The Cursed Princess is Enough to Be Loved - 24
Khadija SK:
──────────────────────────
🌷 الفصل الرابع والعشرون –
──────────────────────────
قرأ آرسين الرسالة بتعبير جدي.
عندما أرسل رسالة إلى ليونارد تفيد بأن إيفيلينا قد فقدت ذكرياتها، كان الرد الذي تلقاه هو أنه لا داعي للقلق أكثر من اللازم.
وأوضح ليونارد أيضًا أنه على الرغم من أن الأمر نادر جدًا، إلا أنه تم تسجيل حالات لمثل هذه الآثار الجانبية.
ومع ذلك، قال ليونارد أنه متأسف لعدم قول أي شيء في وقت أبكر لأن الاحتمالية كانت منخفضة للغاية.
على الرغم من أن آرسين لم يُعجبه ذلك، إلا أنه قرر تجاوز الأمر لأنه كان مديناً لليونارد بأن صحة إيفيلينا أصبحت جيدة.
بعد أن استيقظت إيفيلينا، بدأت جميع أنواع الأطعمة النادرة في الظهور على الطاولة.
وكان معظمها أغذية لتحسين صحة الجسم.
قالت إيفيلينا أنها بخير الآن، وأنه لا داعي للقلق، لكن كارينا ظلت مصرّة على إطعامها.
كان الوضع نفسه بالنسبة لبقية الأشخاص في القصر على أي حال.
وحتى بيري، التي لم تعارض كلام إيفيلينا قط من قبل، لم تتراجع هذه المرة.
بالإضافة إلى ذلك، بدا أن آرسين كان يشعر بالقلق من إمكانية انهيار إيفيلينا مرة أخرى، لذلك لم يترك جانبها أبداً إلا عندما كانت تغير ملابسها أو تستحم.
“آرسين.”
“نعم؟”
“هذا … ألم تتعب من هذا؟”
أمال آرسين رأسه كما لو أنه لم يفهم.
“ماذا تقصدين؟”
“أن تكون بجانبي. لا بد من أنك تشعر بالملل لأنني لا أفعل أي شيء مميز …”
في الواقع، كانت حياة إيفيلينا رتيبة للغاية.
عكس غيرها من السيدات، لم تحضر إيفيلينا حفلات الشاي أو التجمعات الأرستقراطية، لذلك كانت دائمًا وحدها في القصر.
آرسين كان يُفضّل ذلك.
إذا خرجت بمفردها، سيكون آرسين قلقًا جدًا من أن يحدث لها أي شيء.
“أنا أظن أن هذا أفضل. بهذه الطريقة، يمكنني أن أكون معكِ يا إيفيلينا طوال اليوم.”
ابتسم آرسين ابتسامة عريضة.
تنهدت إيفيلينا بارتياح عند سماع كلماته المليئة بالصدق.
“هذا … بالمناسبة، متى تخطط للعودة إلى الشمال؟ ألم يمر الكثير من الوقت على وجودنا هنا؟”
“يمكننا العودة في أي وقت. من فضلكِ أخبريني يا إيفيلينا عندما تريدين العودة.”
بعد تردد للحظة، فتحت إيفيلينا فمها بحذر.
“آرسين، هناك مكان أريد أن أذهب إليه …”
“أين؟”
“قصر والدي. نحن لم نتبادل الرسائل حتى منذ أن ذهبتُ إلى الشمال.”
لم يكن الأمر سوى للحظة، لكن تعابير وجه آرسين تصلبت ثم عادت إلى طبيعتها.
“هل هذا صحيح؟ إذن أعتقد أنني سوف أقوم بإرسال رسالة له لأخبره بأننا سوف نزوره في الدوقية.”
“هل أستطيع أن أزوره حقاً؟”
“بالتأكيد.”
ابتسم آرسين بلطف.
منذ أن كانوا يجلسون في الحديقة، سارعت بيري، التي كانت تقف خلف إيفيلينا، إلى القصر للحصول على القرطاسية.
وبينما كانت إيفيلينا تنتظر وصول بيري، هبت رياح منعشة وداعبت شعرها الذي تطاير في الهواء.
رفرفت بتلات الزهور في المكان وعلقت في شعر إيفيلينا.
أمالت إيفيلينا رأسها عندما أطلق آرسين ضحكة صغيرة.
“لماذا تضحك؟”
“هناك بتلة زهور في شعركِ.”
رفعت إيفيلينا يدها على عجل وقامت بتنعيم شعرها.
لكنها ظلّت تُخطئ وتلمس المكان الخطأ، لذلك مدّ آرسين يده واقترب منها.
“إنها عالقة هنا.”
“آه ….”
أمسك آرسين البتلة الوردية.
عندها التقت عيونه بعيون إيفيلينا.
تألقت عيناه الزرقاوتان ولمعتا تحت أشعة الشمس الدافئة.
بينما كانت إيفيلينا تحدق في عيون آرسين التي شعرت كما لو كانت تقترب منها ببطء، سمعت صوت خطوات صغيرة تجري نحوهما.
جفلت إيفيلينا وعادت إلى رشدها.
لقد كانت تعتقد أن وجهه كان يقترب، لكن آرسين كان قد عاد بالفعل إلى موقعه الأصلي.
“أيتها الأرشيدوقة، لقد أحضرتُ لكِ قرطاسية وقلم ريشة.”
“شكـ – شكراً لكِ.”
أمسكت إيفيلينا بالورقة والقلم.
وبعد أن فكرت بالأمر لفترة، بدأت بالكتابة.
ولأنه كان لديها الكثير لتقوله، كتبت ثلاث رسائل لوالدها.
قامت إيفيلينا بطي الرسائل المملوءة بدقة وسلمتها إلى بيري.
“من فضلكِ أسدي لي معروفًا يا بيري وأرسلي هذه الرسائل إلى والدي.”
“ثقي بي!”
ابتسمت بيري ابتسامة واسعة وذهبت لإرسال الرسالة.
“لقد مرّ وقت طويل منذ أن رأيتُ والدي، لذا ألا يجب أن أشتري له هدية؟”
“إذن … بالحديث عن ذلك، هل ترغبين في الذهاب للتسوق معي اليوم؟”
“سوف أحب ذلك حقاً.”
ابتسمت إيفيلينا بخجل وأومأت برأسها.
لم يكن آرسين معجباً بفكرة الذهاب لرؤية دوق لم يكن يُمانع في تمزيقه حتى الموت، لكن بما أنه سوف يتمكن من الخروج مع إيفيلينا مرة أخرى، قرر أن يكون راضيًا بهذا.
“إذن هلّا نلتقي مرة أخرى بعد ساعة؟”
“حسناً.”
كانت ابتسامة إيفيلينا تُشرق ببراعة تحت أشعة الشمس الدافئة.
* * *
“بالمناسبة، أيتها الأرشيدوقة. هل تتذكرين تلك الزهرة التي كانت موجودة في جيب الرداء الذي ارتديته في مهرجان التأسيس الوطني آخر مرة؟”
“صحيح! هل رميتِها بعيداً؟”
“لا! تلك من الزهور التي تم نثرها خلال المسيرة الكرنفالية، أليس كذلك؟ لقد احتفظتُ بها هنا.”
جاءت بيري ومعها صندوق مجوهرات صغير.
عندما فتحت الغطاء، كانت هناك زهرة في الداخل.
منذ أن تم استخدام السحر لمنعها من الذبول لفترة طويلة بعد نثرها، كانت لا تزال رطبة وغير جافة.
“سوف آخذها معي عندما أذهب إلى الشمال، لذا أرجو منكِ الحفاظ عليها في مكان آمن ولا تدعي أحداً يكتشف وجودها.”
“حسناً أيتها الأرشيدوقة.”
أومأت بيري برأسها وأعادت صندوق المجوهرات إلى مكانه.
كانت الشمس قوية بعض الشيء اليوم، لذا أحضرت بيري مظلة لإيفيلينا.
“رجاءً كوني حذرة!”
“حسناً.”
لوّحت إيفيلينا لبيري كتحية وداع ثم خرجت.
هذه المرة، استعدت بأسرع ما يمكنها لتكون الأولى، لكن آرسين كان قد سبقها بالفعل أولاً وكان ينتظرها.
“آرسين!”
“اِمشي ببطء، أو قد تسقطين.”
بمجرد أن انتهى آرسين من قول هذه الكلمات، اصطدم طرف حذاء إيفيلينا بحجر صغير.
“أوه!”
أغلقت إيفيلينا عينيها بإحكام.
استعدت للألم الذي سيأتي قريبًا، لكن ما لمس جسدها لم يكن الأرض الصلبة، بل ذراعين قويتين.
اتسعت عيونها من الدهشة.
عندها رأت إيفيلينا صدرًا صلبًا أمامها.
“أنا آسفة!”
“لا بأس. هل تأذيتِ في أي مكان؟”
“لا.”
ابتسمت إيفيلينا بخجل وأجابت بينما ابتعدت عن حضن آرسين.
لقد شعرت بالحرج لأنها كادت أن تسقط على الأرض لأنها لم ترى ما كان في طريقها بوضوح كالأطفال.
“هل لديكِ أي هدايا في بالكِ؟”
“لا … إنه أمر محرج بعض الشيء، لكني لا أعرف ما الذي يحبه والدي …”
كانت إيفيلينا تشعر بالحرج قليلاً لأنها لم تكن تعرف ما كان يحبه والدها، لكن آرسين لم يهتم بذلك على الإطلاق.
“حتى أنا ما زلتُ لا أعرف ما الذي تحبه أمي. دعينا نأخذ وقتنا ونختار معًا هدية مناسبة.”
“نعم. شكرًا لك آرسين. لولاك، لم أكن لأفكر في شراء هدية قط.”
ابتسمت إيفيلينا ابتسامة عريضة.
انطلقت العربة الكبيرة ببطء واهتزت، وسرعان ما وصلت إلى منطقة التسوق.
ندمت إيفيلينا فجأة على أنها لم تحضر قبعة بعد فوات الأوان.
من بين كثير من الناس، كانت إيفيلينا الوحيدة معصوبة العينين.
‘حتى أن شعري الفضي بارز للغاية، لذلك ألن يتعرف علي الجميع بسهولة …؟’
كانت العائلة الوحيدة في الإمبراطورية التي يمتلك أفرادها لون شعر فضي مبهر هي عائلة روتزفيلد.
بغض النظر عن لون شعر الدوقة، كان من المؤكد أن يكون لطفلها شعر فضي.
عندما توقفت العربة، خرج آرسين أولاً ومد يده لها.
أخذت إيفيلينا نفسًا عميقًا، وأمسكت بيده، ونزلت من العربة.
في البداية، نظر جميع الأشخاص الذين كانوا في الأرجاء إلى إيفيلينا عندما نزلت من العربة.
كان من المشهور جداً أن أميرة ملعونة ولدت في عائلة روتزفيلد.
لكن تلك النظرات تفرقت بسرعة.
وذلك لأن آرسين كان يعلم أن الناس كانوا ينظرون إليها بشكل سلبي ونظر نحوهم بعيون باردة.
ومع ذلك، لم يستطع الناس إلا أن يستمروا في التحديق بإيفيلينا.
كان آرسين يفكر بجدية فيما إذا كان ينبغي عليه اقتلاع كل أعينهم.
“آرسين، يمكنني شراء الهدية بمفردي، لذا لا بأس إذا عدتَ إلى القصر أولاً.”
“نعم؟”
“أنتَ تتلقى نظرات سلبية بدون سبب بسببي. يكفي أن ينظر لي الناس هكذا لوحدي.”
“من المستحيل أن أفعل هذا.”
أجاب آرسين بتعبير صارم.
“لكن …”
“كيف يمكن أن أترككِ هنا وحدكِ؟ هذا كلام مثير للسخرية تماماً.”
“لماذا … تهتم بي هكذا؟”
سألت إيفيلينا باندفاع.
ندمت إيفيلينا على ذلك بعد فوات الأوان، معتقدة أن آرسين قد يشعر بالإهانة إذا سألته هذا السؤال.
“أنا آسفة. لم أقصد أي معنى سيء عبر سؤالي هذا …”
“أنا … كثيرًا …”
“…….؟”
“أنا أحبكِ كثيراً.”
ابتسم آرسين بشكل مشرق وقام بتقبيل ظهر يد إيفيلينا.
“أعتقد أنه من الطبيعي أن يعتز المرء بالأشخاص الذين يُحبهم وأن يُريد دائمًا أن يكون بجانبهم.”
“……..”
نظرت إيفيلينا إلى آرسين بتعبير فارغ عند اعترافه المفاجئ ثم احمرت خجلاً ببطء.
بدا الأمر كما لو أن طلاءً أحمر قد سقط على ورقة رسم بيضاء نقية وانتشر في كل مكان ببطء.
“والآن، هلّا نختار الهدية معًا؟”
“… نعم.”
لم تكن هناك إجابة محددة منها، لكن آرسين كان راضياً عن حقيقة أنه اعترف بمشاعره لها.
شعر آرسين أنه تصرف بنفاد صبر بعض الشيء، لكنه كان سعيدًا لأن إيفيلينا لم تظهر أي علامة على الاشمئزاز أو الكراهية تجاهه.
‘الحب … هل قال أنه يُحبني …؟’
أثناء سيرها في شارع التسوق، نظرت إيفيلينا إلى آرسين.
كان الأمر محرجًا لأنها لم تسمع أبدًا أي شخص يقول لها أنه يُحبها من قبل في حياتها.
لقد قيل لها دائمًا أنها فظيعة ومثيرة للاشمئزاز ومخيفة، لذلك لم تكن إيفيلينا معتادة على الحديث عن الحب أو الاستماع إلى أحد يعترف به لها.
لقد شعرت بالحرج الشديد لدرجة أنها لم تتمكن من الاستمرار في النظر إلى آرسين، لذا نظرت بعيدًا عنه، لكنها في تلك اللحظة سمعت صوت آرسين الودود في أذنها.
“إيفيلينا.”
“نعم؟”
“إذا لم يكن لديكِ أي شيء آخر في ذهنكِ، هل يمكنني أن أوصي بهدية لكِ؟”
“أوه … أ- أجل. لا بأس.”
أومأت إيفيلينا برأسها بينما كانت نظراتها لا تزال موجهة إلى مكان آخر.
“ماذا عن ريشة كتابة؟ ستكون هدية مفيدة لأنها غالبًا ما تنكسر بسبب الأعمال الورقية.”
“إنها فكرة جميلة حقاً! سوف أشتري بعض الحبر أيضًا وأعطيهم كهدية له.”
“هناك متجر أعرفه جيدًا يبيع أقلام ريشة ممتازة، لذا فلنذهب إليه.”
عندما أعجبتها الفكرة، ابتسم آرسين بسعادة.
لم يكن المتجر الذي كان يتحدث عنه بعيدًا جدًا.
عندما فتح آرسين الباب ودخلت الاثنان المتجر، وقف رجل كبير السن ببطء.
“من هناك؟”
“إنه أنا.”
“أوه، هل أنتَ الأرشيدوق؟”
“نعم.”
اتسعت عيون إيفيلينا من الدهشة.
كان من الغريب أن يسأل الرجل العجوز عن هوية آرسين بينما كان من الواضح أنه كان ينظر إليه.
──────────────────────────