في اليوم التالي للزفاف، اختفى زوجي || The Day After Wedding, My Husband Disappeared - 14
بملامح جامدة تقدمتُ ببطء نحو البقعة التي انهار عندها البارون دينيس.
“إذن، لم يكن حلماً في النهاية”
ظلت بقعة قاتمة حمراء ملتصقة بالسجادة، لم يتم تنظيفها بعد.
ما الذي يمكنني الوثوق به؟ وما الذي يجب أن أرفضه؟
استعدتُ في ذاكرتي صورة ذلك الرجل الغريب الذي أنقذ حياتي.
إردان، الذي عاد ليهينني ويزدري وجودي، دون أن يعبأ بكلماتي.
وحتى تصرفات البارون دينيس قبل أن يحاول قتلي…
من تلك التصرفات، كان من الصعب تجاهل حقيقة أن كلمات الغريب عن نية إردان كانت على حق.
لكن، لا أستطيع أن أكون واثقة تماماً.
كيف لي أن أضع ثقتي الكاملة في رجل ظهر فجأة في وقت الخطر، حتى وإن كان قد أنقذني من الموت المحدق.
يجب أن أتحقق من حقيقة ما إذا كان إردان قد حاول حقاً قتلي، وإذا كان يمكنني الاعتماد على كلام ذلك الرجل.
بعد أن جمعت أفكاري، غادرتُ غرفة النوم.
“هاه؟”
حينما خرجتُ، فوجئت برؤية رونا جالسة على الأريكة، تسكب الشاي.
ما أن رأتني رونا، ارتبكت بسرعة ونهضت مبتسمة بتردد.
“لقد استيقظتِ”
ثم قالت،
“لم أكن أعتزم شرب الشاي سراً، فقط كنت أعد الشاي استعداداً لاستيقاظكِ”
رغم حصولها على جزء من إرث بريسيلا، لا تزال رونا تقوم بعملها كخادمة.
كنتُ أتساءل في البداية عن السبب، معتقدة أن هناك سرًا وراء استمرارها، لكن ربما كل ما في الأمر أنها وجدت متعة في الاستفادة من الشاي المجاني.
“…”
أشحتُ بنظري عنها وفتحتُ الباب.
كان من المفترض أن يتواجد الجنود والخدم في الممر لحراستي كسيدة الماركيز، ولكن الممر كان خالياً بشكل مريب.
“في الليلة الماضية، أمر اللورد إردان بإبعاد حراس وخدم السيدة ليريبيل…”
بينما كنت أحدق في الممر الفارغ بدهشة، اقتربت مني رونا بتردد وتحدثت.
“طبعاً، اعترض الجميع على ذلك، من كبير الخدم إلى قائد الفرسان، لكن إردان كان مصراً وأعلن أنه سيتم طرد من يعترض”
هل كان هذا السبب في عدم استجابة أي شخص عندما ناديتُ الليلة الماضية؟ أصبحت الأمور أوضح.
فكرت في ذلك وأنا أغلق الباب.
في اليوم الذي أمر فيه إردان الجميع بالمغادرة، تلقيت تهديداً بالاغتيال.
الشك في إردان في هذه الظروف لم يكن خياراً، بل ضرورة.
“هل هناك شيء خاطئ؟”
سألت رونا بصوت قلِق.
“إردان أمر الجميع بالمغادرة، فلماذا ما زلتِ هنا يا رونا؟”
خرجت كلماتي كسؤال أشبه بالتحقيق.
كنت أشك في أن إردان قد أوصاها بالبقاء.
“حسنًا…”
بدت رونا مرتبكة من نبرتي الحادة، فابتسمت بارتباك.
“لا يهمني أن أُطرد”
“…”
“اعتقدتُ أن سيدتي ستواجه صعوبة بدوني…”
عندما سمعت جواب رونا، شعرت بمرارة في داخلي.
لقد عملتُ مع رونا تحت إشراف بريسيلا لأربع سنوات، ومنذ عامين أصبحت السيدة الفعلية للماركيز، وكانت رونا بجانبي كل تلك المدة.
لقد قضينا ست سنوات معاً.
لذا، كنت أعلم أن كلماتها كانت صادقة.
ومع ذلك، كنت أشعر بالشك تجاهها.
[احسها جاسوسة له وبس تجي هذيج التس تس تصير معاها وتلزق بيها مثل العلك]
يا لك من وغد…
رفعت يدي لأغطي عيني.
كان مؤلماً ومخزياً أن أشك حتى في أقرب الناس لي في هذا الماركيز.
في تلك اللحظة بالذات، أردت أن أخنق إردان الذي حاول قتلي.
نعم، سأقتله.
أنزلت يدي عن عيني واتجهتُ بخطى حثيثة نحو المكتب.
فتحتُ درج المكتب وأخرجت سيفًا.
“أشعر أنكِ قد تتعرضين للطعن في مكان ما وتموتين، لذا احتفظي بهذا للدفاع عن النفس”
كان هذا الخنجر هدية من مساعديّ، الذين كانوا قلقين بعد رؤيتي أقاتل بشراسة ضد التابعين الفاسدين.
عندما استللت الخنجر، انعكس وجهي على النصل.
وجه مليء بنية القتل.
“…”
لأكثر من عامين، كنت أدير بشكل يائس المنطقة التي هجرها إردان، بالكاد أنام.
ما تلقيته في المقابل لم يكن الامتنان أو الاعتذار بل الإهانات والازدراء والافتراء.
لم يعاملني إردان بهذه الطريقة فحسب، بل حاول حتى قتلي عندما طالبت بتعويض عادل عن عملي.
هل يستحق مثل هذا الشخص أن يكون على قيد الحياة؟ بالطبع، كلا.
كان يجب أن يموت.
تصلبت أناملي حول نصل السيف وأنا أضغط أسناني حتى شعرت بألم في فكي.
لكن هذا القرار لم ينبع فقط من غضب عارم.
حولت نظري بعيدًا عن النصل واتجهت ببصري نحو النافذة.
خلف الزجاج، بدأت أشعة الصباح الأولى تتسلل إلى الأفق.
رونا، التي تبدو غافلة تمامًا، وهدوء إردان المريب… يبدو أن إردان مقتنع بموتي ولم يكلف نفسه عناء التأكد.
حتى لو حاولت الهروب من هذا المكان بينما يظل إردان غير مكترث، فلن أتمكن من الإفلات من قبضته الحديدية.
مهما حاولت أن أتسلل بعيدًا بصمت، لن أستطيع تجنب الاصطدام بالخدم.
ومع كل خادم يراني، سيصل الخبر سريعًا إلى إردان بأني لا زلت على قيد الحياة، وسيتحرك مرة أخرى لاستهدافي.
ليس من السهل إثبات أن البارون دينيس حاول قتلي بأمر من إردان.
فالبارون دينيس قد فارق الحياة.
والموتى لا يتحدثون، لذا سأحتاج إلى دليل آخر يثبت تورط إردان في محاولة قتلي.
ولكن في هذه الماركيزية التي يحكمها إردان بقبضة من حديد، كيف لي، وقد فقدت سلطتي كلورد بالنيابة، أن أجد مثل هذا الدليل؟ ربما سألقى حتفي على يد إردان قبل أن أتمكن حتى من العثور عليه.
حتى لو وافقت على الطلاق الذي يسعى إليه إردان دون أدنى مقاومة، لا أعتقد أنه سيسمح لي بالبقاء على قيد الحياة.
لم يكن زواجنا بدافع الحب، لذا ليس هناك ما يمنعني من الموافقة على الطلاق.
لم أكن أعمل لأجل مكافأة، لذا لا أحتاج إلى أي نفقة أيضًا.
ولكن حتى لو وقعت على أوراق الطلاق دون أن أطلب فلسًا واحدًا وتنازلت عن حياتي، فلا شيء يضمن لي النجاة.
بل من المرجح أن يحاول إردان قتلي مجددًا لإخفاء جريمته السابقة.
إذا كان إردان، الذي حاول إنهاء حياتي لمجرد مطالبتي بحقوقي، قادرًا على ارتكاب جريمة أخرى، فهذا وحده سبب كافٍ للتخلص منه.
لا أريد أن أتوسل من هذا الوغد لينقذ حياتي.
إذا لم يكن هناك مهرب من تهديداته المستمرة بالقتل، فلا بد لي من القضاء على إردان.
إذا مات، فلن أضطر بعد الآن للعيش تحت تهديد دائم لحياتي.
نعم.
لأضع حدًا لهذا الانتقام والغضب المشتعل تجاه الشخص الذي أهانني وحاول قتلي، يجب أن يموت إردان.
ثود-
[صوت ارجاع الخنجر الى غمده]
غمدت الخنجر مرة أخرى ووضعته بهدوء على المكتب.
ثم فتحت درجًا آخر وأخرجت بعض القرطاسية وظرفًا.
لم يكن من الممكن أن أتمكن من خنق إردان حتى الموت أو طعنه بهذا السيف.
فإردان محاط بالفرسان وكان فارسًا ممتازًا بنفسه.
إن محاولة قتل شخص مثله بيديّ كانت مجرد سعي حثيث نحو حتفي.
«طلب»
لذلك، قررت أن أرسل طلب اغتيال إلى منظمة سرية في عالم الجريمة تختص بأعمال قذرة كهذه.
كانت لي بعض الاتصالات مع هذه المنظمة عن طريق الصدفة.
لم أكن أملك القدرة على قتل إردان بنفسي.
لذا، كان عليّ أن أطلب المساعدة من شخص يملك هذه القدرة.
قد أفتقر إلى القوة، لكنني لست مفتقرة للمال.
لقد ادخرت ما يكفي من المال من عملي كخادمة لبريسيلا
طوال تلك السنين الماضية.