The Cursed Princess is Enough to Be Loved - 19
Khadija SK:
──────────────────────────
🌷 الفصل التاسع عشر –
──────────────────────────
مرّ الوقت بسرعة وجاء يوم الحفلة الراقصة.
فتحت إيفيلينا عيونها، التي كانت مغلقة بإحكام، قبل الفجر.
عادةً ما كانت تستيقظ مبكرًا، لكن اليوم كان يومًا مميزاً لذا كان عليها أن تستيقظ أبكر من المعتاد.
لم يمضي وقت طويل من أن فتحت عينيها عندما طرق أحدهم الباب.
“أيتها الأرشيدوقة، لقد حان وقت الاستيقاظ.”
فتحت بيري الباب بعناية ودخلت، لكن عينيها اتسعتا عندما رأت إيفيلينا مستيقظة بالفعل.
“هل أنتِ مستيقظة بالفعل؟”
“عليّ أن أستيقظ مبكرًا من أجل أن أستطيع الاستعداد. لا يمكننا إهمال الاستعدادات والذهاب إلى الحفلة الراقصة في يوم مثل هذا.”
“إذن سوف أُحَضّر لكِ بعض الماء على الفور. أرجو منكِ الانتظار لحظة.”
أسرعت بيري إلى الحمام.
وسرعان ما سمعت إيفيلينا طرقًا آخر على الباب، ودخلت خادمتان أخريان.
“تشرفتُ بلقائكِ أيتها الأرشيدوقة. من فضلكِ اِعذرينا لهذا اليوم حتى نتمكن من مساعدتكِ في الاستعداد للحفلة الراقصة.”
“نعم بالتأكيد. من فضلكم اعتنوا بي.”
مثل بيري، لم تتفاعل الخادمات الأخريات بأي شكل من الأشكال عندما رأوا عيون إيفيلينا الحمراء.
بعد فترة، خرجت بيري واقتربت من إيفيلينا.
“لقد قمتُ بتحضير الماء. الآن يمكنكِ الذهاب إلى الحمام.”
نهضت إيفيلينا وتوجهت إلى الحمام.
حذت خادمات أخريات حذوها وساعدن إيفيلينا في الاغتسال.
قاموا بتدليك يديها وقدميها جيدًا وقاموا بقص أظافر يديها وقدميها.
“أيتها الأرشيدوقة، هل الرائحة جيدة؟”
“نعم، إنها جميلة.”
كان للمياه في حوض الاستحمام الرخامي الكبير رائحة عطرة.
وذلك بسبب إضافة أملاح الاستحمام المعطرة بالزهور لجعل البشرة أكثر نعومة.
لم تغادر إيفيلينا الحمام إلا بعد أن استغرقت وقتًا أطول من المعتاد لغسل جسدها.
عندما جلست على الكرسي، بدأت الخادمات بتجفيف شعرها.
“أيتها الأرشيدوقة، سأستبدل وجبة الإفطار بسلطة بسيطة وبعض العصير.”
“حسناً.”
غادرت الخادمة الغرفة لإحضار الإفطار.
“ما هو نوع تصفيفة الشعر التي تفضلينها؟”
“بما أن شعركِ طويل ومجعد بعض الشيء، أعتقد أنه سيبدو أفضل إذا قمتِ بربطه.”
“لقد تصادف أن لدي بعض إكسسوارات الزهور التي سيكون من الجميل حقًا أن تُزيّني بها شعركِ.”
بيري والخادمة الأخرى، اللتان كانتا تتحدثان مع بعضهما البعض أثناء النظر في المرآة، قرّرا تسريحة الشعر وأومأوا برأسهم.
خططت بيري لتعزيز ثقة إيفيلينا اليوم بجعلها أجمل فتاة في الإمبراطورية.
كانت فكرة بيري هي أنه عندما تشعر إيفيلينا بأنها جميلة، فسوف يمنحها ذلك ثقة لم تكن تتمتع بها من قبل.
لقد كانت بيري منزعجة لأن إيفيلينا كانت تُخفي تلك العيون الحمراء الجميلة بهذه الطريقة.
بالطبع هي لم تكن تعرف كل التفاصيل، لكن في عينيها كانت عيون إيفيلينا مثل الجواهر.
لم تكن عيناها غائمتين، بل كانتا صافيتين ومتألقتين، مما جعلهما أجمل.
ومن ناحية أخرى، كانت بيري فخورة بأنها أول من رأى عيون الأرشيدوقة الحمراء.
لقد كانت سعيدة جدًا لأنها شعرت أن إيفيلينا كانت تثق بها كثيرًا.
“سأصفف شعركِ هكذا، هل تمانعين ذلك؟”
“لا، لا بأس. إنها تصفيفة جميلة.”
“حسناً~!”
تألقت عيون بيري وقبضت قبضتيها بحماس، ثم انضممت إلى الخادمات الأخريات وبدأت العمل بجد على شعر إيفيلينا.
كانت إيفيلينا قلقة بعض الشيء عندما رأت الجدية في عيون الخادمات.
كان ذلك لأنها خافت أن لا تكون النتيجة جيدة حتى بعدما عملت بيري والخادمات الأخريات بجد هكذا.
في الواقع، لم يكن لدى إيفيلينا الكثير من التوقعات.
ومع ذلك، بعد مرور بعض الوقت، أدركت إيفيلينا متأخرة أن أفكارها كانت خاطئة.
* * *
“هل من الأفضل أن أرفع شعري لأعلى أم لأسفل؟”
“كلاهما نفس الشيء.”
“أنتَ لا تُساعد البتة.”
لم يكن يريد نواه شيئاً آخر سوى الخروج في أسرع وقت من هنا.
لم يُضطر نواه للاختيار من بين كومة الملابس لأن آرسين طلب زيًا جديدًا للحفلة الراقصة، لكنه بدأ يُعذبه في وقت لاحق عندما طلب منه رفع شعره ثم إنزاله ثم رفعه مجدداً.
تنهد نواه وأجاب بصدق.
“ماذا عن رفع النصف وخفض النصف الآخر؟”
“ماذا؟”
“هكذا.”
اقترب نواه من آرسين بتعب وصفف شعره.
ربما لأنه أعجبه بشكل غير متوقع، ابتسم آرسين بارتياح.
اعتقد نواه أنه سوف يستطيع الهرب أخيرًا من تعذيب آرسين هذا، لكنه بدأ الآن يُفكر في أي بروش هو المناسب لارتدائه.
لقد أراد أن يطلب من آرسين أن يهتم بمظهره باعتدال، ولكن إذا فعل ذلك، كان نواه متأكداً من أن وظيفته سوف تختفي، لذلك لم يكن لديه خيار سوى التزام الصمت.
“إذن ماذا عن بروش الياقوت هذا؟ سيكون مشابهًا للون عيون الأرشيدوقة.”
لم يرى نواه عيون إيفيلينا أبدًا لأنها كانت تُغطيها دائمًا، لكن كان لديه شعور بأنها كانت حمراء جميلة متلألئة تشبه الياقوت، وليست حمراء غريبة.
وهذا شيء وافق عليه آرسين.
“سوف أقوم بطلب صنع قلادة باستخدام الياقوت قريبًا.”
“سوف أنقل كلماتك هذه إلى نويل.”
وضع نواه البروش على صدر آرسين.
ولأن مكانه كان قريباً من القلب، كانت الياقوتة تتألق وكأنها قلبه تمامًا.
كان آرسين يعبث بشيء ما في مظهره أمام المرآة، عندها أخرج نواه ساعة جيبه ونظر إلى الوقت.
“أيها الأرشيدوق، سيحين الوقت قريبًا لإنتهاء استعدادات الأرشيدوقة.”
عندها فقط نظر آرسين بعيدًا عن المرآة.
وأخيراً، أصبح مستعداً عندما ارتدى معطفه الأحمر الداكن.
كانت هناك عربة كبيرة تنتظرهم بالفعل في الخارج.
قبل أن تأتي إيفيلينا، ذهب آرسين ليتحقق مرة أخرى لمعرفة ما إذا كان هناك أي شيء غير منظم، عندها سمع صوت طقطقة الأحذية.
رفع آرسين رأسه بشكل أسرع من الضوء.
عندها رأى إيفيلينا، التي بدت محرجة بعض الشيء.
نظر آرسين إليها بعينين بدا وكأنهما كانتا ممسوستين بشيء ما.
حاول آرسين فتح فمه، لكن لم تخرج أي كلمات.
“آرسين …؟”
“… آه.”
اقتربت إيفيلينا وأمسكت بأكمام آرسين بعناية قبل أن يعود إلى رشده.
“هل أنتَ بخير؟ أنتَ لستَ مريضًا، أليس كذلك؟”
“أنا بخير. أنا … إيفيلينا جميلة جدًا لدرجة أنني مسحور بها.”
تحول وجه إيفيلينا إلى اللون الأحمر الفاتح عند كلمات آرسين غير المألوفة.
تجنبت إيفيلينا نظراته بينما لم تكن تعرف ماذا تفعل.
خلفها، كانت بيري تبتسم بفخر.
لقد كان الأمر يستحق كل هذا الجهد والتعب.
نظر آرسين إلى إيفيلينا مرة أخرى.
لقد تم ربط شعرها الفضي اللامع ووُضِع فيه دبوس على شكل زهرة.
دبوس الزهرة المصنوع من الماس كان يُناسبها جيدًا.
كان الفستان الأزرق الداكن أكثر فخامة بكثير من المرة الأخيرة التي رآه آرسين فيها.
تمت إضافة المزيد من الجواهر الصغيرة مثل النجوم الصغيرة، وأصبح التطريز أكثر تفصيلاً.
وعلى الرغم من أن الفستان كان رائعًا، إلا أن الأقراط والقلادة كانت ذات تصميم بسيط.
كانت جوهرة القلادة التي اختارتها إيفيلينا في المرة السابقة تتلألأ وتشرق على رقبتها بلون مختلف كلما تحركت.
“إنكِ جميلة حقاً. أشعر وكأنني أريد أن أستمر بالنظر إليكِ فقط.”
“… أنتَ وسيم أيضًا اليوم يا آرسين.”
على الرغم من أن إيفيلينا لم تقدم سوى مجاملة بسيطة بسبب افتقارها إلى مهارات التحدث، ابتسم آرسين بشكل مشرق كما لو أنها قدمت له العالم بأسره.
نظر نواه إليهما بابتسامة سعيدة.
لن يكون هناك زوجين في العالم أكثر ملاءمة منهما.
“احذري من السقوط.”
“آرسين سوف يمسك بي حتى لا أسقط.”
أمسكت إيفيلينا بيد آرسين ودخلت العربة بحذر.
وبعد مشاهدتها وهي تجلس على الكرسي، ركب هو أيضًا العربة.
بعد وداع نواه وبيري، توجهوا إلى القصر الإمبراطوري معًا.
* * *
كانت القاعة مزدحمة بالفعل.
كان الجميع يتحدثون مع بعضهم البعض في مجموعات، وكان الشيء الرئيسي الذي كانوا يتحدثون عنه هو عائلة الأرشيدوق.
“ما الذي كان يفكر فيه الأرشيدوق بحق الخالق عندما اتخذ مثل تلك المرأة الكريهة كزوجة له؟”
“هما لم يتزوجا بعد ولم يوقعا أوراق الزواج حتى، أليست مجرد نزوة مؤقتة؟”
“ومع ذلك، سمعتُ أنهما سوف يحضران معاً اليوم … الظهور الاجتماعي الأول للأميرة اليوم، أليس كذلك؟”
عند تلك الكلمات، بدت بعض السيدات حسودات.
كان من النادر جدًا أن تظهر فتاة ما لأول مرة على المستوى الاجتماعي في حفلة تأسيس الإمبراطورية.
ما لم يكن هناك قدر معين من الدعم السياسي، فإن شيئاً من هذا القبيل لا يمكن أن يحدث.
بدأ الناس يهمسون ويفترون على إيفيلينا ويقولون عنها كلاماً لا يُقال.
“لا أعرف ما الذي سوف يفعله بحق خالق السماء بفتاة ذات وجه رهيب مثلها. لا بد من أن تكون امرأة سمينة وريفية لأنها لم تكن تخرج من القصر أبدًا.”
“عيون حمراء … لو كنتُ أملكها أنا، لكنتُ قد انتحرتُ منذ زمن طويل.”
“هذا صحيح. حسنًا، يبدو أنهما زوجان يُناسبان بعضهما البعض بعد كل شيء، أرشيدوق مجنون وفتاة ملعونة. إن ظهورها الأول كشخصية اجتماعية سيكون بالتأكيد فاشلاً تمامًا مثلها.”
بدأت السيدات النبيلات في التحدث بصوت عالٍ وتبادل المعلومات غير الدقيقة مع بعضهن البعض.
“لقد سمعتُ شيئاً منذ فترة … هناك شائعات بأن الأرشيدوق كان يُعاني أيضًا من الهوس والجنون.”
“سمعتُ ذلك أيضًا. هل هذه الإشاعة صحيحة؟”
“على ما يبدو؟ لابد من أنه فعل شيئاً ما، ولهذا السبب قالوا عنه ذلك.”
ومع ذلك، من بين المجموعة، كانت هناك سيدة شابة ذات بشرة شاحبة بشكل خاص.
لقد كانت صغيرة الحجم وكان فستانها رثًا أكثر من ملابس السيدات الأخريات.
نظرت إليها سيدة شابة وسألتها بابتسامة.
“روزاليت، أنتِ لا تبدين في حالة جيدة. أعتقد أنكِ لا تحبين كلامنا هذا؟”
“نعم؟ لـ- لا!”
“إذن خففي تعابيرك. إذا رأى أي شخص وجهكِ، فسوف يعتقد أننا نتنمر عليكِ.”
“حسناً ….”
رفعت روزاليت زوايا فمها وابتسمت ابتسامة قسرية.
“آه … لقد أصبحتُ عطشانة فجأة.”
“حسناً، سأحضر لكِ شيئاً لتشربيه.”
بمجرد أن قالت روزاليت ذلك، بدأت بقية السيدات يطلبون منها خدمتهم أيضًا.
بدت روزاليت محرجة، ثم أومأت برأسها وسارت بسرعة نحو المشروبات.
سمعت روزاليت صوت قهقهة من الخلف، لكنها لم تستطع قول أي شيء لذا أبقت فمها مغلقًا.
“هاههه ….”
تنهدت روزاليت ووضعت الكؤوس على صينية صغيرة واحدة تلو الأخرى.
لقد كانت على وشك أن تضع الكؤوس على حسب عدد السيدات النبيلات وتأخذهم لهم، لكنها سمعت صوت بوق عالٍ يعلن دخول أحد الشخصيات المهمة.
كانت عيون الجميع مركزة على الباب، وكانت روزاليت مثلهم أيضًا.
انفتح الباب الكبير الضخم ببطء ودخل شخص ما.
“جميلة جداً …”
حملت روزاليت الصينية وتمتمت بشكل لا إرادي.
ثم أدارت رأسها على عجل هنا وهناك في حال سمعها أحد ما.
بدا وكأن أحدًا لم يسمعها، لذا تنهدت بارتياح وأدارت نظرها للأمام مرة أخرى.
سُمِع صوت كعب حذاء في المكان.
الأشخاص الذين دخلوا القاعة كانوا هم آرسين وإيفيلينا.
كان مشهدهم وهم يدخلون بينما يتأبطون ذراعي بعضهما البعض يُشبه مشهد زوجين مثاليين أتوا من قصة خيالية.
ما جذب الانتباه لهم بشكل خاص هو الفستان الذي كانت ترتديه إيفيلينا.
لم يكن فاخراً فقط، بل كان يتلألأ ويضيء مع كل حركة.
لم يكن شديد اللمعان، وكان الفستان ذا لون أزرق داكن، لذا بدا وكأنه أخذ مجرة درب التبانة من سماء الليل وضمّنها بداخله.
السيدات اللاتي كن يتحدثن عن الأرشيدوق والأميرة الملعونة بما كانت تشتهي أنفسهم أبقين أفواههن مغلقة.
حتى بعد النظر إليها من الرأس إلى أخمص القدمين، لم تكن إيفيلينا مطابقة للفكرة العامة التي كانوا يتخيلونها بها على الإطلاق.
لقد بدت إيفيلينا أجمل بكثير من أربيلا بيلوس، التي كان يُطلق عليها لقب زهرة الإمبراطورية.
لقد كانت هذه هي نفس الفكرة التي جاءت إلى ذهن كل من رأى إيفيلينا.
──────────────────────────