The Goal Is Alimony - 113
“هل تستمع إلي؟”
قال ريكال وهو ينظر إلى ديفرين، الذي كان جالسًا أمامه شارد الذهن.
استدار ديفرين ببطء ونظر إلى ريكال.
“ماذا قلت؟”
“لماذا جئت إذا كنت بهذا الحال؟”
“أنت من قال إن لديك أسئلة حول عمل الوزارة.”
“كنت أقصد ذلك عندما كنت بكامل تركيزك.”
عندما قال ريكال ذلك بوجه خالٍ من التعبير، رد ديفرين ببرود
“لقد أصبحت وقحًا جدًا.”
“هل تشاجرت مع ايفلين؟”
“…. ”
“إذن، هذا صحيح.”
قطب ديفرين جبينه وأسند ذقنه إلى يده.
“لقد وظفتك لأنك سريع البديهة.”
“حتى من ليس سريع البديهة سيفهم. السيدة إيفلين هي الوحيدة التي يمكنها أن تجعلك هكذا.”
عندما قدم مساعد ريكال الشاي، قام ريكال بصب كوب ودفعه نحو ديفرين.
“الزفاف سيكون الأسبوع القادم، صحيح؟”
“أنا على علم بذلك.”
بما أنه زفافه، فمن المستحيل أن ينسى.
ضغط ديفرين على مشاعره المتضاربة.
“ما الذي حدث هذه المرة؟”
تردد ديفرين في الحديث عن هذا الموقف السخيف. من المؤكد أن الآخرين سيضحكون عند سماع القصة. خاصة ريكال، بشخصيته الجافة.
لكن في الوقت نفسه، كان بحاجة إلى رأي خارجي.
مرة أخرى، وجد نفسه تائهًا في متاهة إيفلين، غير قادر على فهم سبب غضبها الشديد. وكلما فكر في الأمر، زاد إحباطه.
المشاعر غير المفهومة التي كانت تصدر عن إيفلين زادت من شعوره بالاختناق. لم يكن بإمكانه حتى الاعتذار لأنه ببساطة لا يعرف ماذا فعل بشكل خاطئ.
كلما أدرك ذلك، زاد غضبه. وكان الأمر عبارة عن حلقة مفرغة، ولهذا السبب تجنبها خلال الأيام القليلة الماضية.
لم يجد مخرجًا بعد.
“أيها الأمير المتغطرس!”
كان صدى تلك الكلمات يتردد في ذهنه كلما أغلق عينيه.
نظر إلى ريكال بطرف عينه. لم يعجبه ذلك التحديق الثابت.
لكن ريكال كان دائمًا يقدم إجابات صحيحة عندما يتعلق الأمر بعلاقته مع إيفلين.
على الرغم من أنه كان يشبهه كثيرًا، إلا أنه كان يفهم إيفلين بشكل غريب.
“بدأ الأمر منذ اختيار قاعة الزفاف…”
روى ديفرين الأحداث التي وقعت بينه وبين إيفلين مؤخرًا. استمع ريكال بصمت، لكنه كان يعبس من وقت لآخر.
وفي النهاية، كان استنتاج ريكال بسيطا.
“كلاكما مخطئ، ولكن ديفرين، أنت المخطئ الأكبر.”
سخر ديفرين داخليًا. ‘يا لك من قاضي حكيم.’
“لو كنت قد سمحت للسيدة إيفلين بمساعدتك في اختيار حذائك، لما وصلت الأمور إلى هذا الحد.”
“لكنها لم تُظهر رغبة واضحة في ذلك.”
“هل يجب أن تصرّح برغبتها بوضوح حتى تستمع إليها؟”
شعر ديفرين بالعجز عن الكلام لأول مرة منذ فترة طويلة جدًا.
“الأمر نفسه ينطبق على اختيار فستانها. اللطف غير المرغوب فيه يمكن أن يكون عبئًا.”
“هل تقول إنني كنت عبئًا على زوجتي؟”
“لهذا السبب، حتى شخص كريم ومتفهم مثل السيدة إيفلين قد غضبت منك.”
“لا تتحدث بسخرية.”
“أنت من بدأ بالسخرية أولًا.”
ضغط ديفرين على صدغه، وشعر بصداع ينبض. لكن في ظل الوضع الحالي، حتى إيفلين لن تدلك له رأسه.
“إذن، ماذا يجب أن أفعل برأيك؟”
“يجب ألا تفعل ما تكرهه إيفلين، حتى لو كنت تعتبره تعبيرًا عن حبك.”
عند هذه الكلمات، شعر ديفرين كما لو أنه اصطدم بجدار عالٍ.
لقد كانت علاقة ثمينة تمكن من التمسك بها بعد أن قطع شوطا طويلا. لذلك أراد ديفرين دائمًا أن يقدم أفضل شيء من أجل إيفلين.
لهذا السبب أراد أن يكون حفل الزفاف هو الأفضل. على الرغم من أنه جاء بعذر مناسب، إلا أن السبب الأكبر كان من أجل إيفلين.
لكنه الآن يُطلب منه التوقف عن ذلك؟ كيف يمكنه إذًا أن يُظهر لها حبه؟
“إن استخدام المال لحل المشاكل سهل، لكنه أيضًا يجعل الأمور تزول بسرعة.”
“هذا مشابه لما قالته إيفلين.”
“عند عودتك إلى القصر اليوم، اقطف زهورا من الطريق وأعطها لها كهدية. سترى أنها ستخفف من غضبها.”
بدلاً من أن تعطيها باقة فاخرة من الورود المزروعة بشكل جميل في حديقة الزهور، يعطيها زهوراً مقطوفة من الطريق؟.
تعمقت التجاعيد بين حاجبيه بسبب الاقتراح الذي يصعب فهمه.
“لكن لا تعطها لها بهذا الوجه، وإلا ستعتقد أنك تحتج.”
تنهد ديفرين دون وعي.
ورغم ذلك، كان هناك شيء مقنع في كلمات ريكال. ربما بسبب موقفه الواثق .
“كيف تعرف مثل هذه الأشياء؟”
اعتقد ديفرين أن ريكال كان مشابهًا له. لكن كان من المفاجئ أنه يفهم إيفلين جيدًا، على عكسه.
“إنه سر.”
قال ريكال ذلك، وقف وغطى كتاب الشعر الذي كان ملقى على مكتبه.
ديفرين، الذي لم يلاحظ ذلك نهض من مقعده. كان ذلك لأنه كان في عجلة من أمره.
إذا تمكن من حل هذا الموقف المعقد، أراد أن يفعل ذلك في أسرع وقت ممكن.
“يجب أن أذهب.”
“وماذا عن عمل الوزارة؟”
“لاحقًا، إذا كان الأمر طارئًا، أرسل لي رسالة.”
غادر ديفرين مكتب ريكال على الفور.
تمتم ريكال، الذي بقي بمفرده.
“لهذا السبب تغضب منك السيدة إيفلين…”
* * *
ركب ديفرين العربة وأمر السائق بأن يمر عبر الحديقة قبل العودة إلى القصر.
ورغم أن السائق بدا متعجبًا، إلا أنه أطاع الأمر دون اعتراض. عندما ظهرت الحديقة من خلال النافذة، نظر ديفرين بعناية إلى الأسفل.
كانت هناك أزهار بيضاء وصفراء متناثرة بين العشب. لم تكن جميلة بأي شكل من الأشكال. فقد نمت برية دون عناية، وكانت بتلاتها غير متناسقة وأحجامها متفاوتة.
تردد ديفرين للحظة، متسائلًا إن كان عليه التوجه إلى متجر الزهور بدلاً من ذلك. كان الغروب قد بدأ، لكن لا بد أن هناك متجرًا لا يزال مفتوحًا.
لكن حين تذكر تعبير ريكال الواثق، لم يستطع أن يفعل ذلك.
وفي النهاية، أمر السائق بإيقاف العربة. ترجل ديفرين، وانحنى ليقطف أجمل زهرة برية استطاع العثور عليها.
فكر في قطف المزيد، لكنه أدرك أنه بما أن هذه الزهور ليست جميلة في الأساس، فلن يكون هناك أي فائدة من جمع عدة منها.
بل ربما كانت إيفلين ستنتقده قائلة أن الزهور تستحق الشفقة.
عاد ديفرين إلى العربة، وهو ينظر إلى الزهرة الصغيرة في يده، والتي بدت غريبة عليه.
هل لأنها كانت الوحيدة التي اختارها بعناية؟
بدت له الآن وكأنها تحمل بعض الجمال.
* * *
كانت إيفلين في القاعة بالطابق الأول، لكنها تجاهلت ديفرين عند عودته وتوجهت مباشرة إلى غرفة الطعام، على ما يبدو لتناول العشاء.
“إيفلين.”
شعر ديفرين أن اسمها بدا غريبًا على لسانه، فقد مر وقت طويل منذ أن ناداها بهذا الشكل.
بدا أن إيفلين فوجئت للحظة، لكنها سرعان ما تماسكت، ورسمت على وجهها تعبيرًا متجهمًا بدا لطيفًا في نظره.
لكن بما أن الموقف كان جادًا، كبح ديفرين رغبته في الابتسام. تقدم نحوها بوجه خالٍ من التعبير، ومد لها الزهرة البرية التي قطفها.
“…ما هذا؟”
“هدية.”
أجاب ديفرين بإيجاز، فاهتزت عينا إيفلين قليلاً.
كانت تحاول استيعاب الموقف، محاولة فهم ما يحدث بالضبط.
“لا يوجد معنى خاص، فقط أردت أن أقدم لك هدية بسيطة كهذه.”
أمسكت إيفلين الزهرة.
“…شكرًا لك.”
“كانت جميعها قبيحة، لذا اخترت الأفضل من بينها بعد تفكير طويل.”
“لكنها جميلة في نظري.”
“إذن، هذا جيد.”
ابتسم ديفرين بخفة. لم يكن واضحًا ما الذي تفكر فيه إيفلين، لكنها ظلت تتأمل الزهرة بصمت.
“هذه أبسط هدية قدمتها لي على الإطلاق.”
“هذا صحيح.”
“لكنها أكثر هدية أعجبتني.”
في داخله، اضطر ديفرين للاعتراف بأن ريكال كان على حق. لقد كان دائمًا يعرف الإجابات الصحيحة.
“ما الذي تغير لديك فجأة؟”
“ألم أقل من قبل إن الاعتذار بالكلام وحده لا يبدو صادقًا؟”
ضحكت إيفلين فجأة.
“حقًا؟ متى حدث هذا التغيير؟ فقد كنتَ باردًا معي لعدة أيام.”
“لقد كان وقتًا عصيبًا.”
حين نطق بهذه الكلمات بلهجة جادة، تلاشى ضحك إيفلين تدريجيًا.
“وأنا كذلك… وشعرتُ أيضًا بالذنب تجاهك.”
“لقد كنتِ قاسية عندما وصفتني بالأمير المتغطرس.”
“حسنًا….”
“وقلتِ عني أنني متسلط وأناني أيضًا.”
“أنا آسفة…”
بدا على إيفلين الحزن.
في الحقيقة، لم يكن ديفرين منزعجًا من هذه الكلمات بعد الآن، لكنه ذكرها فقط ليمازحها. ثم سألها بجدية متعمدة
“إذن، هل ستعتذرين بالكلمات فقط؟”
“…هل عليّ قطف زهرة أيضًا؟”
“لست بحاجة إلى زهرة.”
نظرت إليه إيفلين مباشرة، وعيناها الصافيتان تحملان تساؤلاً بريئًا. شعر للحظة بوخزة من الذنب بسبب نواياه الخفية.
“أنا جائع.”
“هناك طعام جاهز في غرفة الطعام.”
“لكني أريد أن أتناول الطعام في السرير.”
في لحظة، احمر وجه إيفلين عندما فهمت ما يقصده.
تساءل ديفرين للحظة إن كان دائمًا بهذه العاطفة، لكنه سرعان ما عرف الجواب.
لم يكن هكذا من قبل.
كان هذه فقط بسبب إيفلين.
لإنها زوجته العزيزة.
تذمرت إيفلين
“التصالح مباشرة في غرفة النوم؟ ”
“…كفى هراء.”
ورغم خجلها، أمسكت بيده.
أمسك ديفرين بيدها البيضاء الصغيرة وسحبها إليه بقوة.