The Goal Is Alimony - 105
كان ديفرين مُلقى على الأرض. هرعت إيفلين من مكانها متجهة نحوه بسرعة.
“ديفرين!”
تبعها دونسويل وتفحص ديفرين، ليجد سيفًا مغروسًا في أسفل صدره. قطّبت إيفلين حاجبيها في ألم.
“من الذي فعل به هذا؟”
تفحص دونسويل السيف المغروس في صدره، ثم تحدث بلهجة ثقيلة:
“لقد طعن نفسه بنفسه…”
عرف دونسويل ذلك بمجرد أن رأى الشعار المنقوش على نصل السيف؛ كان شعار عائلة ليوونوك.
“لماذا فعل ديفرين ذلك؟”
وقفت إيفلين في صدمة، بالكاد كانت قادرة على استيعاب ما حدث. لكنها سرعان ما أدركت أن الأهم الآن هو إنقاذ ديفرين، وليس التساؤل عن السبب.
كان جسده لا يزال يتحرك قليلاً، مما يعني أنه كان على قيد الحياة.
“يجب أن نعالجه فورًا!”
لم يكن ينزف كثيرًا، ربما لأن السيف كان لا يزال مغروسًا في جسده، ولكن لا أحد يعرف كم من الوقت ظل في هذه الحالة.
حمل دونسويل ديفرين على ظهره.
بينما كانت إيفلين تحاول تثبيت يده حول عنق دونسويل، لاحظت شيئًا غريبًا في يده.
كانت ثمرة ذهبية اللون، لم يسبق لها أن رأت مثلها في حياتها.
‘لا يمكن… هل هذه…؟’
حدّقت إيفلين في الثمرة الغريبة، ولكنها سرعان ما هزّت رأسها، محاولة طرد الأفكار التي راودتها.
ربما كانت هذه ثمرة الشجرة المقدسة، التي كافح ديفرين للحصول عليها، ولكنها لن تأكلها فورًا. قررت أن تنتظر حتى يستعيد وعيه ليتأكد بنفسه من ماهيتها.
أخذت الثمرة بحذر ووضعتها في جيبها. في تلك اللحظة، فتح ديفرين عينيه قليلاً، بالكاد يستطيع التحدث.
“إيفلين…”
لم تفهم كلماته جيدًا، لكنه كان يتحدث، وهذا وحده كان أمرًا مطمئنًا.
“تحمّل قليلًا، ديفرين.”
وما إن سمع تلك الكلمات حتى أغمض عينيه مرة أخرى.
****
استقلوا العربة وتوجهوا بسرعة إلى أقرب قرية. لحسن الحظ، صمد ديفرين طوال الرحلة.
وكذلك إيفلين، على الرغم من أنها كانت تزداد ضعفًا، وكان تنفسها يثقل شيئًا فشيئًا، لكنها تماسكت بقوة إرادتها.
عندما رأى الطبيب الجرح الناجم عن الطعنة، شحب وجهه، لكنه بدأ العلاج فورًا بعد أن رأى النظرات اليائسة في أعين إيفلين و دونسويل.
بعد الانتهاء من العلاج الطويل، تحدث الطبيب إلى إيفلين ودونسويل.
“لحسن الحظ، لم يصل النصل إلى أعضائه الداخلية. لن يفقد حياته، لقد كان محظوظًا للغاية. يمكن القول إنه نجا بفضل إرادة الحاكم.”
جلست إيفلين بجانب ديفرين، وأمسكت يده بإحكام.
أغلقت عينيها كما لو كانت تصلي، ثم بدأ وعيها يبهت تدريجيًا، وغطت الظلمة مجال رؤيتها.
عرفت إيفلين غريزيًا أنها قد لا تستيقظ هذه المرة.
لكن قلبها كان مطمئنًا…
لم تكن تعرف بالضبط ما الذي حدث، ولكنها كانت واثقة من أن ديفرين قد بذل كل ما بوسعه لإنقاذها، وهي بدورها فعلت كل ما تستطيع لإنقاذه.
وهذا كان كافيًا بالنسبة لها.
في تلك اللحظة عندما شعرت بالارتياح الشديد، أجبر شخص ما فمها على الفتح.
عندما دخل شيء ساخن وناعم بعمق في حلقها، ابتلعت إيفلين شيئًا دون أن تدرك ذلك. وتكرر الفعل لبعض الوقت.
وببطء، بدأت الظلمة التي كانت تحيط بها تتبدد، وظهر ضوء خافت.
في النهاية، عندما أصبحت رؤيتها واضحة، أول ما رأت أمامها كان ديفرين.
“إيفلين!”
عانقها ديفرين بقوة، كما لو أنه لن يتركها أبدًا.
لكنها شعرت بشيء غريب… جسدها، الذي كان واهنًا كجسد ميت، بات مليئًا بالطاقة.
“ديفرين…”
“إيفلين، أنتِ لن تموتي الآن. لقد أطعمتكِ الثمرة المقدسة!”
“الثمرة؟ إذن، تلك الثمرة التي كنت تحملها في يدك كانت بالفعل…!”
“نعم، كانت آخر ثمرة متبقية.”
إذن، ذلك الشيء الذي شعرت به وهو يدخل فمها أثناء فقدانها للوعي كان ثمرة الجبل المقدس؟ والشخص الذي أطعمها إياها كان ديفرين؟
عندما تخيلت ديفرين يطعمها الفاكهة بفمه بفارغ الصبر، تحول وجهها إلى اللون الأحمر من الحرج، لكن الآن، شعرت بسعادة أكبر.
هذه المرة عانقت إيفلين ديفرين بقوة
“ديفرين، لقد نجحت!”
لم يكن الشعور بالقوة مجرد وهم؛ كان جسدها ينبض بالحياة كما لو أنها وُلدت من جديد.
ولكن قبل أن يتمكن ديفرين من الرد، أطلق أنينًا خفيفًا.
تفاجأت إيفلين وابتعدت بسرعة.
عندما نظرت إلى الأسفل، رأت يده تضغط على موضع الجرح.
كانت قد نسيت تمامًا أنه ما زال مصابًا.
“أنا آسفة…!”
“يجب أن أتعافى بسرعة.”
وبعد لحظة من الصمت، اقترب دونسويل، الذي كان يقف بجانبه مثل شجرة قديمة.
“ديفرين، ما الذي حدث بالضبط؟”
كان صوته ثقيلاً وجادًا.
لقد لاحظ السيف المغروس في صدر ديفرين وكان يعرف جيدًا أنه كان سيف عائلة ليوونوك.
حتى إيفلين خفّضت حماسها، ووجهت نظرها نحو ديفرين منتظرة إجابته.
كان ديفرين صامتا للحظة.
“أعلم أنك طعنت نفسك. لأن هذا السيف ينتمي إلى العائلة.”
قال دونسويل بوجه صارم. انحنى ديفرين على الحائط وفتح فمه.
“لقد التقيتُ بالحاكم على قمة الجبل المقدس.”
اتسعت عينا دونسويل في صدمة.
“كان عليّ أن أثبت مدى يأسـي بحياتي. وجهت السيف إلى قلبي، لكن الرياح هبت فانحرف في النهاية.”
“هذا جنون!”
صرخ دنسويل غاضبًا، بينما غطّت إيفلين فمها بيدها.
“آه، أيها الأحمق!”
لم يستطع دنسويل كبح غضبه من تصرف ديفرين المتهور، فغادر المكان غاضبًا. أما إيفلين، فاكتفت بإسقاط دموعها بصمت.
“إيفلين، تعالي إليّ.”
مدّ ديفرين يده نحوها.
“لست متأكدة مما إذا كنت أستحق الاقتراب منك.”
لم تكن مخطئة في توقعها، فقد كان ديفرين على استعداد للتضحية بحياته للحصول على ثمرة الحياة.
شعرت بالاختناق من هذا الإدراك. لم تكن هذه هي الطريقة التي أرادت بها أن يعتذر ديفرين.
“لا تقولي ذلك، تعلمين جيدًا لماذا فعلت ذلك.”
كانت عيون ديفرين ناعمة و هو يقول ذلك. حاولت إيفلين التوقف عن البكاء.
“تعالي إلى جانبي.”
كانت هذه المرة الثانية التي يطلب منها ذلك. مسحت دموعها بأكمامها ثم جلست بجانبه.
“ماذا قال لك الحاكم؟”
“قال إنني أحمق.”
كم عدد الأشخاص الذين يمكنهم وصف ديفرين بالأحمق؟ خفّ توتر إيفلين قليلًا.
“كان على حق.”
“لا ينبغي لكِ قول ذلك.”
أخيرًا أطلقت إيفلين ضحكة ضعيفة على تحذير ديفرين اللطيف.
“شكرًا لك لأنك عدت سالمًا، ديفرين.”
لقد اختفى الخطر، والآن يمكنها أن تكون سعيدة بشأن المستقبل معه دون أي قيود.
“وعدتكِ أنني سأجعلكِ تتعافين.”
كان المرض الذي تعاني منه مستعصيًا حتى على الأطباء، لكنها الآن شفيت بفضل إصرار ديفرين وعدم استسلامه.
“إذن هل يمكنني تمزيق أوراق الطلاق الآن؟”
اتسعت عينا إيفلين بدهشة. كانت تعتقد أن ديفرين قد مزّقها بالفعل.
“هل ما زلت تحتفظ بها؟”
“لقد مزقتها بالفعل.”
إذن كان ظنها في محله.
“إذن لماذا تسأل؟”
نظر ديفرين إلى إيفلين، التي كانت تبتسم، بعيون جادة
“أردت سماع ذلك من فمك.”
ثم جذب خصلات شعرها بلطف وقبّلها.
شعرت وكأنهما محبوسان في عالم يخصّهما وحدهما.
كانت كلماتها واضحة هذه المرة.
“يمكنك تمزيق أوراق الطلاق. سأبقى بجانبك.”
عندها فقط، ابتسم ديفرين بسعادة كأشعة الشمس في يوم صيفي.
***
بقي ديفرين في القرية لبعض الوقت حتى تعافى، ثم عاد إلى القصر. تفاجأ الجميع برؤية ديفرين الذي كان قد طُعن، وإيفلين التي تعافت تمامًا من مرضها المستعصي.
كانت قصة أشبه بالأسطورة.
وكان ألترون، الذي سعى جاهدًا لعلاج إيفلين، من بين أكثر الأشخاص دهشة.
“إذن كانت ثمرة الحياة حقيقية حقًا…!”
فرح ألترون بشفاء إيفلين بصدق، وعلى الرغم من أنه لم يعد له دور الآن، إلا أن إيفلين قررت الاستمرار في دعمه كطبيب ماهر.
وكانت ميرلين سعيدة للغاية أيضًا.
“سيدتي… أنا… أنا…”
لم تستطع التوقف عن البكاء بعد رؤية إيفلين سليمة تمامًا، فاحتضنتها الأخيرة وهدأتها بلطف.
بعد مرور بعض الوقت، اتصل دونسويل، الذي كان غاضبًا من ديفرين، بإيفلين بشكل منفصل وهنأها على شفائها.
“إيفلين، غضبي على ديفرين لم يكن بسببكِ، لذا لا تشغلي بالكِ.”
في الواقع، كانت إيفلين غاضبة من تهوّر ديفرين بقدر غضب دنسويل.
كان والده، لذا من الطبيعي أن يشعر بغضب أكبر. أي أب لا يغضب عندما يعلم أن ابنه طعن نفسه بسيفه؟
ولكن في النهاية، سامحه دنسويل. فهو أكثر من يفهم رغبة المرء في إنقاذ من يحب.
وأخيرًا، جاء اسحاق ليهنئ إيفلين على تعافيها.
“أنا سعيد جدًا لأنكِ شُفيتِ، يا زوجة أخي.”
كان اسحاق سيعود إلى الأكاديمية الأسبوع المقبل.
بعد الأحداث الأخيرة المتعلقة بأميليا، أدرك دنسويل الكثير من الأمور، وأخبر اسحاق أنه لا داعي للعودة إلى الأكاديمية إذا لم يكن يرغب في ذلك.
لكن اسحاق رفض، مصممًا على التخرج.
“شكرًا لك، اسحاق. سأفتقدك عندما تذهب إلى الأكاديمية.”
“لكن هذه المرة، لن تبقي في قصر العاصمة، بل ستقيمين في قصر الدوقية ،لذا سأتمكن من رؤيتكِ عندما أعود في الإجازات.”
ابتسم اسحاق بمرح.
لكن إيفلين لاحظت شيئًا في عينيه.
عرفت أنه كان يحاول جاهدًا إخفاء مشاعره.
فقد تم تحديد موعد تنفيذ حكم الإعدام على أميليا اليوم.