The Goal Is Alimony - 114
استيقظت إيفلين أولًا بسبب الضغط الذي شعرت به على جسدها، لتجد يد ديفرين تمسك بها.
على الرغم من أن أشعة الشمس الصباحية كانت ساطعة للغاية، إلا أنه لم يستيقظ بعد. كان ديفرين دائمًا من يستيقظ مبكرًا.
مرت أصابع إيفلين بين خصلات شعره، ولامست خيوطه الناعمة وهي تنزلق بين أصابعها.
لطالما كان يقف باستقامة كالكهنة المتزهدين، بوجه خالٍ من أي رغبات، لكنه بدا وكأن داخله يخفي ظلامًا عميقًا.
لم تكن تتخيل أن يكون ديفرين بهذه العاطفة الجارفة.
ولكن الآن، وهو نائم بهدوء، بدا وكأنه منحوتة جليدية متقنة الصنع، باردة وجميلة. عندها، بدأت عيناه تتفتحان ببطء.
“إيفلين…”
“استيقظت؟”
عندما رفع ديفرين جسده، انزلق الغطاء عنه، فكشف بسرعة عن صدره العاري والصلب. غطت إيفلين وجهها على عجل
“يا لك من خجولة.” تمتم ديفرين.
“الأمر مختلف عندما يكون في وضح النهار.”
“إنه نفس الجسد.”
“لكنه يبدو مختلفًا!”
رغم خجلها، نظرت إليه مباشرة، وكأنها لا تريد أن تبدو و كأنها تخسر المواجهة.
بدا ديفرين مسترخيًا بعض الشيء بعد استيقاظه، لكن حتى في حالته غير المرتبة، كان مغريًا للغاية لدرجة أن إيفلين وجدت نفسها تحدق فيه.
“أنت تحدقين بي كثيرًا.”
“وما المشكلة؟ أنت زوجي.”
عند ردها الجريء، ارتسمت على شفتي ديفرين ابتسامة صغيرة، لكنه سرعان ما غطى فكه بيده، وكأنه يريد إخفاء تعبيره.
‘همم…’
أصبح إيفلين بالابتهاج بعض الشيء. شعرت وكأنها فازت في المعركة.
تذكرت أن ديفرين كان دائمًا ضعيفًا أمام الإطراء.
في الماضي، كانت تتعمد إلقاء عبارات مديح مبالغ فيها فقط لتغيظه. أرادت رؤية ذلك مجددًا.
“هل تعلم يا ديفرين؟ أنا فخورة دائمًا بكونك زوجي. وسيم، موهوب، و لديك الكثير من المال أيضًا.”
كانت تعلم أنه سيدرك أن هذه المبالغة في المديح ليست إلا مزاحًا.
لكن هذا لم يهم. كان من المفترض أن يرد بشكل غريزي، وكأنه يعاني من حساسية تجاه الإطراء.
انتظرت إيفلين ردة فعله بشغف، لكن تعابيره ظلت محايدة.
‘هاه؟’
لم يكن هذا هو رد الفعل الذي أرادته. أضافت المزيد من الإطراء بارتباك.
“وليس هذا فقط، بل إنك رومانسي أيضًا. أن تقطف لي زهرة برية… هذا شيء مذهل!”
“….”
“أنت أفضل رجل…”
“أوه!” فجأة، طرحها ديفرين أرضًا واعتلى جسدها.
عبست إيفلين بصدمة.
“ما الذي تفعله؟!”
“ظننت أنكِ تقومين بإغوائي.”
“لم أكن أفعل!”
ارتسمت على شفتيه ابتسامة متكلفة.
“هكذا ظننت.”
“ابتعد عني….!”
“هذا مؤسف.”
رغم قوله لذلك ، ابتعد ديفرين عنها بكل هدوء.
“لماذا تغيرت هكذا فجأة؟”
“ألم تريدي أن أتغير؟”
“هذا صحيح، لكنني لا أريدك أن تكون بلا ردود فعل!”
قالت إيفلين بصراحة.
“في الماضي، عندما كنت أمدحك، كنت تتجهم بوجه جاد!”
قامت برفع حاجبيها بيدها لتقليد تعابيره السابقة.
“لم أكن مرتاحًا لتلقي الإطراء.”
“وهل تغير ذلك الآن؟”
“إطراؤك أنتِ… يبدو جيدًا.”
رد ديفرين بنبرة غير مبالية. ندمت إيفلين على ما فعلته، فقررت النهوض من السرير أولًا.
* * *
بزغ فجر يوم الزفاف الذي طال انتظاره.
كانت واجهة قاعة الزفاف مزدحمة وكأن كل نبلاء الإمبراطورية قد تجمعوا.
أثارت أوكلي ضجة قائلة إنه يبدو أن عدد الأشخاص أكبر من عدد الأشخاص الذين كانوا يحضرون احتفالات العام الجديد في القصر الإمبراطوري.
كان عدد الضيوف هائلًا لدرجة أن الأرضية الرخامية اللامعة فقدت بريقها بسبب الحشود.
انبهر الحاضرون بفخامة المكان، فقد زُيّن بزهور نادرة لا تُرى عادة في العاصمة، مما جعله يبدو وكأنه حديقة ساحرة.
كان هناك أيضًا قطع فنية باهظة الثمن معروضة، مما جعل البعض يظن أنه داخل متحف فاخر.
لم يعترض أحد على أن هذا الحفل يتعارض مع فكرة البساطة والمساواة، بل كان الجميع منشغلين بتقدير مدى ازدهار عائلة ليوونوك.
ولم يرَ أحد غرابة في أن يتزوج نفس الشخصين مرتين، بل إن بعض الفتيات النبيلات كنّ يغبطن إيفلين على تمكنها من أسر قلب ديفرين تمامًا.
عندما دقت الأجراس الفضية الكبيرة المعلقة في مقدمة القاعة، جلس الجميع استعدادًا لبدء المراسم.
بدأت الفرقة الموسيقية تعزف لحنًا راقيًا بينما دخل العروسان، إيفلين وديفرين.
حبس الجميع أنفاسهم وهم يحدقون في العروس والعريس اللذين كانا يبدوان رائعين بجمالهما الأخاذ.
أشرف دنسويل على هذا الزفاف، ألقى رسالة تهنئة و بارك مستقبل الزوجين.
وأخيرًا، وبينما تناثرت بتلات الزهور الوردية في الهواء، تبادل ديفرين وإيفلين قبلة رومانسية، مما دفع الجميع للوقوف والتصفيق بحرارة.
كانت أوكلي هي أول من نهض وصفق بحرارة.
“مبارك لكما!”
ابتسم ريكال، الذي كان يراقب الحفل من الصفوف الأمامية، بسعادة.
أما كارينا، التي دُعيت كضيفة، فقد بدت فخورة وهي تصفق. وكذلك فعل كل من ميرلين وألترون. مسحت ميرلين دموعها سراً، بينما ضحك ألترون بخفة.
أما إسحاق، الجالس في المقعد المخصص لكبار الشخصيات، فقد بدت تعابيره معقدة، لكنه بدأ بالتصفيق في النهاية. كان إلى جانبه الكونت ألدرس، الذي بدا متحمسا أيضًا.
“إنهما زوجان رائعان بحق!”
وسط تهاني الحضور، انتهى حفل الزفاف الفخم.
لكن إيفلين لم تتمكن من الراحة، إذ كان عليها التوجه فورًا إلى الدوقية، حيث سيُقام حفل الاستقبال هناك.
كان ذلك مرهقًا، لكنه كان واجبًا تجاه سكان الإقليم، الذين أرادوا الترحيب بسيدتهم الجديدة.
لحسن الحظ، كان حفل الاستقبال في الدوقية أكثر راحة بكثير. لم تكن هناك حاجة لارتداء الملابس الرسمية أو الأحذية غير المريحة، كما أن المكان بدا وكأنه منزلها الحقيقي.
‘غريب… لقد عشت في العاصمة لفترة أطول، فلماذا أشعر أن هذا المكان أكثر ألفة؟’
ربما لأنها باتت تعتبره بيتها الآن.
حين كانت إيفلين تقف وحدها، اقترب منها دنسويل وهو يحتسي كأسًا من الشمبانيا.
“عزيزتي، ما رأيك في حفل الاستقبال الذي نظمته؟”
“إنه مثالي.”
كان دنسويل هو من تولى ترتيبات الحفل. عادةً ما كانت أميليا تهتم بهذه الأمور، لكنه تمكن من تنظيم الحفل على أكمل وجه.
“في الواقع، اسحاق عاد من الأكاديمية مبكرًا وساعدني في التجهيزات.”
“هذا لطف كبير منه.”
يبدو أن اسحاق سمع ذكر اسمه، فاقترب وهو يضع الكرز الذي أرسلته أوكلي كهدية في كأس من المياه الغازية.
“هذا صحيح. لقد ساعدت في التحضير لهذا الاستقبال. الحاسة الجمالية لدى والدي مفقودة بعض الشيء.”
“ماذا؟ هذا الفتى!”
بدا أن علاقتهما قد تحسنت كثيرًا. في الماضي، كان اسحاق يشعر بالتوتر في وجود والده، رغم أنه كان والده الحقيقي.
“شكرًا لك. لقد أحببت مفارش الطاولات الوردية.”
“هذا كان من عمل الخادمات.”
“أبي!”
ضحكت إيفلين بصوت عالٍ.
ثم مسحت على رأس إسحاق، الذي كان غاضبًا بعض الشيء.
“لا يهم من أعد المفارش. المهم أنك حضرت الزفاف.”
أحمرت وجنتا اسحاق عند سماعه نبرة صوتها الدافئة.
“لم أستطع حضور حفل الزفاف الأول، لذلك كنت أريد حقًا أن أكون هنا هذه المرة.”
“وأنا سعيدة جدًا بقدومك، إسحاق.”
بدأ اسحاق يلعب بأصابعه بتوتر، ثم تظاهر بالعطش ليتمكن من مغادرة المكان.
“اسحاق يصبح هادئًا جدًا أمامك.”
“إنه فتى طيب.”
أظهر دنسويل وجهًا مريرًا للغاية.
“سمعت عن تصرفات إسحاق في الأكاديمية. كنت أجهل الكثير من الأمور.”
فتحت إيفلين فمها، لكنها لم تجد ما تقوله.
“الآن أفهم لماذا كانت اميليا تلومني. كنت أعتقد أنني أبذل قصارى جهدي، لكنني كنت أغفل عن أشياء مهمة.”
“أبي…”
“لهذا قررت أن أقضي بعض الوقت في بناء وإدارة دار للفقراء. ديفرين يمكنه إدارة الدوقية جيدًا.”
كادت إيفلين تسقط كأسها من الدهشة.
أن يصبح دوق ليوونوك السابق مسؤولًا عن دار للفقراء؟
كانت فكرة نبيلة، لكنها ستتطلب التخلي عن الكثير من الامتيازات التي اعتاد عليها. لم يكن قرارًا سهلًا.
استطاعت إيفلين أن تشعر بندم دنسويل من خلال هذا القرار، مما جعلها تشعر بالحزن.
لكنها أدركت أن هذا كان خياره بعد تفكير عميق، ولذلك قررت أن تشجعه بدلًا من القلق عليه.
“أنا متأكدة أنك ستقوم بعمل رائع.”
ابتسم دنسويل بحنان.
“كلما فكرت في الأمر، أدركت أنكِ هدية عظيمة لي، إيفلين.”
“هذا إطراء مبالغ فيه.”
“لا يوجد إطراء يفيك حقك.”
لم ترغب إيفلين في الجدال حول شيء كهذا، لذا ضحكت.
“بالمناسبة، إلى أين ستذهبان في شهر العسل؟”
“إلى جزيرة مالويد.”
كان ديفرين يريد الذهاب إلى مكان أكثر فخامة، لكنه لم يعد يفرض رأيه كما كان يفعل في السابق. و حين رأى كم كانت إيفلين متحمسة للذهاب إلى مالويد، وافق بكل هدوء.
كانت إيفلين متحمسة للغاية.
لم تكن كل ذكرياتها عن مالويد جميلة، لكنها كانت المكان الذي التقت فيه بديفرين مجددًا، وكانت تشتاق إلى السكان الدافئين هناك.
ولم يكن هناك داعٍ لحجز فندق، لأنهما سيبقيان في الفيلا التي اشتراها ديفرين هناك.
كانت إيفلين تتمنى أن ينتهي حفل الاستقبال سريعًا حتى تتمكن من الانطلاق إلى الجزيرة.
هناك فقط ستتمكن من تخفيف تعب هذا الزفاف الطويل.