حياتها بائسة.
إذًا، كيف سوف تتخطى إيفلين هذا العائق؟
لم تستطع إيفلين تحمل تصرفات ريكال الباردة، وانتهى بها الأمر إلى التوسل إليه بالبكاء. وبينما كان ريكال يجد حالتها مزعجة، لم يكن لديه خيار سوى قبولها على مضض بسبب متطلبات و تقدم القصة.
على الرغم من أن إيفلين تجاوزت الاختبار في النهاية، إلا أن العملية لم تكن مرضية بشكل خاص.
‘لا أنوي أن أُعامل بمثل هذه الدناءة.’
تقدمت إيفلين نحو ريكال، الذي كان ينظر إليها ببرود.
عقد ريكال حاجبيه عندما رأى اقترابها، لكنه حاول تصحيح تعابير وجهه ورحب بها بأدب.
“تهانينا على انضمامك إلى أسرة الدوقية، السيدة إيفلين. أتطلع إلى العمل معك.”
“لا بد أنك ريكال كليفورد، مساعد زوجي المحترم. أنا أيضًا أتطلع إلى العمل معك.”
تحدثت إيفلين بنبرة خفيفة مع ابتسامة.
“ولكن يبدو أنكَ كنت مشغولاً للغاية. كمساعد لزوجي، هذه هي المرة الأولى التي نتعرف فيها على بعضنا بشكل رسمي.”
في الواقع، كانت إيفلين و ريكال قد التقيا عدة مرات من قبل. لكن هذه كانت المرة الأولى التي تتلقى فيها تحيته الرسمية.
كان يرافق ديفرين كظله، لكنه لم يُقدم نفسه لإيفلين قط.
لو لم تتخذ إيفلين المبادرة وتقترب منه، لكان على الأرجح لم يقدم لها تحية مناسبة.
“أعتذر عن التأخير في التحية.”
بنبرة تحمل بعض السخرية، لم يكن أمام ريكال سوى الانحناء برأسه.
“لا بأس. كنت مشغولاً جدًا أنا أتفهم ذلك.”
ردت إيفلين بلطف، لكنها في داخلها رفعت زوايا فمها بسخرية.
‘على أي حال، تأكيد الهيمنة أمر مهم.’
لم يكن الأمر كبيرًا، لكن إيفلين شعرت بالرضا، وكأنها استعادت بعضًا من الاحترام الذي فقدته حتى الآن.
ثم جاء صوت ديفرين من خلفها.
“أعتقد أن التحيات يمكن أن تتوقف هنا.”
كان ديفرين، الذي بدا وكأنه دخل القصر وحده، يقف على مسافة بعيدة و ذراعاه متقاطعتان، ينظر إلى إيفلين.
بعد أن قدمت ابتسامة دافئة لريكال، قالت إيفلين
“سأترككم الآن.”
ثم سارت بثقة نحو ديفرين.
كانت تلك اللحظة التي دخلت فيها إلى “هاوية الشر”.
***
داخل القصر
نظرت إيفلين إلى السقف العالي، وصدى صوتها يتردد وهي تسأل ديفرين
“أين غرفة النوم التي سأستخدمها؟”
“اتبعيني.”
بعد إجابة قصيرة، قادها ديفرين إلى الطابق العلوي. ولكن الوجهة لم تكن غرفة نوم إيفلين، بل غرفة ديفرين.
قام بفك ربطة العنق الضيقة حول رقبته وأجاب
“ستستخدمين الغرفة المجاورة لي. ولكن بما أننا متزوجان شكليا، فمن الأفضل أن نستخدم غرفًا قريبة من بعضها البعض حتى لا تنتشر الشائعات.”
وجدت إيفلين اعتبارات ديفرين مسلية. بما أن الجميع في الإمبراطورية يعرفون أن زواجهما الخالي من الحب كان مرتبًا من قبل دوق ليونك السابق، فقد شعرت بالدهشة من مغزى استخدام غرفة بجانب غرفته.
“يمكنك ترك المهام للخادمات. إذا كنت بحاجة إلى أي شيء آخر، يمكنك إخبار ريكال.”
“نعم.”
“إذا كنت تخططين للخروج، سيكون هناك دائمًا عربة أمام القصر. يمكنك استخدامها. إذا لم تكن هناك، فقط اطلبي من الخادمة الرئيسية باتريشيا أن تطلب واحدة.”
“حسنًا.”
ردت إيفلين بخفة، فعبس ديفرين.
“وو شيء آخر.”
رمشت إيفلين بعينيها. تحدث ديفرين بصوت بارد.
“إذا افتقدتِ الدفء، اذهبي وابحثي عنه عند شخص آخر. ليس لدي أي نية لأن أكون مصدر دفئك.”
كان يشير إلى الحادثة في الزفاف حيث أمسكت إيفلين بيده من تلقاء نفسها.
‘يا له من مزعج.’
لحسن الحظ، كانت إيفلين قد فكرت مسبقًا في أعذار للتلامس الجسدي بخلاف مجرد إمساك اليد أثناء الرحلة. وأومأت برأسها بسهولة دون تردد.
“آسفة إذا أزعجتك.”
لكن تعبير ديفرين بقي دون تغيير.
‘لقد أجبت بالطريقة التي أرادها، فما المشكلة الآن؟’
ضاقت عينا إيفلين بشكل غير إرادي وهي تنظر إلى ديفرين، ففتح فمه ببطء.
“أنتِ.”
“……”
“هل أكلتِ شيئًا خاطئًا أو شيء من هذا القبيل؟”
كانت إيفلين تتوقع هذا السؤال، لكن هذه المرة أيضًا تظاهرت بعدم الفهم في ردها.
“أكلت شيئًا خاطئًا…؟”
تصلب نظره فجأة.
“أنتِ…. التي أعرفها، لم تكوني لتجيبي بهذا الشكل اللامبالي.”
كما قال، كانت إيفلين الأصلية ستعض شفتيها بتعبير حزين و تومئ برأسها بخجل.
لطالما كان من الصعب عليها تقليد إيفلين الأصلية حتى ولو بشكل طفيف. كانت طبيعتها الحقيقية تظهر بشكل مفاجئ.
ومع ذلك، سرعان ما استعادت إيفلين تعبيرها.
‘بما أنني قد تم كشفي هذه المرة، سيكون من الأفضل أن أتصرف دون تردد.’
“ديفرين، أنا لم أعد إيفلين التي كنت تعرفها.”
واصلت إيفلين النظر إلى ديفرين في عينيه.
“مثلما كان هذا الزواج صعبًا عليك، فقط كان نفس الشيء بالنسبة لي.”
“……”
“لقد كان الجميع يشيرون إلى زواجنا، ويسمونه اتحادًا سياسيًا مشينًا، و يهينونني أنا و عائلتي . لهذا قررت أن أصبح أقوى. لكي يتم الاعتراف بي كزوجة لك، و لكي لا أكون عارًا على دوقية ليونك.”
بذلت إيفلين جهدًا كبيرًا في تمثيلها، محاولة نقل إحساس بالقوة بينما تخفي مرارتها.
تأمل ديفرين في إيفلين للحظة، ثم جلس إلى الوراء بثقل في كرسيه.
“… افعلي ما تشائين.”
ثم مد يده إلى الطاولة الجانبية بجانب الكرسي وفتح درجًا. بداخله كانت هناك زجاجة زجاجية مليئة بالأدوية.
أخرج ديفرين بعض الحبات و ابتلعها.
‘يبدو أن صداعه قد عاد من جديد.’
أضاءت عينا إيفلين.
كانت هذه فرصة مثالية لتنفيذ الخطة التي وضعتها في العربة.