في اليوم التالي للزفاف، اختفى زوجي || The Day After Wedding, My Husband Disappeared - 2
“إنها تفاهة”
نطقت بازدراء وحاولت الانسحاب فورًا.
إذا كانت المشكلة تكمن في الفقر، فالحل بالنسبة لي بسيط: كل ما عليّ فعله هو كسب المال.
“…”
لكنني توقفت عند الباب، متسائلة كيف يمكنني كسب المال؟ تجسدت فجأة في هذا العالم، دون أن أعرف شيئًا عنه.
لم يكن لدي أدنى فكرة عن كيفية البحث عن وظيفة أو حتى مكان البحث.
“هذا سيء جدًا”
أمعنت النظر في حالة المنزل، وبدت لي الصورة قاتمة؛ لن أتمكن من الاستمرار في العيش بهذه الطريقة.
كنت بحاجة ماسة لتحقيق دخل سريع.
تذكرت فجأة الأخت المريضة للبطل الثاني… وقفت عند الباب دون حراك لبعض الوقت، ثم خطرت لي فكرة.
استدرت وبدأت في جمع حاجياتي.
قالوا إنهم دائمًا ما يبحثون عن خدم لها.
كانت هذه المعلومات مستمدة من العمل الأصلي.
بسبب النقص الدائم في الموظفين، كانوا يقبلون أي شخص بسجل نظيف.
لم يكن هناك حاجة لأي تدريب خاص، أو سلوك نبيل، أو آداب متقدمة.
والأهم من ذلك، كان الراتب أعلى بكثير من راتب الخادمة العادية.
كانت هذه الوظيفة المثالية لي في هذه اللحظة.
جمعت أغراضي، متسلحة بتلك الذكرى، وتوجهت نحو العقار الخاص بالبطل الثاني.
***
“يسرني أن أقدم نفسي، أنا اكون ليريبيل لو فيليس، وأتطلع بشغف للعمل معكم”
قلت مبتسمة بلباقة وأنا أخاطب المدير الذي كان يرتدي نظارة أحادية ويبدو صارمًا.
“تحركي خلفي”
ألقى المدير نظرة سريعة عليّ قبل أن يستدير.
لقد أنجزت المهمة بإتقان.
مسحت دمعة خفية أثناء اتباعي المدير.
لم أكن قد ألقيت [تجسدت] فجأة في عالم غير مألوف فحسب، بل تجولت في هذا العالم الغريب للوصول إلى هنا.
نعم.
لقد أحسنت صنعًا حتى الآن، وسأستمر في تحقيق النجاح في المستقبل أيضًا.
جددت عزمي وأمسكت بمقبض حقيبتي بإحكام.
“يمكنكِ الدخول الآن”
دون أن أدرك، كنا قد وصلنا أمام باب.
“…”
أخذت نفسًا عميقًا وأنا أنظر إلى الباب المغلق بإحكام، وما أن فتح الباب، انحنيت بعمق وحييت.
“تحياتي، اسمي ليريبيل-“ لكن تحيتي قُطعت.
“ومن أنتِ؟”
صوت أنثوي حاد، يرافقه جسم طائر نحو قدمي، قطع حديثي.
“أين مارشا؟ أين ذهبت؟”
حدقت بصمت في بقايا طبق مكسور عند قدمي، ثم اعتدلت ببطء ونظرت إلى صاحبة الصوت.
“…”
كانت جالسة بملابس رقيقة، مستندة بظهرها إلى مسند السرير، امرأة ذات حجم صغير.
شعرها الطويل بلون الخوخ كان مبعثرًا، وبدت عليها دلائل الضعف الشديد.
ومع ذلك، كانت تتسم بجمال يفوق أي شخص رأيته
في حياتي.
“مرحبًا؟ من أنتِ؟”
لكن صوتها ونبرتها كانا مزعجين للغاية، لا يتناسبان مع مظهرها على الإطلاق.
“اسمي ليريبيل، الخادمة المعينة لخدمة السيدة بريسيلا بدءًا من اليوم” ابتسمت لها بلطف وأجبت.
تلك المرأة كانت الأخت المريضة للبطل الثاني التي سأخدمها في المستقبل.
***
“ما الذي يمكنكِ فعله بشكل صحيح، يا ترى؟”
حدقت بهدوء إلى بريسيلا، الأخت المريضة للبطل الثاني، وهي تملأ وجهي بعصير التفاح وتوبخني بحدة.
“تشربين العصير وهو يغطي وجهكِ؟”
في صمتي، لوّت زاوية فمها بسخرية.
“سأتوجه للاستحمام”
على الرغم من سخرية بريسيلا، انحنيت بتواضع لها.
“”يا لوقاحتك! كيف تجرئين على ذلك!”
بدت أفعالي مزعجة لها، فنظرت إليّ بنظرة حادة
وألقت الزجاجة الفارغة نحوي.
“!…”
لحسن الحظ، أخطأت الزجاجة خدي وسقطت على الأرض.
“من الذي أعطى لكِ الأمر بفعل ذلك؟ هاه؟”
“إذا خدمتُ سيدتي وانا في هذه الحالة الفوضوية،
فقد تتوسخين أيضًا سيدتي بريسيلا”
“هاه، هل تجرؤين على الحديث إليّ؟”
حدّقت بريسيلا في وجهي بنظرة حانقة، بعدما تلاشت الابتسامة الزائفة عن ملامحها، وعضّت شفتيها بغيظ.
كانت تعبيراتها وإيماءاتها متناقضة تمامًا مع مظهرها الجميل.
“فقط قفي امام الحائط، أليس هذا كافيًا؟”
بدت وكأنها تريدني أن أبقى مغطاة بالعصير.
“قد تجذب الرائحة الحلوة الحشرات”
لكنني لم أكن مستعدة لتحمل هذه الحالة.
عند سماع كلماتي، ترددت بريسيلا للحظة؛ فهي تكره الحشرات بشدة.
“من أجل سيدتي بريسيلا، التي تكره الحشرات، سأسرع في الاستحمام وأعود”
“أنتِ…!”
أدرت ظهري لبريسيلا، التي كانت على وشك الشجار معي مرة أخرى، وابتسمت بلطف.
“آآآه! كيف يمكن لشخص مثلكِ أن يكون خادمة!”
سمعت خلفي صرخات بريسيلا الغاضبة وصوت تحطيم الأغراض.
أدهشني الموقف.
بينما خرجت من الغرفة، تنهدت بثقل.
كما يشير عنوان الرواية:
“من خادمة مهمَلة إلى دوقة كبرى محبوبة”، كانت البطلة خادمة مهمَلة، وبريسيلا كانت الشريرة التي عذبتها.
بريسيلا، التي كانت نموذجًا للشريرة التي تضايق الخدم وتتعامل بفظاظة، كانت السبب في حاجتهم الدائمة لتوظيف خدم جدد لخدمتها، بسبب شخصيتها القاسية.
من يمكنه تحمل العمل تحت إمرتها؟ الناس كانوا يستقيلون باستمرار، مما جعل الحاجة إلى التوظيف دائمة.
كانت الأجور العالية بمثابة تعويض لتحمل طغيانها.
رغم معرفتي بكل هذا، جئت إلى هنا لأنني كنت يائسة للعثور على مصدر للرزق… أطلقت تنهيدة عميقة.
“اصبري، فالصبر مفتاح الفرج”
توقفت للحظة وقلت لنفسي، وأنا أضرب رأسي بجدار الممر، كنت أحاول كبح غضبي المتصاعد.
“اصبري، تحملي”
كررت تلك الكلمات احاول ان اتماسك بينما كنت أضغط جبيني على الحائط.
كان طغيان بريسيلا يتجاوز خيالي، لكنني كنت بحاجة لتحمل هذا الوضع.
أين يمكنني العثور على وظيفة أفضل في هذا العالم الجديد الذي وجدت نفسي فيه، دون معرفة أي شيء عنه؟
“هاه”
رفعت رأسي عن الحائط وتوجهت ببطء إلى غرفتي.
لم يكن دافعي للانضمام إلى بريسيلا مقتصرًا على كسب لقمة العيش فقط.
بريسيلا المريضة توفيت بعد فترة وجيزة من زواج البطلة، وتركت شيئًا للخدم الذين بقوا بجانبها حتى النهاية.
لم يكشف العمل الأصلي عن سبب تركها إرثًا للخدم الذين أساءت معاملتهم، لذا لم أكن أعرف السبب أيضًا.
الأهم هو أنه إذا بقيت… كان ذلك حوالي سنة بعد زواج البطلة؟ عندما حسبت التواريخ، تجمدت ملامحي، ومسحت شعري اللزج من العصير.
شعرت بالاشمئزاز من نفسي لانتظاري وفاة شخص ما، لكن هذا الشعور بالذات زال بسرعة.
“كيهاهاها! انظروا إلى هذه الفوضى!”
عند عودتي من الاستحمام، رشّت بريسيلا العصير عليّ مجددًا.
بدت وكأنها كانت تترقب عودتي، مستعدة للتصرف فور أن يُفتح الباب.
هل انتظرت حقًا عند الباب، رغم مرضها، فقط لتقوم برش العصير عليّ؟
“اذهبي واغتسلي، لا أستطيع تحمل الحشرات التي تجذبها الرائحة الحلوة”
بريسيلا، التي ضحكت بشدة لرؤيتي مغطاة بالعصير، غيرت تعبيرها فجأة وأشارت بيدها بازدراء.
“…نعم”
على الرغم من أنها كانت السبب في ذلك، انحنيت لأوامرها وخرجت.
تحملي!.
تحملي!.
تحملي!
ألم أتي إلى هنا وأنا أعلم أن هذا سيحدث؟ ما المشكلة في بعض العصير الذي يرش عليّ؟ نعم، لا بأس، لا بأس.
جمعت قواي واغتسلت مجددًا، لكن بمجرد أن فتحت الباب-
“غبية! لقد وقعتِ في الفخ مرة أخرى! هاهاها!”
قبضت على قبضتي المرتجفة، بالكاد أتمالك نفسي عن ضرب مؤخرة رأس بريسيلا.
ذلك اليوم، رشّت بريسيلا العصير عليّ طوال اليوم.
لم يتبقى لدي أي ملابس لتغييرها، لذا اضطررت للوقوف مقابل الحائط.