في اليوم التالي للزفاف، اختفى زوجي || The Day After Wedding, My Husband Disappeared - 1
“انتظري”
استدرت ببطء لأرى من أمسك بذراعي.
إردان،
كان البطل الثاني في الرواية التي تجسدت فيها، وكان زوجي ذات يوم.
“ما الذي تبتغيه؟”
سحبت ذراعي وسألته.
تجهم إردان وأظهر عدم رضاه عن تحرري من قبضته على ملامحه.
“نحتاج إلى التحدث”
“عن ماذا نتحدث؟ ماذا بقي ليقال بين زوجين مطلقين؟”
مرر إردان يده عبر شعره وكأنه يحاول السيطرة على أعصابه، ثم قال:
“كان الأمر برمته مجرد سوء فهم”
“أي سوء تفاهم؟”
ابتسمت ببرود وقلت،
“بعد يوم من زواجنا، خرجت من البيت دون أن تنطق بكلمة؟”
“كان لدي أسبابي”
“أوه، وماذا عن اختفائك لمدة عامين كاملين دون مبرر، ثم ظهورك فجأة وطلب الطلاق مني؟”
“لقد تعرضت أيضًا للخداع، وأنت تعرفين جيدًا نوع الأشخاص الذين خدعوني”
“وماذا عن خيانتك وإحضار عشيقتك إلى منزلنا؟”
كلما تحدثت، زادت تجاعيد وجه إردان تعبيرًا عن الاستياء.
“تلك المرأة هي من أصرّت على التمسك بي من تلقاء نفسها”
تجعد وجه إردان تعبيرًا عن الاستياء.
“وماذا عن خداعي ومنحي أرضًا قاحلة كتعويض؟”
رد إردان
“خداع؟ كان ذلك مجرد خطأ في إدارة الأمور! لماذا تجعلينني الرجل الشرير هنا؟”
ورغم ذلك، استمر إردان في تقديم الأعذار.
ضحكت بمرارة على كلماته، ثم تجهمت ونبست ببرود،
“أنا فضولية لمعرفة كيف ستفسر محاولة قتلي”
“لم أقم بذلك أبدًا، لماذا تفرطين في شكوكك اتجاهي؟”
رد إردان بصوت متذمر.
بالنسبة لشخص متمسك بزوجته السابقة ويقدم الأعذار، كان إردان مذهلاً في وقاحته.
وكأنه يقول:
“كيف تجرئين على الاعتراض على ما أقوله؟ إذا قلت إنه غير صحيح، فهو ببساطة غير صحيح”
“الآن فهمت، أليس كذلك؟ كل ما حدث كان مجرد سوء فهم”
وكأنه يقول:
“يجب أن تصدقي لأنني قلت ذلك”
“أرى أنك كل ما تتفوه به عبارة عن سخافات”
فكرت أن الاستماع إلى أعذاره مضيعة للوقت.
هل يظن أنني لا أعي سبب تصرفه؟، السبب هو أن الأرض التي وهبني إياها والتي كانت عديمة القيمة تحولت إلى أرض ذهبية، وهو الآن يخشى أن يخسر لقبه التافه لي.
إنه يحاول إقناعي كي يسترجع أرضي ويحافظ على لقبه.
“لم أنتهِ بعد”
كنت على وشك أن أدير ظهري، ظنًّا مني أنه لا يستحق المزيد من الاستماع، لكن إردان كان مصممًا على عدم تركي وكرر محاولة الإمساك بذراعي.
“لا، لقد انتهينا”
ومع ذلك، لم ينجح إردان في مسعاه.
شخص ما سحب كتفي برفق، مما جعل يد إردان، التي كانت تحاول الإمساك بي، يخفق في محاولته بامساكي.
جلالتك، ماذا أتى بك إلى هنا؟””
استدرت برأسي ببطء مرة أخرى، بينما كان صوت إردان الصارم يتردد في أذني.
كان الإمبراطور كاسروسيان يقف هناك، مبتسمًا ابتسامة خافتة.
“هل يحتاج الماركيز إلى معرفة ذلك؟”
رد إردان بصوت خافت، مليء بالضيق وكأنه يحاول كبح غضبه.
“لا أفهم لماذا يتدخل جلالتك بينما أنا أحاول التحدث مع زوجتي”
أجابه كاسروسيان ببرود، ماسحًا الابتسامة الناعمة التي منحها الي.
“’اختر كلماتك بدقة، فهي ’زوجتكَ السابقة’،’طليقتكَ’”
“بغض النظر عن كونها زوجتي الحالية أو زوجتي السابقة، نحن كنا زوجين، أوليس كذلك؟”
حدقت في إردان بعينين ضيقتين، متسائلة كيف له أن يطلب الطلاق بعد أن هرب في اليوم التالي للزفاف.
أضاف كاسروسيان،
“بغض النظر عن كوني إمبراطورًا، لا أظن أنه من الصواب التدخل في أمور بين زوجين”
“لم أتزوج قط، لذا لا أملك خبرة كبيرة في شؤون الأزواج…” توقف كاسروسيان للحظة، ثم رفع زاوية فمه، وأضاف:
“لكنني أعلم أنك تتشبث بشكل مثير للشفقة بالكونتيسة ليريبل”
فور انتهائه من كلامه، تشوه وجه إردان بتجاعيد الغضب.
قال كاسروسيان بنبرة حاسمة:
“لا فائدة من متابعة الحديث معك، هيا بنا”
نظرت إلى الذراع التي مدّها كاسروسيان لي ووضعت يدي عليها، حين كنت على وشك مغادرته.
“عودي”
جاء صوت غير متوقع تمامًا من خلفي.
التفتّ بجسدي لأرى إردان.
“لقد أوضحت لك مراراً وتكراراً أن الأمر كله مجرد سوء فهم”
” …”
“أنا والماركيزية بحاجة إليكِ، لذا أرجوكِ عودي”
“…”
“سأشرح كل شيء…”
“حسنًا”
إردان، الذي كان يتمسك بي بتعبير متردد، اتسعت عيناه بدهشة ونظر إلي.
وفي تلك الأثناء، تصلبت ذراع كاسروسيان التي كنت أتشبث بها.
“ماذا قلتِ؟”
“قلتُ إنني سأعود إلى جانبك”
ابتسمت بفرح لإردان الذي بدا مذهولًا.
حسنًا، إذا كنت ترغب في عودتي، سأعود إلى المكان الذي أهنتني فيه جميعًا.
وهناك، سأنتقم منك كما فعلت بي.
“إذن، لماذا لا تبدأ بالركوع والانحناء لي؟”
“…ماذا؟”
في تلك اللحظة، تجمد وجه إردان الذي كان يبتسم بانتصار لكاسروسيان عند سماعه كلماتي.
“لا أريد العودة دون أن أسمع اعتذارًا”
تابعت حديثي بابتسامة نحوه.
“توسل وتضرّع، وسأفكر في الأمر، أو ربما يمكنك
الزحف على أطرافك والنباح كالكلب؟”
حتى إذا لم أعد، هناك طرق أخرى للانتقام.
ليس لدي نية للعودة بهدوء.
***
كنت طالبة عادية في إجازة.
طالبة بسيطة تعمل بدوام جزئي في متجر بقالة بالقرب من منزلي.
حتى شخص عادي مثلي كان لديه هواية، وهي قراءة الروايات الإلكترونية كلما سنحت لي الفرصة.
لذا، كانت قراءة تلك الرواية جزءًا من هوايتي.
لكن هذه المرة كان هناك شيء مختلف قليلًا…البطلة مزعجة للغاية.
إنه أمر محبط.
لم أترك تعليقًا على أي رواية قرأتها من قبل، لكن هذه كانت الاستثناء الوحيد.
السبب هو أن البطلة كانت مزعجة للغاية.
كانت دائمًا تدّعي أنها تستطيع التعامل مع الأمور بنفسها وترفض المساعدة، لكن عندما تواجه مشكلة، كل ما تفعله هو البكاء.
كانت تستقبل المساعدة من البطل ووالبطل الثاني
وهي تبكي.
وكانت تتقن التسبب بالمشاكل أينما ذهبت.
“آه، حقًا، لماذا هي هكذا؟”
ومع ذلك، رغم إحباطي من تصرفات البطلة، كان قسم التعليقات ممتلئًا بمعجبيها.
– الكاتب، أرجوك توقف عن تعذيب إيلوديا
ㅠㅠㅠㅠㅠㅠㅠ.
– إيلوديا، دعينا نسير على دروب مزينة بالزهور
ㅠㅠ.
– لا أهتم بالبطل أو الطرف الثالث [البطل الثاني]، أريد فقط أن تكون إيلوديا سعيدة.
تساءلت إذا كانوا يقرؤون نفس الرواية التي أقرأها.
بسبب الإحباط الذي شعرت به من البطلة، زادت تعليقاتهم من إحباطي.
لذا، قررت ترك تعليق، وهو ما نادراً ما أفعله.
“هل هذه مزحة؟”
سرعان ما انهالت الردود بعد تعليقي، لكنني عمداً تجاهلتها. شعرت وكأن معجبي البطلة يهاجمونني.
بما أنني لم أترك التعليق لافتعال جدل، تجاهلت الإشعارات وبدأت على الفور في قراءة رواية إلكترونية أخرى.
ثم، بطريقة ما، غفوت واستيقظت.
“ما هذا؟”
انتقلت إلى الرواية التي تركت فيها تعليقي الوحيد، وهي
“من خادمة مهملة إلى دوقة كبرى محبوبة”.
“ها، حقًا؟”
وكان ذلك في يوم زفاف البطلة والبطل.
أكثر من ذلك، كنت شخصية ثانوية تصفق من مكان بعيد حيث لا أستطيع حتى رؤيتهم.
حتى تلك اللحظة، كنت أجد صعوبة بالغة في التكيف مع الواقع، بالكاد.
“لكن هذا…”
بعد أن عدت إلى المنزل من حفل الزفاف، نظرت حولي في المنزل الفارغ وكنت عاجزة عن الكلام.
وجدت نفسي في جسد شخصية ثانوية، ليريبل، التي فقدت والديها في سن مبكرة وأصبحت بارونة في سن مبكرة أيضًا.
“كيف يمكن أن يكون بارونًا فقيرًا بهذا الشكل؟”
ومع ذلك، كانت ليريبل في حالة من الفقر المدقع.
لم يكن لديها إقليم، ولا ثروة، بل مجرد لقب نبيل عديم الفائدة.
“…”
في هذه اللحظة، خطرت ببالي فكرة.
ربما، لأن الكاتب لم يكن راضيًا عن انتقادي للبطلة، قرر معاقبتي بتجسيدي في شخصية ليريبل في روايتهم.
“
راقبي بغيرة بينما تعيش البطلة، التي وصفتها بالمزعجة، حياة سعيدة أبدية!”
ربما كان هذا هو ما يفكر فيه الكاتب.
___
ملحوظة صغنونة:
ان شاء الله بينزل فصل او اثنين كُل اسبوع.