The Goal Is Alimony - 103
استلقى ديفرين بجانب إيفلين، التي لم تستعد وعيها، وأمسك بيدها بإحكام.
كانت البقع السوداء تتغلغل تدريجيًا في جسدها، حتى أصبحت معظم ذراعها سوداء بالكامل. قبض ديفرين على يدها بقوة، متألمًا.
لماذا أدرك ذلك متأخرًا؟ هل عليه أن يخسر الشخص الثمين الذي حصل عليه أخيرًا؟
كان يلعن حظه.
“تحمّلي ليومين فقط.”
قرب يد إيفلين إلى وجهه، متضرعًا كما لو كان يصلي.
“سأحصل على ثمرة الشفاء بأي طريقة. لذا، أرجوكِ انتظريني قليلًا.”
لم يسبق له أن تمنى شيئًا بهذا القدر من الشدة. كان مرعوبًا من فكرة أن تغادر إيفلين هذا العالم دون أن يتمكن من فعل شيء.
شعر وكأنه تُرك وحيدًا في عالم أبيض وأسود. كانت مؤخرة رأسه باردة، وشعر بالخدر في أطرافه.
“حتى لو مت أنا، فسأنقذكِ أنتِ على الأقل.”
أن يُترك وحيدًا مرة أخرى في هذا العالم الرمادي كان أسوأ من الموت نفسه.
إيفلين ذكية ومشرقة، حتى لو أصيبت بالإحباط للحظة، فستجد طريقة للعيش بقوة مرة أخرى.
وكان ذلك كافيًا لديفرين.
ارتعشت جفون إيفلين للحظة، وكأنها تستجيب له. لكنها في النهاية لم تستعد وعيها في ذلك اليوم أيضًا.
في اليوم التالي، حزم ديفرين أمتعته بسرعة وانطلق إلى الجبل المقدس.
كان من المقرر فتح بوابة الجبل بعد يومين، لكنه انطلق مبكرًا لأن الرحلة نفسها تستغرق يومًا.
كان الجبل المقدس يقع في أقصى الشمال من القلعة، ولم يكن هناك أي قرى قريبة، مما جعل الطريق وعِرًا.
ركب ديفرين حصانه وانطلق دون توقف، وبفضل ذلك وصل إلى أسفل الجبل المقدس في وقت أبكر مما كان متوقعًا.
رأى هناك مهندسًا واقفًا بجانب البوابة الحديدية الضخمة.
“أوه، هل أنت الدوق الشاب؟”
كان الرجل قد سمع مسبقًا عن قدوم ديفرين، فتعرف عليه فورًا.
“نعم. هل اقتربتم من فتح البوابة؟”
“لقد جئت في الوقت المناسب، العمل كان أسهل مما توقعنا، وسنفتحها قريبًا.”
كانت البوابة مزودة بآلية معقدة لمنع أي شخص من فتحها بسهولة.
كانت هذه إحدى الآثار السحرية القديمة، وتم تعزيز قفلها بعد أن حاول لصوص سرقة الألماس وثمرة الشفاء من الجبل في الماضي.
زفر المهندس وهو يضع يده على الآلية، وعندها أصدرت البوابة صوتًا حادًا وانفتحت ببطء.
“لقد كانت مهمة شاقة.”
قال المهندس وهو يمسح عرقه، لكن ديفرين أجابه بلا مبالاة
“أحسنتَ العمل.”
كان ممتنًا لأن البوابة فُتحت في وقت أبكر، مما وفر عليه بعض الوقت.
“لكن… هل تنوي فعلًا الصعود إلى هناك؟”
“هل تعتقد أنني أمرت بفتح هذه البوابة من باب المزاح؟”
حك المهندس رأسه بارتباك.
“ليس الأمر كذلك، لكن… الجميع يعرف أن هذا الجبل ملعون.”
“هذا ليس شأنك.”
“لقد كانت عائلتنا مسؤولة عن بوابة الجبل المقدس لعدة أجيال. لذلك، نعلم أن لعنة الجبل حقيقية.”
كان كلامه أشبه بتحذير، لكن ديفرين لم يُظهر أي تأثر. على العكس، كان لديه سؤال آخر.
“هل تعرف شيئًا عن الدوق الثامن لعائلة ليوونوك ؟”
“إنها قصة قديمة، ولكنني سمعت عنها.”
“لا بأس، أخبرني بما تعرفه.”
تحركت عينا المهندس بتوتر قبل أن يقول
“الدوق الثامن هو الشخص الوحيد الذي نجا بعد صعوده إلى الجبل. قيل إنه حصل على ثمرة الشفاء وتعافى تمامًا.”
كان هذا أمرًا يعرفه ديفرين بالفعل.
“لكن بعد عام، مات ميتة مأساوية. قالوا إن جثته وُجدت بلا أحشاء.”
“… بلا أحشاء؟”
“نعم، تلقى لعنة أشد. جدي كان يقول إنه غضب الحاكم عليه بسبب كذبه.”
“كذبه؟”
“يُقال إن الدوق الثامن تظاهر باليأس أمام الحاكم، لكن الحاكم أدرك خداعه لاحقًا وغضب منه.”
كانت فكرة فقدان الأحشاء مرعبة، لكن ديفرين ركّز على نقطة أخرى. إذا كان كل ما قيل صحيحًا، فهذا يعني أن الحاكم يستجيب فقط للحاجة الصادقة واليأس الحقيقي.
لم يكن يعرف بالضبط كيف توسل الدوق الثامن إلى الحاكم، لكن في مواجهة الموت، كان قد أظهر يأسًا عميقًا، حتى لو كان مختلقًا.
كانت هذه معلومة مفيدة للغاية.
“شكرًا لك.”
قالها ديفرين بصدق، ثم بدأ بالسير نحو الجبل المقدس.
كان الجبل مكانًا جميلًا.
رغم أن أحدًا لم يعتنِ به لوقت طويل، وكانت الطرق فيه وعِرة، إلا أن الطبيعة كانت في حد ذاتها خلابة ومهيبة.
من النظرة الأولى، بدا كجبل عادي، لكن كلما ارتفع أكثر، شعر بضغط غريب يخنق أنفاسه. كانت تلك طاقة مقدسة لا يمكن المساس بها.
“إنه حقًا جبل مقدس.”
لم يكن يشعر برهبة أو خوف تجاه الحاكم، بل على العكس، كان متحمسًا. كلما اقترب من القمة، زاد أمله في العثور على الثمرة الأسطورية.
مرّ في طريقه على مدخل منجم الألماس المغلق. كان الناس يطمعون في هذا المنجم، إذ يعتقدون أن كمية الألماس داخله هائلة نظرًا لحجم الجبل.
كان التابعون وحتى أميليا يقترحون باستمرار استخراج الألماس من هناك.
لكن ديفرين لم يدرك الحقيقة إلا بعد أن جاء بنفسه.
كان ذلك مجرد كلام فارغ. ليس الأمر مجرد جنون، بل إن الضغط الهائل الذي يبعثه الجبل يجعل التنفس صعبًا على الإنسان العادي. العمل في مثل هذا المكان كان مستحيلًا.
حتى ديفرين نفسه كان يلهث.
ومع ذلك، كان قادرًا على التقدم دون تردد، لأن لديه هدفًا لا يمكنه التخلي عنه.
حلّ الظلام من حوله دون أن يدرك.
توقف ديفرين للحظة ورفع رأسه. لقد كان الأمر يستحق كل هذا الجهد المستمر، فقد أصبحت القمة قريبة.
“لقد وصلت.”
لكن كلما اقترب من القمة، بدا أن الجبل يسد طريقه.
هبت الرياح بعنف وكأنها تحذّر الدخيل، واهتزت الأغصان، وتناثرت الأوراق في الهواء.
لكن ديفرين لم يبالي، بل رفع ذراعيه ليحمي عينيه واستمر في الصعود.
شق طريقه عبر الرياح خطوةً بعد خطوة، حتى لامست قدماه أخيرًا أرضًا مستوية.
في اللحظة نفسها، هدأت الرياح. خفض ديفرين ذراعيه وحدق أمامه.
لقد وصل إلى قمة الجبل.
“هل هذا هو المكان…؟”
على عكس التوقعات، كانت القمة مجرد أرض قاحلة، وفي وسطها شجرة جافة وحيدة تقف شامخة.
عرف ديفرين غريزيًا. لقد كانت تلك شجرة مثمرة.
كانت هناك فاكهة ذهبية مستديرة حقًا تنمو على الشجرة، وقد أعطت جوًا غامضًا وساحرًا.
اقترب ديفرين منها كما لو كان مسحورًا، لكنه توقف قبل خطوة واحدة من الشجرة.
– “لقد مرّ زمن طويل منذ أن جاء إليّ إنسان أحمق.”
جاء الصوت من السماء.
نظر ديفرين إلى الأعلى، لكنه لم يرَ سوى السماء المظلمة.
رفع رأسه مرة أخرى وسأل:
“هل أنت الحاكم الذي يحرس هذا الجبل؟”
سمع صوت ضحكة خفيفة.
– كيف تجرؤ على أن تسألني سؤالاً؟ يا لك من إنسان مثير للاهتمام.
في تلك اللحظة، تأكد ديفرين من أن من كان يخاطبه هو حاكم الجبل المقدس.
في الإمبراطورية، كانت المعابد تؤمن بالحاكم”سكليدو” لكن في العصور القديمة، وُجد حكام آخرون.
وكان من المحتمل أن يكون هذا الحاكم أحد الحكام القديمة التي تحمي أراضي الدوقية.
“أنا بحاجة إلى ثمرة الحياة.”
تردد صوت ضحكة أخرى.
– كل من جاء إلى هنا قال الشيء نفسه.
هبت عاصفة فجأة، كأنها تمر عبر ديفرين.
– لكنهم جميعًا واجهوا مصيرًا مروعًا.
لم يُبعد ديفرين نظره عن الفاكهة وهو يجيب:
“أنا أعلم ذلك.”
– ومع ذلك، صعدت إلى هنا؟
“أنا ديفرين ليوونوك، ابن الدوق الخامس عشر ليوونوك.”
– همم، إذن هذا يفسر الأمر. شعرت أنك تقاوم قوتي، تبين أنك من نسل ليوونوك. لو لم تكن كذلك، لكنت قد فقدت وعيك الآن.
هبت رياح قوية حول ديفرين.
– وعندما تستيقظ، ستكون قد جننت تمامًا.
في تلك اللحظة، فهم ديفرين حقيقة مهمة:
“إذن، اللعنة التي تجعل الناس يفقدون عقلهم سببها في الواقع قوة هذا الجبل.”
كان الجزء السفلي من الجبل آمنًا، لكن مناجم الألماس والفاكهة المقدسة تقع في المرتفعات. ولهذا السبب، فإن كل من حاول سرقتها انتهى به المطاف بالجنون.
بعبارة أخرى، الاعتقاد بأن الجبل لا يسمح إلا لأفراد عائلة ليوونوك بتسلقه لم يكن خاطئًا تمامًا. يبدو أن دماءهم تحمل القدرة على مقاومة هذه الطاقة.
– أنت محظوظ. كان الدوق الأول لعائلة ليوونوك قديسًا فعل الكثير من الخير، وبفضله، فإن دمه الذي يجري في عروقك يحميك.
تمامًا كما قال الحاكم، كان الدوق الأول قديسًا وبطلًا أنقذ العديد من الناس. ولهذا منحه الإمبراطور لقب الدوق، ومنحه الحاكم بركته لحماية أراضيه.
“أنا لا أخشى الجنون. لكني بحاجة إلى فاكهة الحياة.”
توقفت الرياح عند طرف أنف ديفرين. كان الأمر وكأن شيئًا غير مرئي يقف أمامه.
– هل ترى تلك الشجرة القديمة أمامك؟ بعد اختفاء الوحوش وغياب الحكام عن هذه الأرض، بدأت تلك الشجرة المقدسة تذبل.
وكما قال الحاكم، كانت الشجرة جافة. ولم يتبقَ فيها سوى ثمرة واحدة.
– أنا أيضًا، مثل تلك الشجرة، أشعر بالإرهاق. وعندما تجف آخر ثمرة، سأغلق عيني إلى الأبد.
بدا صوته وكأنه يتمتم، لكنه كان حازمًا.
– لذلك، هذه الفاكهة تمثل آخر مهمة لي. ولن أعطيها لإنسان أحمق.
هبت الرياح بقوة، وكأنها تحذّر ديفرين، لكنه لم يكن ينوي التراجع.