The Cat I Raised Became A Tyrant - 0- المُقدمة
“صاحب السمو لوكيا، أنا هنا. سأدخل الآن.”
طرقتُ بلطف على باب المكتب ثم دخلتُ إلى الداخل.
كان لوكيا غارق بين أكوام من الأوراق، لكنه رفع رأسه بمجرد أن لاحظ وجودي.
بدت ابتسامة خفيفة تزين وجه الرجل الذي نادرًا ما يظهر عليه أي تعبير.
“مرحبًا بكِ، تينا.”
ابتسمتُ له بخفة ووضعتُ الأوراق التي كنتُ أحملها على مكتبه.
“هذه الوثائق الجديدة التي تحتاج إلى توقيعك.”
“حسنًا، سأُنجزها فورًا.”
“لا بأس، يمكنك إكمال ما كنت تعمل عليه أولًا إن أردت… هممم؟”
نظرتُ إلى كومة الأوراق الموضوعة جانبًا، وفوجئتُ بشدة.
لقد تمت مراجعة كل هذه الأوراق بعناية.
“أنهيتها كلها بالفعل؟ دون أن تأخذ استراحة؟”
“نعم، فهي أمور يجب القيام بها على أي حال…”
أجاب لوكيا بابتسامة هادئة. ثم رفع رأسه ونظر إلي بنظرة مليئة بالتوقع.
ابتسمتُ بحرج.
“هُنا؟ الآن؟”
“هل هذا غير ممكن؟”
“ليس مستحيلًا، لكن…”
ترددتُ قليلًا، وما إن لاحظ ذلك حتى انحنى بجسده للأمام وكأنه ينتظر بفارغ الصبر.
تنهدتُ باستسلام، ونظرت خلفي للتأكد من عدم وجود أي شخص يراقبنا.
ثم مددتُ يدي ببطء نحو رأسه.
مسحتُ برفق على شعره الأسود الناعم والمصفف.
تصرف وكأنه قطة كبيرة، حيث دفع رأسه نحو يدي بحنان.
رجل طويل القامة مثل لوكيا، في وضع كهذا، كان من المؤكد أن أفراد العائلة الملكية سيُصدمون إذا رأوه.
ليس فقط لأنه ولي العهد، ولكن لأن مجرد لمس رأس أحد أفراد العائلة الملكية يُعتبر إهانة.
ومع ذلك، لم يكن لوكيا يكترث لذلك.
كان يغلق عينيه مستمتعًا بلمسة يدي، وكأنه طفل صغير.
ابتسمتُ بسخرية خفيفة.
ربما أنا من أفسده بهذا التصرف.
كنتُ أُربت على رأسه في كل مرة يقوم فيها بعمل جيد، حتى أصبح الأمر عادة بالنسبة له.
“عندما تلمسين رأسي أشعر بالراحة.”
“حقًا؟”
لكن سماع هذه الكلمات يجعل قلبي يلين دائمًا.
“لا أستطيع أن أفعل شيئًا حيال ذلك.”
عبثتُ بشعره المرتب، مشوشة خصلاته الأمامية التي تغطي جبينه.
“صاحب السمو، أنت الآن شخص بالغ. إلى متى ستستمر في التصرف كطفل صغير؟”
“هذا ليس للجميع، فقط أمامكِ.”
أجاب لوكيا وهو مغلق عينيه.
بالفعل، كانت كلماته صحيحة. في المناسبات الرسمية، كان لوكيا يظهر كشاب ناضج وواثق، لدرجة يصعب معها تصديق أنه لم يتجاوز مرحلة الشباب إلا مؤخرًا.
لذا، كان من الطبيعي أن يكون هذا الجانب الطفولي مقتصرًا على وجودي فقط.
وكان هناك سبب وجيه لذلك.
الأمر يتعلق بعلاقتنا الخاصة…
في تلك اللحظة، وبينما كان لوكيا يصدر صوتًا منخفضًا يُظهر استمتاعه، جذب يدي فجأة وأمسك بها.
ثم عضّ أطراف أصابعي بلطف دون أن يؤذيني.
“آه…”
شعرت بملمس أنيابه الحادة عبر جلدي.
“صاحب السمو، توقّف!”
وبختُه بصرامة وسحبت يدي على الفور.
“كم مرة قلت لك إن العض ممنوع؟”
“أنا آسف. لم أستطع التحكم بنفسي…”
اعتذر لوكيا بصدق وتراجع، لكن ملامح وجهه كانت لا تزال تعكس خيبة أمل واضحة.
وضعت يدي على خصري ونظرت إليه بغضب.
عندها، هزّ لوكيا رأسه بسرعة.
“أعدكِ، لن أفعل ذلك مرة أخرى. أنا جاد.”
“حقًا؟”
“نعم، أعدكِ. أنا آسف.”
اعتذر لوكيا بحذر وهو يراقب تعابير وجهي.
عندما رأيت تعبيره الحائر، لم أتمالك نفسي إلا أن أبتسم بخفة.
“حقًا، كيف يمكنني أن أغضب أكثر عندما تبدو هكذا؟”
عندما ابتسمت، تبعني لوكيا وابتسم أيضًا.
وهكذا، ساد جو لطيف داخل المكتب.
بينما عاد لوكيا إلى عمله في مراجعة الأوراق، شعرت برضا كبير، وكأنني والد يرى ابنه وقد كبر وأصبح شخصًا رائعًا.
‘إنه من تربيتي، لكنه حقًا أصبح شخصًا مذهلًا.’
تذكرت كل تلك الصعاب التي مررنا بها للوصول إلى هذا اليوم.
المكائد التي دبرها الأعداء لاغتيال لوكيا.
الأزمات التي كادت أن تكون نهايته عدة مرات.
لكننا تجاوزنا كل تلك المحن معًا، واستعاد لوكيا أخيرًا مكانته كولي للعهد.
والآن، كان يستعد لتتويجه قريبًا.
لهذا السبب، شعرت أن الوقت قد حان…
أخرجت الأوراق التي أعددتها مسبقًا.
“صاحب السمو، لدي أمر مهم أريد التحدث معك بشأنه اليوم.”
“هم؟ ما هو؟”
رفع لوكيا رأسه بنظرة مستفسرة، وقد شعر من موقفي أن الأمر غير عادي.
ابتلعت ريقي بصعوبة.
لقد حان اللحظة التي كنت أتخيلها فقط في أحلامي.
“في الواقع… أريد أن أناقش موضوع زواجك.”
“زواج؟”
اتسعت عينا لوكيا بدهشة.
وفي اللحظة التالية، انتشرت في عينيه لمعة توقع مشرق.
كما توقعت، بدا سعيدًا بالفكرة.
‘كما هو متوقع، لا أحد يفهم قلب صاحب السمو أكثر مني.’
ناولته اقتراح الزواج بثقة وقلت:
“في الحقيقة، وجدت سيدة مناسبة لك. أعتقد أنها ستكون شريكة رائعة لك، وأرغب في بدء ترتيبات الزواج من الآن.”
“………”
ارتعشت عينا لوكيا الحادتان بوضوح.
بدا كأنه تمثال حجري، مجمد في مكانه.
“صاحب السمو لوكيا؟”
أملت رأسي جانبًا وناديته مرة أخرى، لكنه ظل صامتًا تمامًا.
وأخيرًا، فتح شفتيه.
“…لماذا؟”
“ماذا؟”
“لماذا عليّ أن أفعل ذلك؟”
حسنًا، الإجابة واضحة. ارتباط البطل الرئيسي بالبطلة أمر بديهي في سير القصة.
“لأن… حسنًا، لأن جلالتك قد وصلت إلى سن الزواج الآن…”
بالطبع، لا يمكنني قول الحقيقة، لذلك تظاهرت بإعطاء سبب عادي بينما لوّحت أمام عينيه بصورة البطلة الأصلية من القصة.
“أمم، جلالتك؟ هل تسمعني؟”
لكن لوكيا لم يكن ينظر إلى الصورة، بل استمر في التحديق في وجهي مباشرة وكأن الصورة غير موجودة.
“إذن، ما تحاولين قوله هو…”
وفي اللحظة التالية، صوت تمزيق حاد صدر عندما قبض يده على الأوراق بقوة.
“أنكِ تطلبين مني أن أتزوج؟”
ارتعش كتفي دون وعي. ردة فعله كانت بعيدة تمامًا عن توقعاتي.
“هذا… نعم… نوعًا ما…”
أومأت برأسي بحذر وأنا أراقب تعابير وجهه، التي أصبحت شاحبة أكثر. بدا أنه يريد قول شيء، لكنني رفعت يدي بسرعة لإيقافه.
“انتظر! أولاً، دعنا نهدأ. استمع لما أريد قوله.”
في محاولة لإقناعه، أمسكت بالصورة وبدأت أشرح بهدوء:
“اسمها ليلى كاليسوف، وهي كاهنة في برج السحر بالقارة الشرقية. بالنظر إلى وضعك الحالي وحالتك الصحية، أعتقد أن السيدة كاليسوف ستكون الخيار المثالي…”
بينما كنت أشرح، ظل لوكيا ينظر إلى الأسفل، يعض على شفتيه بصمت. بدا وجهه مليئًا بالكآبة لدرجة جعلتني أقطع حديثي بخجل.
“…بالتأكيد ستنال إعجابك، جلالتك.”
لكن، مرة أخرى، لم يرد لوكيا. كان ينظر بهدوء إلى زاوية المكتب قبل أن يرفع رأسه فجأة وينظر إلي مباشرة.
“كيف يمكنك أن تكوني واثقة من ذلك؟”
“هذا… لأن…”
تلعثمت في كلماتي. أردت أن أقول، “لأنني أعرف مستقبلك”، لكن لا يمكنني البوح بالحقيقة أبدًا.
لا يمكنني أن أخبره أن هذا العالم هو مجرد قصة، وأن ليلى هي البطلة التي ستصبح شريكته في النهاية.
لكن…
لأجل سعادته، يجب أن ينتهي به الأمر مع ليلى. هذه هي “النهاية السعيدة” لهذا العالم.
دفعت الصورة باتجاهه مجددًا بابتسامة باهتة.
“أرجوك، فقط ألقِ نظرة عليها. إنها جميلة حقًا. عندما تراها، قد تغير رأيك…”
لكن فجأة، شعرت بالصدمة وأغلقت فمي.
نهض لوكيا فجأة من مكانه، وقبل أن أدرك ما حدث، كان قد أتى نحوي وأمسك بمعصمي بقوة.
“جلالتك؟”
في اللحظة التالية، انقلب العالم من حولي.
وجدت نفسي ممددة على المكتب، ناظرة إلى السقف. أدركت بسرعة أنه هو من دفعني إلى هناك.
تناثر قماش فستاني الفاخر، وانتشرت الأوراق المتكدسة على المكتب في كل اتجاه، تصدر صوتًا عاليًا أثناء سقوطها على الأرض.
لكن لم أستطع حتى التفكير في التقاطها.
نظر إليّ لوكيا من أعلى بوجه خالٍ من التعبير.
رفع أمامي وثيقة اقتراح الزواج المجعدة، ثم تحدث بنبرة هادئة تخلو من أي عاطفة:
“إذن، هذا يعني أن هذه الوثيقة……لم تُكتب من قِبَل أحد غيرك. بل هي من إعدادك أنتِ، بيديكِ.”
لم أستطع الرد.
مرت عشر سنوات منذ لقائي الأول مع لوكيا عندما كان طفلًا صغيرًا.
لكنني لم أرَ ملامحه بهذه البرودة من قبل، ولو لمرة واحدة.
حتى عندما أصدر أمر النفي لدوق ديستانت الذي حاول اغتياله، لم يكن وجهه بهذه الدرجة من الرهبة.
وفي الوقت نفسه، شعرت بارتباك كبير.
على الرغم من أن هذه التعبيرات كانت جديدة بالنسبة لي، إلا أن نظرات عينيه حملت شعورًا مألوفًا بشكل غريب.
“إنها تمامًا كما وصفت في القصة الأصلية…”
بينما كنت أتذكر وصف الرواية التي تجسدت داخلها، رفعت نظري إلى وجه لوكيا المتجمد والبارد.
كان ذلك الوجه… وجه بطل الرواية في قصة مظلمة من فئة “روايات 19+ المليئة بالمعاناة”.
~ ترجمة سول .
~ أنستقرام : soulyinl