في اليوم التالي للزفاف، اختفى زوجي || The Day After Wedding, My Husband Disappeared - 6
” أنه لأمر غريبٌ حقًا”
قالت برينسيلا وهي لا تزال تحدق عبر النافذة.
“لا أستطيع أن أتصور أنك ترغبين في خدمة شخص مثلي، مهما كان مقدار مبلغ المال الذي تتلقينه”
للحظة، كدت أن أقول:
“هل كنتِ تعلمين ذلك؟”
إذن، هي تدرك حقيقة أنها ليست بشخصًا جيدًا.
بالكاد تمكنت من كبح هذه الكلمات
قبل ان تخرج من فمي.
لطالما اعتقدت أن برينسيلا كانت شخصًا شريرًا بحتًا، غافلة تمامًا عما حولها.
لكن ما قالته الآن يظهر أنها على وعي تام بنفسها وبطبيعتها.
“أ معقول انكِ تشعرين بالشفقة عليّ لأنني مريضة؟”
واصلت برينسيلا الحديث بينما كنت أحاول استيعاب ما يجري.
فتحت فمي ببطء وقلت:
“من المعروف بين النبلاء أن السيدة برينسيلا حساسة، وكنتُ على علم بذلك أيضًا”
عندما سألتني برينسيلا إن كنتُ أراها مثيرة للشفقة، بدا لي أنها ترفض الظهور بهذا الشكل.
في تلك اللحظة، شعرت أن الصدق سيكون الخيار الأفضل، على الرغم من أنني لم أكن متأكدة من رد فعلها.
“لقد قبلت هذه الوظيفة لأنني كنتُ في حاجة ماسة إلى المال، حتى وأنا أعلم ما ينتظرني.
راتب العمل كخادمة لدى السيدة برينسيلا أعلى بكثير من راتب الخادمات العاديات”
في لحظة ما، كانت قد حولت نظرتها من النافذة لتنظر إليّ.
ربما كان ذلك بسبب ما حدث لها في اليوم السابق.
وجهها الشاحب كان يبدو أكثر هدوءًا من المعتاد، خاليًا من التوتر الذي اعتدت على رؤيته.
“لكن رغم معرفتي بكل ذلك، أنا لا أزال إنسانة ولدي مشاعر، ولم يكن من السهل عليّ أن أعتاد على طبيعة السيدة برينسيلا الحساسة”
برينسيلا كانت تستمع إليّ بجدية، وكأنها تفكر في كل كلمة قلتها.
“لو كان الأمر بيدي، لربما استقلت، لكن كما قلتِ، فقري يمنعني من اتخاذ هذا القرار بسهولة”
“…”
“لذا، قررت أن الأفضل لي هو تقبل الوضع والاستمرار، بما أنني مضطرة للمواصلة على أي حال”
لم أتمكن من الحديث عن شعوري بالذنب، فالمسألة أعقد من أن تُشرح ببساطة.
وحتى لو قلت إنني أعرف ما يحدث بسبب معلومات معينة، فلن تصدقني على الأرجح.
“أعمل بجد لأنني أتلقى راتبًا جيدًا، وأشعر بأنه من واجبي أن أؤدي عملي بنفس القدر الذي أتقاضاه”
نظرت برينسيلا إليّ بنظرة غامضة، ثم عادت لتحدق في النافذة، دون أن تنطق بأي كلمة، وكأنها كانت تغوص في أفكارها.
“…”
كنت أراقبها من زاوية عيني بينما أكملت ترتيب الأغطية.
لم أكن متأكدة من سبب تحدثها معي بهذه الصراحة، لكن لم يظهر على وجهها أي علامات استياء.
لو كانت منزعجة، لكانت قد أبدت ذلك بطريقة أو بأخرى.
“إذن، بالنسبة لكِ، هذا المكان ليس سوى وظيفة لكسب المال، أليس كذلك؟”
تردد صوتها الهادئ فجأة في الغرفة.
“بمعنى آخر، سواء كنتِ تتعرضين للإزعاج أم لا، فهذا لا يهمك طالما أنكِ تؤدين عملك بما يُدفع لكِ، أليس كذلك؟”
ترددت للحظة، متسائلة عما إذا كانت كلماتي قد أوصلت هذا المعنى.
“لا بأس في ذلك… إنه شيء ليس بالسوء الذي قد يعتقده البعض”
قالتها برينسيلا بصوت هادئ وكأنها تحدث نفسها، بينما كنت أفكر في رد مناسب، لكنني قررت أن أغلق فمي وأبقي أفكاري لنفسي.
في المساء، تلقيت إشعارًا بزيادة في الراتب، ولم أكن مستعدة لما رأيته.
الرقم الذي كان مكتوبًا أمامي كان ضخمًا لدرجة أنني تحققت منه مرارًا وتكرارًا، ولم أصدق عيني.
صفران إضافيان أضيفا إلى راتبي، مما حوله من مبلغ كبير إلى ثروة حقيقية.
الأمر كان أشبه بتحول عشرة ملايين وون إلى مليار وون. ولم يكن هذا راتبًا سنويًا، بل راتبًا شهريًا.
شعرت بمزيج من الدهشة والقلق، فخطرت ببالي فكرة غريبة:
‘هل رفعت برينسيلا مرتبي لتعذبني أكثر؟ هل اكتشفت أنني أعمل من أجل المال فقط؟’
لكن تلك الشكوك تلاشت بسرعة.
المبلغ المكتوب على الورقة كان ضخمًا لدرجة أنني لم أستطع إلا أن أبتسم.
فكرت مع نفسي:
“حسنًا، إذا كان هذا المبلغ هو الثمن، فلا بأس أن تعذبني قليلاً”
في تلك الليلة، بدلاً من النوم تحت ضوء النجوم، بقيت مستيقظة أعد الأصفار على إشعار زيادة راتبي، أشعر بأنني قد كسبت اليانصيب.
***
بعد ذلك، لم يتغير شيء كبير.
برينسيلا لم تعذبني أكثر، لكنها لم تتغير أيضًا.
في أحد الأيام، قالت لي:
“انحني على يديكِ وركبتيكِ، أريد أن امتطيكِ كالحصان”
ورغم أنني كنت أعلم أن برينسيلا لم تتغير، إلا أن الراتب الجديد كان كافيًا لجعلي أنفذ طلبها دون تردد.
ركعت على الأرض، وبدأت أزحف كما طلبت.
[لقمة العيش هل قد صعبة!!]
رونا ومدام مايكنري كانتا تنظران إليّ وكأنني فقدت عقلي، لكنني لم أكن أكترث.
حتى لو كان الأمر يبدو مجنونًا، كان المال الذي أحصل عليه يستحق كل هذا العناء.
“أنتِ مجنونة”
قالت برينسيلا وهي تضحك بسخرية بينما كنت أزحف على الأرض كالعنكبوت بدلاً من الحصان.
تلك كانت المرة الأولى التي أرى فيها ابتسامة برينسيلا على وجهها.
رغم أنها كانت ابتسامة خافتة وغير مألوفة، إلا أنها حملت معها شيئًا من الإنسانية.
مرّ الوقت، ولم يتغير شيء في برينسيلا ولا في طبيعة علاقتنا.
بقيت أنا الخادمة التي تتلقى راتبًا كبيرًا مقابل تحمل قسوة شخص لا يرحم.
لكن الزمن كان له تأثيره الغريب.
شيئًا فشيئًا، أصبح بإمكاني أن أتحدث مع برينسيلا بأريحية أكبر، أن أسألها وأن أجد لها حلولاً لمشاكلها.
استخدمت خبراتي السابقة في إبتكار الألعاب والأنشطة اليدوية لأشغلها وأخفف من مللها.
ربما لهذا السبب، بدأت برينسيلا تصبح أقل حدة وانفعالًا.
ومع مرور السنوات، بقيت برينسيلا على قيد الحياة، رغم أن القصة الأصلية توقعت موتها بعد عام واحد من زواج البطلة.
تلك السنوات كانت كافية لأشعر تجاه برينسيلا بعاطفة لم أكن أتوقعها، رغم أنني كنت ألعنها في داخلي.
ثم جاء ذلك اليوم الذي كانت فيه برينسيلا مريضة بشدة.
قال الكاهن بصوت هادئ:
“يبدو أن هذه هي النهاية”
لم أصدق ما سمعت، فاندفعت بغضب وقلت:
“هل أنت كاهن دجال؟!”
“من أين أتيت بهذا الهراء؟ هل تعتقد أننا سنشتري منك علاجًا سحريًا يوقف الموت؟ أنت تفعل ذلك فقط من أجل المال، أليس كذلك؟!”
لم يهدأ غضبي بعد، فأمسكت بتلابيب الكاهن وهززته بشدة بينما كنت أصرخ بأعلى صوتي.
ربما كان رد فعلي مبالغًا فيه، أو ربما كان غريبًا أن أظهر غضبًا أكبر من عائلة إردان نفسها.
نظر إردان إليّ بحيرة دون أن يحاول إيقافي.
“توقفي”
لكن من أوقفني كان برينسيلا، وهي مستلقية هناك بوجه شاحب.
___
الفصل القادم يحمل صدمات نفسية
قليلة بعيد الشر عنكم.