في اليوم التالي للزفاف، اختفى زوجي || The Day After Wedding, My Husband Disappeared - 3
“أنى لكِ التجرؤ والرد عليّ؟”
استهزأت بريسيلا وهي تقف أمامي بينما كنت مستندة إلى الحائط.
“لا تعبثي معي.
عليكِ أن تذهبي الى الموت بقدميكِ إذا
أمرتكِ بذلك، أهذا واضح؟”
لمست خدي بيدها الصغيرة والناعمة.
“إذا تجرأت على العبث معي مرة أخرى، ستكون نهايتكِ حينها”
“انحني على ركبتيكِ والحسي الأرض بلسانكِ كالكلب”
“أجيبيني!”
استفقت من سرحاني على صوت بريسيلا وصوت الصفعة التي أوقعتها على خدي.
“نعم”
أجبت بعد أن شعرت بألم حاد على خدي وفتحت فمي.
“أغربي عن وجهي”
أمرتني بريسيلا بينما كانت تحرك يدها بإشارة لطردي.
انحنيت وخرجت من الغرفة.
كم من الأشهر بقي؟ عدت إلى أفكاري السابقة، ثم ذهبت إلى غرفتي وضربت الوسادة الكبيرة التي اشتريتها في أول يوم لي كخادمة لبريسيلا.
***
“أعتذر إذا كانت الآنسة بريسيلا قد أصبحت أكثر غضبًا منذ قدومي”
رونا، الخادمة التي طردتها بريسيلا معي، بدت متفاجئة من كلماتي، إذ رمشت بعينيها.
بشعرها البني القصير المضفور بدقة على الجانبين، كانت تبدو كالسنجاب المرتبك.
“كان يجب عليّ أن أكون مطيعة، لكنني دائمًا ما أتمرد وأجعل الآنسة بريسيلا أكثر غضبًا”
“لا، الأمر ليس كذلك”
رونا، التي كانت تومض بعينيها بسرعة، حرّكت يديها في نفي.
“سواء عصيتها أو أطعتها، فهي تعامل الخدم بنفس الطريقة. إنها دائمًا شريرة”
تفاجأت وترددت عند كلمات رونا، التي قالتها بابتسامة.
“هل من المناسب أن تناديها بهذا اللقب؟ “
“عذرًا؟”
“اللقب الذي استخدمته للتو في مناداتها
شريرة…”
غطت رونا فمها بكلتا يديها وفتحت عينيها على اتساعهما، كما لو أنها قد قالت ما اعتادت على قوله عن بريسيلا بدون وعي.
“آه، ذلك، هذا هو…”
“لا، لا بأس.
ربما قد اخطأت السمع”
غيرت الموضوع لكي لا تنحرج أكثر.
“على أي حال، السيدة متسقة [مستقرة،ما فيها اي شيء غير العافيه،او ما تنفجر لأي سبب]،
لذا فهي لا تغضب بسبب أحد معين”
“فهمت”
“إنها دائمًا في قمة غضبها، فكيف يمكن أن تصبح أكثر غضبًا؟”
“هاها.
أنتِ محقة، رونا”
“وليريبيل، أنتِ لستِ من النوع الذي يتحدى
أحدًا”
“شكرًا.
أنا سعيدة لأنك ترين الأمر بهذه الطريقة”
السبب الذي جعلني أقول هذا هو لتجنب السير على خطى البطلة الرئيسية.
لم تكن البطلة مجرد ضحية لاضطهاد بريسيلا، بل كانت أيضًا مكروهة من قبل الخادمات الأخريات.
كان السبب في ذلك أنها كانت تثير غضب بريسيلا، مما زاد من توترها.
لم أرد أن أتعرض لنفس مصير البطلة من الاضطهاد من قبل المحيطين بي، لذا طرحت الموضوع.
كما توقعت، ضحكت برفق.
بريسيلا كانت مصممة على تعذيبي لدرجة أنني تساءلت إذا كنت قد أصبحت البطلة الرئيسية بطريقة ما بفضل قوة غامضة، ولهذا تعاملني بريسيلا كما تعامل البطلة.
يا للسخرية.
كنت أتعرض للتنمر من قبل بريسيلا بشكل عادل، وما كانت تفعله لم يكن شيئًا غير عادي.
“إلى أين أنتِ ذاهبة؟”
توقفت عند سماع صوت رونا ونظرت إليها.
“فقط سأذهب لأشرب ماء”
“لا، لا يمكنكِ!”
أمسكت رونا بذراعي، وسرعان ما تحولت بشرتها الى شاحبة كالشبح.
“السيدة تتفقد في كثير من الأحيان من خلال الباب لترى إذا كان الأشخاص الذين طردتهم يقفون في أماكنهم”
“إذا لم تكوني في مكانك عندما تتحقق، ستسببين مشكلة كبيرة، وستكون هناك عواقب وخيمة”
رأيت القلق بوضوح على وجهها الشاحب.
“شكرًا على إخباري”
في النهاية، لم أغادر مكاني، وكما قالت رونا، رأيت بريسيلا تفتح الباب قليلاً بين الحين والآخر لتفحص إذا كنا في أماكننا.
كانت طريقة تحرك عينيها من خلال الفجوة المفتوحة مرعبة، كما لو كانت مشهدًا من فيلم رعب يبعث القشعريرة.
“يمكنكِ الدخول”
مضى وقت طويل، وفتح الباب من الداخل.
أنا ورونا، بعد أن وقفنا معًا لساعات، تبادلنا نظرات وابتسامات قبل أن ندخل.
في تلك اللحظة، رأيت رونا تعرج وتوقفت في مكاني.
عند التفكير في الأمر، كان بريسيلا قد جلدت ساق رونا بوحشية في نوبة غضب سابقة.
بسبب ذلك، اضطرت رونا لأخذ بضعة أيام إجازة.
ورغم المعاملة القاسية، لم تترك رونا العمل، مما جعلني أعتقد أن لديها أسبابها الخاصة.
كان ذلك محزنًا.
ربما تشكلت بيننا روح الزمالة نتيجة لتعرضنا المشترك للتعذيب من قبل بريسيلا.
كانت مشيتها العرجاء تؤلمني حقًا.
كان يجب أن أشتري لها دواءً جيدًا عندما أتقاضى راتبي، لكن هذه الفكرة تلاشت سريعًا.
“من فعل هذا؟ هل كنتِ أنتِ؟ هل فعلتِها؟”
“لي… لي… ليريبيل هي من قامت بذلك!”
بسبب ما قالته رونا، أمسكت بريسيلا بشعري.
كانت بريسيلا قد رتبت في الغرفة مجموعة من الأشياء غير المعتادة، مثل بناء منزل من بطاقات اللعب بطريقة غير مستقرة، أو تكديس الكتب بشكل عشوائي، أو حتى وضع دمى صغيرة بشكل متوازن على حافة رفيعة.
بدا كل ذلك وكأنه مصمم لتعذيب الخدم.
كيف لا؟ عندما تكون هناك أشياء يمكن أن تنهار بسهولة في كل مكان، وتجعل من السهل على الخدم ارتكاب الأخطاء.
هذه المرة، كانت المشكلة عبارة عن صف من المناديل الموضوعة على الأرض والتي تم تحريكها.
رأيت بوضوح رونا تمشي بالقرب من تلك المناديل. ومع ذلك،
“تظنين أنني أمزح، أوليس كذلك؟”
“لم أفعل ذلك”
“أ انتِ تكذبين الآن، أليس كذلك؟ ستدفعين الثمن غاليًا اليوم!”
بينما كان شعري يتأرجح في قبضة بريسيلا، كنت أنظر إلى رونا.
كانت رونا مائلة برأسها بشكل غير طبيعي، وتبدو متوترة للغاية.
كان علي أن أتحمل.
كان علي أن أتحمل…
كنت على وشك أن أقول إن رونا هي من فعل ذلك، ولكنني تراجعت.
فقد رأيتها تمشي بالقرب من المناديل فقط، وعلمت من تجاربي السابقة أن الحديث مع بريسيلا في حالة غضبها لن ينفع، بل قد يؤدي إلى تفاقم الوضع بشكل أكبر.
في النهاية، وبعد أن سحبت بريسيلا شعري بعنف، تمكنت من الإفلات من قبضتها.
ثم،
“من فعل هذا مجددًا؟ هل يظنون أنني أعبث؟ هل هذا سبب تصرفهم هكذا؟ ها؟!”
“رونا هي من فعلت ذلك”
وهكذا رددت لها الصاع صاعين.
***
“غادروا جميعكم!!، اخرجوا من هنا فورًا!”
سارعت بالخروج لتفادي الأشياء التي كانت بريسيلا تقذفها على الخدم.
لم أعد مندهشة من تصرفاتها الغريبة.
لقد أصبحت ردود فعلها متوقعة.
لكن لماذا تطرد الجميع دفعة واحدة؟
ما حيرني هو أنها كانت تطرد جميع الخدم، وهو أمر غير معتاد.
رغم غضبها الشديد، كانت عادةً ما تحتفظ ببعضهم لتفرغ غضبها عليهم.
“التصقوا بالجدار! اضغطوا بظهوركم عليه!”
ما زاد من غرابة الموقف هو أن بريسيلا خرجت معنا واستمرت في مضايقتنا.
“انحنوا برؤوسكم، وانظروا إلى الأسفل”
كما أنها دفعت رأس خادمة تدعى كارييرا، مما يظهر مستوى غير معتاد من القسوة.
عادةً ما كانت تطردنا فقط، فما الذي يدفعها للتصرف بهذه الطريقة اليوم؟
فكرت في أن كبير الخدم جاء هذا الصباح، أليس كذلك؟ يبدو أنه همس شيئًا لبريسيلا.
هل قد يكون ذلك سبب تصرفاتها؟
“ابقوا على هذه الحال.
إذا تجرأ أي منكم على رفع رأسه أو تحريك عينيه، سأمزق رأسه بيدي هاتين!”
وبعد هذا التهديد الحازم، أغلقت بريسيلا الباب وعادت إلى الداخل.
“هل تعلمين سبب تصرفها بهذا الشكل؟”
سألت رونا، التي كانت بجانبي، بصوت منخفض.
“ربما لأن اللورد إردان هنا”
اللورد إردان.
عند سماع الاسم المألوف، رمشت ببطء.
آه، صحيح، هذا هو مكان البطل الثاني.
إردان هو اسم البطل الثاني في الرواية
[من خادمة مهملة الى الدوقة الكبرى] التي تجسدت فيها، وهذا المكان الذي أعمل فيه هو من ضمن أراضيه.