في اليوم التالي للزفاف، اختفى زوجي || The Day After Wedding, My Husband Disappeared - 15
على الرغم من اضطراري لإنفاق جزء من المال لإدارة تلك الإقطاعية البائسة التي كانت تعاني من نقص شديد في الموارد، إلا أنني ما زلت أملك قدرًا لا بأس به من المال.
ولم يكن الأمر خاليًا من الندم عندما فكرت في تخصيص مبلغ كبير، لم أتمكن حتى من استثماره بشكل فعال، لتنفيذ مهمة قتل ذلك الوغد إردان.
ولكن رغبة الانتقام التي تعتمل في صدري كانت أقوى من أي شعور بالندم.
“…”
وضعت رسالة الطلب في الظرف وأحكمت إغلاقه، فتلألأ الظرف للحظة قبل أن يختفي على الفور.
كانت المنظمة السرية، التي تتولى تنفيذ المهام الخطيرة كعمليات الاغتيال، تعتمد على مثل هذه الأدوات السحرية لتفادي التعقب.
ثم…
بعدما أرسلت الطلب إلى المنظمة، أخرجت مجموعة من الأوراق وبدأت بكتابة رسالة.
رغم علمي بأن إردان يسعى لقتلي، لم يكن بإمكاني الوقوف مكتوفة الأيدي دون التحرك.
لا يمكنني الاعتماد على شخص لا أعرف هويته.
إلى أن يتم قبول طلبي ويُقتل إردان، كان لزامًا عليّ حماية نفسي منه.
وكانت هذه الرسائل جزءًا من استراتيجيتي لتحقيق ذلك.
“سيدتي ليريبيل؟”
كنت منهمكة في كتابة الرسالة عندما قاطعتني رونا، التي كانت تراقبني بقلق، بنبرة حذرة.
“هل تودين تناول وجبة خفيفة؟”
“لا، لا حاجة لذلك”
“ماذا عن كوب من الشاي؟”
“لا، لا أحتاج لذلك أيضًا”
في هذا القصر الذي يسيطر عليه إردان، الشخص الذي يحاول قتلي، لم يكن هناك شيء يمكنني تناوله أو شربه وأنا مطمئنة.
“هل يمكنني أن أطلب منكِ خدمة؟”
“نعم، بالتأكيد”
“إذا جاء أحد يبحث عني، هل يمكنكِ إبلاغه أنني ما زلت نائمة؟”
رفعت رونا حاجبيها بدهشة من طلبي المفاجئ، لكنها سرعان ما أومأت برأسها بحزم.
“نعم!”
في هذا القصر، لم يكن هناك شيء يمكنني الاعتماد عليه، ولا حتى الطعام.
ومع ذلك، طلبت من رونا هذه الخدمة لأنني أثق بها أكثر من أي شخص آخر بعد السنوات الست التي قضيناها معًا.
“سأنتظر بالخارج إذًا.
ناديني إذا احتجتِ إلى أي شيء”
بهذه الكلمات، غادرت رونا الغرفة.
بقيت أحدق في الباب المغلق للحظة، ثم عدت إلى كتابة الرسالة.
لساعات طويلة بقي الباب مغلقًا، ولم تدخل رونا، ولم يظهر إردان أو أي شخص أرسله.
بدا وكأنهم كانوا على يقين بأنني فارقت الحياة.
طرقات خفيفة-
كان ذلك في فترة ما بعد الظهر عندما نهضت أخيرًا من مقعدي على وقع صوت قادم من النافذة.
لقد كان ذلك سريعًا.
نظرت نحو النافذة التي جاء منها الصوت، فوجدت حمامة بريد.
بدا أنها رسالة رد من المنظمة السرية.
“…”
فككت الملاحظة المربوطة برجل الحمامة، وبدأت أقرأ محتواها بوجه عابس.
***
في فترة ما بعد الظهر، ساد الاضطراب في القصر.
“علينا إخلاء كل هذا قبل نهاية اليوم!”
كان جيلبرت، مساعد إردان، يصرخ في الخدم والخادمات المتجمعين.
نظر الخدم والخادمات، الذين جُلبوا إلى المكان بواسطة جيلبرت وكانوا يستمعون الآن إلى صراخه، إلى بعضهم البعض بقلق وتوتر.
“ألم تسمعوني؟”
عندما لم يستجب أحد، احمرّ وجه جيلبرت غضبًا.
“هل تظنون أنكم تستطيعون تجاهلي لمجرد أنني طُردت من قبل؟”
رغم ثورته، لم يتحرك أحد.
كانت على وجوههم علامات واضحة من التردد والانزعاج.
“ليس الأمر أننا نتجاهلك، سيد جيلبرت”
تقدم أحد الخدم بخطوة إلى الأمام.
“هذه غرفة السيدة، أليس كذلك؟ كيف يمكننا إزالة ممتلكات السيدة دون إذنها؟”
عند سماع هذه الكلمات، ازدادت تعابير جيلبرت قتامة.
“…”
في الحقيقة، كما قال الخادم، كانت هذه غرفة ليريبيل، سيدة القصر.
لكن في الوقت الراهن، لم تكن ليريبيل تقيم هنا.
فقد كانت تقيم في الغرفة الملحقة، التي خُصصت لها عندما كانت تعمل كخادمة لدى بريسيلا.
الخدم لم يدركوا السبب الذي دفع ليريبيل لترك غرفتها الفاخرة والانتقال إلى الملحق.
لكنهم كانوا يعتقدون أنه رغم غياب ليريبيل، فهذا لا يمنحهم الحق في التصرف في غرفتها دون إذن.
“هذه أوامر المركيز الشاب”
قال جيلبرت بلهجة غاضبة.
“ماذا؟”
“لقد أمرنا المركيز الشاب بإخلاء هذه الغرفة وتجهيزها للضيف القادم قريبًا.
” هيا، تحركوا!”
رغم أن جيلبرت ادعى أن الأمر جاء من المركيز الشاب، إلا أن الخدم والخادمات لم يتحركوا، بل تبادلوا النظرات بينهم.
لقد وجدوا أن هذا الطلب غير منطقي تمامًا.
أي زوج يمكن أن يتصرف في ممتلكات زوجته بدون إذنها؟ من يجرؤ على تحويل غرفة زوجته إلى غرفة ضيوف دون استشارتها؟ حتى أكثر الناس بساطة يرون في هذا الفعل تعديًا.
ولكن لم يكن ذلك فقط شعورًا بعدم الإنصاف، بل أيضًا لم يتصرفوا لسبب آخر.
بعد كل الجهود التي بذلتها السيدة في إدارة الإقطاعية، هل يكون أول ما يفعله عند عودته هو إفراغ غرفتها؟
ما لم تأمر السيدة بذلك بنفسها، لا يمكن تنفيذ هذا الأمر.
كونه المركيز لا يمنحه الحق في التصرف كما يشاء.
ماذا أنجز حتى الآن؟
كان من الأفضل لو لم يعد أبدًا.
إردان كان سيدًا غير كفء، فقد تخلى عن الإقطاعية مرتين.
وليريبيل بذلت أقصى جهودها لرعاية الإقطاعية التي أهملها سيدها.
كان الجميع يعرف أنها أدارت الإقطاعية بلا كلل، حتى أنها استخدمت أموالها الخاصة لسد العجز المالي.
لولا ليريبيل، لكانت الإقطاعية في حالة مزرية، غير قادرة على دفع الرواتب، تمامًا كما كانت عندما تخلى إردان عنها لأول مرة.
علاوة على ذلك، كانت السنتان اللتان قضتهما ليريبيل كحاكمة مؤقتة للإقطاعية أفضل بكثير من فترة وجود إردان.
وكان سبب رفض الخدم لتنفيذ أوامر جيلبرت، بالرغم من زعمه أنها من إردان، هو لأنهم كانوا يثقون ويحترمون ليريبيل أكثر من إردان.
“يا لكم من أغبياء”
عندما تردد الخدم، عبس وجه جيلبرت.
وبينما كان على وشك فقدان أعصابه ورفع يده، قاطعه صوت.
“ماذا تفعلون في غرفة السيدة؟”
دخل الخادم الأكبر بعد أن سمع عن مضايقة جيلبرت للخدم، ليوقفه.
“لماذا تفعل هذا وأنت على دراية بكل شيء؟”
تنهد جيلبرت وخفض يده.
“ألم يأمرنا اللورد إردان بتجهيز أثاث جديد لهذه الغرفة؟ عليك التركيز على ذلك.
أنا فقط أقوم بعملي”
“هل حصلت على إذن السيدة؟”
سخر جيلبرت قائلاً:
“هي لم تعد تعتبر هذه الغرفة ملكها، فما فائدة الإذن؟ لو كانت ترى هذه الغرفة كغرفتها، لماذا انتقلت إلى الملحق؟ هل أخطأت؟”
“بغض النظر عما تعتقده، لا يمكنك المساس بهذه الغرفة بدون إذنها.
حتى لو كان ذلك بأمر من اللورد إردان”
“ها، حقًا”
“وإذا كان لديك ذرة من الاحترام، عليك أن تضبط نفسك”
“ماذا؟”
“كيف تجرؤ على التصرف بهذه الوقاحة بعد أن تم ضبطك تبيع ممتلكات اللورد إردان وطردك؟”
في تلك اللحظة، احمر وجه جيلبرت غضبًا.
فقد أصابته ملاحظة الخادم الأكبر في الصميم.
“متى فعلت ذلك؟ هل رأيتني؟
تبا! لو فعلت ذلك حقًا، هل كان اللورد إردان سيعيدني فور عودته؟
ها؟ كل ذلك كان افتراءً من تلك المرأة! تعتقد أنها تستطيع السيطرة على هذه الإقطاعية بشكل أفضل بدون خادمه المخلص حولها!
فهمتم ام لا؟”
جيلبرت، غير قادر على كبح غضبه، ركل الكرسي العتيق في الغرفة.
تصلب وجه الخادم الأكبر بينما كان يشاهد المشهد.
إردان أعاد هذا الشخص، الذي طُرد بسبب جريمة، إلى جانب سريره، فقط لأنه مطيع وسريع الاستجابة.
وكان ذلك تناقضًا صارخًا مع ليريبيل، التي اكتشفت جريمة جيلبرت بسرعة وطردته.
“لماذا كل هذا الضجيج؟”
ظهر إردان عند الباب المفتوح.
“اللورد إردان!”
توقف جيلبرت عن الغضب واندفع نحو إردان، ليبدأ في سرد ما حدث.
تجهمت ملامح إردان وهو يستمع إلى كلمات جيلبرت.
“أنا، السيد هذا المكان هنا،
من أصدر الأمر، فلماذا أحتاج إلى إذن تلك المرأة؟”
“السيدة ليريبيل هي ربة هذا المكان.
كيف يمكنك…؟”
“سأطلق تلك المرأة”
ارتبك الخادم الأكبر.
“لم يعد لها أي علاقة بهذا المكان، لذا توقف عن الجدال وابدأ العمل”
“…حتى لو طلقتها، فهي لا تزال ربة هذا المكان”
عند كلمات الخادم الأكبر، ارتسمت على شفتي إردان ابتسامة باردة وأطلق ضحكة فارغة.
ثم تقدم نحو الخادم الأكبر.
صفعة-
[الله يكسر ايديك اثنينهن]
” أنا من قام باعكائك الوظيفة، ويدفع لك راتبك
في هذا المكان”
[ولسانك يحترق من وره الاكل الحار وينشل وما يقدرون على علاجه الا بقطعه لك وعيونك يدخل فيهن فلفل حار وتنعمي وانت ماشي بالسوق وتطيح على مجموعة مسامير وتنزف رجليك وتنشل وعلى عيونك وتفقدهن وتموت ميتة شنيعة]
بينما كان الخادم الأكبر يحاول الوقوف بعد الصفعة المفاجئة، ارتد صوت إردان البارد في الغرفة.
___
السلام عليكم حبايبي
الدفعة هذه من وراها عيوني صرت بالكوه اشوف بس الحمدُ لله خلصتها.
حَنشر رواياتي على الواتباد كذلك، والتحديث حَيكون هناك اسرع من هنا.