في اليوم التالي للزفاف، اختفى زوجي || The Day After Wedding, My Husband Disappeared - 24
“لقد أخبرتني السيدة بريسيلا بذلك من قبل”
كنت على دراية مسبقة من خلال بريسيلا أن أسرة الماركيز قد راكمت ثروة هائلة على مر العصور.
وحتى لو حالت كارثة غير مسبوقة دون جمع الضرائب، فإن تلك الثروة كانت كافية لتأمين استقرار الماركيزية لسنوات عديدة.
بفضل هذه الثروة، تمكنت بريسيلا من منحي راتبًا كريمًا دون أي تردد.
وكان هذا أيضًا ما سمح لإردان، صاحب الأراضي ذات الموارد الضئيلة، أن يتباهى بارتداء أزرار الأكمام الفاخرة.
وبناءً على معرفتي بذلك، شعرت بثقة كبيرة وأنا أطالب بالنفقة على الرغم من الأزمة المالية التي تمر بها الماركيزية.
“بما أن لديك هذه الثروة الهائلة، فلننهي الأمر بسلام ودون جدال تافه”
تجمد إردان للحظة، وكأن صدمة مباغتة أصابته، ثم عبس وقال لي:
“تافه؟ هل تخاطبيني أنا؟”
“نعم”
ضحك بسخرية،
“يبدو أنكِ جنّ جنونك”
“إذا لم يكن لديك شيء آخر لتقوله، سأغادر الآن.
آمل أن يكون حديثنا المقبل أكثر جدوى”
وبرغم انتقاداته، أنهيت كلماتي برباطة جأش واستدرت لأغادر.
“لن يحب أحد امرأة مثلكِ، ولستُ أنا الوحيد”
في تلك اللحظة، سمعت صوت إردان من خلفي.
“بغض النظر عمن يكون المخطئ،
من الذي سيرغب في امرأة تقف في وجه الرجل بهذه الطريقة؟”
استدرت ببطء لأنظر إلى إردان، وكان وجهه متجهمًا وهو يرمقني بنظرات مليئة بالاحتقار.
“إنه لأمر جيد أنك تكرهني.
فأنا أيضًا لم أحبك أبدًا”
“الرد على كل شيء هو أحد الأمور التي تجعل الرجال ينفرون منكِ”
“شكرًا لك على هذا الإطراء”
“لو أنك اعترفت بخطأك وتصرفت بتواضع منذ البداية، لكنت تكفلت بالنفقة أو أي شيء آخر.
كنت أشعر ببعض الشفقة تجاه موقفكِ المتشابك مع أمور الماركيزية”
تنهد بعمق وكأنه قد سئم التعامل معي.
“إذا انتهى بك الأمر مطرودة دون مال،
فتذكري أن هذا ليس خطأي، بل نتيجة مزاجكِ السيئ”
“حسنًا، سنرى كيف ستسير الأمور”
ألقيت تلك الكلمات ورائي وخرجت.
علي أن ألتقي بإلوديا.
لتنفيذ خطتي في تحريك مشاعر إلوديا للحصول على ما أريده من إردان.
كنت أعتقد أنني قد أحقق هدفي دون الحاجة إلى مواجهة إردان، بفضل التصرفات غير المتوقعة للمحققين الإمبراطوريين.
لكن رؤية إردان يتصرف بغطرسة على الرغم من جهودهم جعلني أدرك أنني بحاجة إلى التدخل.
سأبذل قصارى جهدي لجعله يندم على سخافاته معي.
***
“كيف سار الأمر؟”
بمجرد أن فتح إردان الباب ودخل، جلست إلوديا منتصبة وسألته.
كانت تبدو بحالة أسوأ منه.
فقد خضعت لضغوط كبيرة من المحققين الإمبراطوريين خلال الأيام القليلة الماضية.
“إردان؟”
بدلًا من الإجابة، ألقى إردان بنفسه على الأريكة بحركة تنم عن الاستياء.
لقد فشل… وعندما رأت ذلك، أدركت إلوديا أن إردان لم ينجح في نهاية المطاف في التخلص من ليريبيل.
“ماذا تنوي أن تفعل الآن؟”
“…”
“أريد أن أثق بك، لكنني بصراحة لا أفهم ما يجري”
نظرت إلوديا إلى إردان الصامت، فعبست وخفضت نظرها.
“هذه مشكلة يمكن حلها بالمال”
جاءت إلوديا إلى هنا بدافع الحب لإردان، ولم تتصور أبدًا أن ينتهي الأمر بها كـعشيقة.
كانت متأكدة تمامًا أنها ستعيش حياة سعيدة كزوجة لإردان.
ولهذا السبب، لم تستطع تحمل الوضع الحالي حيث يتم التحقيق معها كعشيقة.
رغم حبها وثقتها به، إلا أن القلق الشديد دفعها للضغط عليه.
“…”
عض إردان شفته السفلى قليلاً.
كان يدرك أكثر من أي شخص آخر أنه لو كان قد قدم المال لليريبيل في اليوم الأول لعودته، لما كان هناك أي مشكلة.
لماذا لم يختر الحل السهل والمباشر؟
“السيدة لم تتغير كعادتها”
” اسمي ليريبيل”
ضحك إردان ضحكة جافة، وهو يستعيد ذكريات لقائه الأول مع ليريبيل.
“هذا صحيح.
لم تروق لي منذ اللحظة الأولى التي رأيتها فيها”
فقد أزعجه غرورها وشعورها بعدم حاجتها لدعمه، بالإضافة إلى طريقتها الوقحة في الرد، سواء كانت مخطئة أو على حق.
“سيد إردان، يبدو أنك لست على دراية جيدة بالسيدة بريسيلا بعد”
كان شعورها بالتفوق وكأنها تراه غير جدير بها يثير في نفسه استياءً بالغًا.
“هذا لا يعني بالضرورة أنني أرغب في الزواج منك، يا سيد إردان”
“لا بأس،
فالوضع ليس مريحًا لي أيضًا”
لقد كره كل شيء يتعلق بها، بدءًا من نبرتها المتعالية التي توحي بأنها دائمًا على صواب.
لذلك، لم يكن يرغب في الانصياع لأوامرها، حيث كان يشعر بأن الانحناء لها بمثابة هزيمة.
لا تزال تلك الفتاة المقيتة، بريسيلا، تسيطر علي حتى بعد موتها.
عبس إردان عند تذكره لبريسيلا الراحلة.
كان يعتقد أنه بمجرد وفاتها، سيتمكن من العيش بحرية، ولم يكن يرغب في تضييع وقته في الجدال مع فتاة كانت على وشك الموت.
لذلك، وافق على الزواج من ليريبيل بناءً على طلب بريسيلا الأخير.
كان يظن أنه سيستطيع التخلص من ليريبيل بمجرد وفاة بريسيلا.
لكن الأمور لم تسر كما كان يتوقع.
لو أنني انتظرت حتى ماتت بريسيلا، لما كنت تورطت مع امرأة بغيضة مثل ليريبيل.
ندم إردان على قراره المتهور في ذلك الوقت.
“سأتصرف في الأمر،
“هل تنوي عدم دفع المال؟”
رفعت إلوديا رأسها المتسائل عندما تحدث إردان أخيرًا.
“لا أرغب في تقديم تنازلات لشخص يهددني بمثل هذه الطرق الوضيعة”
تحاشى إردان الرد المباشر.
لم يكن يرغب في الاعتراف بأنه يرفض الحل الأسهل فقط لأنه يكره الشعور بأنه خسر أمام تلك المرأة.
“فقط امنحها المال وانهي المسألة بسلام قبل أن تتفاقم الأمور…”
“أفكر في الذهاب إلى الإمبراطور”
لف إردان ذراعه حول خصر إلوديا وقبلها على خدها بحنان.
“لا أعلم لماذا يتدخل ذلك الإمبراطور غير الكفء في هذه القضية، لكنه لن يتجرأ على معارضة نبيل عالٍ مثلي”
“لكن…”
“لا تقلقي.
مهما كان ما يخطط له ذلك الإمبراطور الأحمق، فالأمر لا يختلف.
أستطيع أن أجعله ينحاز إلي بسهولة” لم يتردد إردان في التقليل من شأن الإمبراطور والاستهزاء به.
كان الإمبراطور كاسروسيان فينتين تينواس [بطلنا الحلو 🙈]، ابن الملكة السابقة كاميلا، قد قضى حياته في اللهو والكسل قبل أن يصعد إلى العرش.
لم يكن ليتولى الحكم لولا وفاة أخيه غير الشقيق بشكل مفاجئ، والتي أدت إلى تنصيبه.
لكن حياته السابقة جعلته موضع سخرية، حيث كان يعتبر غير كفء وجاهل بالشؤون الملكية.
بينما كانت إلوديا تستريح بين ذراعي إردان، استرجعت صورة الإمبراطور والشائعات المتداولة حوله، ثم أومأت برأسها بخفة.
“فقط انتظري بهدوء لبعض الوقت، حسنًا؟”
قال إردان وهو يمسح بلطف على رأس إلوديا.
رغم إدراكه أن المحققين الإمبراطوريين يسعون لكشف العلاقة بينه وبين إلوديا، فقد جاء إردان لرؤيتها لهذه الأسباب.
لطالما كانت إلوديا تقوم بتصرفات غير متوقعة، وكان إردان يخشى أن تقوم بفعل آخر مفاجئ كما اعتادت.
لكنه لم يستطع الوقوف متفرجًا بينما المحققون يتصرفون بحرية.
“ستنتظرين بهدوء،
أليس كذلك؟ همم؟”
سألها مجددًا حين لم ترد.
“…نعم”
مع جواب إلوديا المتأخر، شعر إردان ببعض الارتياح.
غادر فورًا للقاء الإمبراطور، تاركًا إلوديا وحيدة في الغرفة تغرق في أفكارها.
لماذا لا تطلب الطلاق؟ تذكرت إلوديا لقاءها مع ليريبيل أمام قبر بريسيلا.
إذا كان الزواج كما زعم إردان مفروضًا من قبل بريسيلا، فلماذا كانت ليريبيل ترفض الطلاق بهذا الإصرار؟
هل كان الأمر يتعلق فقط بالمال؟
“ان هذا مستحيل…”
غطت إلوديا شفتيها بيديها، بعد تفكير طويل، وهي في حالة من الدهشة.