في اليوم التالي للزفاف، اختفى زوجي || The Day After Wedding, My Husband Disappeared - 25
على خلاف ما قاله إردان، قد تكون ليريبيل فعلاً تحمل مشاعر حب حقيقية تجاهه.
ماذا لو كان المال مجرد ذريعة تخفي وراءها مشاعرها الحقيقية، وأن رفضها للطلاق سببه حبها لإردان؟
لكن ماذا يجب عليّ أن أفعل في هذه الحالة؟
هل من الواجب أن أترك إردان لها؟
في النهاية، وبصرف النظر عن الدوافع، ليريبيل هي الآن زوجته.
لكني لا أريد ذلك…
في لحظة، أسدلت الظلال على وجه إيلوديا، فقد كانت تحب إردان منذ زمن بعيد، وقبل ليريبيل بكثير. كما أن ما يريده إردان حقاً ليس ليريبيل، بل هي.
“عليّ أن أواجهها بشكل مباشر”
قالت وهي تنهض فجأة من مقعدها.
ربما يمكنني إقناعها.
قد أجعلها توافق على الطلاق وترحل بهدوء.
لو أن ليريبيل اختفت من هذا المكان، لكان الجميع سعداء.
من أجل تحقيق ذلك المستقبل المشرق، قررت إيلوديا التوجه إلى الجناح لمواجهة ليريبيل، بدلاً من الاستمرار في الاعتماد على عناد إردان.
***
ضيقت عيني وأنا أراقب دخول إيلوديا المفاجئ.
كانت تبدو واثقة جداً، وهو ما لم أتوقعه.
كنت أخطط للذهاب إليها بعد التحضير، لكن ها هي تأتي إليّ بنفسها.
وكما فكرت قبل ساعات، لا يتطلب الأمر سوى التعامل مع إيلوديا كما يتم اصطياد الفأر.
“دعينا نجلس ونتحدث”
قلت بهدوء بينما أرشدتها إلى المقعد.
ملامح وجهها تدل على أنها مستعدة لإثارة المتاعب.
في القصة الأصلية، كلما أقدمت إيلوديا على تصرفات حاسمة، كانت الأمور تزداد تعقيداً.
لا أعلم نواياها الحقيقية، لكن سأنتظر لأرى ما ستحمله لي الأحداث.
من يدري، قد تصب تصرفاتها في مصلحتي.
أما شد شعرها، فيمكنني تأجيله حتى أستمع لما ستقوله.
جلست إيلوديا على الأريكة، وفتحت فمها وكأنها اتخذت قراراً كبيراً.
“هل تزوجتِ إردان لأنك تحبينه؟”
“وهل لديّ سبب لكي أجيبك عن هذا السؤال؟”
“إذا كنت قد أسأت الأدب، أعتذر”
قالت وهي تأخذ نفساً عميقاً.
“لكن إذا كنتِ تحبين إردان…”
انتظرتها بصمت لأسمع ما تريد قوله.
“ألن يكون من الأجدر أن تتمني السعادة الحقيقية للشخص الذي تحبينه؟”
“السعادة الحقيقية؟”
“إردان لا يريد الاستمرار في زواجه معك، لذا أرجوكِ أن تدعيه ان يكمل حياته بسلام”
أغمضت عيناي للحظة، وأطلقت ضحكة ساخرة.
إذًا، هذا هو مقصدها.
بكل بساطة، هي تطلب مني أن أطلق إردان وأرحل.
“سيدتي…؟”
نادتني إيلوديا بقلق، ربما متفاجئة من ردة فعلي.
فتحت عيناي وأعدت ملامحي.
“أنا فقط مندهشة من تدخلك في شؤون شخصية بين زوجين، وأنتِ تعلمين أن هذا أمر غير لائق”
تلعثمت إيلوديا عندما سمعت كلماتي.
“لقد رفضت مساعدة الدوقة الكبرى سابقاً،
فهل أتيتِ الآن لمساعدة زوجي؟”
“ماذا؟ آه، نعم.
كنت أحاول مساعدته”
“فهمت”
بعد أن صمتت، نظرت إليّ إيلوديا بتوتر بينما كانت تنتظر ردة فعلي.
“هل الدوقة الكبرى تحب زوجي؟”
“ماذا؟”
اتسعت عينا إيلوديا دهشةً عندما سمعت سؤالي بعد فترة من الصمت.
“هل يبادل زوجي الدوقة الكبرى نفس المشاعر؟
وإذا كان الأمر كذلك، هل تعتقدين أن طلاقك مني وزواجك منه سيكون سعادته الحقيقية؟”
“نعم، نحن نحب بعضنا”
أجابت بحذر بعد لحظة من التردد.
تملكني شعور من الصدمة للحظة عند سماع كلماتها. هل هذا حقيقي؟
رغم أنني كنت متأكدة تقريباً، إلا أنني كنت متمسكة ببصيص من الأمل في داخلي.
كقارئة لرواية نهايتها سعيدة، كان من الصعب عليّ قبول هذا التحول في الأحداث. لكن الحقيقة باتت الآن واضحة.
“إذا كنتِ تحبين إردان حقاً،
من أجل سعادته…”
“أنا لا أحبه”
قلتها بلا تردد، ما زلت مصدومة قليلاً.
رغم انشغالي بأفكار أخرى، لم أحب إردان أبداً، ليس ولو للحظة، إلى الحد الذي جعلني أرفض الفكرة فوراً.
بعد أن قلت تلك الكلمات، استعدت رباطة جأشي وقلت:
“المحادثة…”
“أرى.
هذا أمر مريح”
قالت إيلوديا بابتسامة مشرقة.
“امر مريح؟”
سألتها مجددًا وأنا عابسة.
إنهاء الحديث بابتسامتها وكلمة “مريح” لم يكن ليجعلني أشعر بالراحة.
“هذا مفيد لكِ أيضًا،
أنكِ وإردان ستنفصلان”
“لي أيضًا؟
ماذا تقصدين؟”
“لقد جرى إجباركِ على الزواج من إردان وفقًا لوصية السيدة بريسيلا، وها أنت عالقة هنا.
إذا تم الطلاق، يمكنك المغادرة.
أليس هذا شيئًا جيدًا؟”
وجدت نفسي عاجزة عن الرد وأنا أتأمل في وجهها الذي يخلو من أي تردد.
استمرت إيلوديا في الحديث بنبرة مطمئنة.
“أتيت هنا معتقدة أن هذا القرار سيكون في صالح الجميع، ويسعدني أنني لم أكن مخطئة” وابتسمت ابتسامة عريضة مليئة بالراحة.
إيلوديا كانت واثقة تمامًا أن أفكارها السطحية كانت في محلها.
لكن مهما كانت الأسباب التي أدت إلى زواجي من إردان، فإن العلاقات خارج إطار الزواج تظل غير مقبولة.
“إذن…”
قالت إيلوديا بنبرة هادئة بينما نظرت إليّ بعينين حذرتين.
“هل يمكنكِ الآن المضي قدمًا وتطليقه؟ بالطبع، لست أقول هذا بلا سبب”
“…”
“إردان أشار إلى أنك بحاجة إلى المال…”
“…”
“إذا كان هذا هو السبب الوحيد لبقائك هنا، فسأعطيك المال بدلاً منه”
هذه الوقاحة السعيدة جعلتني أشعر بتيبس في عنقي.
هؤلاء الأشخاص يتصرفون وكأنني أطلب المساعدة.
بينما كنت أفكر في إمساك شعر إيلوديا، خطرت لي فكرة مفاجئة.
لماذا لا أقبل المال منها؟
فالأمر لا يهمني طالما أنه سيكون وسيلتي لتنفيذ خطتي للتخلص من إردان.
لا حاجة للانفعال العاطفي.
“كم تحتاجين؟”
نعم، من حديثها بدا أنها قادرة على إعطائي أي مبلغ أطلبه.
“هل تستطيعين إعطائي ما أطلبه الآن؟”
“هذا صعب حاليًا…”
ترددت إيلوديا، ثم قالت:
“هناك تعويضات بعد الطلاق سأحصل عليها، وسأعطيك إياها حينها”
شعرت بخيبة أمل من ردها.
ما هذا؟
إنها الدوقة الكبرى ولا تمتلك حتى مبلغًا جيدًا؟
لم أكن أريد البقاء هنا، وكنت أخطط للمغادرة فور حصولي على المال منها، لكن الحماس تلاشى.
ربما تغير رأيها لاحقًا، وإذا حصلت على تعويض ضئيل، فإن حصتي ستصبح ضئيلة كذلك.
لا أستطيع الاعتماد على وعودها فقط.
“انسِ الأمر”
“انسِ الأمر؟
قد يستغرق الأمر وقتًا، لكنني أعدك بأنني سأعطيك المال، فلا تقلقي”
“لا أريد الطلاق والرحيل بعد الحصول على مال منكِ، أنتِ تكونين عشيقته”
اتسعت عينا إيلوديا بصدمة من كلماتي.
“ع-عشيقة؟ ماذا تقصدين…؟”
دون أن أهتم لردة فعلها، وضعت ذقني على يدي بلا مبالاة.
“ما زلتُ زوجته”
“ل-لكن!”
“ماذا نسمي المرأة التي تقيم علاقة مع رجل متزوج وتتحدث عن الحب؟”
“ولكن زواجكِ من إردان لم يكن مبنيًا على الحب…!”
“بغض النظر عن السبب،أنا اكون زوجته،
لذا أنتِ العشيقة.
تذكري ذلك”
“…!”
احمر وجه إيلوديا، وبدت مشوشة تمامًا، بينما بدأت دموعها تتجمع في عينيها.
“…”
“هل يمكنكِ المغادرة الآن؟
إنه من الوقاحة أن تتصرف العشيقة بهذا الشكل أمام الزوجة”
“أو هل ترغبين في أن أصفعكِ أو أسحبكِ من شعركِ؟ بإمكاني فعل ذلك إذا أردتِ”
“…أنا حقًا لا أفهم موقفكِ يا سيدتي”
بينما كنت أحاول النهوض، أخذت إيلوديا نفسًا عميقًا وبدأت تتحدث بشفاه مرتجفة.