The gap between you and me - 110
دفعت هيريتا الخنجر إلى الداخل أكثر فأكثر، متجاهلة الدماء التي تلطخ يديها. ثم قامت بلف الخنجر بشكل قطري. في تلك اللحظة، شعرت وكأن شيئًا ما قد انفصل.
الذئب الذي كان يرتجف ويتأوه، ارتجف ثم انحنى. كانت تلك هي اللحظة الأخيرة. لم يعد الوعاء الذي يحتوي على الروح يتحرك. لم يعد بإمكانها حتى رؤية أدنى حركة مثل التنفس.
اقتنعت هيريتا، هذه المرة، تم قطع أنفاس الذئب تمامًا.
‘شكرا لله.’
شعرت هيريتا براحة شديدة. كانت رائحة الدم الكريهة تلسع أنفها، لكنها لم تهتم. وتأكدت مرة أخرى من أن الذئب قد مات حقًا، فأطلقت الخنجر الذي كانت تمسكه بإحكام. سقطت يدان ملطختان بالدماء بلا حول ولا قوة على جانبها.
“أنا سعيدة حقًا….”
حاولت هيريتا تهدئة نفسها عن طريق مسح قلبها المفاجئ، ولكن فجأة شعرت بقشعريرة من مكان ما.
سقط ظل أسود على رأسها.
‘ماذا؟’
رفعت هيريتا رأسها على الفور، ووقفت متيبسة في مكانها.
كان هناك سيف موجه مباشرة أمام وجهها، وكان طرف النصل ذو الحواف السوداء يهددها وكأنه على وشك أن يخترق حلقها.
أدركت هيريتا ذلك في قرارة نفسها، فلو تحركت بتهور، فسوف يُقطع عنقها بالسيف.
تسبب التوتر في جفاف الجزء الداخلي من فمها، فتحركت نظرتها ببطء إلى الأعلى على طول النصل.
كما كان متوقعًا، وقف رجل يرتدي درعًا أسودًا أمامها.
كان الرجل يرتدي خوذة رمادية داكنة تقترب من اللون الأسود. ولأن التصميم كان يغطي جميع الجوانب، لم يكن وجهه مرئيًا. كانت الفتحة الوحيدة المتبقية هي تجويف العين في مقدمة الخوذة. ولكن حتى في تلك اللحظة، وبسبب الظلال الداكنة، لم تتمكن من رؤية أي شيء بشكل صحيح.
ابتلعت هيريتا ريقها بجفاف. كان عليها أن تشرح له أنها كانت تحاول مساعدته فقط، لكنها التزمت الصمت. شعرت وكأن لسانها التصق بسقف فمها. وكأن المطر كان يهطل في منتصف الشتاء، وارتجف جسدها.
على الرغم من أنها كانت تقف أمامه مباشرة، إلا أنها لم تستطع التنفس بشكل صحيح بسبب الترهيب الذي كان يبثه. كان صوت دقات قلبها العالية كافياً لصم أذنيها.
شعرت بعيني الرجل المختبئتين في الظل وهو يراقبها عن كثب. أينما هبطت نظراته، انتابتها قشعريرة. كانت تشعر بالحرارة وكأنها احترقت.
لقد كان شعورًا غريبًا، شعور لا يمكن التعبير عنه بسهولة بالكلمات.
“عذرا، سابقًا.”
هيريتا، التي تمكنت من جمع قلبها، فتحت فمها.
وفي تلك اللحظة، تحرك الرجل الذي كان يقف كالصخرة. أدار سيفه الذي كان يوجهه إليها بزاوية. انتفخ وتر في ظهر يده التي كانت تمسك بمقبض السيف. بدا الأمر كما لو كان على وشك استخدامه.
اتسعت عيون هيريتا.
هل كان يحاول طعنها بهذه الطريقة؟ جلست بسرعة في مكانها مذعورة، واحتضنت رأسها بكلتا يديها. ثم التفت بجسدها في شكل دائري. كانت هذه لفتة غريزية استعدادًا للخطر الذي سيحل بها قريبًا.
هبت ريح خفيفة أظهرت أن الرجل يتحرك بسرعة. لم يكن هناك وقت للصراخ. أغمضت عينيها بقوة.
خفض.
رطم.
ومع صوت خافت يشبه صوت المطرقة التي تضرب اليقطين، سمعنا صرخة حيوان. ثم اشتدت الرائحة الكريهة الحادة مرة أخرى. ولم تكن هناك حاجة إلى التأكد بصريًا من أنها رائحة الدم.
وبعد فترة قصيرة، سمعت هيريتا صوت شيء ثقيل يسقط على الأرض. وبدا أن الأرض تهتز بسبب ارتداده.
تنفست هيريتا بعمق، وهي لا تزال تغمض عينيها. وقبل أن تجلس القرفصاء، كانت متأكدة من أن الرجل سيقطعها بضربة سيفه. لكن الألم لم يأت.
‘ماذا حدث؟’
ارتجفت هيريتا وتساءلت عن التطور غير المتوقع. علاوة على ذلك، لم تكن متأكدة من مصدر الصوت الذي سمعته للتو. بعد تردد لفترة، فتحت عينيها ونظرت حولها.
“؟”
كان الرجل لا يزال واقفا أمام هيريتا. لكن طرف السيف الموجه إلى رقبتها لم يعد مرئيا. لم تكن نظراته عليها أيضا، بل على شيء خلفها.
ماذا بحق الجحيم أنت تبحث في؟
‘مستحيل.’
أدارت هيريتا الجزء العلوي من جسدها ببطء وأدارت رأسها بعيدًا.
“!”
خلفها، على بعد خطوة واحدة، كان هناك ذئب ضخم يرقد. كان جسد ذئب ميت ولسانه بارز. وكأنه قُطِع بفأس، وسُحِق مركز رأسه بلا رحمة.
حينها فقط أدركت هيريتا ما حدث. بدا الأمر وكأن هناك ذئبًا آخر بجانبها.
“……”
كانت هيريتا تنظر إلى جثة الذئب بنظرة فارغة، ثم استقامت ونظرت إلى الأمام مباشرة. كان السيف الذي كان يحمله الرجل مغطى بدماء حمراء. لا بد أن هذه الدماء كانت للذئب الذي كان يحاول مهاجمتها من الخلف.
‘قام بمساعدتي.’
كما ساعدته هيريتا، فقد ساعدها هو فقط. حدث الأمر بسرعة كبيرة لدرجة أنه لم يكن لديه الوقت لتحذيرها.
“ش-شكرا لك.”
تلعثمت هيريتا وشكرته. احمر وجهها لأنها أساءت فهم نواياه تمامًا.
“لقد عشت بفضلك….”
وبينما واصلت كلامها، وضع الرجل سيفه في غمده. كانت حركة بسيطة، لكن حتى هذه كانت سلسة مثل تيار هادئ.
في النهاية، انحنى الرجل. ثم ركع على ركبة واحدة ومد يده نحو هيريتا.
‘ماذا تحاول أن تفعل؟’
ارتجفت هيريتا وانحنت بجسدها. كانت تعلم أنه لن يؤذيها، لكن كان من المبكر جدًا أن تطمئن.
لا بد أنه رأى مدى توترها الشديد، لذا ترددت يده. كان ذلك غريبًا. على الرغم من أنها لم تستطع رؤية وجهه لأنه كان يرتدي خوذة، إلا أنها شعرت أنه كان متضاربًا.
لكن هذا كان لفترة من الوقت. ثم حرك يده مرة أخرى. مرت يده الكبيرة بجانبها وهي تتجه نحو هيريتا. ثم أمسك بشيء وسحبه.
الانستغرام: zh_hima14