The beloved new daughter-in-law of the wolf mansion - 27
خرجت من غرفة سيدريك وتوجَّهت مباشرةً إلى غرفتي.
حتى أثناء سيري، كان ذهني مشغولًا بالكامل بالتفكير في كيفية إقناع آرسين.
‘قال لي السيد سيدريك ألا أقلق، ولكن…’
سيكون الأمر كارثيًّا إذا ذهب آرسين إلى المعبد وبكى قائلاً إنه لا يريد الزواج بي.
انعكس على زجاج النافذة وجهٌ جادٌّ إلى حدٍّ ما.
‘لذلك عليَّ أن أُلاطف آرسين جيدًا وأجعله يقول إنه يريد الزواج بي…’
كنتُ أسير محدِّقةً في الأرض، غارقةً في التفكير.
المشكلة أنني كنتُ مركزةً تمامًا على النظر إلى الأرض، فلم ألحظ الشخص الذي كان يقترب مني بخطواتٍ واسعة.
‐ بووم!
واصطدمتُ بقوةٍ بأحدهم.
“آه، مؤلم …”
“لا يمكنكَ الدخول، السيد مشغولٌ بأمرٍ مهمٍ حاليًا …. آه، آنستي!”
رأيتُ إيثان يقترب مسرعًا من بعيد.
وصل بسرعة، وأدخل يده تحت إبطيّ فجأةً ليساعدني على النهوض.
“هل أنتِ بخير؟ هل تأذيتِ في مكانٍ ما؟”
“هاه؟ لا، لا، أنا بخير، ولكن…”
نظرتُ إلى الشخص الذي اصطدمتُ به للتو.
كان الرجل العجوز، الذي اصطدمتُ به، يحدّق بي بنظرةٍ شرسة، دون أن يبدي أيّ نيةٍ للاعتذار.
تجمَّدَت أطرافي من شدَّةِ تلك النظرة.
بدافعٍ غريزي، تشبَّثتُ بإيثان، فحملني بين ذراعيه على الفور.
“… آنستي؟ هل أنتِ بخير؟”
لففتُ ذراعيّ بقوةٍ حول عنقه.
‘لماذا يحدِّق بي هكذا…؟’
حتى لو كنتُ أنا من ارتطم به بالخطأ، فهو أيضًا يتحمَّل جزءًا من المسؤولية.
لكن، رغم ذلك، لم يُخفِ الرجل العجوز مشاعره العدائية تجاهي.
وفجأةً، حين التقت أعيننا، أدركتُ هويته.
‘آه!’
إنه الشخص الوحيد من بين الشيوخ التسعة الكبار الذي رفض مودَّتي؛ إستر.
حاولتُ من قبل اغراءه بالطريقة نفسها.
لكنه كان يهرب في كلَّ مرة، مما جعل محاولاتي تبوء بالفشل.
‘حتى أثناء الاجتماع، كان يُحدِّق بي بنظراتٍ حادة.’
من الواضح أنه يكرهني بشدَّة.
لكن حينها ….
‘هاه؟’
فركتُ عينيَّ، ظننتُ أنني أتخيَّل.
لكن رؤيتي كانت واضحة.
‘ما هذا؟’
من خلف إستر، كانت هناك هالةٌ داكنةٌ مائلةٌ إلى الحمرة تتلوَّى بشكلٍ مريب.
طاقةٌ مشؤومة، وكأنها على وشك ابتلاعه بالكامل.
وفي تلك اللحظة ……
بدأت تلك الهالة الغامضة تتسلَّل نحوي ببطء.
‘م-ما هذا…؟’
بما أن إستر لم يكن يتحرك، بدا أنه ليس هو من يتحكم بتلك الهالة، بل كانت تتحرك من تلقاء نفسها، مستقلةً عن إرادته.
في البداية، كانت تحيط به كما لو أنها ستبتلعه، لكنها الآن اقتربت حتى أصبحت أمامي مباشرةً.
حاولتُ التراجع، لكنني لم أتمكن من ذلك لأنني كنتُ لا أزال بين يديّ إيثان.
كل ما فعلته هو أنني تشبَّثت بعنقه بقوة.
“آنستي؟ آنستي؟”
لاحظ إيثان أن هناك شيئًا خاطئًا، فناداني بقلق.
لكن لم تكن لديّ القدرة على الرد، فاكتفيتُ بهزِّ رأسي بشحوبٍ شديد.
‘ما هذا؟ لا أريد هذا…’
والأسوأ من ذلك، أنني لم أستطع حتى النطق.
شعرتُ وكأن شيئًا قد عَلِقَ في حلقي، مانعًا صوتي من الخروج.
ظلَّ إستر واقفًا في مكانه، يحدِّق بي بثبات.
وحين غطَّت الهالة الداكنة المحمرّة رأسي بالكامل ….
– فلاش!
انبثق من العدم ضوءٌ ساطع، التهم تلك الهالة المريبة.
في لحظةٍ واحدة، شعرتُ بأن قوَّتي تتلاشى من جسدي.
‘م-ما هذا…؟’
تجمَّد إستر في مكانه، وشحب وجهه فجأةً، وتراجع خطوةً إلى الخلف.
وبينما كان يتراجع، تراجعت أيضًا تلك الهالة المشؤومة، لكنها بعد لحظاتٍ اشتعلت مجددًا.
ومع ذلك، بدا وكأنها مقيّدةٌ بقوةٍ خفية، فبدأت بالانسحاب تدريجيًّا إلى داخل جسده.
وعاد وجه إستر إلى صرامته المعتادة.
كنتُ أرتجف بلا كلام، فهزَّني إيثان بلطف.
“آنستي! آنستي! علينا استدعاء السيد هيرن ….”
“تسك!”
نقر إستر بلسانه، مستهزئًا.
عقد إيثان حاجبيه بإحكام، غير متقبِّلٍ لتصرُّفه.
“ما هذه الوقاحة، أيها الشيخ إستر! هذه الآنسة ستصبح قريبًا سيدة عائلة ييكهارت …..”
“لكنها حتى الآن لا تزال مجرد فردٍ من العائلة المعادية لنا.”
ردَّ إستر ببرود.
لكنني كنتُ مشوشةً للغاية مما رأيته للتو، فلم أكن قادرةً على التركيز على حديثهما.
يبدو أنني كنتُ الوحيدة التي رأت ذلك الضوء المشع.
وكذلك تلك الهالة المشؤومة.
‘ما هذا بحق خالق السماء…؟’
نظرتُ خلف إستر بقلق، ورأيتُ شيئًا أكثر غرابة.
تلك الهالة السوداء المائلة إلى الحمرة، التي عادت إلى جسده سابقًا، كانت الآن تزحف ببطءٍ خارجةً منه مجددًا.
لكن هذه المرة، كانت تتشعَّب إلى عدَّة أجزاء، تنتشر في أرجاء القصر بالكامل.
في الوقت نفسه، تسلّلَ شعورٌ مشؤومٌ إليّ.
إحساسٌ باردٌ انتشرَ من الرأسِ حتى أخمصِ القدمين.
وكما توقّعتُ، سرعانَ ما عمّت الفوضى في الطابق العلوي.
حاولت جاهدَةً الإفلاتَ من بينِ ذراعيّ إيثانِ والقفزَ إلى الأرضِ.
“دَعني، دَعني أنزل، إيثان! أنزلني حالًا!”
“ماذا؟ ولكن، آنستي، عليكِ أن تخضعي لفحص السيد هيرن…”
أجاب إيثان بتردّد، لكنه لم يُمسكني بقوّةٍ، خشيةَ أن يؤذيني.
وعندما واصلت التململ والإصرار على النزول، اضطرَّ أخيرًا إلى إنزالي.
ومن دون أن أولي إستر أيَّ اهتمامٍ، هرعت مُسرِعةً نحوَ الطابقِ العلوي.
“س-سيدي الصغير! لا…!”
“آنستي، يجب أن تعودي!”
“لكن الآنسة … ليس لديها القدرةُ على علاج السيد الصغير…”
“يا إلهي، سيدي الصغير!”
كانت الخادمات يتحرّكنَ بقلقٍ أمامَ غرفةِ آرسين.
شققتُ طريقي بينهنَّ واندفعتُ نحوَ الداخل.
عندها، امتدَّت يدٌ لمنعي.
“آه، آنستي …!”
كانت كلوي.
وقفت الخادماتُ حائراتٍ في وجهي.
يبدو أنهنَّ على علمٍ بعدم استقرار قواي.
ولكنّ حالةَ آرسينَ الخطيرةِ لم تكن لتسمحَ لهن بمنعي أكثرَ من ذلك. لقد رأيت تردّدهنّ بوضوحٍ.
“ابتعدوا عن طريقي! يجبُ أن أذهب إلى آرسين!”
من خلال بابٍ مواربٍ قليلًا، سمعتُ صوتَ أنفاسٍ متقطّعةٍ ومختنقة.
عندها فقط، تنحّت الخادماتُ عن طريقي.
اندفعت مُسرعةً إلى سريرِ آرسين.
“آرسين، آرسين، هل تسمعُ صوتي؟”
“آه… آاه!”
كان العرقُ الباردُ يتصبّب من جبينه.
وامتلأت عيناهُ الكبيرتان بالدموع التي انسابت على وجنتيه.
تقَلَّص وجهه بشدّةٍ من الألم.
ومن بين أكمام ملابسه الفضفاضة، برزَت بقعٌ داكنةٌ ذات لونٍ قرمزيٍّ قاتم.
في تلكَ اللحظة، خطر ببالي فجأةً تدفّقُ الهالة المشؤومة التي انبعثت من إستر قبلَ قليلٍ وانتشرت في أنحاءِ القصر.
لكن لم يكن هناكَ وقتٌ للتفكير أكثر.
لأن آرسين بدأ يُصابُ بنوبةٍ أخرى على الفور.
أمسكتُ بيديه بكلتا يديّ على عجل.
ثم همستُ برفق.
“آرسين، تماسك، حسنًا؟ سأجعلُ الألمَ يزول فورًا …”
خشيت أن أُفلت يده، فشدَدتُ على يديه وأخذتُ نفسًا عميقًا.
وحاولت استخدام قُدرتي.
“……..”
“………”
لكن شيئًا لم يحدُث.
‘لماذا… لماذا لا تعمل؟’
هل كان ذلكَ بسبب ارتباكي؟
لقد كان كلُّ شيءٍ على ما يرامٍ حتى يوم أمس.
استجمعتُ أنفاسي من جديد، وركّزتُ كلَّ طاقتي في يدي آرسين.
لكن القوةَ التي كانت تتدفّقُ دومًا بسلاسةٍ، كما لو كانت ماءً جاريًا، لم تستجب هذه المرة، وكأن شيئًا كانَ يُعيقُها.
‘لماذا… ماذا يحدث؟’
من دون قدرتي، أنا لا شيء.
حاولت مرارًا، لكن النتيجةَ كانت واحدةً في كلِّ مرة.
لقد أتيت إلى ييكهارت لأُعالجَ آرسين، لكنني الآنَ أقفُ عاجزةً وهو يتألّم.
آرسين، الذي كان يبكي ويتصبّب عرقًا، باتَ الآنَ مستلقيًا بصمتٍ، خائر القوى.
لأول مرةٍ منذُ قدومي إلى ييكهارت، رأيت حالته الحقيقيّة، وكانت أسوأَ ممّا توقّعت.
كنتُ واثقةً من قدرتي على علاجه، والآنَ أشعر بأنني حمقاءُ للغاية.
“آرسين، آرسين! تماسك! آرسين…!”
ربّما لأنني أفرطت في محاولة استخدام قوتي، فقد ظهر ضبابٌ أخضرٌ خافتٌ لبرهةٍ ثم تلاشى.
‘لا! لا يُمكنني التحوّل الآن!’
لم أعالجه بعد، ولا يمكنني المخاطرة بالتحوّل الآن.
بأطراف أصابعي المرتعشة، تحسّست وجهَهُ المبلّل بالدموع والعرق.
“أرجوكَ ….”
كان وجه آرسين شاحبًا بشدّة.
شاحبًا إلى درجة أنه بدَا وكأنهُ سيتوقّفُ عن التنفّسِ في أيّةِ لحظة.
عندها فقط، بدأَ ضبابٌ أخضرٌ خافتٌ يَتصاعدُ في الهواء.
– بوووم!
عند الإحساس المألوف، أغلقت عينيَّ بقوةٍ.
وفي اللحظة ذاتها، فُتِحَ الباب بعنف، وخطا رجلانِ مألوفانِ إلى الداخل.
كانَ وجهاهما شاحبينِ تمامًا.
كانا السيد سيدريك والطبيب هيرن.
لكنني لا أملكُ الوقتَ لتحيّتهما.
لأنه كانَ بإمكاني الشعور بعدم استقرار جسدي بوضوح.
‘لا يُمكنني التحوّل الآن…’
وإلّا، فلن أتمكّن من علاج آرسين كما ينبغي.
لكن، كان بإمكاني الإحساس بيده بوضوحٍ بين يديّ.
فتحت عينيَّ ببطء.
كنت واثقةً من أنني كنت على وشك التحوّل، لكن جسدي ما زالَ على حاله البشريّ.
“إذًا…”
نظرت إلى جسدي ببطء.
وراءَ ظهري، برزَ زوجٌ صغيرٌ من الأجنحة ذات اللون القمحي.
وفي لحظةٍ، شحبَ وجهي تمامًا.
ففي رانييرو، كان التحوّل الجزئيّ يُعتبَر دليلًا على الضعف، وعارًا لا يُغتفر.
لكن، قبل أن أُفكّر في ذلكَ أكثرَ، أمسكَ أحدُهم بمعصمي فجأةً.
“هذا جنون… لماذا لم يوقفها أحد؟ بهذا الشكل، ستــ ….”
“سيد سيدريك …. ثمة خطبٌ ما. قدرتي لا تعمل بشكلٍ صحيح. يجبُ أن أُعالجَ آرسين…”
وبينما كنتُ أتمتمُ بهذه الكلماتِ بصعوبة، انزلقت دمعةٌ صامتةٌ على خديّ.
زفرَ سيدريك بعمقٍ، ثم ساعدني على النهوض.
شعرتُ بأجنحتي الصغيرة تصطدم بفخذه.
“لينسي، اهدئي. هيرن سيتكفّل بآرسين. لذا …..”
لكنني هززتُ رأسي رفضًا.
لقد أتيتُ إلى ييكهارت لأُعالج آرسين.
وإنْ لم أفعلْ، فسأكونُ مجرّد عالةٍ عليهم.
فضلًا عن ذلك ……
‘آرسين هو أول صديقٍ لي.’
يجبُ أن أُعالجه.
شدَدت على يده، وأغمضت عينَيّ بقوّة.
“رجاءً …..”
وفي تلكَ اللحظة،
استجابَ القدرُ لدعائي.
شعرت بوضوحٍ بالعائق الذي كان يسدُّ قدرتي وهو ينفتح فجأة.
وانبثَقَ ضوءٌ أخضرٌ ساطعٌ من بينِ يديّ، ليملأَ الغرفةَ بأكملِها.
[يُتبع في الفصل القادم …….]
– ترجمة خلود