The Cursed Princess is Enough to Be Loved - 6
Khadija SK:
──────────────────────────
🌷 الفصل السادس –
──────────────────────────
“هذا كله بسببكَ.”
“لماذا أنا يا أمي؟ كل هذا بسببكِ أنتِ.”
وقفت إيفيلينا بتعبير متوتر.
يبدو أن شيئًا مهمًا قد سار على نحوٍ خاطئ.
دمدمت كارينا بعدم رضا عندما فتحت باب قاعة الطعام.
“إذن لماذا أزعجتَني ولم تتركني أذهب لوحدي؟”
“أمي، إيفيلينا هي زوجتي. لذا فمن الصواب أن أذهب أنا لمرافقتها.”
رمشت إيفيلينا في حيرة عندما سمعت اسمها فجأة.
“الدموع تملأ عيني كلما أفكر في طفلتي الصغيرة وهي تسير وحيدة إلى قاعة الطعام البعيدة.”
“هذا صحيح، كان عليكِ أن تبتعدي عن طريقي عندما طلبتُ منكِ أن تبتعدي عن الطريق.”
“أنتَ وقح يا فتى.”
نقرت كارينا على لسانها، لكن عندما لمحت إيفيلينا وهي تقف بجانب الطاولة، ابتسمت ابتسامة مشرقة.
“أوه عزيزتي~ ألم يكن من الصعب عليكِ الوصول إلى هنا؟”
“أنا بخير. قاعة الطعام ليست بعيدة عن غرفتي.”
لوحت إيفيلينا بيدها بحرج.
“إيفيلينا~♡”
على الرغم من أنهم لم يروا بعضهم البعض سوى لبضع ساعات فقط، إلا أن آرسين نادى اسمها بحرارة كما لو أنه لم يرها منذ دهر من الزمن.
“… مرحباً أيها الأرشيدوق.”
ترددت إيفيلينا، ثم خفضت رأسها قليلاً وأجابت.
تصلب آرسين عند التغيير المفاجئ في لقبه، ثم درس وجه إيفيلينا عن كثب.
لقد بدت مكتئبة وحزينة أكثر من ذي قبل.
جلس آرسين بجانب إيفيلينا دون أن يقول أي شيء.
“إيفيلينا، ماذا حدث؟”
“نعم؟”
“أنتِ تبدين مكتئبة قليلًا.”
“آه … لا شيء.”
ابتسمت إيفيلينا وهزت رأسها.
وبينما كانت تنتظر الطعام، فتحت فمها بصوت منخفض.
“أنا….”
“ما حدث يا طفلتي؟”
“هل لديكِ شيء لتخبريني به؟”
على الرغم من أن صوتها كان منخفضاً جدًا، إلا أن كارينا وآرسين سمعاه بدقة.
جفلت إيفيلينا عندما ركز الاثنان نظرتهما عليها فجأة.
ورغم أن الاهتمام المفرط كان مرهقًا، إلا أنه كانت هناك حاجة ملحة ليتحدثوا عن موضوع الألقاب.
“الفرق بيني وبينكم يا أيها الأرشيدوق وسمو الإمبراطورة كبير للغاية، لذلك لا أعتقد أنني أستطيع أن أدعوكم بألقاب ودودة.”
عندما قالت إيفيلينا تلك الكلمات، خفضت رأسها تدريجياً.
“و … لأنكما قد تتأذيان بسببي … أعتقد أنه سيكون من الأفضل أن نحافظ على مسافة بيننا.”
غرقت قاعة الطعام في صمت خانق.
وبعد بضع ثوان، سُمِع صوت آرسين في المكان.
“إيفيلينا، ليست هناك حاجة لتقلقي مقدماً بشأن شيء لم يحدث.”
“نعم …؟”
“لم يحدث لنا شيء، أليس كذلك يا أمي؟”
غمز آرسين غمزة صغيرة لكارينا، عندها أضافت والدته بابتسامة دافئة.
“نعم يا حبيبتي. لقد أمسكتُ بيدكِ، ولمستُ وجهكِ، وناديتُ باسمكِ، ولكن لم يحدث لي أي شيء، أليس كذلك؟ القصر لم ينهار وأنا وآرسين لم نتعرض لأذى.”
“……..”
“لذا لا تحاولي أن تنئي بنفسكِ بعيداً عنا.”
جلبت هذه الكلمات بطريقة ما الدموع إلى عيون إيفيلينا.
نظرت إيفيلينا إلى كارينا بهدوء وخفضت رأسها كما لو كانت تصارع الدموع التي كانت على وشك الانهمار.
“هل تعلمين كم نحن سعيدون بوجودكِ هنا معنا؟”
“هذا … أنا … أنا أميرة ملعونة … هيك … إذن لماذا …؟”
لم تستطع إيفيلينا التحكم في دموعها ولذلك أجهشت في البكاء.
قالت كارينا بينما ترفع زوايا فمها لترسم ابتسامة ملتوية.
“أنتِ مجرد شخص عادي. لا أعرف مدى إيمان الناس بالنبوءات، لكنها ليست أكثر من مجرد خرافات.”
“أمي.”
نادى عليها آرسين بصوت منخفض.
ورغم أنه لم يكن لديه أي إيمان بمثل هذه الأشياء، إلا أن الحديث عنها كان مسألة حساسة.
نظرت إليه كارينا مع تعبير عن الاستياء، ثم أرخت عينيها ونظرت إلى إيفيلينا مرة أخرى.
“علاوة على ذلك، أنا لستُ ضعيفة كما تظنين.”
“هل أنتِ متأكدة …؟”
“أجل. لكن إذا كنتِ ما تزالين قلقة، دعينا نتناول العشاء ثم أظهر لكِ مدى قوتي.”
وبمجرد انتهاء كارينا من هذه الكلمات، فُتح الباب ودخلت الخادمات بينما يسحبن صينية مليئة بالطعام.
ثم بدأوا في وضع الطعام بوتيرة سريعة.
كانت هناك سلطة مع صلصة منعشة، وطعام ذا رائحة لذيذة، وشرائح لحم مع صلصة حلوة، وحتى سمك مشوي برائحة الزبدة.
اتسعت عيون إيفيلينا، التي لم ترى مثل هذا الطعام من قبل، على مصراعيها.
فتحت إيفيلينا فمها الصغير بتعبير مندهش ونظرت إلى الطعام الذي كان يملأ الطاولة.
ارتعشت زوايا أفواه آرسين وكارينا عند رؤية تصرفاتها الظريفة للغاية بينما كانوا يُجابهون الابتسامة، ولكن من ناحية أخرى أصبحت رغبتهم في قتل الدوق أكبر مجدداً.
“جربيه بسرعة.”
“نـ – نعم…”
ابتلعت إيفيلينا لعابها عند كلمات آرسين والتقطت الشوكة والسكين.
لم يُعلّمها أحد آداب المائدة، لكنها تعلمتها بنفسها من خلال قراءة الكتب التي وجدتها سراً في المكتبة.
على الرغم من أنها ربما كانت لتكون خرقاء لأنها درست آداب السلوك بمفردها، إلا أن آدابها كانت دقيقة ومثالية.
“إيفيلينا، إن آدابكِ مثالية.”
“لقد درستُ بمفردي، لكن أشكركِ على لطفكِ معي …”
تحولت خدود إيفيلينا إلى اللون الأحمر.
توقفت كارينا عن تقطيع قطعة اللحم عندما سمعت أن إيفيلينا كانت تدرس بمفردها.
“هل درستِ بمفردكِ؟”
“نعم. لم أكن بحاجة للذهاب إلى أي مكان … لذلك حتى لو قاموا بتعيين شخص ما لتعليمي شيئًا كهذا، لم أكن لأستخدمه.”
“…….”
“لكنني كنتُ أشعر بالملل الشديد لأنني لم أكن أفعل شيئًا طوال اليوم، لذلك كنتُ أتسلل إلى المكتبة دون علم والدي وأقرأ الكتب التي هناك.”
استمع آرسين إلى تلك الكلمات بتعبير صارم، ثم ابتسم قليلاً وقال:
“هل فعلتِ؟ ما هي الكتب التي كنتِ تقرئينها عادة يا إيفيلينا؟”
“لقد قرأتُ كل ما كان هناك دون انتقاء. كان هناك كتاب يتعلق بالآداب، لذلك قرأته أولاً.”
“حسنًا. إذن، هل تتذكرين كل ما قرأته؟”
“بالتأكيد. أنا لم أنسى أي شيء.”
كانت ذاكرة إيفيلينا أفضل بعدة مرات من ذاكرة غيرها.
بمجرد أن ترى أو تسمع شيئًا ما، هي لا تنساه أبدًا.
لقد كانت موهبة مذهلة حقاً، لكن إيفيلينا لم تكن تعلم أنها موهبة حتى.
كان الأمر طبيعيًا لأنها لم تتلقى أي تدريب من أي شخص ولم تتحدث مع أحد عن مهاراتها هذه.
تحدثت إيفيلينا عن الكتاب الذي قرأته بتعبير سعيد.
كان آرسين وكارينا يستمعان إلى القصة بتعابير سعيدة، لكنهم بدوا مندهشين عندما أخبرتهم إيفيلينا بمحتويات الكتاب بدقة.
“عزيزتي، لديكِ ذاكرة جيدة حقًا.”
“آه … هل هذا صحيح؟ أليس الجميع هكذا أيضًا …؟”
أصبح صوت إيفيلينا فجأة أكثر هدوءًا.
فكرت كارينا للحظة ثم سألت:
“هل تخططين لإكمال دراستكِ؟”
“دراستي … ؟”
“حسنًا. أحد الأشخاص الذين أعرفهم هو أستاذ أكاديمي مشهور. إنه أستاذ وساحر في نفس الوقت. سأحضره كأستاذ لكِ إذا أردتِ ذلك، لذا ألا تريدين أن تتعلمي بشكل احترافي تحت رعايته؟”
صدمت إيفيلينا من هذه الكلمات وهزت رأسها.
“عفواً؟ لا، لا أعتقد ذلك. بما أنني لا أعرف الكثير، فمن المؤكد أنني سوف أكون مجرد مصدر إزعاج. علاوة على ذلك، كيف يمكن لشخص عظيم مثل هذا أن يدرسني أنا ….”
حاولت كارينا إقناعها عدة مرات، لكن إيفيلينا رفضت بشكل قاطع.
“حسنًا، إذا كان هذا ما تعتقدينه، فلن أقول المزيد. إذا غيرتِ رأيكِ، يمكنكِ أن تخبريني بذلك في أي وقت.”
“… حسناً.”
بعد تناول وجبة طويلة مع الكثير من الدردشة، انتهى العشاء بعد أن تناول الجميع الحلويات اللذيذة.
“الآن، لقد قلتُ سابقًا أنني سأظهر لكِ مدى قوتي، أليس كذلك؟ اِتبعني يا آرسين، وأنتِ أيضًا يا طفلتي العزيزة.”
أبدى آرسين تعبيرًا منزعجًا، لكن عندما استدارت إيفيلينا، ابتسم بإشراق ونهض إلى جانبها.
صُدِمت كارينا من المشهد، لكنها ابتعدت دون أن تقول أي شيء.
المكان الذي ذهبت إليه كارينا كان عبارة عن ساحة تدريب تحت الأرض.
لقد كان مكانًا واسعًا ونظيفًا للغاية.
كان هناك رف للأسلحة على أحد الجوانب ومنطقة صغيرة تشبه غرفة تبديل الملابس.
قالت كارينا لآرسين.
“آرسين، استعد.”
“… حسناً.”
جلست إيفيلينا بعناية على كرسي في أحد جوانب الساحة وانتظرتهم.
وبعد أقل من خمس دقائق من دخولهم غرفة تبديل الملابس، خرج الاثنان من جديد.
ومع ذلك، كان الاثنان يرتديان زيًا مختلفًا تمامًا عما كانوا يرتدونه عندما جاءوا إلى هنا في وقت سابق.
“هاه … ؟”
فتحت إيفيلينا عينيها بدهشة ووقفت ببطء دون أن تدرك ذلك.
ابتسمت كارينا واقتربت منها.
“كيف أبدو يا حبيبتي؟”
“أنتِ … أنتِ رائعة جداً يا أمي.”
قالت إيفيلينا هذه الكلمات بكل صدق.
كانت كارينا ترتدي قميصًا وسروالًا بسيطًا.
على الرغم من أنه كان مجرد زي عادي بدون أي زخارف فاخرة، إلا أنه كان لا يزال يتمتع بمظهر جميل وأنيق للغاية.
كما أن كارينا رفعت شعرها وربطته على شكل كعكة عالية.
كان آرسين يرتدي أيضًا ملابس مشابهة لكارينا.
عندما رأى كارينا تتحدث مع إيفيلينا، أسرع آرسين وتدخل بسرعة.
“إيفيلينا، ماذا عني~ ماذا عني؟”
“آرسين أيضًا رائع جدًا.”
ظهرت ابتسامة بشكل طبيعي على شفاه آرسين عند تغيير لقبه من الأرشيدوق إلى اسمه الأول.
نظرت كارينا إلى آرسين بشفقة قليلاً، ثم سارت نحو مكان الأسلحة.
ألقت كارينا نظرة سريعة على السيوف واختارت واحداً رفيعاً وطويلاً.
اختار آرسين سيفًا أكثر سمكًا من سيفها.
“حبيبتي، دعينا نرى مدى قوتي.”
ابتسمت كارينا لإيفيلينا وذهبت إلى وسط قاعة المبارزة.
تبع آرسين كارينا، وطلب من إيفيلينا ألا تقترب أكثر لأن الأمر خطير.
“أمي، لا تكوني قاسية جدًا لمجرد أن إيفيلينا هنا. إن الوضع مختلف عن الأيام الخوالي، وأنتِ تقدّمتِ في العمر أيضاً، أليس كذلك؟ لا أريدكِ أن تتأذي.”
“يا إلهي، آرسين. صحيح أنني أهملتُ تدريباتي مؤخرًا، لكن لا تنسى أنكَ لم تهزمني من قبل، حسناً؟”
تصلبت تعابير وجه آرسين بشكل مخيف عند كلمات كارينا التي خدشت كبريائه.
ابتسمت كارينا على مهل عند رؤيتها تعبير آرسين البارد مثل ثلج الشمال.
ابتلعت إيفيلينا لعابها في هذا الجو المتوتر.
نظرًا لأن كلاهما كانا يحملان سيوفًا حقيقية وليس سيوفًا خشبية، فقد كانت قلقة من أنهما قد يتعرضان لأذى خطير.
وقف آرسين وكارينا في مواجهة بعضهما البعض ممسكين بالسيوف.
لقد كانوا ينظرون إلى بعضهم البعض دون أن يرمشوا حتى.
وبعد مباراة تحديق دامت بينهما لفترة من الوقت، قاما بتحريك أجسادهما في نفس الوقت دون أن تستطيع إيفيلينا حتى ملاحظة من كان يتحرك أولاً.
جفلت إيفيلينا عندما سمعت صوت تصادم السيوف.
ثم لم تستطع إلا أن تفتح فمها وتبدي تعبيرًا فارغًا.
“واو ….”
خرج تعجب بشكل انعكاسي من فم إيفيلينا.
كما هو متوقع، لقد كانت تحركاتهم خفيفة وحادة.
لكن لم يتم دفع أي واحد منهما إلى الوراء.
لقد كانت مهاراتهما متشابهة، وبدت كارينا سعيدة للغاية.
كانت هذه هي المرة الأولى التي تسمع فيها إيفيلينا أن إمبراطورة هذه الإمبراطورية كانت تتمتع بمهارات مبارزة ممتازة.
لقد كانت مهارتها في المبارزة أنيقة وليست خشنة.
لقد كانت ناعمة لكنها حادة ولم تغفل نقاط ضعف الخصم.
على عكسها، كانت مهارات آرسين في المبارزة ثقيلة وخشنة.
لكنه لم يكن بطيئًا رغم ذلك.
بينما كانت مهارات كارينا في المبارزة خفيفة وحادة أثناء مراوغتها هنا وهناك، كانت مهارة آرسين في المبارزة تُنافس تلك الخاصة بمهاجم قوي.
كانت إيفيلينا تراقب قتالهما بقلب متوتر.
توقفت سيوف آرسين وكارينا، اللذان كانا يتنافسان لفترة من الوقت، وهما يشيران إلى أعناق بعضهما البعض.
استقر الغبار الغائم على الأرض وبرزت زوايا فم كارينا التي كانت ترسم ابتسامة متعجرفة.
──────────────────────────