في اليوم التالي للزفاف، اختفى زوجي || The Day After Wedding, My Husband Disappeared - 20
حين التقت عيناي بأعين الواقفين خلف تلك السيدة، أدركت أن القلق كان يعتريهم جميعًا.
رئيسة الخدم؟
رئيسة الخدم، التي التقت نظراتها بنظرتي، كانت تبدو حائرة.
ولم تكن الوحيدة.
الخدم والفرسان في قصر الماركيز كذلك بدت عليهم علامات التوتر والارتباك عند رؤيتي.
هل شعرت تلك المرأة بوجود الخدم؟
فقد كانت تتأمل قبر بريسيلا بعمق، ثم استدارت نحوي ببطء.
“!…”
ما إن التقت أعيننا، حتى أدركت هويتها على الفور، دون الحاجة لأن يخبرني أحد.
شعر بلاتيني فاتح وعيون زرقاء فاتحة.
ملامح رقيقة، نقية، وأنيقة. والأهم من ذلك، تلك النظرة الطيبة والحنونة التي كانت تُذكر باستمرار في الرواية الأصلية.
إلوديا.
لم يكن هناك أدنى شك أنها البطلة الرئيسية للقصة.
ولكن لماذا؟
أول ما تبادر إلى ذهني عند رؤيتها كان الاستغراب.
هل البطلة هي من خانني معها؟ لا، هذا غير معقول.
الرواية التي جئت إليها قد انتهت بالفعل.
نهاية سعيدة مثالية حيث تزوجت البطلة من البطل.
ألم أصفق في حفل زفافهما؟
لماذا إذن تلتقي البطلة، التي تعيش بسعادة مع البطل، الآن مع االبطل الثاني؟
ما هذا العبث في الحبكة؟
ربما تكون شخصًا يشبهها.
نعم، ربما إردان، الذي كان مهووسًا بالبطلة، وجد شخصًا يشبهها وأغواه على مدى العامين الماضيين.
قد يفعل هذا المجنون شيئًا كهذا.
بينما كنت غارقة في أفكاري المتشابكة، انحنيت لها بتحية متواضعة.
“تحياتي لكِ، دوقة الكبرى”
حييتها كإجراء احتياطي.
إذا لم تكن هي إلوديا، لكانت أنكرت ذلك فورًا.
“أنتِ هنا…”
فتحت المرأة شفتيها بصوت ناعم.
“ما زلتِ هنا”
الكلمات التي نطقتها لم تكن تحية مباشرة بل كانت غامضة.
هل هي حقًا إلوديا؟
لم أكن قادرة على استيعاب كلماتها الغريبة.
لكنها لم تنكر لقبي لها، وهذا يعني أن هذه المرأة كانت بالفعل البطلة، إلوديا.
ما الذي يحدث هنا؟
رفعت رأسي ببطء لتأمل ملامحها.
كانت ملامحها حائرة بشكل واضح.
“آه”
بعد لحظة، أصدرت إلوديا صوتًا صغيرًا وكأنها أدركت شيئًا، وبدأت تتنقل بنظراتها بيني وبين قبر بريسيلا.
“هل نتجول قليلاً؟”
اقترحت بلطف وابتسامة هادئة.
“نعم”
قبلت اقتراحها.
رغم أنني لم أظن أن إلوديا قد تكون هي العشيقة، فإن الظروف كانت تدعو للشك، لذا قررت التحدث معها لمعرفة الحقيقة.
“تنحوا جانباً وانتظروا هنا “
حين أمرت إلوديا الخدم الذين كانوا يتبعونها بالتراجع، ازدادت تعابير وجوههم تجهّماً.
بدا عليهم الضيق لأنها، رغم كونها دوقة كبرى، لم تحييني، ربة القصر، بطريقة لائقة، وأصدرت أوامر لهم بغير اكتراث أمامي.
“لنذهب”
لم يظهر أي رد فعل على الخدم بينما كانت إلوديا تبتسم لي وتسير أمامي.
كما في الرواية الأصلية، ما زالت لا تدرك ما يدور حولها.
لم أكن أفهم سبب وجود إلوديا هنا، لكنها كانت تتصرف وكأنها السيدة الفعلية للقصر بعد زيارتها كضيفة، وهذا أثار استغرابي.
هل تظن أن ذلك مقبول فقط لأنها تحتل مرتبة أعلى مني؟ يبدو أنها تعتقد أن هذا هو حال الأمور.
نظرت إلى ظهر إلوديا وهي تسير أمامي.
كانت ترتدي زيًا فاخرًا،
ويتبعها خدم القصر.
بينما كنت أنا مرتدية ملابس بسيطة بدون حاشية ترافقني.
لا بأس.
ابتسمت وتجاهلت هذه الأفكار.
لم يكن يهمني أن أكون سيدة القصر أو شيء من هذا القبيل، لذا لم يكن يزعجني إذا كانت تتصرف وكأنها هي المالكة.
قبل أن أتجسد في هذا الجسد، كنت قد علقت مرة على مدى إحباطي من شخصية البطلة، لكن ذلك كان مجرد شعور عابر.
لم أكن أكن لها أي ضغينة حقيقية.
“ما الذي جاء بكِ إلى هنا؟”
كان من الضروري أن أعرف سبب وجود إلوديا هنا. وتحديدًا، ما إذا كانت هي العشيقة أم لا.
“آه…”
تباطأت خطوات إلوديا عند سؤالي.
“فجأة شعرت برغبة في رؤية قبر بريسيلا”
ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتي إلوديا وهي تجيبني. كانت ابتسامة تجمع بين الحزن والإحباط.
بريسيلا كانت الشريرة التي عذبت إلوديا.
معظم الناس لن يفكروا حتى في زيارتها، لكن إلوديا، بشخصيتها الطيبة كالبطلة، بدت وكأنها تحمل مشاعر متناقضة تجاه موت بريسيلا.
“فهمتُ”
أجبتها باقتضاب وفكرت في نفسي.
إذن، هي ليست العشيقة التي يود إردان جلبها لهنا.
الأمر مجرد صدفة.
هل كان إعداد إردان المبالغ فيه لاستقبال ضيفته موجهاً بالكامل لاستضافة إلوديا بشكل لائق، التي جاءت لزيارة قبر بريسيلا؟
حسناً، إذا كان هو ذلك الرجل المهووس بالبطلة، فإن الأمر يصبح منطقياً.
يا للأسف.
أطلقت زفرة خافتة، إذ انهار مخططي المثالي في لحظة.
“على كل حال…”
الآن وقد فهمت سبب قدوم إلوديا، لم يعد هناك حاجة لمواصلة الحوار معها.
وبينما كنت على وشك توديعها والمغادرة، بادرت بالحديث.
“تفاجأت قليلاً حين رأيتكِ ما زلتِ هنا”
إلوديا، التي كانت قد مسحت ابتسامتها الحزينة، قالت شيئاً لم أتمكن من فهمه.
“هل بقيتِ هنا لتوديع بريسيلا للمرة الأخيرة؟”
كانت كلماتها التالية أكثر غموضاً.
“سمعت أنكِ كنتِ تعيشين هنا وكأنكِ بلا عائلة تعتمدين عليها”
عبست وأنا أحاول فك شيفرة كلمات إلوديا، لكنها منحتني نظرة مليئة باللطف.
‘هل سمعته من إردان؟ وإن كانت قد فعلت، فلماذا تذكرني به؟’
نظرت إلى إلوديا، التي كان وجهها يعج باللطف والحنان.
هل تحاول أن تُظهر لي التدخل الزائد الذي شاهدته في القصة الأصلية؟
هل انتابها القلق بشأن مصيري بعد أن سمعت أنني على وشك الطلاق؟
إذا كانت هي نفسها إلوديا التي عرفتها في القصة الأصلية، فذلك ليس مستبعداً.
إلوديا التي كانت تتسبب في وقوع الكثير من المواقف بسبب تدخلاتها المفرطة وغير الضرورية في كل شيء.
لكن لم أكن أرغب في أن أكون ضحية لتدخلات إلوديا غير المطلوبة.
التعامل مع هذه المرأة قد يجلب المتاعب.
وإذا اكتشف إردان، الذي كان مولعاً بإلوديا، أنني على تواصل بها، من يدري ما الذي قد يفعله.
في القصة الأصلية، كم عدد الشخصيات الثانوية التي تورطت في مشكلات بسبب تدخلات إلوديا وانتهى بها الأمر في مواقف صعبة؟
لم أكن أرغب في أن أكون واحدة منهن.
“لا، الأمر ليس كذلك”
“ماذا تعنين بـ ‘ليس كذلك’؟”
“عمّ تتحدثين بالضبط؟”
سألت بنبرة مستاءة.
رغم محاولاتي استيعاب ما تقوله، لم أتمكن من فهم مغزى كلامها.
“”بلغني أنكِ على وشك الانفصال من إردان.
أردت فقط أن أعرض مساعدتي إن كنت بحاجة إليها”
ابتسامة إلوديا الوديعة زادت من تعابير الاستياء على وجهي.
“إذا كنتِ لا تجدين مكاناً تذهبين إليه بعد مغادرتك هذا المكان، يمكنني مساعدتكِ”
“أعني أنني لا أفكر في الطلاق.
ولا أنوي القيام المضي به”
لم أكن أرغب في تدخل إلوديا، ولم أكن قد تطلقت فعلاً، وليس لدي أي نية للقبول بالطلاق حتى أحصل على المال.
“…!”
لكن فور سماع ردي، ارتعشت عينا إلوديا قليلاً.
“لكن إدان قال إنه بصدد الطلاق…”
ثم نطقت بلقب إردان.
تستخدم لقبه…؟
شعرت بشيء غريب إزاء تصرفها.
كان هناك إحساس مزعج بأن إلوديا قد تكون تلك العشيقة بالفعل.
لا، هذا لا يمكن أن يكون صحيحاً.
الأمر غريب للغاية. إنه غير منطقي.
مهما كانت إلوديا ساذجة أو متدخلة بشكل مبالغ فيه، فهي لم تكن الشخص الذي ينغمس في تصرفات غير أخلاقية.
لا سيما وأنها كانت متزوجة بالفعل من البطل.
نعم، لا بد أنها مجرد سذاجة ممزوجة بتدخلات غير ضرورية.
قمت بإخماد قلقي وفتحت فمي مرة أخرى لأقطع أي مجال لتدخلات هذه المرأة الساذجة.
“بغض النظر عما سمعته من زوجي، نحن لا نزال متزوجين، وأنا زوجته”
شحب وجه إلوديا.
“بغض النظر عن كونكِ دوقة كبرى، كيف ينبغي لي أن أشعر حين تطرحين أموراً خاصة بين زوجين؟”
“…أعتذر إن كنت قد سببت لكِ أي إزعاج”
أمسكت إلوديا بمقبض مظلتها بإحكام، كما لو أنها على وشك الانهيار.