The Detective's office For Regretful Male Leads Is Now Open For Business! - 12
اضطرت تشيلسي إلى أكل الفاكهة مرة أخرى كلما شعرت أن قوتها أصبحت خاملة.
“ميراث والدكِ؟ كيف يمكن أن يتبقى أي شيء منه؟ أنتِ لا تعرفي حتى كم كافحت لتربيتكِ……”
عندما كبرت، أدركت مدى الظلم الذي تعرضت له.
عندما طالبت بالميراث الذي تُرك لها، تم رفضها ببرود.
في كل مرة شعرت فيها بخيبة أمل من عائلة عمها، تذكرت الفواكه الحلوة وهدأت.
تذكرت القليل من المودة التي منحها لها عمها.
لذلك، اعتقدت أنها ستنسى كل شيء بعد مغادرة المنزل مع مهرها فقط.
“هل ترغبين في تجربة بعض الفاكهة؟ من المؤكد أنها ستقويكِ.”
كانت تشيلسي تعتقد بصدق أن الفاكهة كانت رمزاً للمودة وعلاجاً لها، لذلك كلما تلقت فاكهة من عائلة لارمين، شاركتها مع الجميع في قصر الماركيز.
وخاصة بالنسبة للماركيزة السابقة المريضة، فقد قامت هي بنفسها بقطع الفواكه وإطعامها لها كل صباح ومساء تقريباً.
ومع ذلك، استمرت صحة الماركيزة في التدهور.
وبدا أن الكمية غير كافية.
لم تكن الفاكهة التي تلقتها من حديقة لارمين كافية وحدها.
لذلك، قررت تشيلسي جمع البذور من الفاكهة وزراعتها بنفسها.
ومع ذلك، بعد فترة وجيزة من زرع البذور في البيت الزجاجي، شهدت مشهداً لا يصدق.
“لماذا ماتوا جميعهم؟”
لقد حاولت زراعتها مع أشجار فاكهة أخرى.
ولكن بمجرد ظهور البراعم، ذبلت كل الأشجار المحيطة بهم وماتت.
كان الهواء بارداً بشكل مرعب، لدرجة أنه جعل ذراعيها تشعران بالقشعريرة، على الرغم من أنها لم تضبط درجة الحرارة أبداً في البيت الزجاجي.
فقط حينها أدركت تشيلسي الطبيعة الحقيقية لـ’الفاكهة’ التي كانت تأكلها طوال ذلك الوقت.
إنها ‘البذرة الملعونة’ التي رأتها في كتب علم النبات فقط، والتي بمجرد أن تنبت، تمتص حياة النباتات المحيطة بها وتصنع تأثيراً إدمانياً قوياً.
لقد كانت تؤمن بالفاكهة باعتبارها آخر عاطفة متبقية من عائلتها دون أدنى شك.
كم كانت أفكارها حمقاء.
كم كان اعتقادها ساذجاً.
لقد أدركت متأخرة أنها ليست مدمنة تماماً على الفاكهة الملعونة فحسب، بل إنها أيضاً عرضت عائلة زوجها للخطر.
الآخرون بخير لأنهم لم يأكلوها مرات عديدة.
لكن والدتها بالقانون، التي كانت تعتز بها مثل ابنتها……
“كل هذا بسببي. بسببي، ساءت حالتكِ بشكل أسرع مما قال الطبيب…… أنا آسفة، أنا آسفة……”
عندما طلبت الماركيزة السابقة رؤية تشيلسي وحدها قبل وفاتها مباشرة، اعترفت بخطاياها بدموع وقالت إنها ستقبل أي عقاب.
لكن الماركيزة المريضة هزت رأسها بهدوء.
“لا بأس يا عزيزتي. كنت سأموت قريباً على أي حال، لذلك لا تشعري بالندم…… هل تتذكرين عشب الروح؟ ازرعيه. يمكنكِ فعل هذا.”
بدلاً من كشف أخطاء تشيلسي، تركت الماركيزة وصية تطلب من تشيلسي زراعة عشب الروح.
كان عشب الروح نباتاً صعباً للغاية حاولت الماركيزة السابقة زراعته طوال حياتها لكنها فشلت.
على الرغم من أنه نبات، إلا أنه يتعرف على مالكه باختيار شخص، ولا تُزهر إلا إذا تم إعطاؤه الكمية الدقيقة من الماء وأشعة الشمس في وقت محدد.
وبموجب وصية الماركيزة، حاولت تشيلسي بلا كلل أن تجعل عشب الروح يُزهر، لكنها فشلت مراراً وتكراراً.
الإخفاقات المستمرة، تغير زوجها، والشعور بالذنب الذي لا مفر منه، جميعهم استهلكوا تشيلسي ببطء.
لقد اختارت في النهاية الهروب من كل ذلك.
تعهدت بإصلاح خطاياها بالرحيل إلى بلد أجنبي حيث لا توجد لديها أي علاقات فيها والموت وحيدة في عزلة.
ومع ذلك، فإن ما أوقف قرارها الذي اتخذته يكون……
نقر.
فُتح باب البيت الزجاجي قليلاً.
تشيلسي، التي كانت تنظر نحو الداخل من خلال الباب المفتوح قليلاً، دخلت بهدوء.
إنه الوقت الذي ذهب فيه البستاني ليتناول الغداء.
ليس هناك حراس، باستثناء البستاني الخاص بالبيت الزجاجي، وذلك بفضل نظام الأمن الذاتي.
لذلك، لم يكن دخول البيت الزجاجي صعب.
‘لقد اقتربت الساعة الثانية عشرة.’
تحققت تشيلسي من الوقت وتوجهت إلى الداخل، مؤكدة أن الزهور والأشجار الأخرى تنمو بشكل صحي.
بفضل تكليف البستاني بالعناية من خلال إنفاق كل مهرها المُتبقي لإدارتها، بدت جميع النباتات بصحة جيدة.
الآن، إذا فحصت النباتات في المنطقة الداخلية فقط……
“ماركيزة غرايدين.”
ومع ذلك، قبل أن تتمكن من فتح الباب الداخلي، توقفت تشيلسي في مكانها عند سماع صوت واضح ينادي باسمها.
“هل أتيتِ للتحقق من عشب الروح؟”
كيف عرفت……؟
أجبرت جسدها المُتجمد على الإلتفاف ونظرت في اتجاه الصوت.
كانت امرأة لم ترها من قبل. ومع ذلك، شعرت بشيء مألوف بشأنها.
“اليوم هو آخر يوم له للحصول على ضوء الشمس، أليس كذلك؟”
كانت تشيلسي في حيرة من أمرها، وفمها مفتوح.
من تكون؟
هل هي شخصاً أرسله الماركيز؟
ستحتاج إلى إقناعها بطريقة ما بالتظاهر بأنها لم ترها……
“تشيلسي.”
ومع ذلك، قبل أن تتمكن من فتح شفتيها، سمعت صوتاً مألوفاً.
“ماركيز……”
اعتقدت أنها تخلصت من مشاعرها نحوه بالفعل.
كان زواجاً قائماً على عقد، لذلك كررت لنفسها أنه سيكون من السهل نسيانه، وأنها لن ترغب في رؤيته على أي حال.
ومع ذلك، في اللحظة التي رأت فيها وجه الماركيز، تألم قلب تشيلسي بشوق.
“هل تكرهيني إلى هذا الحد؟”
سأل الماركيز، واتخذ خطوة صغيرة نحوها بحذر.
“لدرجة أن تتركي كل شيء خلفكِ وتهربي؟”
احمرت زوايا عينيه.
لم يستطع سوى النظر إلى تشيلسي بتعبير وجه متألم، غير قادر على الإقتراب منها أكثر.
“لهذا السبب تركتِ كل المجوهرات والذهب الذي أعطيتكِ إياهم ورحلتِ؟ لأنكِ لا تتحملي رؤيتي؟”
“هذا……”
“إذن هذا……”
مد الماركيز يده نحوها لكنه تردد ثم تراجع.
وكأنه خائف من أن تختفي إذا لمسها.
“لقد أصبحتِ نحيفة للغاية. حمقاء…… حتى لو كنتِ تكرهيني، كان يجب عليكِ على الأقل أن تأخذي ما يكفي لرعاية نفسكِ. ليس الأمر وكأن أموال رجل بغيض مثلي مهمة على أي حال.”
نظرت تشيلسي بهدوء إلى وجه الماركيز.
كان لديه تعبير وجه لم تره من قبل.
العينان اللتان كانتا باردتان دائماً، والشفاه التي نطقت بكلمات باردة، يرتعشون بشكل مثير للشفقة.
بدا أن الرجل الذي كان غير مبالي قد انهار تماماً أمامها.
بعد مشاهدة وجهه بصمت للحظة، هزت تشيلسي رأسها بهدوء.
“أنا آسفة، ماركيز…… إنه ليس خطأك. إنه خطئي. أ-أنا، بسببي، الجميع، الماركيزة……”
غير قادرة على الإستمرار، انفجرت تشيلسي في البكاء.
زاد شعورها بالذنب لتعريض عائلة زوجها، الذين اعتزوا بها على الرغم من عيوبها، للخطر.
لم تستطع التغلب على كره نفسها، فسقطت على الأرض، وهرع الماركيز المذهول نحوها لدعمها.
“تشيلسي!”
حتى حينها، استمرت دموعها في التدفق بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
أرادت فقط أن تتكيء عليه وتبكي بشدة.
لكن هذا لم يكن شيئاً مسموحاً لها بفعله.
“لا يمكنني العودة. كل هذا بسببي. بسببي……”
“لا، إنه ليس خطأكِ.”
قبل أن تتمكن تشيلسي من قول أي شيء، قال الماركيز بحزم.
نظرت تشيلسي إليه في حيرة.
ثم رأت وجه الماركيز الهاديء، وكأنه يعرف كل شيء.
“وفاة والدتي ليس خطأكِ. لقد كانت تعرف وسامحتكِ بالفعل.”
“كيف…… عرفت……”
“تشيلسي، لم تلومكِ والدتي؛ بل ألقت اللوم عليّ. قالت إنني أفتقر إلى الكثير لأصبح زوج جيد.”
“……”
“أمي محقة. لو كنت زوجاً جدير بالثقة…… لما عانيتِ كثيراً.”
أمسك يدها المرتجفة بإحكام.
“…… لذلك الأمر كله خطئي.”
سحبها من يدها بين ذراعيه، وعانقها ثم همس.
“شعرت وكأن روحي قد اُنتزعت بعيداً أثناء غيابكِ.”
رنّ صوته الهاديء في أذنيها.
“كم كانت المساحة التي تركتها خلفكِ فارغة. شعرت وكأنني سأبيع روحي للشيطان، لو كان هذا يعني استعادتكِ…… بدونكِ، شعرت وكأنني فارغ؛ لم أستطع الشعور بأي شيء.”
“ماركيز……”
“تشيلسي، لا يمكنني العيش بدونكِ.”
انعكس وجهها المُلطخ بالدموع في عينيه الحزينتين.
لمس شيء بارد ومعدني أصابعها التي كان يمسكها بإحكام.