THE END GATE - 3
آسف عل التأخير” تكلم ادهم مع الزبون
تفاجأ الزبون لأن منذ انطلاقهم لم يتكلم معه ولا كلمة ، في الحقيقة لم ينظر لوجهه لمرة
” لا مشكلة ” رد الزبون بتوتر و سقطت عينيه على الفتاتين “من هاتين الشابتين “
“نورسين وليلى، رفقاء جدد” رد أدهم على ما يبدوا في مزاج جيد
” تشرفنا بلقائك أيها السيد المحترم ” رحبتا الأختين بالزبون بأدب
تفاجأ الزبون مرة أخرى ، لم يعتقد أن الفتاتين ستكونان بهذا اللطف عكس سلوك أدهم الغريب
” حسنا دعنا نكمل المهمة ” قاطع أدهم تفكير الزبون
واصل كل من أدهم و الفتاتين و الزبون طريقهم للقرية ، في طريق كانت نورسين تسترق نظرات على أدهم مما يبدوا أنها في صراع مع نفسها لتسأل أدهم
لاحظها أدهم منذ البداية لكن لم يقم سؤالها بل أكمل حديثه مع ليلى، في العادة لا يهتم أدهم بالكلام مع أشخاص بالكاد يعرفهم لكن يبدوا أن ليلى حالة خاصة و السبب مجهول
بعد عدة أنفاس استجمعت نورسين نفسها و سألت ” اعرف أني لا أستطيع التراجع لكن أخبرني ما نوع العمل الذي أنا مقبلة عليه ”
” قتلة مأجورون حسب الحالة ” بدون أي مقدمات أجاب أدهم
تفاجئت نورسين مع أنها كانت مستعدة نسبيا ، توترت تعابيرها لان على ما يبدوا لا تستطيع الانسحاب و سقطت في تفكير عميق
سقطت ردة فعلها في عينين أدهم
بعد مدة قاطع أدهم تفكيرها و قال ” سأعطيك خيارين ، إما أن تنسحبي من فريقي و تفقدي حمايتي او تصبحي قاتلة و تستفيدي من حمايتي “
ما قاله أدهم وضعها في موقف صعب ، من جهة إن تركت أدهم احتمالية وقوع حادث آخر ليست بالمفاجأة بسبب وضعها الخاص جدا ولم ترد تعريض أختها للخطر مرة أخرى و من جهة لم ترد أن تصبح قاتلة مأجورة ، استمر تفكير نورسين لنصف يوم دون أن يزعجها أحد وقالت ” حسنا سأنظم إليك ارجوا أن تعتني بي و بأختي ” انحنت نورسين أثناء كلامها
ابتسم أدهم و ربت على رأس ليلى ثم التفت لمسافة وقال ” لقد سمعتها لما لا تخرج الآن ”
“هففف ” أتى شخير من خلف نورسين
ثم ظهر رجل في منتصف العمر على مسافة من مجموعة أدهم يمشي ببطء على ما يبدوا غير مستعجل للوصول لوجهته
شعرت نورسين بالهالة المألوفة و اقشعر بدنها، لأنها نفس الطاقة التي قيدتها أثناء صراعها الأخير مع العصابة
بعد عدة أنفاس اقترب الرجل بما فيه الكفاية من المجموعة، ابتسم في البداية أثناء تحديقه في نورسين ثم انتقل بصره لأدهم ليتقلب تعبيره 360 درجة وظهرت نية قتل
” أخبرني ما المميز فيها ” سأل الرجل بهدوء عكس نية القتل التي أظهرها
” لأنها جميلة لماذا احتاج لسبب ” رد أدهم بابتسامة
انزعج الرجل من رد أدهم و تكلم ” أنت لا تعلم ما نوع خلفيتها ”
” في الحقيقة لا أهتم سواء كانت ابنة الشيطان أو شيطان نفسه طالما هي معي لن يمسها احد ” رد أدهم بهدوء و غطرسة
تأثرت نورسين من رد أدهم و تعهدت في قلبها أن تعيد الصالح في المستقبل
” إذن كالعادة ما زلت متغطرس يا قاتل الملوك ” تكلم الرجل
” هفف ، لا أحب هذا اللقب ، أحب أن تطلق علي قاتل الإخوة ” رد أدهم بإستفزاز
اندلعت هالة تقشعر منها الأبدان من الرجل. غلفت مئات من الأمتار شاملة مجموعة أدهم
شعرت كل من الأختين و الزبون بأن العالم أصبح مظلما و التنفس أصبح صعبا مع أن القمع لم يكن موجه لهم .
فجأة اختفى كل الضغط بسبب أدهم و استعادة المجموعة نفسها، رفعت نورسين رأسها لترى حال أدهم لترى انه غير متأثر بالضغط
“يبدوا أنك تريد مواجهتي ” تكلم أدهم وعلى وجهه ابتسامة شريرة
شخر الرجل و سحب هالته ” لا تغتر بنفسك في يوم ما سأصفي حسابنا ” و التفت للمغادرة أثناء حديثه
“هيه توقف من سمح لك بالمغادرة في هذه الحياة لا يمكنك الذهاب و الرجوع كما تحب ” أوقف خطاب أدهم الرجل
تعجبت المجموعة من تصرف أدهم في العادة لو قابلوا عدو في نفس مستوى الرجل وتركهم يفرون لاعتبروا ذالك اليوم عيد ميلادهم الثاني، لكن على ما يبدوا أدهم لم يضع قوة الرجل في عينه
قاطع انفجار مدوي قطار أفكارهم لأن كل من أدهم والرجل قد تصادما بقوة لدرجة ان الأرض أدناهم تشققت
تراجع الاثنان بعد الاصطدام لمسافة ، حدق كل منهم في الآخر بهدوء لمدة
شكل أدهم سيفا من البرق الأسود و اختفى ، في لحظة التالية ظهر السيف على شعرة من رقبة الرجل
لم يذعر الرجل شكل كتلة صلبة من الحجارة على رقبته و تصدى لسيف البرقي ، في نفس الوقت شكلت يده اليمنى مطرقة صخرية و ارجحها لرأس ادهم
تراجع أدهم لبضع سنتيمترات و تجنب المطرقة بميليمتر بسيط ، ثم رمى السيف لناحية الرجل
شكل الرجل درعا للتصدي للسيف، ما إن كاد الدرع يحجب السيف تشتت الأخير وشكل حاجزا من البرق حول الرجل
من مسافة راقبة نورسين و فكها على الأرض لان حركات ادهم الحالية نفس حركاتها اثناء قتال نائب القائد لكن هناك فرق في القوة و جودة الحركات
أحاطت الحجارة بالرجل من كل زاوية تحسبا لأي هجمة، بقي الرجل في وضعية الدفاع لبعض الوقت ليدرك شيئا غريبا
اختفى أدهم من أمامه و ظهر أمام المجموعة و هو يدردش معهم بصوت عالي
” هيهيهي ، انظروا لذالك الغبي ما زال واقف مثل التمثال يبدوا انه حجر عقله بالخطأ ”
كاد الرجل أن يبصق الدم من فمه من شدة الغضب ، ازال على عجل درع الحجارة
لكن ما إن أزال الدرع ، فرقع أدهم أصابعه. تجمع البرق ليشكل سيفا مرة أخرى و انتقل بسرعة لصدر الرجل
تفاجئ الجميع من خطوة أدهم و الرجل لم يكن استثناء ، شكل على عجل درع لكن ما زال متأخر بخطوة
أصابه رأس السيف صدره قبل ان يمنعه ، صحيح أن ما أصابه يعتبر صغيرا لكن الضرر لم يكن
انتشر الخدر و الحروق في جسم الرجل مما جعله تقريبا يصرخ من الألم، بعد نفسين من زمن عمم طاقته لقمع البرق الذي يعبث داخل جسده
صر الرجل على أسنانه من الالم وصرخ ” لم لا تقاتل مثل الرجال ”
“رجال ؟ اين ؟” سأل أدهم باستغراب
بعد الجملة الاخيرة لم يبخل الرجل ببصق الدماء على الأرض من شدة الغضب ، بعدة مدة استعاد جأشه و نظم أفكاره و هدأ نفسه . ثم نظر لنورسين وقال
” لا تعرفين نوع الأشخاص هو، دعيني أعطيك نصيحة ابتعدي عنه في أقرب فرصة ممكنة ” ما أنهى جملته غطس في الأرض و اختفى عن الأنظار
شاهد أدهم من على جنب و لا يبدوا انه سيتدخل في أي لحظة
التفتت نورسين لأدهم و سألت “من هذا الرجل”
” انه احد قادة منظمة السماء و الأخ الأكبر للرجل الذي ينادوه نائب القائد ” رد ادهم بعدم اهتمام
تفاجئت نورسين من قوة أدهم ومن خلفية الرجل
“ماهي منظمة السماء “سألت ليلى أدهم بفضول
” هم مجموعة من افراد العالم السفلي شكلوا مجموعة ذات عدة فروع لتسهيل عملهم الإجرامي ” رد ادهم
“اخي ، اخبرني لو استمر القتال بينك و ذالك الرجل من سيفوز ” جذب سؤال ليلي انتباه البقية
“لقد كانت حياته في يدي ” رد ادهم ببساطة
لم يتعجب أحد لان من واضح ان في القتال السابق كان أدهم يتلاعب بعدوه ولم يقاتل بجدية
“حسنا دعونا نواصل ، وهذه المرة ان تجرأ عدو على إيقافي سأرسله لخالقه مباشرة ” تكلم ادهم بطرقة عرضية
أومأت المجموعة وواصلوا طريقهم
_______
على مسافة بعيدة جلس ثلاثة أشخاص، احدهم مصاب و الآخر ذو بنية ضخمة و الاخير امرأة ذات شعر أرجواني .
“ذالك الوغد تجرأ على إذلالي ، في المرة القادمة سأبيده ” تكلم الرجل المصاب
” لا اعتقد لديك فرصة ايها النمس من الواضح انه كان يعلم تلك الفتاة و لم يهتم بقتالك ” رد ذو البنبة الضخمة ”
“هل تقصد اني ضعيف تريستان ” رد النمس على ما يبدوا انه مستعد للقتال
” لقد رأينا كل شيئ لا داعي للخجل حتى لو كنا مكانك لن تكون نتيجة أفضل ” تكلمت المرأة بصوتها العذب
خف غضب النمس بعد سماعها لأنها ماهرة في تحديد المخاطر وحقيقة بقاءه على قيد الحياة حتى الآن عائد إليها
بعد الهدوء لبضع الوقت كسرت الصمت و أكملت ” دعونا نجتمع مع باقي الاعضاء و نقرر ماذا سنفعل بعدها ”
أومأ الاثنان برأسيهما و شرعوا في المغادرة
_______
وصلت مجموعة أدهم للقرية و لحسن حظهم التقوا بقطاع الطرق في منتصف عملهم، ترددت الصرخات في كل زوايا القرية ، هناك من يطلب المساعدة و هو يعذب و هناك من كانت تغتصب و حتى الأطفال لم يسلموا
سقط كل ما سبق في نظر مجموعة أدهم ، تفاعل كل من الزبون و الأختين بانفعال إلا أدهم لم يظهر ذرة مشاعر كأنه معتاد
نظر ادهم لنورسين وقال ” اقضي عليهم بسرعة ولا تتركي أي ناجين و عندما تنتهين ستجدنني هناك أمام النهر “
أومأت نورسين برأسها و اختفت بسرعة على ما يبدوا متحمسة للقضاء عليهم
تعجب الزبون من أدهم لأنه هو من تم إستأجاره وليس الفتاة ، تررد للحظة قبل ان يتكلم “هل انت …” ، فجأة زاد معدل صرخات في القرية
” إن كنت لا تثق بها إذهب و تأكد بنفسك ” تكلم ادهم بينما كان مغادر مع ليلى
تحجر الزبون في مكانه من رد ادهم كأنه قرأ عقله ، ” توقف عن التعجب عن اي شيئا اقوم به و إذهب قبل أن يفوتك المرح ” قاطع أدهم تفكيره بصوته العالي
استعاد الزبون جأشه و عاد مسرعا للقرية ،
في الساحة انتقلت نورسين بسرعة مع سيفها الذهبي مخلفة وراءها جثث متفحمة ، فكل من هاجمته يعذب بالبرق ثم يقطع رأسه ،
لم تمنح نورسين اللصوص فرصة لطلب الرحمة أو الهدنة لأنها كانت غاضبة للغاية
شاهد رئيس قطاع الطرق من على جنب وهو متحجر لأن كل ما رآه وميض اصفر يقتل رجاله ، و ما استجمع شجاعته للصراخ لرجاله توقف الوميض الأصفر أمامه الذي كان على شكل فتاة بعينين خضروتان ، ومن كانت غير نورسين
” هل انت القائد ” سألت نورسين بملامح أدهم
ارتجف القائد و قال ” من أنت ”
هففف شخرت نورسين و طعنت بسيفها ، لم يستطع الرجل المراوغة و اصطدم بالسيف . ترددت صرخاته في كل أنحاء القرية لفترة من الزمن قبل ان يموت
وصل الزبون للقرية وقلبه معلق بخيط لان على طول الطريق كل ما رآه وميض برقي و صرخة تتبعه ، وجد جبل من الجثث المحروقة و نورسين واقفة فوقهم مع سيفها البرقي كأنها ملكة البرق
“أخبرتك إنها جيدة ” ظهر أدهم من العدم وتكلم مع الزبون الذي ما زال مندهش من نورسين
لمحة نورسين ادهم و الرجل و نزلت على عجل ، سلمت جثة قائد قطاع الطرق للزبون
استعاد الزبون جأشه و الجثة في آن واحد و انحنى مع دموع في عينيه دون ان يقول شيئا ، بعد مدة رفع رأسه ليجد ان أدهم و نورسين اختفوا
امام النهر سألت نورسين أدهم ” امن الجيد أننا تركنا الزبون دون وداع ”
” كل ما يهم انك قضيت على قطاع الطرق أما طقوس بعد ذالك تجاهليها ” رد أدهم و اكمل ” دعينا نعود للمقر لأتفاخر بكما “
احمرت نورسين من الخجل بينما ليلى قوست صدرها بفخر
بعد عشرين يوما وصلت مجموعة أدهم لوجهتهما المنشودة . أمام الفتاتين كان هناك منزل كبيير ذو تصميم بسيط و لا يعطي انطباع عن انه مكان لعيش القتلة المأجورين
توترت تعابير نورسين بينما تحمست ليلى وهما يقتربان من المدخل ، فجأة فتح المدخل وخرج رجل في منتصف العمر و قال مع ابتسامة ودودة
“مرحبا بأعضائنا الجدد ، ارجوا أن تتفضلوا للداخل ”