المصير - 9
نحن الآن فى القصر الرئاسى فى قاعة كبيرة هناك العديد من الأشخاص الجالسين إلى طاولة ضخمة مستطيلة الشكل
يتناوشون ويتحدثون ومن خلفهم وقف حرس بزي رسمى وأجساد عملاقة وفى أول الطاولة تنحنح رجل عجوز يبدو فى الستين او أقل بعدة أعوام فصمت الجميع ثم نطق: فليخبرنى أحد ما بما يحدث
قام أحد الحراس بتلقف ملف بعد أن أمره أحد العجائز بذلك ووضعه أمام العجوز المهم
_ سيدى الرئيس هذه صور من مدينة ميت غمر فى الدقهلية حادثة غريبة قد وقعت فى تمام الساعة الخامسة شق أو كسر كما يبدو من شكله قد ظهر فى منتصف الجسر الواصل بين مدينة ميت غمر وزفتى وخرج منه هذا الشىء الذى تراه أمامك
نظر الرئيس للصورة وقد إنكمش جبينه وتقلص وجهه : ما هذا الشىء!
_حاليا نحن لا نعلم شيئًا لكن إقلب الصور
فراح يقلبها ليظهر أناس موتى منهم من شنق ومنهم من اطلق النار على نفسه ومنهم هو غارق فى دمائه على الأرض
_ بعد أن ظهر الوحش زأر لعدة دقائق ويعتقد أن سبب الوفيات هو الزأير
قطب الرئيس جبينه وأمسك ما بين عينيه واكمل تقليب الصور وقال: وكيف مات هذا الوحش بالتحديد
_لقد إنفجر لا نعرف الكيفية لكن إنظر لهذا ،أطفئو الأنوار وليشغل أحدكم شاشة العرض
ويواسطة جهاز لابتوب أمامه قام بعرض فيديو
_ لقد إلتقط هذا الفيديو بواسطة أحد الأقمار الإصطناعية إنظر سيدى
كان الفيديو من منظور عين الطائر أى من فوق ويطل على الأسفل يظهر الوحش الزى يزأر بينما راح جسم غريب فجأة يخترق بطنه ثم يحدث الإنفجار
_ ومع تعديل الفيديو وزيادة الجودة إستطعنا أن نتبين أنها إمرأة شقراء لكن لم يظهر وجهها أبدًا
_هل هذا كل شىء يا وزير الدفاع ؟
_لا لا يزال هناك باقٍ
عاد الوزير لمقعده بينما يطلب من الرئيس أن يكمل تقليب الصور فراح يكمل
_ بعد عدة ساعات تحديدًا أثناء الساعة التاسعة مساءًا أى قبل ربع ساعة حدث كسر فى نفس المدينة على بعد 5 كليو مترات تحديدًا فوق مبنى سكنى كان قد هجره السكان أثناء الحادثة الأولى وظهر منه ما تراه أمامك
كانت صورة للتنين إلتقطت أيضًا بواسطة القمر الإصطناعى بعدما انتهى من الصور شغل العجوز الشاشة مرة أخر على فيديو
_ هذا فيديو مكون من عدة فديوهات إنتشرت على الإنترنت لتلك الحادثة ورغم كل محاولاتنا فى مسح هذه الفديوهات إلا إنها إنتشرت كالنار فى الهشيم فى كل بقاع العالم
وراح يعرض فيديو لقتال زين مع التنين
_ هل هذا الشخص بشرى؟!
هنا تحدثت إمرأة عجوز: يعتقد أنه كذلك لكن يبدو ككائن معدل وراثيًا أو وحش من تلك الوحوش
هنا أمسك الرئيس ما بين عينيه وقال: ليس هناك وقت للفرضيات يا وزيرة البيئة أحتاج للحقائق ،أكملو
تحدث عجوز ثالث: يقول الشهود أنهم يعتقدون أن ذلك الشىء ملاكًا مرسلًا من الله
_ وما رأيك أنت يا رئيس المخابرات
_ لا أعرف سيدى الوضع كله غريب وعيون العالم كلها أصبحت تراقبنا
_ الدول الكبرى قد أرسلت بالفعل مراقبين للتأكد من الوضع؟
_أجل الولايات المتحدة وروسيا وعدة دول أخرى قد أرسلت مراقبين وجاء عدة صحفيين لكننا نمنعهم من مغادرة القاهرة
_والمدينة؟
قال وزير الدفاع: لقد سمحت لنفسى بتحريك الجيش أثناذ فترة علاجك سيدى إنهم الآن يطوقون المدينة
_جيد وماذا عن مرضى الصراخ؟ وزيرة الصحة؟
_ كانو يصرخون لمدة ساعة متواصلة ولم يستطع أى طبيب إيجاد تفسير فقط عندما تم إجراء فحص بالأشعة السينية ظهر هذا الجسم الغريب فى منتصف العقل
وراحت تمرر صورة أمام الرئيس تظهر الكرة نظر لها وراح يغمض عينيه من أثر التعب ثم تراخى على كرسيه وقال
_ يتم مسح المنطقة أربعة وعشرين ساعة مع دعم من السلاح الجوى ويجب إستكشاف هذه الكسور أو الفجوات قبل الصباح عن طريق طائرات بلا طيار لا تستخدمو أشخاصًا قبل أن نتأكد من سلامة المدينة ويتم تحديد المدينة بأكملها خصوصًا مناطق الكسر بالصواريخ لو خرج شىء آخر من تلك الكسور لا يتخطا قيد أنملة خارجها أهذا مفهوم؟
_علم سيدى رئيس
_ كل عالم وكل طبيب وكل جندى وأى شخص تابع للحكومة لن ينام هذه الليلة إلا عندما نتأكد من سلامة هذه الدولة
وقف الرئيس بينما راح يسانده أحد الحراس فنهض الجميع يحيوه حتى خرج ليهبو هم بسرعة إلى أعمالهم
**********
زين يجلس فوق مبنى عال ، لقد طار للمدينة الأخرى بسرعة لا تصدق ، يجلس وقد تدلت قدماه للأسفل بينما جناحاه وشعره يرتعشان بنسمات الهواء الصيفية ،إن عيناه فارغتان وقلبه أكثر فراغًا منذ تلك الليلة
” سيدى ”
_ ماذا يا سيس؟
” يمكننى معرفة أنك حزين”
_ أجل أنا كذلك
” هل هذا بسبب تلك الذكرى؟”
” هل هى أقسى ما مررت به أرى فى ذكرياتك الكثير من المحن”
_ أجل لقد كنت وقتها صغيرًا يا سيس لا أعرف شيئًا كنت كوحش برى مروض من قبل عبدو وفى إحدى الليالى قال لى إذهب مع هذا الرجل كى تنقل بعض الرمال ولما ذهبت لبيت الرجل قام بتكتيفى وتثبيتى ووطأنى كالحيوان
كنت بريئًا *يدمع* لم أعرف ما يجرى لكننى كنت أتألم وكان الرجل يضربى كى أكف الصراخ فتحاملت حتى إنتهى وفك وثاقى فلما تمكنت ضربته بكوب فى وجهه وهربت ورجعت لعبدو فارًا حاكيًا ما حدث تعرفين ما فعل؟
” قام بضربك ووصفك بالشاذ والنجس وحبسك لمدة يومين بلا طعام ”
_أجل هنيئًا له ما فعل
“هون عليك ما فات قد فات انت الآن رجل جديد”
” ستصبح أقوى وتقتل الوحوش ولن يقدر أحد على لمس جسدك! فأمسح دموعك أيها الأحمق>~<”
_هاها شكرًا لك سيس
” يا رجل لا شكر على واجب أنا أخدمك دائمًا☆~☆”
_ اشعر بالنشاط حقًا الآن لا أستطيع النوم
” هذا تأثير الإختراق لقد تجددت طاقتك لكن يجب عليك النوم و الأكل ”
_ حسنًا لنعد للمدينة لميت غمر علنا نجد شقة اخرى مهجورة
“أوئيد الفكرة<~>”
_ حسنًا لننطلق
رمى زين نفسه من فوق المبنى الشاهق بدون ان يستعمل الأجنحة هو يرسد ان يجرب شعور القفز الحر لكن بينما يسقط رأى شيئًا غريبًا كانت هناك نافذة مفتوحة وفتاة ملقاة على الأرض تتلجلج وقد إنكتم فمها بلاصق
بسرعة هرع زين يتفقدها فدخل الشقة ونظر للفتاة التى كانت عينيها مغلقتان فأعاد الأجنحة كى لا تفزع وراح يزيل الاصق ولما أزاله وجدها تصرخ فكمم فمها بسرعة بيده
_ ااا سيس ما الذى يجرى؟
” إنها تندمج مع النظام لتصبح لاعبة”
_ ها لكن لا يحدث لها كما حدث معى
“قلت لك أننى مميزة ما حدث لك يحدث عندما تخترق من الرتبةA للرتبة S فقط اما ما يحدث فى البداية فهو تعزيز عام فى القوة فيصبح الاعب اقوى من البشرى العادى بخمس مرات”
_ لا تشرحى كيف أوقف الصراخ!
“هل أنت متأكد؟”
_أجل بالطبع!
“ستشارك نصف آلامها ”
تردد زين للحظة ثم نظر للفتاة التى بدت بائسة وقال: إفعليها!
” ضع يدك الأخرى على رأسها”
ففعل زين
“جار مشاركة حواس المستخدم”
” تم المشاركة”
شعر زين بوخز خفيف فى كل أنحاء جسده وكأنما ذباب او بعوض يدغدغه فقال: عجيب ظننت هذا مؤلمًا كما أن الفتاة قد قللت قليلًا من صرخاتها وبدأت تهدأ
“لا يقارن مع ما واجهته بالطبع كما انك قوى وتحملك عالٍ”
_هاها أجل ،
ثم نظر زين للفتاة بينما يزيل يده وقال:و الآن ماذا؟
” الآن تنتظر حتى الصباح كى تفيق”
_رائع هل يمكننى النوم؟
“بالتأكيد سأنبهك لو كان هناك وحش قريب او فى حال إستيقظت الفتاة أو الشخص القابع بالداخل”
_وه هل هناك شخص فى الداخل؟ لا بد انه قريب هذه الفتاة
“ربما”
_حسنًا لا يهم سأنام هنا
“حسنًا وانا سأحرس بعيون واسعة●~●”
_هنيئًا لك
“مهلًا!”
_ماذا أهناك وحش قريب!
“لا أستترك هذه الفتاة الجميلة نائمة على الأرض الصلبة هكذا؟”
_هااا وما المطلوب؟
“إنقلها للسرير أيها الأحمق⊙~⊙!”
_لا!
“ماذا؟”
_ لا لا أستطيع لمسها
” لقد كنت تكمم فمها منذ قليل♤~♤”
_كنت مضطرًا
” لا أفهم ”
_هذا حرام سيس لا يجوز لمس فتاة لا تعرفها
” يا عينى يا عينى لطالما كنت تلمس سلمى فيم إختلفت هذه☆~☆؟”
_ هذا مختلف كنت سأتزوج سلمى بينما هذه لا أعرفها
” معاييرك متضاربة يا رجل”
_لا يهم سأنام الآن
لم ترد سيس بينما راح زين يغط فى نوم عميق ومرت الساعات و إنقضى الليل وفى الصباح عند الساعة السادسة تقريبًا إستيقظت ندى لقد وجدت نفسها على الأرض نائمة بينما الشباك لا يزال مفتوحًا ليبث اشعة شمس لطيفة رقيقة تعجبت من الوضع فهى لا تتذكر أحداث أمس سوى عندما راحت تغلق الشباك فزفرت و عولت السبب انها تعمل كثيرًا والتعب ينال منها حقه المستحق فهمت تغلق الشباك فى خفة تفاجئت هى منها
_ ووه أشعر بنشاط عجيب ربما هو بسبب النوم الجيد
أغلق الشباك ونظرت لساعة الحائط فوجدتها السادسة وعشرة فهمت توقظ أخاها للمدرسة لكنها إشتمت رائحة بيض وسمعت رائحة طشطشة المقلاة وصوت الراديو خفيضًا فتوجهت للمطبخ وهى تقول :حوسيييين الله عليك يا حبيب أختك هل إستيقظت باكرًا كى تعد الإفطار لأختك الجميلة اللطيفة المرهقة
لقكنها أبرقت فجأة لأنها رأت زين عارى الجزع محروق البنطال يقلى البيض ويتراقص على أنغام
خرجت من الراديو لفرقة مشروع ليلى:
مش كل شي نافع ضاربة عين
و أنا بيني و بينك مليونين
غنيلي عن الباتنجان
كل شي ما عدا كيف تعبان
الوضع بالمعاملتين
و أنا مني واقف تحت أمرين
أمير و ملاك و سياستين
مش نافع داخلة المضربان
تلقفت ندى طاسة كانت معلقة بجوار يدها وببطء تسللت وراء زين وكادت تضربه إلا أنه إلتف فجأة وقال: هاا إستيقظت يا آنسة!
هنا صرخت ندا بينما إنهالت على زين بالطاسة فى رأسه لكنها كسرت فصرخت مرة أخرى وراحت تلكمه فى وجهه لكنه تجنبها أيضًا
_مهلا يا آنسة !
لكنها لم تستمع وصرخت :لللللللللللللص!
_لا لست لصًا
صرخت مجددًا صرخة صارت تحطم أعصاب زين فبدون وعى كمم فمها
” يا متضارب المعاييير ■~■”
_ إخرسى يا سيس
فوجلت الفتاة فقال زين: اه اسف لم اكن أكلمك دعينى سأزيل يدى لكن لا تصرخى أنا لست لصًا حسنًا؟
فؤمئت الفتاة برأسها فأزال زين يده برفق بينما إبتعد عنها قليلًا للوراء فقالت
_ من أنت
_ أنا زين
_ يا فرحتى عرفتك هكذا أقصد من اي خرابة أتيت؟
_ من المدينة المجاورة
_ماذا!
_ إجلسى سأشرح لك كل شىء
فشدت كرسى بحذر من سفرة المطبخ وجلست بينما ظل هو واقفًا وراح يشرح لها كل شىء من بداية الوحش السمكة حتى هزيمته للتنين و كيف وجدها
_ يا سلام و تريدنى أن أصدقك أرجوك إرحل من منزلى أرجوك!
_حسنًا سأفعل لكن هل لى بطلب؟
_ أنت بجح تقتحم منزلى وتطلب منى؟
_ يا آنسة لقد أنقذتك البارحة من ألم مبرح ألا تردين الجميل!.
_حسنا حسنا ماذا تريد
_ ملابس لأننى كما ترين
فنظرت له من أسفل لأعلى طويل هو مقسم العضلات ومتين الجزع ووسيم أيضًا بسماره فإحمرت خجلًا قليلًا ثم قالت: حسنًا إنتظر هنا و أنهى طعامك
_حسنًا شكرًا لك.
فغابت ندى قليلًا ثم عادت بملابس لا تبدو قديمة ولا جديدة وقالت: هذه ملابس أبى الراحل أظنها ستلائمك
_حسنًا شكرًا لك سأرحل الآن
_حسنًا لكن حاول الا يراك الجيران
_لن اخرج من الباب
_ وكيف سترحل يا حمش من الشباك ؟ نحن فى الطابق العاشر
_ سترين
توجه زين نحو الصالة فتبعته ندى ثم توجه نحو الشباك
وقفز!
بسرعة جرت ندى لتراه
_ الأحمق إنه ينتحر!
لكنها لم تر جثة تسقط لم تره حتى لقد إختفى!
نهاية الفصل التاسع