The Goal Is Alimony - 115
كانت حركة السفينة المتجهة إلى جزيرة مالويد سلسة، تشق الأمواج بخفة، بينما كانت طيور الإوز تلاحقها وهي تصدح بأصواتها.
كان الجو مشرقًا، وعندما اقتربت السفينة من الجزيرة، تسللت رائحة الأشجار المميزة إلى أنفها بنسيم منعش.
“تبدين في مزاج جيد.”
“نعم، أشعر بالراحة عندما آتي إلى هذه الجزيرة.”
على عكس إيفلين، التي كانت تبتسم وعيناها تتألقان، بدا وجه ديفرين يحمل مشاعر متضاربة.
“لماذا؟”
” انتَ لست سعيدًا جدًا بالمجيء إلى هذه الجزيرة.”
أدركت إيفلين أن ذلك قد يكون طبيعيًا.
هذه الجزيرة كانت المكان الذي هربت إليه. بينما بقي ديفرين هنا بحجة طلب المغفرة، ولم تكن تلك الفترة سهلة أو سعيدة بالنسبة له.
“لنصنع ذكريات جميلة هذه المرة. حينها، لن تشعر أن هذه الجزيرة مكان سيئ بعد الآن.”
وهكذا سيكون الأمر. جزيرة مالويد مليئة بالطاقة الإيجابية والمشرقة، وبمجرد أن يقضي بعض الوقت هناك، سيتغير شعوره حيالها.
هذا ما اعتقدته إيفلين.
عند وصولهما، بدت الفيلا الخاصة بديفرين نظيفة تمامًا.
“هل كنت تدير هذا المكان بشكل مستمر؟”
“بمجرد أن قررنا قضاء شهر العسل هنا، أمرت بتنظيفها.”
خلعت إيفلين قفازيها الحريريين وألقت بعض الحطب في الموقد. على الرغم من أن الطقس كان ربيعيًا، إلا أن الجو يصبح باردًا قليلًا في المساء هنا.
نظرًا لأنه كان شهر عسل، فقد تعمدا عدم إحضار أي خدم، لذلك كان على إيفلين إشعال النار بنفسها. لكن بغض النظر عن عدد أعواد الثقاب التي تلقيها، فإنه لم يشتعل.
في النهاية، أخذ ديفرين علبة الثقاب وأعاد ترتيب الحطب، ثم أشعل النار بسهولة. سرعان ما انتشر الدفء حول الموقد.
“لم أكن أعلم أنك تعرف كيف تشعل النار.”
“يبدو أنكِ نسيتِ أنني عشت هنا بمفردي. لو لم أكن أعرف، لكنت متّ بردًا.”
“آه…”
“هل تفاجأتِ لأن الأمير المتغطرس اضطر لإشعال النار بنفسه؟”
قال ديفرين بضحكة مكتومة. مما جعل إيفلين تعبس بسبب لهجة الإغاظة في كلامه.
“لقد اعتذرت عن وصفي لك بالامير المتغطرس.”
“لكن فكرة أنك كنت ترينني كذلك ممتعة للغاية.”
ممتعة؟…… لقد كنت اضايقك.
اقتربت إيفلين من النافذة وألقت نظرة على المنظر. كان المشهد كما هو تمامًا، لم يتغير شيء.
كانت المروج الشاسعة لا تزال خضراء، والغابة المحيطة لا تزال كثيفة.
توقفت عيناها عند منزل قريب، فيلا فينريس التي كانت تقيم فيها سابقًا. كانت لا تزال كما هي. انغمست إيفلين في الذكريات للحظة.
شعرت أن اللحظة التي كانت فيها على وشك الموت أثناء إقامتها هناك كانت وكأنها بالأمس، لكن الآن، كانت تقف بصحة جيدة، تنظر إلى نفس المكان، وهو ما جعلها تشعر بفيض من المشاعر.
“ماذا ستفعلين غدًا؟”
التفتت إيفلين لترى ديفرين متكئًا باسترخاء على الأريكة.
“قلت إن لديك خطة، صحيح؟”
“سأركب حمارًا.”
عبس ديفرين.
“هل نسيتِ أنك كدتِ تموتين عندما سقطتِ في النهر أثناء ركوبه؟”
“لقد كان ذلك حادثًا. مثلما لا يتوقف الناس عن ركوب العربات لمجرد تعرضهم لحادث عربة، لن أتوقف عن ركوب الحمير.”
عندما سألت إيفلين بثقة، ديفرين عبس في صمت.
“هناك مسار مشي رائع، إذا سرت فيه، ستشعر برغبة في ترك الحياة العادية والعيش في الغابة.”
بالطبع، كانت تبالغ لتقنعه، رغم أنها لم تكن متأكدة من أنه سيجد الأمر مغريًا.
“يمكنك أنت ركوب حصان. أنت جيد في الفروسية، أليس كذلك؟”
لم يسبق لها أن رأت ديفرين يمتطي حصانًا شخصيًا. جاء في الرواية الأصلي أنه تعلم ركوب الخيل تحت تدريب صارم عندما كان صغيرًا، لذلك كان من المفترض فقط أنه سيكون جيدًا في ركوب الخيل.
“وأين يمكننا استئجار الحمار والحصان؟”
عندما استسلم أخيرًا وسأل، ابتسمت إيفلين بسعادة.
“من مزرعة غونتر. كنت أشعر بالذنب لأنني كنت أستعير الحمار دائمًا، لكنني هذه المرة أحضرت هدية مناسبة.”
قبل قدومها إلى جزيرة مالويد، أعدت إيفلين هدية لعائلة غونتر.
بعد تفكير، اختارت مقصًا حادًا، لأنها تذكرت أن ماري كانت تشتكي من أن المقص الذي تستخدمه لقص الصوف يصبح غير حاد بسرعة.
كان المقص مصنوعًا من نفس المعدن القوي الذي يستخدمه عمال المناجم في الجبل المقدس، وكان مصنوعًا من سبيكة جديدة لم تكن متوفرة في الأسواق بعد.
“عدني بأن تركبي الحمار بحذر.”
“أنت تميل إلى معاملتي كأنني دمية زجاجية.”
“لأنك كنتِ كذلك.”
“لكنني الآن لم أعد كذلك، بل أنا…”
قبل أن تكمل حديثها، قطع ديفرين كلماتها بقبلة. دفعت صدره بعيدًا، متذمرة.
“كنت أتكلم!”
“لقد طال حديثك أكثر مما ينبغي.”
كاذب. نظرت إليه بوجه محمر، متأكدة من أنه كان يستمتع بمضايقتها.
“أنت من سألني ماذا سأفعل غدًا…!”
“لست مهتما بموضوع ركوب الحمار بهذه التفاصيل.”
التقت عيناه الزرقاوان بعينيها، وكانتا تحملان حرارة شديدة، لدرجة أنها بدت وكأنها تتوهج باللون الأحمر.
منذ حفل الزفاف وحتى حفلة الاستقبال، لم يكن لديهما وقت للبقاء معًا وحدهما.
لهذا، فهمت مشاعره، رغم أنها شعرت بالإحراج.
“إذن، هل نذهب، يا أميرتي؟”
“… لماذا تناديني بالأميرة؟”
“لأنني الأمير، لذا من الطبيعي أن تكوني أنتِ الأميرة.”
“لم أكن أعلم أنك شخص عنيد بهذا الشكل.”
“أحب رؤية حاجبيك يرتفعان هكذا.”
ابتسم ديفرين بخفة، ثم حمل إيفلين بين ذراعيه كما لو كان يحمل أميرة حقيقية.
على الرغم من ثقل وزنها، حملها ديفرين بسهولة إلى غرفة النوم في الطابق العلوي دون أن يغير وضعه.
***
كما هو الحال دائمًا، صاح الديك عند الفجر في هذا المكان. لكن إيفلين لم تستطع حتى فتح جفنيها.
استيقظت بالكاد عندما سمعت طرقًا خفيفًا على الباب الخارجي.
“ما هذا الصوت…؟”
مسحت عينيها ونهضت من السرير، لكن ديفرين كان مستيقظًا بالفعل.
“تبدين مرتاحة.”
عندما سمعت كلماته، أدركت أنها تشعر بالنشاط وكأنها نامت بعمق. بدأت تتذكر أحداث الليلة الماضية.
قبل أن يبدأ أي شيء، شعرت بعدم الراحة بسبب رطوبة هواء البحر، فقررت أن تستحم بسرعة. لم يكن ديفرين سعيدًا بالأمر، لكنه وافق في النهاية.
استحمت أولًا، ثم دخل ديفرين إلى حوض الاستحمام… وبعد ذلك، لم تتذكر شيئًا.
لقد نامت.
“آسفة… أعتقد أنني كنت متعبة جدًا.”
كانت صادقة. منذ حفل الزفاف وحتى حفل الاستقبال، لم تتوقف عن الانشغال لحظة. كما أن الرحلة الطويلة بالعربة والسفينة قد أرهقتها تمامًا.
تنهد ديفرين.
“لدينا الكثير من الوقت على أي حال.”
أومأت إيفلين برأسها.
كان محقًا، فهما سيقضيان أسبوعًا كاملًا في هذه الجزيرة، وكان لديهما وقت كافٍ للبقاء معًا.
عندها، سُمع الطرق على الباب مرة أخرى، لكن هذه المرة كان الصوت خفيفًا لدرجة أن ديفرين لم يسمعه على الأرجح.
نهضت إيفلين من السرير وتوجهت إلى النافذة، فتحتها و نظرت للأسفل نحو الباب. رأت وجهًا مألوفًا.
“غونتر!”
بدا أن غونتر، عمدة القرية، قد جاء ليتحقق من الضيوف الجدد، بعدما لاحظ أن المنزل المهجور أصبح مأهولًا من جديد.
عندما رأى إيفلين تطل من نافذة الطابق العلوي، اتسعت عيناه دهشة.
“سأنزل حالًا!”
بعد أن قالت ذلك، طلبت من ديفرين مغادرة الغرفة حتى تتمكن من ارتداء ملابسها. لم يكن ذلك ضروريًا له، فقد كان بالفعل مستعدًا بملابس نظيفة وكأنه قد استيقظ منذ فترة.
“يبدو أنكِ أكثر سعادة برؤيته مما كنتِ عند رؤيتي.”
“إنه في مقام والدي، لا تكن غيورًا.”
نزلت إيفلين بسرعة وفتحت الباب، فبقي غونتر مذهولًا، وفتح فمه ببطء.
“إيفلين…؟”
في الواقع، كان يجب أن يناديها باسم السيدة الآن، لكنها لم تجد داعيًا لتصحيح الأمر.
“غونتر!”
عانقته بحرارة، لكنه ظل جامدًا كالصخرة. يبدو أنه لم يتوقع أبدًا أن يراها هنا.
عندما أطلقت سراحه، تمكن أخيرًا من التحدث.
“كيف… لا، ماذا حدث لك طوال هذا الوقت؟”
كان يتحدث بسرعة لم تعهدها منه، وهو أمر نادر الحدوث.
“كنت مريضة لبعض الوقت. اضطررت إلى تلقي العلاج في الإمبراطورية. تدهورت حالتي فجأة، لذلك لم أتمكن من توديعكما كما ينبغي.”
كانت تشعر بالذنب لأنها لم تودّع غونتر وزوجته ماري قبل رحيلها، لذا كان من الجيد أن تتمكن من الاعتذار الآن.
“لقد حدث هذا إذن… هل أصبحتِ بخير الآن؟”
“نعم، أنا بصحة ممتازة.”
عندها، دفع ديفرين الباب قليلًا وخرج ليكشف عن نفسه.
“أشك في ذلك.”
همس لها بصوت منخفض بحيث لا يسمعه إلا هي. قبل أن تتمكن من الرد، قاطعها غونتر بدهشة.
“هذا الرجل… أليس هو؟”
ترددت إيفلين للحظة وهي تفكر في كيفية شرح علاقتها المعقدة بديفرين. ثم قررت ببساطة أن تكون مباشرة.
“إنه زوجي.”
“إذن، في النهاية، هكذا انتهى الأمر.”
قال غونتر ذلك بنبرة جادة.
لم تكن متأكدة تمامًا مما يقصده، لكن بدا أن هو وماري كانا يشكان في العلاقة التي تجمعها بديفرين منذ البداية.
“حسنًا… لقد تزوجنا رسميًا مؤخرًا على أي حال.”
شعرت بالراحة لأنها لم تكن بحاجة إلى تقديم تفسيرات مطولة.