The beloved new daughter-in-law of the wolf mansion - 24
“ه-هل أنت …. بخير؟”
كانت الذكرى الأولى قوية.
ظهر طائرٌ صغيرٌ فجأةً من العدم واصطدم مباشرةً بوجه آرسين.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل بسبب رفع التحوّل، انتهى الأمر بآرسين مُلقى أسفل فتاة.
“م-ما هذا…؟”
اندهش آرسين أولًا لرؤية طفلةٍ من عشيرةٍ أخرى لأول مرة، ثم صُدم مجددًا عندما أدرك أن هذه الطفلة جاثمةٌ فوقه.
لأول مرةٍ في حياته، غطى ثوبٌ فاخر وجهه بالكامل.
قفزت الفتاة بسرعةٍ واقتربت من آرسين لمساعدته على النهوض.
ثم، وهي تحدّق في كفه المجروح بعينين قلقتين، قالت.
“أ-أنا آسفة. لحظة واحدة فقط!”
وفي لحظة، شفت جرحه.
وقبل أن يتمكن آرسين حتى من سؤالها عن أيّ شيء، ظهر إيثان وإحدى الخادمات.
أما الفتاة الغامضة، فقد أخذتها خادمةٌ أخرى إلى مكانٍ ما.
“إذًا، من تكون تلك الفتاة؟”
كان آرسين فضوليًّا بشأن الطفلة التي تتجول بحريةٍ في منزله.
أمسك بأطراف ثياب الخادمات وسأل، لكن لم يُقدِّم له أحدٌ إجابةٍ واضحة.
لم يمضِ وقتٌ طويلٌ حتى …..
“لا!! لا أريد ذلك!!”
بينما كان يجادل إحدى الخادمات، رافضًا تناول الدواء اللزج المقزز ……
ظهرت الفتاة الصغيرة مرةً أخرى أمامه فجأة، كما لو كانت تستخدم نوعًا من السحر.
“اسمع، إذا فعلتَ ما أقوله، فلن تضطر إلى شرب الدواء.”
دون أن تنتظر إذنه، قفزت الفتاة إلى سريره.
“اخرجي! قلتُ، اخرجي!”
صرخ آرسين بحذرٍ تجاه الفتاة الغريبة، لكنها لم تُعره اهتمامًا وأمسكت بيده.
ثم استخدمت قدرتها وشفت جرحه.
– بوووم!
“تويت ، تويت؟!”
بالطبع، أثناء العلاج، تحوّلت دون قصدٍ إلى هيئتها الحيوانية.
لينسي.
عرف آرسين أخيرًا اسم الطائر الصغير.
ردده في ذهنه، متسائلًا لماذا كانت تبذل جهدًا كبيرًا لعلاجه.
لاحقًا، أخبرته الخادمات بأنها ستكون صديقته.
“صديقة؟”
حتى ذلك الوقت، كان أصدقاؤه الوحيدون هم إيثان، الخادمات، الطاهي أركيم، ورئيسة الخدم رودري.
لكن صديقةٌ في عمره؟
كان ذلك غريبًا عليه، لكنه لم يكن منزعجًا تمامًا.
فقد كانت هذه أول صداقةٍ حقيقيةٍ له على الإطلاق.
لم يُسمح له بالخروج من القصر بسبب مرضه.
وبسبب مرضه المتكرر، لم تتح له الفرصة لمقابلة أطفالٍ آخرين.
لكن الآن، لديه صديقةٌ في سنه.
ومنذ ذلك اليوم، بدأ آرسين يبحث عن الطائر الصغير بانتظام.
كان لها ريشٌ ناعمٌ بلون القمح، وعينان خضراوان زاهيتان كالعشب …..
وكانت تقفز على كتفه وتُغرّد بصوتها المميز.
شعر آرسين بشيءٍ غريبٍ تجاه صديقته الأولى.
أحيانًا، أراد أن يفوز عليها.
وأحيانًا أخرى، أراد أن يدعها تفوز.
الرغبة في الفوز، ثم الرغبة في الخسارة ……
كان ذلك شعورًا غريبًا جدًا على طفلٍ في السابعة من عمره.
بينما كانت صداقته مع الفتاة تتطور، لم يكن آرسين مدركًا لذلك على الإطلاق.
وفوق ذلك كله ……
لم يمرض أبدًا منذ أن عالجته لينسي.
كان من المعتاد أن يمرض كل أسبوع تقريبًا، لذا كان هذا أمرًا غير طبيعي.
“… هذا مذهل.”
كانت قدرة لينسي الشفاء …..
قوةٌ نادرةٌ وثمينةٌ يمكنها علاج جميع الأمراض.
وبسبب مرضه الدائم، لم يكن لدى آرسين فرصةٌ لتعلم الكثير عن العشائر الأخرى.
لذلك، لم يكن يعلم أن “عشيرة الطيور” تمتلك قدرة “الشفاء” إلا من خلال لينسي.
منذ ذلك الحين، بدأ آرسين يقضي وقتًا أطول مع لينسي.
بالطبع، كان يتصرف ببرودٍ أحيانًا، محرجًا من صديقته الجديدة.
لكن رغم ذلك، كان يتناول الطعام معها، ويلعبان معًا في الحديقة.
تمامًا كما يفعل الأطفال العاديون.
ثم في أحد الأيام.
“ل-لا… إن فعلتُ ذلك… فلن أستطيع علاج آرسين…”
نظر إليها آرسين.
“إذا مرض آرسين فجأة… فماذا سأفعل؟”
رمش آرسين محدّقًا بها بصمت.
إن لم تستطع علاجه، فسيكون هو من يعاني.
لكن لماذا كانت صديقته الصغيرة تبدو حزينةً وكأنها هي من سيتألم؟
ومن غير تفكير، نطق بكلماته.
“ماذا؟ هل هذا يتعلق بي؟ إذا كان الأمر كذلك، فلا داعي لأن تعالجيني.”
عند كلماته، اتّسعت عينا لينسي وهي تنظر إليه بدهشة.
شعر بالإحراج، فسعل بخفةٍ قبل أن يكمل حديثه.
“إذا كان الأمر بسببي… فلا تقلقي. المرض لم يعد يهمني.”
لكن ذلك لم يكن صحيحًا.
فــ آرسين كان يكره أن يكون مريضًا أكثر من أيّ شيءٍ آخر في العالم.
لقد نشأ على تناول الأدوية منذ ولادته، وكان الألم بالنسبة له شيئًا لا يُطاق.
ومع ذلك.
لسببٍ ما، أراد بشدةٍ أن يريح صديقته الحزينة.
أراد أن يطمئنها.
بهذه المشاعر البسيطة، رفع آرسين كتفيه متظاهرًا باللامبالاة وقال إنه بخير.
وفي تلك اللحظة، شعر بالفعل أنه يستطيع تحمل المرض حتى بدون علاج لينسي.
‘لقد تغلبت عليه بمفردي من قبل، أليس كذلك؟ إذًا، سيظل الأمر كما هو من الآن فصاعدًا.’
هذا ما كان يعتقده.
حتى ابتلع ذلك المرض الرهيب لا، تلك اللعنة، آرسين مرة أخرى.
حدث ذلك عندما كان مستلقيًا في السرير محاولًا أخذ قيلولةٍ قصيرة.
فجأةً، تحوّلت رؤيته إلى ظلامٍ دامس.
“هاه؟”
جلس آرسين معتدلًا.
لم يكن متأكدًا مما إذا كان ذلك هلوسة، لكنه استمر في رؤية دخانٍ داكنٍ محمرّ يتماوج أمام عينيه.
ثم.
“أغاغغههه!”
اجتاح الألم المعتاد جسد آرسين مرة أخرى.
كلوي، التي كانت تجلس بجواره تخيط زرًا، رفعت رأسها في ذعر.
سرعان ما عمّت الفوضى أرجاء القصر.
هرعت الخادمات، وهنّ معتاداتٌ على هذا الموقف، إلى الطابق السفلي لاستدعاء الطبيب هيرن وإحضار الماء والدواء.
كان آرسين يلهث وهو غارقٌ في عرقه البارد، مطلقًا أنينًا مؤلمًا.
‘آه، هذا مؤلم.’
كان الألم شديدًا لدرجة أنه شعر وكأنه سيموت.
ثم ……
“ابتعدوا! ابتعدوا عن طريقي! يجب أن أذهب إلى آرسين!”
ظهرت لينسي مرة أخرى.
حتى وسط رؤيته المشوشة، كان وجه لينسي الحزين هو الشيء الوحيد الذي رآه بوضوح.
يدها الدافئة قبضت على يده بقوة.
الدفء الذي بدأ ينتشر ببطءٍ من مكان تلاقيهما.
كان جسده هو الذي يعاني، لكنها بكت كما لو أنها هي من تشعر بالألم.
حتى مع عدم مقدرته على فتح عينيه بسبب الألم، كان آرسين يرى كل شيء.
أراد أن يخبرها أنه بخير، لكن الألم كان يخنقه، فلم يستطع الكلام.
عندها …..
تدفقت حرارةٌ دافئة، كأشعة الشمس، من يديهما المتشابكتين.
كنسيمٍ صغير، تدفّقت قوة لينسي الخضراء بلطفٍ في جسد آرسين.
مع تراجع الألم تدريجيًا، زفر آرسين بأنفاسٍ متقطعةٍ ونظر إلى لينسي.
سرعان ما بدأ الألم يختفي، ولم يبقَ منه سوى ذكراه.
أخذ سيدريك لينسي بعيدًا، بينما بقي الطبيب هيرن ليفحص حالة آرسين.
حتى في حالته المرهقة، كان آرسين يُفكر في صديقته التي كانت تبكي بحزن.
لينسي.
كرر اسمها في ذهنه عدة مراتٍ قبل أن يغفو أخيرًا.
في السابعة من عمره ……
كان لا يزال في عمرٍ صغيرٍ جدًا لفهم العديد من المشاعر.
* * *
بسبب تدهور صحة آرسين، تم تأجيل زيارته إلى المعبد.
طلب سيدريك تأخير حضوره، مشيرًا إلى حالته الصحية.
ولحسن الحظ، تم قبول الطلب، مما سمح لآرسين بالبقاء في القصر والراحة لفترةٍ أطول.
ثم…
راقبت بيتي بعناية.
ثم سألتها بتردد.
“بيتي، هل هناك أيُّ قدرة … تجعل الشخص غير قادرٍ على الكلام؟”
“ماذا؟ بالطبع لا، آنستي. لا توجد في العالم عائلةٌ تمتلك مثل هذه القوة.”
ضحكت بيتي كما لو أن سؤالي كان سخيفًا.
ضحكت معها بخفة، لكن داخلي كان مضطربًا.
‘إذًا، ما هذا بالضبط؟’
كانت هناك علامةٌ صغيرة، مثل نقطة، على رقبتي.
أدرت رأسي في المرآة، محاوِلة فحصها من زوايا مختلفة.
‘أعتقد أنها ظهرت في ذلك الوقت.’
بعد لقائي بإستر مباشرةً.
لا شك أن تلك الهالة السوداء المشؤومة التي انبعثت من جسد إستر هي السبب.
في تلك اللحظة، تذكرت فجأةً البقع التي رأيتها تحت ملابس نوم آرسين.
‘البقع…!’
ربما كانت مجرد صدفة، لكن البقع على جسد آرسين كانت تحمل اللون نفسه الذي كانت عليه الهالة الغامضة حول إستر.
‘بمجرد أن لاحظت تلك الهالة، أصيب آرسين بالمرض…’
إذًا، هل هذا هو السبب فعلًا؟
تنهدت بينما شعرت بصداعٍ حاد.
أردت أن أخبر سيدريك بهذا وأطلب نصيحته.
لكن كلما حاولت الكلام، كان حلقي يضيّق وكأنني تحت قيدٍ ما…
‘مهلًا.’
قيد؟
لقد تعلّمت عن ذلك في حياتي السابقة، في رانييرو.
منذ زمنٍ بعيد، ظهرت مجموعةٌ استخدمت القيود السحرية لفترةٍ قصيرة.
لكن، لسببّ ما، انتهى بهم الأمر إلى قتال بعضهم البعض حتى انقرضوا…
‘إذا كان هذا الشيء قيدًا، فهذا ممكن.’
القيود هي تعاويذ تمنع تنفيذ أفعالٍ معينةٍ حرفيًا.
على عكس القدرات، فهي مختلفةٌ تمامًا في طبيعتها؛ إذ تشمل نطاقًا واسعًا وتعد خطيرةً للغاية، مما أدى إلى حظر استخدامها تمامًا.
‘إذًا، هل أنا خاضعةٌ لقيد؟’
بوجهٍ شاحب، لمست حلقي بحذر.
“قيــ—ااااغه!”
كان الأمر مؤكدًا.
لم يكن مؤلمًا، لكن كلما حاولت ذكر القيود، كان صوتي يُحبس في حلقي.
هذا لا يمكن أن يستمر.
نهضت من مكاني بسرعة.
ثم سألت بيتي،
“بيتي، أريد قراءة كتاب حكايات.”
“كتاب حكايات؟ لكن هناك الكثير من الكتب هنا.”
“أوه؟ لا، أعني… المكتبة! أريد زيارة المكتبة!”
حاولت أن أبدو بريئةً قدر الإمكان، مبتسمةً بسذاجة.
“قال لي آرسين إن مكتبة ييكهارت ضخمةٌ ورائعة! أريد أن أراها!”
عندما بدأت بالتوسل، ضحكت بيتي وقالت.
“صحيح، مكتبة ييكهارت ضخمة وواسعة للغاية. هل ترغبين في الذهاب الآن؟”
ابتسمت بلطف ومدّت يدها نحوي.
“نعم! نعم!”
أومأت بحماس وأمسكت بيدها.
جيد.
عادةً ما تحتفظ العائلات بمعظم سجلاتها في مكتباتها.
وبما أن موضوع القيود شائعٌ جدًا لدرجة أنه يُدرّس حتى للأطفال، فلن يكون العثور على المعلومات صعبًا.
حسنًا، سأذهب إلى هناك وأبحث عن معلوماتّ عن القيود.
ابتسمت بينما أمسكت بيد بيتي بقوة، ثم خرجت من الغرفة معها.
[ يُتبع في الفصل القادم …….]
– ترجمة خلود