The Exhausting Reality of Novel Transmigration - 114
استمتعوا
___
فتحتُ عيناي.
لم يعد هذا حلماً بعد الآن.
كان الهواء الذي لامس بشرتي دليلاً كافيًا على أنني عدتُ إلى أرض الواقع …
لكن رغم ذلك، كان محيطي لا يزال مظلمًا.
بعد أن رمشتُ بعيني لفترة من الوقت، رأيتُ ضوءًا صادراً من شعلة نار بجانبي وسقف كهف حجري خشن فوق رأسي.
كان الهواء الرطب يبلل حنجرتي، وسرعان ما بللت قطرات الندى المتساقطة من السقف عيني أيضًا.
رفعتُ ذراعي المتصلبة لأزيل قطرات الماء عن خدي.
شهقتُ ببطء وزفرتُ ببطء، ثم رفعتُ جسدي لأنتصب في جلستي.
ربما لأنني حلمتُ بحلم حافل بالأحداث، استيقظتُ ورأسي يكاد ينفجر من الصداع.
بينما صغطتُ بيد واحدة على صدغي، تذكرتُ أحداث الكابوس الذي راودني.
الموقف الغريب الذي أعقب وفاتي في حياتي الثالثة …
الفضاء المظلم الذي تلا ذلك …
وكلمات ذلك الصوت المجهول الهوية.
«أنتِ من أردتِ كل هذا يا روزيتا.»
هل كانت تلك الكلمات لي أم كانت لروزيتا؟
لم يكن لدي أي وسيلة لمعرفة ذلك.
لقد بدأ كل شيء يتراكم في ذهني بشكل يُشتت قدرتي على الحكم بعقلانية.
ومع ذلك، سرعان ما شعرتُ بصوت نفس دافئ من جانبي.
“هل استيقظتِ؟”
مثل وحش يتنفس ببطء، تكلم كاسيون بصوت عميق وخافت.
في لحظة، اختفت كل تلك الأفكار من ذهني.
أدرتُ رأسي نحو مصدر الصوت، ثم التقت أعيننا.
وراء النار المشتعلة، كانت عيون الرجل السوداء تنظر إليّ، بينما كان العرق البارد يسيل في إحدى زوايا جبهته.
وبينما كان يجلس مقابل الحائط، بدا كاسيون منهكًا للغاية، وبدت حالته خطيرة جداً.
بدون أي كلمة أخرى، ابتسم كاسيون لي، لكن في تلك اللحظة ارتفع صدره بقوة مع تصاعد صوت تنفسه الثقيل.
“كاسيون!”
فوجئتُ من تدهور حالته المفاجئ ولذلك هرعتُ بسرعة إلى جانبه.
عندما أمسكتُ برأسه المثقل بحذر ورفعته قليلاً، شعرتُ بأن بشرته باردة ومبللة.
ارتجفت رموش عينيه نصف المغلقة بينما كان يُصارع للنظر إلي.
لكن رغم ذلك، كان كاسيون ما يزال يحدق بي مباشرة وهو يبتسم.
نظرتُ إلى عينيه السوداوين وقلتُ:
“كاسيون، أنتَ …”
“أنا سعيد لأنكِ استيقظتِ.”
ومع ذلك، لم أستطع إنهاء كلماتي …
هذا لأن كاسيون قطع كلماتي، وسرعان ما ارتخى جسده وكأنه استسلم أخيرًا.
دعمتُ جسد الرجل الذي كان دون حول ولا قوة، وسحبته نحوي ليتكئ علي في حضني.
عندها وضع كاسيون جبهته الباردة على كتفي واستند على جسدي.
كان الجسد الذي أحطته بذراعي أكثر برودة مما كنت أعتقد.
لقد شعرتُ كما لو كنتُ أحمل جثة.
“هااا، اللعنة.”
عن غير قصد، أطلقتُ العنان للساني عندما شعرتُ بالإحباط بسبب انخفاض درجة حرارة جسمه بشكل مخيف.
نظرتُ حولي على عجل لأرى ما إذا كان هناك شيء أستطيع تدفئته به، لكن كل ما استطعت رؤيته هو شعلة النار الصغيرة التي كانت مشتعلة في الكهف.
حدقتُ في النار للحظة …
لقد كانت الشعلة الصغيرة في مكان قريب من المكان الذي كنتُ مستلقية فيه سابقًا، لذلك لم يكن دفئها يصل بالقدر الكافي إلى المكان الذي كان يستلقي فيه كاسيون.
“هاا…”
زفرتُ بعمق من خلال شفاهي المرتعشة.
هذا الرجل الغبي أحمق حقاً.
بغض النظر عمن ينظر إلى هذا الوضع، فمن الواضح أنني أصبتُ بالإغماء فقط بينما أصيب هو بجروح خطيرة.
أنا متأكدة من أنه كان يريد الاعتناء بي فقط، ولكن لماذا كان عليه أن يقرب النار مني ويهمل نفسه بهذه الطريقة الغبية؟
لكن على أي حال، التفكير في الماضي لن يغير أي شيء في الحاضر.
لذلك أطلقتُ تنهيدة أخرى وحاولتُ تهدئة نفسي، ثم نظرتُ حولي مرة أخرى.
لسوء الحظ، لم يكن هناك أي شيء مفيد بداخل الكهف باستثناء النار.
“آه.”
ومع ذلك، لم يمضي وقت طويل قبل أن تخطر على بالي فكرة.
التنورة سهلة الخلع التي كنتُ أرتديها الآن.
أحكمتُ ذراعي حول ظهر كاسيون، واستخدمتُ يدًا واحدة لنزع التنورة من خصري.
اتسعت عينا كاسيون في دهشة عندما رأى ما كنتُ افعله.
“لا تفعلي … سوف تصابين بالبرد …”
“أنتَ، لا تقل مثل هذه الأشياء الغبية.”
بعد أن تجاهلتُ كلمات كاسيون الحمقاء، نزعتُ تنورتي وأحطتُ القماش حول ظهره.
“اررغ …”
ولكن في اللحظة التي لمست فيها قطعة القماش ظهره، أطلق كاسيون أنينًا ناعمًا.
“ما خطبكَ؟ كاسيون، كاسيون -! هل أنتَ بخير؟”
سألتُ كاسيون على وجه السرعة بعدما رفعتُ زواية جبهته، التي كانت تتكئ على كتفي، قليلاً.
عندما أدرتُ رأسي لأطمئن عليه، التقت عيناي على الفور مع عينيه.
لقد كنا على مسافة قصيرة بما يكفي لتختلط أنفاسنا.
أجاب كاسيون بينما كان يرفع زوايا شفتيه المتصلبتين في ابتسامة ضعيفة.
“…نعم … لا … لأكون صادقًا … إن الأمر مؤلم نوعًا ما.”
كانت الابتسامة لا تزال على شفتيه وهو يتحدث، ولكن كلماته بدت صادقة.
مددتُ يدي بعناية تحت التنورة باتجاه ظهر الرجل.
مع لمسة مترددة، بدأتُ أتحسس ظهره.
جفل كاسيون في كل مرة شعر فيها بلمسة يدي.
شعرتُ بالبداية بأن ظهره كان رطباً، ثم لمستُ شيئاً خشناً بأصابعي.
الأول كان هو الدم الطازج الذي استمر في التدفق من خلال جرح كاسيون، والثاني كان الدم الذي تجلّط بالفعل فوق ثيابه.
من شكل الجرح، بدا وكأنه كان جرحاً غائراً من مخالب وحش حادة.
في اللحظة التي فكرتُ فيها بـ”مخالب وحش حادة”، خطر شيء في ذهني على الفور.
تلك الوحوش الزرقاء …
تباً.
صككتُ أسناني في غيظ.
في وقت سابق، حدث كل شيء فجأة لدرجة أنني فقدتُ السيطرة على حواسي ولم أستطع استيعاب الوضع على الفور، لكن في هذه اللحظة الآن، عرفتُ أن أورين قد عبر إلى هذا العالم بالفعل.
ما ثار بداخلي، بدلاً من الخوف، كان الغضب.
سحقاً.
لقد تبعني إلى هذا العالم حقًا.
لقد كان لا يزال يلاحقني، ومرة أخرى، كان يحاول إيذاء الأشخاص المقربين مني.
“بخلاف ظهركَ، هل أصبتَ في أي مكان آخر؟”
سألتُ كاسيون بصوت هامس بينما كنتُ بالكاد أقمع غضبي.
لكن قبل أن أعرف ذلك، كان كاسيون قد أغمض عينيه بالفعل.
لقد كانت رموشه ترتجف من الألم.
“خصري …”
نظرتُ على الفور إلى خصر كاسيون لأتفقد خطورة جرحه، ورأيتُ أن هناك قطعة قماش مربوطة حول جذعه بشكل غير محكم.
بدا الأمر كما لو أنه قد مزق قطعة من معطفه ليوقف بها النزيف.
أنزلتُ يدي التي كانت تتحسس على ظهره، ثم سحبتُ العقدة المربوطة بشكل غير متقن لإزالة القماش.
“… اللعنة. هذا جنون بحق.”
كان الجرح المكشوف في خصره غائراً بشكل مخيف أكثر من ذاك الذي كان في ظهره.
لقد كان عميقًا جدًا، وكان اللحم ممزقًا بشكل مؤلم.
استمرت الدماء، التي لم تستطع قطعة القماش القذرة منعها من التدفق، في الانهمار بشكل مستمر مثل الشلال.
في لحظة، انتشرت رائحة الدم اللاذعة والرهيبة في الهواء.
حدّقتُ في الجرح بهدوء للحظة، ثم رفعتُ نظري ونظرتُ إلى وجه الرجل الذي أصبح شاحبًا بشكل متزايد.
كافحتُ لتثبيت نظرتي عليه.
لقد كان حلقي يحترق، والدموع ملأت مقلتي عيني.
ذلك الحلم ثم هذا الوضع …
ربما لأن الأمور استمرت في الحدوث بوثيرة سريعة، بدا لي الوضع الحالي وكأنه محض هراء مطلق بينما اجتاحني وابل من المشاعر الجياشة.
كانت نبضات قلبي تتسارع بشكل أسرع وأسرع لدرجة أنني شعرتُ بالغثيان.
فتحتُ وأغلقتُ شفتي عدة مرات دون أن أقوى على قول شيء.
أنا لم أعرف ماذا أقول، لذلك دفنت وجهي في كتف الرجل.
“… أشعر بالأسف تجاهكَ لدرجة أنني أريد أن أموت.”
أنا جادة.
“…حتى لو كانت مجرد مزحة … لا … تقولي … مثل هذه الأشياء.”
وربما كان كاسيون جادًا أيضًا.
تدفقت الدموع الحمقاء من عيناي دون توقف.
* * *
بعد ذلك، وبينما كنتُ أحاول التحكم في دموعي المنهمرة، لففتُ قطعة أخرى من القماش حول خصر كاسيون مرة أخرى.
ولكن قبل القيام بذلك، لم أنسى استخدام بعض الأدوية التي أحضرتها معي كاحتياط للحالات الطارئة.
لكن بطبيعة الحال، لم يكن المرهم كافياً لمعالجة جروحه.
لكنه كان أفضل من لا شيء.
“… روزيتا.”
وبينما تركني كاسيون أعالج جروحه بهدوء طوال الوقت، ساد الصمت بيننا لفترة من الوقت، لكنه سرعان ما تحدث معي.
“هل تشعر بالألم؟”
سألته بصوت مختنق بالدموع، لكنه هز رأسه ردًا على ذلك.
عندها سألني بدوره سؤالاً لم يكن مضحكاً.
“ماذا عنكِ … هل أنتِ بخير؟”
“هذا ما يجب أن أسألكَ عنه يا كاسيون.”
“أنا بخير.”
إجابته الغبية جعلتني أضحك.
لقد كان يجيب دائمًا بأنه بخير.
ومع ذلك، لقد أخبرني هذا الرجل ذات نفسه في أحد الأيام أنني الشخص الذي لا يهتم أبدًا بنفسه.
يا للهراء.
لقد أردتُ أن أقول له نفس تلك الكلمات في وجهه مباشرة.
“…هااا. حسناً. لنبدأ من جديد. لقد قلتُ لكَ سابقًا أنني بخير، أليس كذلك؟ في الحقيقة، أنا لستُ بخير.”
دون وعي، أجبتُ بنبرة مقتضبة.
أنا لستُ طفلة حتى، لكنني لم أستطع إخفاء الامتعاض من صوتي.
“هذا … ااهه … أنا أشعر بالأسف … لسماع ذلك.”
لم أستطع إلا أن أنتبه إلى أنفاسه المتقطعة بين الكلمات التي نطق بها.
قلتُ بغضب بينما كنتُ أنظر إلى الرجل.
“أنا أشعر بالأسف تجاهكَ أكثر، انظر إلى حالتكَ الآن. لقد قلتُ لك أن تهرب، لكن لماذا لم تفعل ذلك؟ ولماذا أصبحتَ في هذه الحالة الآن؟”
كان يجب عليكَ أن تتركني خلفك.
عند كلماتي هذه، ابتسم كاسيون وكأنه سمع نكتة.
بينما كنتُ أنظر إليه، رأيتُ شفتيه المبتسمتين تنفتحان ببطء.
“كيف يمكنني أن أتخلى عنكِ؟ بينما أنتِ لم تتخلي عني أبدًا، ولا حتى لمرة واحدة.”
“…..”
“هل يمكنني أن أخبركِ سراً؟”
“سر؟”
“في الواقع، في يوم حادثة العربة … حسنًا … عندما أنقذتني … في ذلك اليوم.”
عندما ذكر كاسيون الأمر، تذكرتُ بوضوح الأحداث التي وقعت في ذلك اليوم.
تحت الشمس الحارقة، كان مظهره متوتراً للغاية.
لقد كان ذلك هو اليوم الذي التقينا فيه لأول مرة، وكان كذلك اليوم الأول في مصيري الجديد.
وبينما كنتُ صامتة، واصل كاسيون الحديث.
“لقد فات الأوان، لكنني … فكرتُ في شيء ما.”
“في ماذا فكرتَ؟”
“لقد اعتقدتُ أنني على استعداد لإعطائكِ قلبي.”
قلبه؟
لم أستطع فهم كلماته، لذلك قطبتُ حاجبي في حيرة.
عندما أدرتُ رأسي قليلاً للنظر في وجه كاسيون بشكل أفضل، فتح عينيه قليلاً وابتسم.
“ماذا تقصد؟”
“منذ اللحظة التي اخترتُ فيها أن أمسك يدكِ، لم يأتي وقت فكرتُ فيه في التخلي عنكِ.”
لهذا السبب، لا يجب أن تشعري بالأسف تجاهي أو أي شيء من هذا القبيل، لا يجب عليكِ أن تشعر بهذه الطريقة على الإطلاق.
جعله نطقه البطيء لهذه الكلمات يبدو وكأنه شخص بالغ يهدئ طفلًا صغيراً يبكي.
شخص بالغ يُقدّم ابتسامة لطيفة مع قطعة حلوى لإيقاف دموع الطفل وجلب البسمة على وجهه.
“إلى جانب ذلك … لقد تعرضتُ للهجوم من قبل تلك الأشياء في وقت سابق … وليس من قبلكِ … ولهذا السبب … والأهم من ذلك كله يا روزيتا … ليس عليكِ أن تعتذري لي.”
عندما واصلتُ التزام الصمت، بدأت كلماته المطمئنة من جديد.
لقد تحدث كثيرًا رغم أن شفتيه الزرقاء كانت ترتجف طوال الوقت.
‘بينما تشعر بألم شديد هكذا … لماذا تستمر في القول بأنك بخير؟’
مع عيوني التي بدأت تصبح غائمة بسبب الدموع مجدداً، نظرتُ فقط إلى جانب وجهه بينما تجنبتُ نظراته.
“لا، هذا بسببي.”
“…ماذا؟”
عندما اعترفتُ بصوت منخفض، سأل كاسيون سؤالاً موجزاً.
بينما بدأتُ أحدق في الهواء، شعرتُ بزوايا شفتي وهي تبتسم ابتسامة مريرة.
“تلك الأشياء كانت تتبعني.”
“لماذا حتى …”
“لقد جاؤوا يبحثون عني. ليأخذوا روزيتا – لا …”
ليأخذوا ريتا.
“ريتا؟”
تمتم كاسيون مرة أخرى، مرتبكًا بسبب ذكري لاسم شخص غريب فجأة.
كنتُ أشعر بالمرارة، لكنني ازدردتُ لعابي بصعوبة قبل ان أتابع كلماتي بحلق جاف.
“سأخبركَ سراً أيضاً.”
سر لم أخبر به أي شخص آخر بعد.
بشكل غريب بما فيه الكفاية، ظلت ابتسامتي ثابتة على شفتي.
ترجمة وتدقيق: Khadija SK