The Cursed Princess is Enough to Be Loved - 25
Khadija SK:
──────────────────────────
🌷 الفصل الخامس والعشرون –
──────────────────────────
عندما نظرت عن كثب، رأت إيفيلينا أن الرجل العجوز كان ينظر إلى مكان بعيد، وليس إلى آرسين.
عادة، عند الحديث، يجب على المرء أن ينظر إلى الشخص الآخر، لكن الرجل العجوز لم ينظر إلى آرسين حتى عندما تحدث معه.
لا، يبدو أنه لا يستطيع النظر إليه بوضوح.
في ذلك الوقت، فتح الرجل العجوز فمه.
“ومع ذلك … أنتَ لستَ وحدك، أليس كذلك؟”
ذُهِلَت إيفيلينا من كلمات الرجل العجوز وتراجعت للخلف.
كان من المدهش أنه عرف أنها كانت هناك على الرغم من أنها لم تصدر أي ضجيج.
قامت إيفيلينا بتحية الرجل العجوز متأخراً.
“تشرفتُ بلقائكَ، اسمي إيفيلينا روتزفيلد.”
“تشرفتُ بلقائكِ. اسمي أليك، وأنا صاحب هذه الورشة.”
ابتسم أليك بشكل مشرق ولمس عينيه.
“كما ترين، بصري ضعيف وبالكاد أستطيع الرؤية الآن.”
“آه … لا بد أن الأمر غير مريح للغاية.”
“كان الأمر مخيفًا وغير مريح في البداية، ولكن الآن بعد أن كبرتُ، أصبح أمراً عادياً. أنا معتاد على ذلك الآن.”
نظر الرجل العجوز إلى آرسين واستمر.
“هل تريد أن أعطيك الريشة التي تستخدمها دائمًا؟”
“لا، اليوم نحن هنا لشراء هدية لوالد زوجتي المستقبلية.”
“أوه هل ستتزوجان؟ تهانينا.”
عندما ضحك أليك، تحولت خدود إيفيلينا إلى اللون الأحمر من الحرج.
بغض النظر عن عدد المرات التي سمعت فيها كلمة “زوجة”، لم تكن معتادة عليها.
دخل الرجل العجوز إلى الداخل ثم عاد للخارج وهو يحمل صندوقًا واسعًا مسطحًا.
“رجاءً اجلسوا.”
جلست إيفيلينا وآرسين بعناية على الكراسي.
أصدر الكرسي الخشبي القديم صريرًا بينما وضع أليك الصندوق على الطاولة.
على الرغم من أنه لم يتمكن من الرؤية بوضوح، إلا أن حركاته كانت طبيعية مثل الماء المتدفق.
عندما فتح الصندوق، كانت هناك عدة ريشات فاخرة بالداخل.
“على الرغم من أن مهاراتي ضعيفة، إلا أن هذه هي الأشياء التي صنعتها بكل حب. يمكنكم اختيار واحدة من هؤلاء.”
“جميلة … جميلة جدًا.”
أطلقت إيفيلينا تعجبًا صغيرًا ونظرت إلى الريشات.
وبعد النظر بعناية، اختارت الريشة التي كانت تبدو أكثر فخامة.
“من فضلكَ أعطني هذه. هل يمكنك تعبئة الحبر معها؟”
“بالطبع. من فضلكِ انتظري لحظة.”
قام أليك بتعبئة الريشة والحبر بمهارة.
قالت إيفيلينا أنها لا تستطيع أبدًا أن تقبل بأن يدفع آرسين ثمن الهدية التي تريد تقديمها لوالدها، لذلك وضعت المال في يد أليك وغادرت المتجر.
ابتسمت إيفيلينا بفخر بينما كانت تحمل الهدية بين ذراعيها.
“هل أحببتِها؟”
“نعم. إنها جميلة جدًا. أنا متأكدة من أن والدي سيحبها أيضًا، أليس كذلك؟”
“بالتأكيد. سيحبها أكثر إذا أخبرته أنها صُنعت في ورشة أكيلين.”
“شكرا لمساعدتك يا آرسين.”
بينما ابتسمت إيفيلينا بشكل مشرق، ابتسم آرسين أيضًا.
“هل تخططين لنذهب مباشرة الآن إلى الدوقية؟”
“نـ – نعم. أنا … سأذهب إلى والدي وحدي.”
“هل تقصدين … بمفردكِ؟”
“نعم.”
أومأت إيفيلينا برأسها.
ثم أضافت على عجل خوفاً من أن يكون آرسين قد أصبح في مزاج سيئ بسبب هذه الكلمات.
“في الواقع … أعتقد أن والدي قد يعتبر وجودك يا آرسين عبئًا قليلًا.”
كان من الواضح أن والدها لن يكون مرتاحًا لأن منصبه كدوق كان أقل مكانة من الأرشيدوق.
نظرت إيفيلينا إلى آرسين.
لحسن الحظ، لم يبدو مستاءً.
ابتسم آرسين وأومأ برأسه.
“الآن بعد أن فكرتُ في الأمر، أنا أفهم وجهة نظركِ. كما هو متوقع، أنتِ مذهلة في التفكير بالأشياء التي لم أفكر فيها أبدًا يا إيفيلينا.”
“لا، إنه ليس بالأمر الجلل …”
وبما أنها لم تتمكن من ترك آرسين يذهب بمفرده، تحركت العربة واتجهت نحو منزل الأرشيدوق.
توقفت العربة التي كانت تسير لفترة من الوقت ببطء، عندها وقف آرسين وقام بتقبيل إيفيلينا لفترة وجيزة على جبهتها.
“إذن، أرجو منكِ توخي الحذر.”
“حسناً آرسين.”
بدا آرسين مترددًا بعض الشيء ثم خرج من العربة.
لقد أراد أن يذهب معها، لكنه لم يستطع الإصرار عليها كطفل غير ناضج.
في الواقع، شعر آرسين وكأنه يُريد أن يذهب بغض النظر عن رأي إيفيلينا، لكن قمع تلك الرغبة.
لذلك استمر في الوقوف هناك مثل التمثال حتى اختفت العربة.
* * *
عبثت إيفيلينا بالصندوق بتوتر قليلاً.
داخل الصندوق المعبأ بشكل جيد، كانت هناك الريشة والحبر اللذان اشترتهما في وقت سابق.
‘أنا متأكدة من أن هذه الهدية سوف تعجب والدي، أليس كذلك …؟’
على الرغم من أنه لم يعاملها بدفء أبدًا، إلا أنهم كانوا عائلة مرتبطة بالدم.
بدا أن الوقت قد حان للوصول تقريبًا، لذا أخذت إيفيلينا نفسًا عميقًا.
لقد شعرت وكأن يديها كانتا متعرقتين، لذلك أخرجت منديلًا بسرعة ومسحت العرق من يديها.
وعندما أعادت المنديل إلى صدرها، توقفت العربة ببطء.
انفتح الباب وخرجت إيفيلينا من العربة ممسكة بيد الفارس الذي كان يُرافقها.
لم يخرج أحد لاستقبالها، لكن إيفيلينا اعتقدت أن ذلك بسبب انشغالهم ومشت بمفردها نحو البوابة.
‘والدي كان دائمًا ما يدفن نفسه في الوثائق.’
نظرت إيفيلينا حولها وهي تمشي.
لم يتغير أي شيء في المكان.
عندما دخلت القصر كان هادئاً.
لم يكن الجو صاخبًا عادةً، لكنه بدا هادئًا بشكل خاص اليوم.
دخلت إيفيلينا، التي كانت تنظر حولها وعيناها تتدحرج هنا وهناك، إلى الداخل بحذر.
“أين والدي؟”
تمتمت إيفيلينا بهدوء وتوجهت نحو المكتب.
منذ أن أرسلت له رسالة تقول فيها أنها سوف تقوم بزيارته، كان من الطبيعي أن ينتظرها شخص ما، لكنها لم تقل أي شيء عندما لم يستقبلها أي أحد لأنها اعتقدت أنه ليست هناك حاجة للتصرف بهذه الرسمية عندما تكون فرداً من العائلة.
والغريب أنها لم تقابل أحداً في طريقها إلى المكتب.
أمالت إيفيلينا رأسها ثم توقفت أمام الباب.
عرفت إيفيلينا تصميم القصر بالكامل، لكن الأماكن التي كان يمكنها الذهاب إليها كانت محدودة للغاية، لذلك هي لم تأتي إلى هنا أبدًا باستثناء اليوم الذي تلقت فيه إشعار الزفاف.
بعد أن تأكدت من سلامة الصندوق الذي كان في يدها، أخذت إيفيلينا نفسًا عميقًا وبطيئًا وطرقت الباب.
عندها سُمع صوت حاد من الداخل.
“تفضل بالدخول.”
إيفيلينا، التي ترددت، فتحت الباب بعناية.
لم يكن هناك شيء مختلف في مكتب والدها منذ ذلك اليوم.
رفع الدوق، الذي كان ينظر إلى الوثائق بتعبير صارم، رأسه.
ابتسمت إيفيلينا، لكنه عبس.
حتى دون أن ينهض، خفض رأسه مرة أخرى وحرك يديه مجدداً.
لم يسألها حتى عن سبب مجيئها أو كيف حالها.
عضت إيفيلينا شفتها عندما رأته يتجاهلها تمامًا، ثم حاولت أن تبتسم وتهدئ نفسها.
“أبي، كيف حالك؟”
“أبوكِ مَن؟”
“… نعم؟”
رمشت إيفيلينا بتعبير فارغ.
لقد شعرت بالحرج الشديد من كلماته.
لقد دعته بـ’أبي’ لأنه كان والدها، لكنها لم تعرف كيف تتصرف عندما قال لها شيئًا كهذا.
“أبي …؟”
“لقد شعرتُ بالارتياح وأخيراً لأنني بالكاد تخلصتُ منكِ، لكنني لم أعتقد أنكِ سوف تعودين مرة أخرى. هل من الممكن أنه قد تم طردكِ من عائلة الأرشيدوق؟”
“نعم؟”
شعرت إيفيلينا بالحرج ثم هزت رأسها.
“لـ – لا. أنا … لقد أرسلتُ لك رسالة تفيد بأنني سأزورك اليوم، ألم تصلكَ؟”
“رسالة؟”
توقف الدوق وفكر لبضع ثوان، ثم قال بلا مبالاة:
“أوه، الآن بعد أن فكرتُ في الأمر، لقد وصلتني رسالة تحمل اسمًا لم أرغب في رؤيته، لذلك رميتها بعيدًا دون أن أفتحها.”
“رميتها بعيداً …؟”
“نعم، لقد رميتها في الأزبال.”
لقد كانت رسالة طويلة تمتد على ثلاث صفحات.
أصيبت إيفيلينا بصدمة كبيرة عندما سمعت أنه رماها دون أن يقرأ كلمة واحدة أو حتى يفتحها.
“لما- لماذا رميتها بعيداً …؟ أنا ابنتك يا والدي. هل رميتَ الرسالة التي أرسلتها طفلتك دون أن تقرأها حتى؟”
عندما بدت إيفيلينا في حالة يُرثى لها وكانت على وشك البكاء، قال الدوق دونما اكثرات:
“أنتِ طفلتي؟ مَن قال هذا؟”
“أبي …”
“هل تعتقدين أنني اعتبرتكِ ابنتي قط؟”
“هذا …”
حاولت إيفيلينا فتح فمها عدة مرات، لكنها لم تتمكن من التوصل إلى أي إجابة.
على الرغم من أنها لم تستطع أن تقول عبثًا أن والدها عاملها جيدًا، إلا أنها لم تشتكي قط لأنها اعتقدت أنها كانت تستحق ذلك.
كان من الواضح أن والدها كان يكرهها، لكنها اعتقدت أنه سيظل يُكِنّ لها بعض المودة لأنها كان طفلته ومرتبطة به بالدم.
عضت إيفيلينا شفتها.
لقد كانت خائفة جدًا من أن الخيط الذي كانت تتمسك به على وشك أن ينقطع.
ابتسمت إيفيلينا واقتربت من الدوق.
“على- على أي حال … لقد اشتريتُ لك هدية يا أبي. هذه ريشة وحبر مصنوعان في ورشة أكيلين. من فضلكَ جربها.”
وضعت إيفيلينا الصندوق على المكتب.
نظر الدوق إلى الصندوق بعيون باردة والتقطه بيده.
أشرقت تعابير وجه إيفيلينا عندما بدا الدوق وكأنه على وشك فتح الهدية.
لكن هذا كان مجرد وهم من طرفها.
بدلاً من فتح الهدية، قام الدوق بإلقائها في سلة المهملات دون تردد.
نقر الدوق على لسانه لفترة وجيزة بينما كانت إيفيلينا تحدق في سلة المهملات بتعبير مصدوم على وجهها.
“يا له من شيء عديم الفائدة. هل تعتقدين أنني سأستخدم ما لمسته يداكِ؟ لقد أحضرتِ شيئًا قذرًا وغير نظيف إلى مكتبي.”
خفضت إيفيلينا رأسها وأمسكت فستانها بإحكام بين يديها.
قامت إيفيلينا بحبس أنفاسها لأنها شعرت أن الدموع ستنهمر في أي لحظة إذا لم تتحكم في نفسها، لكن لا فائدة من ذلك.
وفي وقت قصير، سالت دموع صافية على خديها وسقطت على الأرض.
رآها الدوق تبكي، لكنه لم يعتذر لها أو يواسيها لتتوقف عن البكاء.
كان يمارس عمله في صمت، ويعاملها كما لو أنها غير موجودة.
سألت إيفيلينا بصوت دامع، وهي تبتلع الدموع التي انفجرت من عينيها مثل الشلال.
“أبي.”
“………”
“أبي … حقًا … ألم تعتبرني ابنتك يومًا؟ منغغ …؟”
أصبحت نهاية كلمات إيفيلينا غير واضحة ومختنقة بسبب الدموع.
عند هذا السؤال، وضع الدوق الريشة التي كان يستخدمها ونظر إلى إيفيلينا.
لقد كانت هذه هي المرة الأولى التي ينظرون فيها إلى بعضهما البعض وجهاً لوجه منذ مجيئها إلى هنا.
أجاب الدوق، الذي كان ينظر إلى إيفيلينا بتعبير صارم، دون تردد.
“أبداً.”
“……..!”
“لم أفكر فيك أبدًا على أنكِ ابنتي يوماً. في اللحظة التي ولدتِ فيها بعيون حمراء، لم تعودي ابنتي. الآن بعد أن عرفتِ ذلك للتو، هل يجب أن أقول أنكِ جاهلة أم حمقاء؟”
نقر الدوق على لسانه وهز رأسه.
“لقد كان أمرًا مرعبًا ومخيفاً ومثيراً للاشمئزاز أن أبقى في نفس القصر معكِ لمدة عشرين عامًا. يجب أن تكوني ممتنة لي فقط لأنني أبقيتُ هاتين العينين في مكانهما ولم أفقعهما لكِ.”
“………”
“لا تأتي إلى هنا مرة أخرى. ليست هناك ولا حتى مساحة شعرة لتضعي فيها قدمكِ هنا.”
تعثرت إيفيلينا عند كلمات والدها الباردة والقاسية.
عندها تمتم الدوق بهدوء.
“لو كنتُ أعلم أنكِ سوف تولدين بعيون حمراء، لكنتُ جعلتها تجهضكِ مبكرًا.”
شهقت إيفيلينا عند هذه الكلمات القاسية.
لقد شعرت بشكل صريح أن هذه لم تكن مزحة أو دعابة.
وذلك لأنه لم يكن هناك اهتمام أو دفء في عيون والدها التي رأتها من قبل.
في الواقع، لم تسمع إيفيلينا قط والدها وهو ينكرها بشكل مباشر.
لذلك، كانت ما تزال متمسكة بروابطهم العائلية بشكل يائس.
لكن الأمر لم يكن كذلك.
شعرت إيفيلينا أن كل شيء ينهار.
بدت إيفيلينا وكأنها ستنهار في أي لحظة، لكنها بالكاد صمدت وخرجت من المكتب دون أن تقول وداعاً حتى.
شعرت بالمرض وشعرت وكأنها سوف تتقيأ.
في ذلك الوقت، رأت إيفيلينا شخصًا في مجال رؤيتها المليئ بالدموع.
──────────────────────────