في اليوم التالي للزفاف، اختفى زوجي || The Day After Wedding, My Husband Disappeared - 4
“وصلني خبر بأن إحدى خادمات السيدة بريسيلا كانت على علاقة غرامية سرية مع السيد الشاب، ومنذ ذلك الوقت، بدأت الآنسة بطرد الخدم في كل مرة يأتي لزيارتها”
أدركتُ أن ما قالته رونا لم يكن غريبًا عليّ.
تلك الخادمة التي كانت لها علاقة مع إردان…
إنها البطلة في هذه القصة.
“لا أعرف مدى صحة هذا الكلام، لكن يبدو أن طردها لنا قد يكون دليلاً على زيارة السيد الشاب لها”
وفي حين كانت كلمات رونا تتلاشى، سمعتُ خطوات تقترب من بعيد.
“…”
لم أتمكن من كبح فضولي، فرفعتُ رأسي قليلاً لأرى من يقترب في الممر.
يا له من منظر مشرق… ضيقتُ عيني وأنا أنظر إلى الطابق الثاني حيث يقف إردان.
كانت الهالة المحيطة به ساطعة إلى حد جعلني أشعر بألم في عيني.
بشعره الفضي المتلألئ وعينيه البنفسجيتين، كان يمكن لأي شخص أن يظنه البطل الرئيسي.
الممر الذي أعبُره يوميًا أصبح الآن أشبه بمنصة عرض أزياء.
كان مظهره لافتًا للنظر.
تقدم إردان نحو غرفة بريسيلا بخطوات ثابتة، بينما راقبتُ الباب المغلق وفكرت في ذلك.
“أليس جذابًا؟”
سألت رونا بابتسامة وكأنها قرأت ما يدور في ذهني.
“بالتأكيد”
“لكن يجب أن تحذري من الوقوع في حبه”
ابتسمتُ بهدوء عندما استمرت رونا في حديثها.
كل ما في الأمر أنني كنت أشعر بالفضول تجاهه، لا أكثر.
إنه وسيم، لكن ليس إلى درجة أن أنجذب إليه.
لم أكن مهتمة بالبطل الثاني حتى عندما قرأت القصة الأصلية.
إردان، البطل الثاني، كان مهووسًا بالبطلة.
كان هذا هو دوره في الرواية، عادة ما يكون نبيلًا رزينًا، لكنه كان يتحول تمامًا عندما يتعلق الأمر بالبطلة.
إذا شعر أن أحدهم قد يهددها، كان يفقد السيطرة ويستخدم سيفه بشكل متهور.
قد يراه البعض ساحرًا، لكنني لم أرَ فيه شيئًا مميزًا.
“لا، حتى لو وقعتِ في حبه، لا تظهري ذلك بأي حال”
بينما كنتُ غارقة في التفكير بصمت حول تفاصيل القصة الأصلية، نبهتني رونا بنقرة خفيفة على ذراعي مرة أخرى.
“كانت هناك خادمة تقول أنها معجبة بالسيد الشاب من قبل”
بدأت رونا تسرد القصة.
“عندما سمعت السيدة بريسيلا بذلك، أحدثت جلبة كبيرة” [تريد مصلحة الخادمة ههه]
أوليس إثارة الجلبة جزءًا من روتينها اليومي؟.
“لكن هذه المرة لم تكن مجرد جلبة.
لقد اعتقدتُ بصدق أن تلك الخادمة لن تنجو من الموقف”
ربما لاحظت رونا أن ردة فعلي لم تكن مذهولة كما توقعت، فحاولت لفت انتباهي بجدية أكبر.
“وما الذي فعلته لها؟”
عند سؤالي، تلعثمت رونا قليلاً وابتلعت ريقها بتوتر.
“لم تدعها تنام قط”
“…”
“بعد حوالي أسبوع، انهارت الخادمة بالبكاء والتوسل طالبةً الرحمة، مؤكدةً أنها ستستقيل”
“…”
“لذا لا يجب أن تقعي بحبه أبدًا، هل فهمتِ؟”
عندما توسلت إليّ رونا بصدق، هززت رأسي بجدية.
كنت أعلم أنه يجب عليّ أن أكون حذرة وألا أتورط بأي شكل من الأشكال مع بطل الثاني.
السبب الرئيسي الذي حال دون أن يجتمع إردان مع البطلة كان معارضة بريسيلا القوية.
كانت بريسيلا شديدة التعلق بشقيقها، لذا لم تكن نصيحة رونا مجرد تحذير عابر.
حرمان أحدهم من النوم، حقًا.
يا له من هوس مخيف بأخيها.
لكن الحياة ليست دائمًا كما نريد.
“كيف حال بريسيلا هذه الأيام؟”
نظرتُ إلى إردان، البطل الثاني، الذي وقف أمامي وطرح السؤال.
بغض النظر عما إذا كنت سأبتعد عنه أم لا، فأنا في النهاية خادمة بريسيلا.
لذلك كان يسألني أحيانًا عن حالتها عندما يزورها.
“وضع الأنسة كما اعتدنا عليه دائمًا”
أجبتُ بهدوء.
لم أكن أرغب في التقرب من إردان، لكن بصفته السيد الشاب، لم يكن بإمكاني تجاهل سؤاله.
“…”
توقف إردان لوهلة بعد إجابتي.
ما الذي يزعجه؟ هل من السيء أن تبقى بريسيلا على حالها؟ ولكن الحقيقة هي أنها دائمًا ما كانت مريعة.
“يبدو أنك تمرين بفترة صعبة”
قال إردان وهو يتنهد بخفة.
“لكن لا تكرهيها كثيرًا، ليزا”
هذه المرة، كانت كلماته مفاجئة لي.
“…”
حدقتُ فيه بدهشة دون أن أنطق بشيء.
بدا أن إردان شعر بالارتباك من نظراتي.
ثم فتحت فمي لأصحح له.
“اسمي ليريبيل”
“…”
إردان، الذي كان يحدق في وجهي بعيون متسعة قليلاً، أغلق عينيه ببطء، ثم فتحهما من جديد.
“آه، أنا أعتذر”
“لا داعي للاعتذار”
حاولتُ تهدئة الموقف، وانحنيتُ قليلاً لإردان الذي اعتذر بهدوء.
“حسنًا، اعتني بنفسكِ”
قال إردان بابتسامة رسمية ثم دخل غرفة بريسيلا.
يبدو أنه لا يعرف اسمي، وليس لديه أي اهتمام بي.
لحسن حظي أنه لا يهتم بي بسبب بعض القدرات الخاصة.
لو كان مهتمًا، لتعرضت لمعاملة سيئة منه.
وفي اليوم التالي، حدث شيء غير متوقع جعلني أفكر
‘أيريد هَذا الشخص قتلي ام ماذا؟’
“لقد عملتِ بجد اليوم أيضًا”
إردان جاء لزيارة بريسيلا مرة أخرى، لليوم الثاني على التوالي.
“…!”
لم أكن الوحيدة التي فوجئت بظهوره، كل الخدم المنتظرين في الممر كانوا مذهولين.
بصفته وريث الماركيزية الذي يدير معظم الشؤون العامة والخاصة، كان مشغولًا للغاية، وهذه هي المرة الأولى التي يأتي فيها لرؤية بريسيلا ليومين متتاليين.
“أحمم”
بدلاً من التوجه مباشرة إلى غرفة بريسيلا، وقف إردان أمامي كأنه يريد أن يقول شيئًا.
“شكرًا لك على اهتمامكَ”
بالكاد تمكنتُ من تحريك شفتيّ للرد، وشعرتُ كما لو أن دمي تجمد.
راقبتُ وجهه لأفهم سبب تصرف إردان بهذه الطريقة.
كان على وجهه تعبير ترقب.
لماذا يبدو بهذا الشكل؟ لم يمضِ وقت طويل حتى فهمت السبب.
“لا تجهدي نفسكِ وخذي الأمور ببساطة، ساشا”
أخطأ إردان في اسمي بثقة.
هل يفعل ذلك عمدًا ليثير غضبي؟ لا يمكن أن يخطئ في اسمي بعد يومين من معرفته به.
“نعم، شكرًا لك سيدي”
شعرتُ بالغضب للحظة، لكنني سيطرت على نفسي وأجبتُ بهدوء.
أضاء وجه إردان بفخر عند سماع إجابتي، كما لو كان يقول:
“كنتُ على حق”
هل عاد فقط ليصوّب خطأه؟ مهما كان السبب، دخل إردان إلى غرفة بريسيلا بعد ذلك.
“ليريبيل، لماذا لم تعترضي عندما ناداكِ السيد الشاب باسم خاطئ؟” سألتني رونا فور إغلاق الباب.
“رونا”
“نعم؟”
“هل يهمكِ اسم قطة ضالة تتجول في ممتلكات الماركيز؟”
عند سماع كلمتي، تحركت عينا رونا بسرعة.
“لا”
أجابت بذلك، فابتسمتُ بخفة واستكملت حديثي.
بالنسبة لإردان، كنتُ مثل تلك القطة الضالة.
رغم أن الخطأ كان مزعجًا، إلا أنه لم يكن يستحق الاهتمام.
رغم شعوري بعدم الارتياح، رأيتُ أن تجنب المشاكل معه كان أفضل من التورط معه والتعرض للأذى.
“لقد انهارت السيدة بريسيلا!”
تلك الليلة، انهارت بريسيلا، التي كانت دائمًا مفعمة بالحيوية والشقاوة لدرجة أنني نسيت تمامًا أنها تعاني من مرض خطير.
“…”
نظرتُ إلى بريسيلا، التي كان وجهها محمرًا وكانت تعاني من الألم.
كانت مبللة بالعرق البارد، وتمسك البطانية وكأنها ستتمزق، محاولةً تحمل الألم.
رؤية بريسيلا، التي كانت دائمًا مليئة بالنشاط والشغب، في هذه الحالة أعادت إلى ذهني حقيقة أنها تعاني من مرض عضال خطير.