الإعتناء بإبنة الإمبراطور - 4
الفصل الرابع
∘ ─────── ⊰❈⊱ ─────── ∘
كان كل من العيون المستديرة على الخدين الممتلئتان، كافيًا ليذكرني بحمامةٍ سمينة ربما لأنه كان يرتدي معطفًا من الفرو ، بدا مثل ذلك.
كانت تلك نهاية انطباعاتي عنه، لا أهتم حتى بالشكل الذي يبدو عليه.
أغمضت عينيها ببطء وفتحتهما ووجهت نظرتها إلى إستان الذي كان يقف بجانبها.
ولكن كأنه حمامة فعلاً، كرر الصبي ما قاله.
“هل أنتِ اوددفلوم؟”
قام بتحويل بصره بعيون خالي من التعبيرات.
ما الإجابة التي يريد أن أعطيها له؟
معك حق؟ ام لا؟
ما هو المهم؟ بالنسبة لي فإن اوددفلوم يشبه التراب الموجود على الأرض
لم يكُ بحاجة إلى أن يغضب او أن يرد.
نظرت إلى إستان، محاولة تجاهل نظرته لي.
“استان، كيف حال جسدي؟ قل شيئا.”
“الأميرة، هذا……”
“كيف تجرؤين على تجاهلي!”
كان في ذلك الوقت.
عندما كنت على وشك أن أتنهد بتنهيدة عميقة لأقول شيئًا لحمامة سمينة، التي كانت تقاطع كلمات إيستان باستمرار ، ضرب شخص ما رأسه.
رنَّت صدى صوت عالٍ وقوي عبر الغرفة ، مما جعل الجسد يبدو وكأنه عالق في الأرض.
جلجلة-
“أخ، أمام اوددفلوم!!!، هل أنتِ اوددفلوم؟”
“كيف يمكنك أن تقول مثل هذا الكلام الوقح؟”
“آه يا أخي! هذا مؤلم!”
حيث كان هناك ضوضاء عالية.
كان هناك شخص يقف بجانب الحمامة سمينة يشبه الإمبراطور تمامًا، و فكرت “هل أصبح الإمبراطور فجأة أصغر؟”.
كان الشعور الذي ينبعث منه مختلفًا تمامًا عن الإمبراطو، لكنه بدا مثل الإمبراطور.
بالإضافة إلى ذلك، بدأ الرجل الغريب الذي يشبه الإمبراطور و الحمامة السمينة كأنهم أخوان.
عندما أغلقت وفتحت عيناي لتجديد الرطوبة في عيني الجافة رأيت مظهرًا مختلفًا عن السابق.
كانت النسخة المصغرة للإمبراطور الذي اقترب مني لدرجة أني شعرت بالتوتر، نظرَ إلي بابتسامة ودّية.
يبدو الأمر كما لو أنه يخبرني أنه لن يؤذيني، أظهر وجهًا نظيفًا و تعبير ناعم بلا تردد.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد لوّح الرجل بيده لي و حيّاني.
“مرحبا أنتِ أختي الصغيرة.”
كنت أخته الصغيرة.
ها!، هل حدث شيء آخر من شأنه أن يتعارض مع هدوئي؟
في ذلك الوقت دخلت الحمامة السمينة التي كانت تقف على بعد مسافة و يمسك رأسه، كأنه يرفرف كما لو كان حمامة تتحرك حقًا، ووقف بجوار الشبيه بالإمبراطور المصغر واشتكى.
“أنتَ دائما تعاقبني!”
“إذًا من قال لك أن تأتي إلى هنا ما إن تسمع الأخبار و تفتعل المشاكل؟”
“هذا…اشتقت لأختي! أردت أن يكون لي أخت الصغيرة أيضًا!”
أخت الصغرى؟ هل يقصدني؟
في كل مرة يصدر فيها الحمامة سمينة صوتًا عاليًا، كنت أُغطي أذني بهدوء.
للحظة، تجعد جبيني.
رأسي ينبض، لم يتركني أحد لوحدي اليوم، أشعر بالضغط شديد.
“سمو ولي العهد، سمو الأمير، أنا في منتصف الفحص الطبي، لذا أرجو منكم أن غادروا “.
في ذلك الوقت لاحظ إستان الذي تم تجاهله عدة مرات عندما كان يحاول إخباري بشيء عدم ارتياحي، وقام بطردهم بأدب وبحدة.
على عكس ما كنت أتوقعه، فإن الأشخاص الذين دخلوا حياتي فجأة أومأوا برؤوسهم بسهولة أكبر مما توقعت.
“حسنًا.”
ابتسم الرجل الذي يشبه الإمبراطور بابتسامة ناعمة واومأ برأسه.
بقي يحدق بي للحظة.
اعتقدت أنه كان عداء، لكن عيناه كانتا تشفقان علي، كما لو كان ينظر إلى قطة مبتلة تحت المطر.
لقد كانت فترة قصيرة بالرغم من ذلك.
“الآن دعنا نذهب.”
“أخي انتظر.”
شعرت بالراحة بسبب كلام الرجل الشبيه بالإمبراطور لكن الحمامة سمينه اقتربت مني متجاهلةً كلامه .
ماذا، هل تحاول أن تتنمر علي؟
عندما كنت على وشك أن أفقد راحة النفسية التي بالكاد أمتلكتها، كُنت أمسك بالبطانية بقوة بسبب توتري، فتحت الحمامة السمينة يدي قوة و وضع شيئًا داخله.
“كنت قبيحًا أيضًا لأنني كنت نحيفًا”.
“….”
“اسرعي وتناولي الطعام أيتها الفتاة القبيحة”.
كانت تلك هي النهاية.
خرجَت الحَمامَة التي كانت تتمتم لنفسها و وجهها أحمر اللون.
مجرد زيارة الأشخاص لي جعل جسدي متعبًا، حتى أنني شعرت أن جسدي كان يتجه نحو الأرض أكثر رغم أنني كنت مستلقية.
لم يكن لدي حتى الطاقة لفحص ما أعطاني، أردت فقط ان ارتاح.
بهدوء وحيدة في مكان لا يوجد فيه أحد.
أغمضت عيني و أخذت نفسًا عميقًا للحظة.
لكن هذه المرة قاطعَ إستان استراحة قصيرة.
لم يتحدث عن نتائج العلاج، لكنه حثني بصوت مليء بالفضول.
“ألن تفتحه؟”
“… نعم؟”
ثم فتحت عيني وكان إستان يشير إلى قبضتي.
اليد التي وضع بها الحمامة سمينة شيئًا قبل قليل.
أريد التخلص منه دون رؤيته، مهما كان الأمر أعتقد أنه شيء يزعجني.
لكن عندما رأيت إستان فضوليًا حيال ذلك، لم استطع التخلص منه.
فتحت يدي الثقيلة رويدًا رويدًا.
ما كان في يدي هو الشوكولاتة التي فقدت شكلها لأنها ذابت داخل يدي.
توقفت جميع خلايا جسدي من صدمة لما وجته.
لماذا الشوكولاته؟
ماهذا؟… هل يمكن أن يكون سمًا؟
سمعت إستان يناديهم بطريقة رسمية، هل هم أقارب للإمبراطور؟ لهذا يحاولون قتلي بسبب خوفهم من أن اسرق مكانهم؟
لم أستطع التخلص مما كان في يدي بسبب القلق ، لهذا مسح إستان يدي بلطف ونقل الشوكولاتة إلى المنديل.
“لقد فوجئت، أليس كذلك؟”
“… … آه.”
“الشخصان اللذان قدما للتو هما سمو ولي عهد، وسمو الأمير”.
أنا أرى ذلك ، أنا لست مهتمة بهم.
بعد كل شيء أبناء الإمبراطور، لا أعرف ما الذي غير رأيه و جعله يأتي لزيارتي و أنا أعيش في الغرفة الخلفية، كنت آمل ألا يأتي مرة أخرى.
لأنهم لم يأتوا لرؤيتي من قبل.
إن الاهتمام بهم لا يغير عالمي.
أنا فقط أريد أن أقفل الباب، و لا أدع أي أحدٍ يدخله.
اليوم بسبب الأشخاص الذين يواصلون الزيارة، ارتفعت هذه الرغبة.
ربما كان الأمر أفضل بكثير قبل مجيء الإمبراطور، في ذلك الوقت كان هناك رافيلي تضربني و توبيخني، لكن على الأقل لم تكن صاخبة.
أفتقد سكون تلك الأيام التي لم تهتم فيها رافيلي إذا كنت مريضة أم لا.
يتبع…
∘ ─────── ⊰❈⊱ ─────── ∘
ترجمة: yuki178k