The beloved new daughter-in-law of the wolf mansion - 26
“بعد عشرة أيام؟”
عندما سألت مجددًا، أومأ سيدريك بهدوءٍ وأجاب.
“نعم، بعد عشرة أيام.”
أخذ قطعةً من بسكويت الزبدة من على الطاولة ووضعها في فمي.
بينما كنت أمضغ بسكويت الزبدة، كنت أستمع إلى كلمات سيدريك. انتشرت نكهة الزبدة الناعمة بسرعةٍ في فمي، مما جعلني أشعر بالسعادة.
“ليس عليكِ تحضير أيّ شيء، فقط عليكِ الذهاب وقول إنكِ تريدين الزواج من آرسين.”
مسح سيدريك فتات البسكويت عن أطراف أصابعه بمنديل.
استمعت إلى سيدريك بصمت، ثم أملت رأسي متسائلة.
“إذن، هل أذهب بمفردي؟”
“لا، يجب أن يذهب آرسين معكِ.”
قال سيدريك بحزم.
“حتى لو كان الزواج بين العائلات، فإن المعبد يقدّر رغبة الأطراف المعنية قبل كل شيء.”
بمعنى آخر، كان عليّ الذهاب إلى المعبد، والإمساك بيد آرسين بإحكام، والصراخ بــ ‘أريد الزواج!’ ثم العودة.
“أنا لا أمانع.”
لكن المشكلة كانت في آرسين.
كان آرسين يتبعني جيدًا، لكن ذلك كان فقط لأنني كنت أول صديقةٍ له.
هل آرسين يُدرك حتى ما هو الزواج؟
آرسين يبلغ من العمر سبع سنواتٍ فقط. هو لم يفهم حتى معنى “الصداقة”، فكيف بالزواج؟
كما لو أن سيدريك قرأ أفكاري، تحدث بلطفٍ لطمأنتي.
“سأتحدث مع آرسين مسبقًا، لذا لا داعي للقلق.”
عبست بجدية.
بكلِّ تأكيد آرسين يقلّدني، ولكن ذلك كان بسبب رغبته في منافستي أكثر من أيّ شيءٍ آخر.
خفضتُ صوتي وهمست.
“لكن… ماذا لو قال آرسين في المعبد إنه لا يريد الزواج بي؟”
“يجب أن نتأكد من أن ذلك لن يحدث.”
قال سيدريك بحزم.
زاد كلام سيدريك من قلقي.
إذا بكى آرسين في المعبد وقال إنه لا يريد الزواج بي، فسينتهي كلُّ شيء.
‘ماذا أفعل؟ هل يجب أن أمسك بيده باستمرارٍ من الآن فصاعدًا؟’
راودتني هذه الفكرة بجدية.
بينما كنت أتأمل بوجهٍ جاد، وضع سيدريك قطعةً أخرى من البسكويت في فمي.
“لماذا تُبدين هذا الوجه الجاد؟ لا يوجد شيءٌ يدعو للقلق.”
“لكن…”
“آرسين فتى ذكي، لذا لن يحدث ما تخافينه.”
قال سيدريك ذلك وكأنه أمرٌ مؤكد.
كان في تعبيره يقينٌ بأنه لن يسمح لي بالعودة إلى رانييرو.
استمعت إلى كلمات سيدريك وأومأت بصمت.
ابتسم سيدريك ببطءٍ، ثم ربّت على رأسي بلطفٍ بيده الكبيرة.
“عندما تتزوجين، ستصبحين رسميًا جزءًا من عشيرة الذئاب. وإذا سارت الأمور على ما يرام، سنقيم لكِ حفلًا.”
“حفل؟”
اتّسعت عيناي بدهشة.
“نعم، علينا تقديمكِ للجميع كفردٍ من عشيرة الذئاب. وآرسين أيضًا.”
“… آرسين؟”
خرج اسمٌ غير متوقع من فم سيدريك.
نظرت إليه بحيرة.
لماذا سيتم تقديم آرسين في حفلٍ الآن فقط؟
في رانييرو، عندما يُولد الأطفال، يُقام حفلٌ في نفس العام لتقدّيمهم لأطفال العشيرة الآخرين.
كان ذلك حدثًا مهمًا يُعرّف به النبلاء والعائلات الكبرى على الطفل.
ولم يكن الأمر مقتصرًا على رانييرو، بل كانت معظم العائلات والعشائر تقيم حفلات تقديمٍ لأطفالها في سنة ولادتهم.
“لكن آرسين لم يتم تقديمه رسميًا بعد؟”
“لقد كان مريضًا، وحدثت الكثير من الأمور، لذا لم يُقدَّم رسميًا حتى الآن.”
عندما سمعتُ كلمات سيدريك، مرت ذكرياتٌ في ذهني.
‘عندما كنت في التاسعة… تم إعلان آرسين رسميًا كوريث.’
لم يكن هناك سوى آرسين كوريثٍ مباشرٍ لعائلة ييكهارت، لذا كان من الطبيعي أن يصبح الوريث.
لكن كان هناك فرقٌ كبيرٌ بين كونه الوريث المنتظر وإعلانه رسميًا كخليفة.
وكان الحفل حدثًا بالغ الأهمية.
‘لكن أرسين لم يتمكن من حضور ذلك الحفل؟’
كنت أعرف ذلك لأن أبي تفاخر بالأمر أثناء العشاء.
لم يتمكن آرسين من حضور أول حفل تقدّيمٍ له.
لقد استنزفت شفيل قوته وجعلته مريضًا مرة أخرى.
تذكرت ملامح ذلك الطفل البريء الذي لم يكن يهتم حتى لو كان مريضًا.
قبضت يديّ بإحكام.
‘هذه المرة، يجب أن أتأكد من أن آرسين يحضر الحفل بأمان.’
بحلول ذلك الوقت، سأكون قد تعلمتُ مجددًا كيّفية استخدام قوتي، وسأتمكن من علاجه جيدًا.
‘إذن… هذا يعني أن الحفل سيُقام قبل عامين مما كان عليه في حياتي السابقة.’
يبدو أن الماضي قد تغيّر بعد أن أتيت إلى ييكهارت.
كان آرسين الآن بصحةٍ جيدة، وكانت الأجواء في ييكهارت أكثر سلامًا من أيِّ وقتٍ مضى.
لكن كان هناك شيءٌ غريب.
‘آرسين… يبدو بصحةٍ جيدةٍ أكثر من اللازم.’
تذكرت الفتى الذي يمكنه الآن القيام بتمارين الضغط معي.
كان من الجيد أن يكون آرسين بصحة جيدة.
لقد جئت إلى ييكهارت لأجعله أكثر صحة.
لكن…
‘لا يمكن لمرضٍ غير قابلٍ للشفاء أن يُشفى بهذه السهولة…’
بالطبع، لقد قمتُ بعلاجه، لكن ذلك كان لمرةٍ واحدةٍ فقط.
لكن آرسين لم يمرض ولو مرةً واحدة منذ ذلك الحين.
هل يمكن أن يكون هذا ممكنًا؟
حتى أنني خضعت لتحوّلٍ إلى طائر في تلك الأثناء، مما منع تلقيه العلاج المناسب.
بعد أن ألقيت نظرةً خاطفة على سيدريك لأراقب رد فعله، فتحت فمي بحذر لأتحدث.
“لكن، سيد سيدريك، لديَّ شيءٌ أريد أن أسأل عنه.”
“اسألِ.”
“آرسين… كم مرةً كانت تظهر أعراضه عادةً؟”
خوفًا من أن يُسيء سيدريك فهمي، أضفت على عجل.
“لأنني بحاجةٍ لمعرفة كيّفية علاجه!”
قطّب سيدريك جبينه قليلًا قبل أن يجيب.
“حسنًا، عادةً ما كانت حالته تسوء مرةً واحدة في الأسبوع تقريبًا.”
مرة واحدة في الأسبوع.
لكن آرسين ظل بخيرٍ تمامًا لمدةٍ تقارب الشهر الآن.
‘هل علاجي هو ما جعل الفاصل الزمني بين النوبات يطول؟’
إن كان كذلك، فهذا خبرٌ مفرح.
وعلى أيّ حال، كنت أتمنى ألا يمرض آرسين مجددًا حتى أتعلم كيّفية استخدام قدراتي مرة أخرى.
لأنه إذا مرض قبل ذلك، فلن أتمكن من علاجه.
ربما أدرك سيدريك قلقي، فتحدث بنبرةٍ لطيفة.
“لا داعي للقلق كثيرًا، لينسي. آرسين بخير الآن، وذلك بفضلكِ. وأيضًا ….. لا، سأخبركِ عندما أتأكد.”
ثم فتح سيدريك باب المكتب ليُشير لي بالمغادرة، وحتى أنه أعطاني قطعة البسكويت بالزبدة التي كنت آكلها قبل قليل.
بعد أن انحنيت شاكرة، خرجت من المكتب.
* * *
“ماذا عن التحقيق الذي طلبت منكَ إجراؤه من قبل؟”
انحنى هيرن قليلًا أثناء مراجعته للسجل الطبي.
“لقد تلاشت العلامات قليلًا، ولاحظت أن لعنة السيد الصغير قد ضعفت بشكلٍ واضح.”
“حتى بدون علاج؟”
“نعم.”
ناول هيرن السجل إلى سيدريك.
“حتى بدون أيّ علاجٍ إضافي، تستمر لعنة السيد الصغير في الضعف. ربما ذلك بسبب العلاج السابق …..”
تذكّر كلٌّ من هيرن وسيدريك نفس الحادثة.
الحادثة التي استخدمت فيها لينسي قدراتها بشكلٍ متهورٍ لعلاج آرسين، مما أدى إلى تحوّلها إلى طائر.
“أعتقد أن ذلك العلاج ربما قمع لعنة السيد الصغير.”
“لكن، هيرن، إذا كان كلامكَ صحيحًا …..”
فهذا يعني أن قدرة لينسي يمكنها رفع لعنةٍ قديمة.
بمعنى آخر، فإن قدرة رانييرو تمتلك القوة الكافية لكسر لعنة أرض تمار، الأرض الملعونة.
ساد الصمت بين هيرن وسيدريك للحظة.
وكان سيدريك هو من كسر الصمت أولًا.
“لا تخبر أحدًا بهذا.”
“نعم، يا سيدي.”
“تأكد من ألا يتسرّب هذا الأمر. لا نعلم ما الذي يدور في ذهن رانييرو.”
كان اقتراح سيدريك للزواج السياسي مع رانييرو قائمًا على بصيصٍ من الأمل.
لم تكن هناك طريقةٌ معروفةٌ لفك اللعنة، لكن كان يأمل أن تكون القدرة التي تُعرف ببركة الحاكمة قادرةً على ذلك.
والآن، كانت اللعنة تضعف بالفعل.
كان هذا الخبر مفرحًا بالنسبة لسيدريك، لكنه في الوقت نفسه خبرٌ سيئ.
‘هل رانييرو يعرفون عن هذا مسبقًا؟’
تمار، الأرض القديمة الملعونة.
على الرغم من أنها كانت ضمن أراضي عشيرة الذئاب حاليًا، فقد أعلن المعبد أن من يرفع اللعنة سيكون له الحق في امتلاك الأرض.
وبما أن الأرض لم تكن صالحةً للسكن بسبب اللعنة منذ زمنٍ طويل، فقد كان من الغامض اعتبارها ملكًا لعشيرة الذئاب.
إن كان رانييرو يعرف أن قدرته يمكنها رفع اللعنة القديمة …..
‘إذًا، هذا يُفسر سبب إنجابهم لهذا العدد الكبير من المرشحين للوراثة.’
كان لدى رانييرو أكثر من عشرة أفرادٍ من السلالة المباشرة، بما في ذلك لينسي.
على الرغم من أن أمهاتهم مختلفات، إلا أنهم جميعًا ورثوا دماء رانييرو ووُلدوا بقدرتهم الخاصة.
لطالما كانت هناك شائعاتٌ بأن رانييرو مهووسٌ بتطوير قدرات أطفاله.
إذا كان ذلك كله من أجل رفع لعنة تمار، فالأمر بدأ يصبح منطقيًا.
لكن إن كانوا يعرفون مسبقًا …..
‘لماذا إذًا قبلوا الزواج السياسي بهذه السهولة؟’
لو كانوا يعرفون أن قدرتهم يمكنها رفع اللعنة، لما سلّموا فردًا من نسلهم المباشر لعشيرة الذئاب؟
قبلوا الزواج السياسي بكلّ سهولة.
‘لا شيء من هذا منطقي.’
كان الأمر أشبه بوجود قطعةٍ ناقصةٍ في اللغز، مما جعل جميع الأحداث المتتالية تبدو غير مترابطة.
قرر سيدريك إبقاء الأمر سرًا في الوقت الحالي.
“أحضر بعضًا من تربة تمار الملعونة. علينا أن نحقق في الأمر بعمق أكثر.”
تربةٌ تحمل نفس اللعنة التي يعاني منها آرسين.
لم يتمكنوا من اكتشاف أيّ شيءٍ في تحقيقاتهم السابقة.
بل والأسوأ، أن بعض التربة تسربت، مما أدى إلى إصابة كلِّ من لمسها بلعنةٍ عُرفت بـ”المرض العضال”، والذي تسبب في وفاتهم.
بعد ذلك، تخلى سيدريك عن البحث في لعنة تمار.
‘لكن الوضع مختلفٌ هذه المرة. يستحق الأمر إعادة التحقيق.’
إن كان رانييرو قد تحرك بالفعل، فعلى عشيرة الذئاب أن تستعد أيضًا.
انحنى هيرن بعمق.
“سأبذل قصارى جهدي للحصول عليها.”
“كن حذرًا، إنها مادةٌ خطرة. اطلب أيَّ موارد تحتاجها.”
تحدث سيدريك بنبرةٍ هادئة.
لكن في تلك اللحظة ….
“…ما هذا الصوت؟”
بدأت أصواتٌ صاخبة تتردد من الخارج.
[ يُتبع في الفصل القادم ……]
– ترجمة خلود